مدة القراءة: 21 دقائق

أصل هذه الورقة قام بإعدادها قسم الأبحاث في مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات لصالح وزارة الإعلام اللبنانية.

مقدمة:

تعدُّ عملية طوفان الأقصى التي فاجأت كتائبُ القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الاحتلالَ الإسرائيلي بها صباح يوم السبت في 7/10/2023، ضدّ المستعمرات والمعسكرات الإسرائيلية المحيطة بغزة، حدثاً استراتيجياً، غير مسبوق طوال الخمسة والسبعين عاماً التي مضت على إنشاء “إسرائيل”، حيث اقتحمت كتائب القسام مستعمرات غلاف غزة، واشتبكت مع قوات الاحتلال، وسيطرت على مرافق وميادين رئيسية فيها، وتمّ أسر ما بين 200 و250 أسيراً خلال هذه العملية، وقُتِل أكثر من 1,200 إسرائيلي. كما سقطت “فرقة غزة” بكاملها في أوّل يوم من عملية طوفان الأقصى؛ وهي فرقة تعمل تحت إمرة المنطقة العسكرية الجنوبية في جيش الاحتلال، وهي من قوات النخبة ومقرها قاعدة “رعيم Re’im”، التي تبعد عن قطاع غزة 7 كم، وكانت قاعدة “رعيم” من أول الأهداف التي استهدفتها كتائب القسام. وتكمن مهمة “فرقة غزة” في حراسة الحدود المتاخمة لقطاع غزة، وإدارة عمليات الاغتيال، وتدمير الأنفاق التي تكتشفها في غلاف غزة، وتضمّ لواءَين: شمالي وجنوبي.

وفي المقابل، قرّر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (كابينت Cabinet) بعد العملية تفعيل بند الحرب في “قانون أساس: الحكومة”، الذي يسمح للحكومة بإصدار أوامر بشأن “تنفيذ عمليات عسكرية كبيرة من شأنها أن تؤدي باحتمالية قريبة من اليقين إلى حرب”، وأعلن الجيش الإسرائيلي حالة “تأهب الحرب” وأطلق عملية “السيوف الحديدية” في قطاع غزة.

وقد ترافق العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مع حملة أكاذيب وادّعاءات مضلِّلة حول العملية التي قامت بها حماس بما في ذلك اتهامات بقتل أطفال وعمليات اغتصاب وغيرها مما ثبت كذبه لاحقاً.[1]

اتَّسمت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7/10/2023 بوحشيتها وخصوصاً ضدّ المدنيين، وهو ما وصفَه العديد من الأطراف بجرائم الحرب والإبادة غير المشروعة. وقد حدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوّل خطاب له بعد معركة طوفان الأقصى هدفَيْن رئيسيين لهذه العملية العسكرية، وهما القضاء على حماس، وإعادة الرّهائن من القطاع. وعلى الرغم من عدم تبنّي الحكومة الإسرائيلية لهدف التهجير بشكل رسمي لسكان القطاع كأحد أهداف الحرب المعلَنَة لكونه يُمَثّل جريمة حرب واضحة، إلا أنّ الممارسات الإسرائيلية في القطاع ودعوات التهجير المُعلنة من قِبَل بعض المسؤولين الإسرائيليين، تُبيّن أنّ هذه المعركة هي معركة وجودية لذلك هناك سعيّ إسرائيليّ لتفريغ القطاع من سكانه.

أولاً: الدلالات الاستراتيجية لعملية طوفان الأقصى:

1. سقوط “نظرية الأمن الإسرائيلي” القائمة على مبادئ الردع والإنذار المبكر والقدرة على الحسم؛ والتي أضيف إليها مبدأ رابع سنة 2015 هو مبدأ الدفاع. حيث تهاوت هذه المبادئ الأربعة في هذه العملية.

2. سقوط فكرة “الملاذ الآمن لليهود”: فلأن الأمن هو أمرٌ جوهري في العقيدة الصهيونية وأساس في بنية الكيان الإسرائيلي، باعتباره يوفر ملاذاً آمناً ليهود العالم، وباعتباره قادراً على سحق وردع كل القوى والجيوش في البيئة الاستراتيجية المحيطة؛ فإن الضربة التي تلقاها في الصميم ستُفرغ المشروع الصهيوني من محتواه، وتفقد “أرض الميعاد” جاذبيتها، وتجعل اليهود الصهاينة المقيمين يتطلعون للهجرة المعاكسة وللعودة إلى البلدان التي جاؤوا منها.

