يسر مركز الزيتونة أن يقدم دراسة علميَّة محكَّمة للأستاذ صابر رمضان، تحت عنوان “دور الحركة الطلابية الفلسطينية في التحرر الوطني: الفرص والمعيقات“. وتتمحور هذه المقالة حول كيفية تفعيل أو بناء حركة طلابية باستراتيجية وطنية منظمة، تُقوّيها في مرحلة التحرر الوطني، لكي تستطيع من خلالها أن تَخرج للميادين الوطنية العامة، بما تحمله من مضامين وطنية سياسية واجتماعية وثقافية. |
لتحميل الكتاب كاملاً، اضغط على الرابط التالي: دراسة علميَّة محكَّمة (1): دور الحركة الطلابية الفلسطينية في التحرر الوطني: الفرص والمعيقات … أ.صابر رمضان (60 صفحة، حجم الملف 1.1 MB) |
– الكتاب متوفر للشراء، عبر: || || || ||
مقدمة عامة:
شهدت الساحة السياسية الفلسطينية منذ سنة 2007 أزمة وطنية عامة، تمثلت في الانقسام السياسي، وجمود مساعي المصالحة، واستمرار تعطيل المجلس التشريعي، وتراجع في سقف المطالب الوطنية، وانسداد الأفق السياسي على صعيد تسوية القضية الفلسطينية، والحراك الميداني الطلابي والشعبي منذ بداية “الهبّة الشعبية” في تشرين الأول/ أكتوبر 2015 كتعبير عن رفض هذه الحالة العامة السائدة في الأراضي الفلسطينية. وفي الإطار ذاته، ازداد التركيز على دور الحركة الطلابية في سياق التحرر الوطني والثوري، ومدى أهمية إعادة تأطيرها وتنظيمها في إطار الأداء الفلسطيني المنظم والموحد لإنجاز التحرر وبناء الدولة المستقلة.
سيكون تركيز الدراسة حول الارتقاء بأداء الحركة الطلابية في الجامعات لتكون أداة تحريكية ضاغطة على المستوى الوطني العام، وإسهامها في عملية التحرر الوطني. فمحرك الورقة، بالإضافة لما سبق، سيتمحور حول، كيف يمكن تفعيل أو بناء حركة طلابية باستراتيجية وطنية منظمة، تُقوّيها في مرحلة التحرر الوطني، لكي تستطيع من خلالها أن تخرج للميادين الوطنية العامة في حالة أيّ طارئ أو مشكلة ذات مضامين وطنية سياسية أو اجتماعية وثقافية، في ظلّ ظروف وسياقات طبيعية ومستقرة سياسياً واجتماعياً في الدولة المستقبلية، وليس فقط في ظلّ مواجهة مع القوة المحتلة، أو في سياقات الانتفاضة المتكررة؟ مع عدم إغفالنا لأهمية البيئة الداخلية للحركة الطلابية داخل الجامعات . وبالتالي فالورقة تأتي على خلفية الأحداث الميدانية المتسارعة ومشاركة الطلبة الواسعة فيها، وارتفاع الأصوات المطالبة بضرورة أن تتبنى الحركة الطلابية الإجراءات، وتنظيم الأنشطة اللازمة للتعبير عن موقفها تجاه الوضع السياسي العام .
إضافة لحالة تفاقم الأزمة التي تعاني منها الحركة الطلابية، والتي تكمن في وجود فجوة بين تغييرات البيئة السياسية المحيطة وبالتالي ولادة الفرص السياسية، وبين غياب ديناميكيات الاستجابة الجماعية لدى الحركة والأطر الطلابية كأداة ضاغطة باتجاه القضايا الوطنية، ولتعبّر عن هويتها ودورها الوطني. وهذا بدوره يترجم في ضعف التحالفات وتشكيلها لدى أطر الحركة، وعمليات التعبئة غير المنظمة. لذلك ما تحتاج إليه الأطر الطلابية هو البحث عن هامش من الاستقلالية، بمعنى أن لا تكون التبعية التنظيمية، كما العلاقة مع إدارة الجامعات، عائقاً أمام تفعيل وتأهيل الحركة الطلابية، لإنجاز شراكات وتحالفات اجتماعية وسياسية وطنية فعّالة، وبالتالي ولادة حركة منظمة حول أهداف ومطالب واضحة في السياق الوطني الواسع.
يصف الباحث جهاد اسعيد هذه الحالة بقوله “إن تبعية الحركة الطلابية لحزب سياسي يضر بأهدافها كحركة اجتماعية لها أهدافها النقابية والسياسية والاجتماعية . لأن من شأن ذلك وفي الظروف الفلسطينية الحالية على الأقل، أن يسهم في حرمان الحركة الطلابية من الاعتراف العام المجتمعي والرسمي، بكونها جسم مؤثر وشرعي في إطار النظام أو البيئة السياسية الوطنية. ويقول الباحث، ثييري مامشيلا Thierry M Luescher-Mamashela ، إن إسهام الحركات الطلابية في عملية التحرر الوطني يكسبها “الشرعية” والاعتراف الاجتماعي والسياسي، الذي يمنحها القوة الكافية والتماسك في مواجهة السلطات، سواء في مرحلة التحرر أم فيما بعد الاستقلال وتكوين الدولة.
وعليه، تظهر حالة الجمود في الحراك الطلابي العام والموحد تجاه حالة الانقسام السياسي وما تبعه من إجراءات على المستوى الوطني والمؤسساتي للنظام السياسي الفلسطيني ، حيث بدأت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وسلطة الأمر الواقع في غزة على تنفيذ عملية فرض التضييق على العمل السياسي والمؤسساتي في الضفة وقطاع غزة، سواء كان على المستوى الرسمي والحكومي، أم على مستوى شبكات العمل الشعبي والمجتمعي، مما ساعد في حرمان الساحة الفلسطينية، ومنذ تفجر أزمة الانقسام السائدة، من أيّ حراك طلابي وطني واسع ومنظم في الضفة الغربية وقطاع غزة، يتجاوز التناقضات الموجودة على مستوى التوجهات الفصائلية الطلابية، لتكون بادرة لتكوين حركة طلابية وطنية، تساعد على تجاوز عقبة التوجهات الفصائلية والتنظيمية.
وعلى النقيض من ذلك تشهد الساحة الفلسطينية وجود حالة من الانخراط القوي والفعّال في أنشطة الانتفاضة الشعبية في الأراضي الفلسطينية، شكلت محوراً للتفكير حول، لماذا لم يتحرك الطلبة في إطار موحد جامعي للضغط باتجاه وقف ظاهرة الانقسام السياسي والوطني، ودعم الأسرى، في الميادين العامة وليس فقط داخل أسوار الجامعات، كما تحركت بقوة تجاه الانتفاضة الشعبية؟ وهو ما يتطلب التعمق أكثر في فهم هذا التناقض من خلال طرح الإشكالية البحثية، وهي كيف يمكن تفعيل وتحفيز الدور الوطني المؤثر للحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية، في ظلّ ما تشهده مسيرة التحرر الوطني الفلسطيني من تطورات سياسية وميدانية مستمرة؟ لقد أشارت الأدبيات المختلفة لهذا المأزق الذي تواجهه الحركة الطلابية ، وبمعالجات وطروحات متعددة وحذرة للغاية.
– الكتاب متوفر للشراء، عبر: || || || ||
أضف ردا