أكّد مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات المتخصص في الدراسات الفلسطينية الأستاذ الدكتور محسن محمد صالح، أنّ الحرب الإسرائيلية ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تُمثِّل مواجهة مباشرة مع المشروع الصهيوني الذي يستهدف الأمة بأكملها، مشدداً على الوقوف إلى جانب إيران في هذه المعركة.
وأوضح د. صالح أنّ بقاء الكيان الإسرائيلي مرهون بضعف الدول المحيطة به، مشيراً إلى أنّ هذه الحرب هزّت النظرية الأمنية والعقيدة العسكرية الإسرائيلية، التي وسّعت من دائرة أمنها ليشمل الشرق الأوسط، من خلال الانتقال من الردع التقليدي إلى الهجوم الاستباقي، وتعزيز أنظمة الإنذار المبكر والنفوذ الإقليمي، إلى جانب اعتمادها سياسة “كيّ الوعي” تجاه خصومها. وأضاف أنّ هذا التحوّل في مفهوم الأمن الإسرائيلي يترافق مع توجّه متزايد لاستخدام القوة لفرض الإرادة، بعيداً عن أي مسار للتسوية السلمية.
وأشار د. صالح إلى أنّ الإسرائيليين بدأوا يشعرون بالاستنزاف خلال هذه الحرب، وأنّ الولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من شراكتها مع حكومة نتنياهو، تضع شروطاً واضحة لأي تدخل مباشر، أبرزها: ضمان قدرة الضربات على تدمير المفاعل النووي الإيراني، وتجنّب التورط في حرب استنزاف، وأن تكون المشاركة الأمريكية ضرورة قصوى.
ونوّه د. صالح إلى أنّ التدخل الأمريكي في هذه الحرب لن يكون سهلاً، لافتاً إلى أنّ إيران دولة كبيرة ويصعب جداً هزيمتها، فهي ترد أحياناً بردود محسوبة وأحياناً بضربات قاسية. كما أشار إلى أنّ شعوب المنطقة تجاوزت خلافاتها الطائفية في موقفها من هذه الحرب، واتّجهت نحو حالة من التضامن، متوقعاً أن تشهد المرحلة المقبلة حراكاً شعبياً وثورات ضدّ الدول المُطبّعة مع “إسرائيل”.
جاء ذلك خلال لقاء حواري نظّمه مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، يوم الخميس في 20/6/2025، في مقره، لمناقشة التطورات المتسارعة عقب العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بمشاركة عدد من الشخصيات الأكاديمية والإعلامية والدينية والسياسية.
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2025/6/24
أضف ردا