3. فشل “إسرائيل” في تقديم نفسها كقلعة متقدمة للعالم الغربي، وكشرطي للمنطقة والقوة المهيمنة فيها. فبعد حالة العجز والفشل في التعامل مع المقاومة الفلسطينية، وبعد سقوط نظرية الأمن، وانهيار الردع، وانكشاف أن “نِمرها” هو ” نِمر من ورق”، أصبح هناك مخاوف حقيقية لدى الغرب أن تكون “إسرائيل” قوة يعتمد عليها في الهيمنة على المنطقة. أدى ذلك إلى ضرب الدور الوظيفي للكيان والأساس الذي أنشئ لأجله، وأدت إلى خلخلة منظومة التحكم والسيطرة الغربية في المنطقة، باعتبار “إسرائيل” حجر الزاوية في تنفيذ السياسة الأمريكية الغربية فيها.

4. وجَّهت ضربة قاسية لمشاريع التطبيع الإسرائيلية مع العالم العربي والإسلامي؛ فمع بروز الأداء البطولي للمقاومة، وانكشاف الوجه الوحشي البشع للاحتلال الإسرائيلي وارتكابه المجازر بحق المدنيين، فإن الأنظمة الحاكمة توقفت عن اندفاعتها تجاه التطبيع.

من جهة أخرى، فَقَدَ التطبيع مبرراً أساسياً لتسويق نفسه، فلسنوات طويلة سعت “إسرائيل” لتقديم نفسها كقوة يُعتمد عليها في إدارة النزاعات في المنطقة، وفي ترجيح كفة أي طرف يتحالف معها ويطبّع معها. وكان ذلك مبرراً للتطبيع لدى عدد من دول المنطقة. غير أن الضربة القاصمة التي تلقتها من مجموعة محدودة من المقاتلين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر قد أضرت بصورتها الرادعة بشكل كبير، ولم تعد قادرة على تسويق نفسها كقوة موثوقة تلجأ إليها دول المنطقة في حلّ نزاعاتها، وفي حسم صراعاتها مع أعدائها.

5. هزّت عملية طوفان الأقصى الكيان الإسرائيلي؛ فقد جعلت موضوع “الوجود” والبقاء لدى الكيان الإسرائيلي محلَّ تساؤل. ولذلك، فإن الكيان رأى أنّ هذه المعركة “معركة الاستقلال الثانية”[2] أو “معركة وجود”؛[3] كما قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف جالانت Yoav Gallant، إنه إذا لم يُفكّك الجيش قدرات حماس بشكل كامل، “فلن نتمكن من العيش في إسرائيل”.[4] وهزّت العملية الوضع السياسي الداخلي خصوصاً حزب الليكود Likud الحاكم، الذي يَتسيّد الساحة السياسية منذ 15 عاماً متواصلة، والذي تشير استطلاعات الرأي أنه سيفقد نحو نصف مقاعده في أي انتخابات قادمة.

6. مَثَّل الإنجاز الكبير الذي حققته معركة طوفان الأقصى، حالة إلهام غير مسبوقة للأمة العربية والإسلامية بإمكانية تحرير الأرض والمقدسات. وشعر الكثير من الناس أنهم أمام “بيت عنكبوت” وأن هيمنته وجبروته واحتلاله ليس قدراً، وأنه يمكن هزيمته. وأن ضعف الحكومات والأنظمة الرسمية العربية والإسلامية وعجزها لا مبرر له.

7. عبَّرت معركة طوفان الأقصى عن مركزية الأقصى والقدس في الوجدان الفلسطيني والعربي والإسلامي، بما يجعله مهوى القلوب ومصدر إلهام عظيم. ولذلك، فإن تمادي الصهاينة في العدوان على القدس ومحاولة تهويد الأقصى، كان طوال العقود الماضية عنصر تثوير وتفجير في مواجهة المشروع الصهيوني…، وهو ما كان سبباً أساسياً لمعركة طوفان الأقصى التي حملت اسمه.

8. كرّست المعركة عملياً مشروع المقاومة، باعتباره الأداة الفعالة الصحيحة لانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني ودحر الاحتلال. وقد تزامن هذا مع سقوط مسار التسوية السلمية، وفشل منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية في الاعتماد على اتفاقات أوسلو على مدى ثلاثين عاماً، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على فلسطين المحتلة سنة 1967.

9. أكدت المعركة فشل المشروع الصهيوني في تطويع الإنسان الفلسطيني. فخلال ثلاثين عاماً من الاحتلال البريطاني وخلال خمسة وسبعين عاماً من إنشاء الكيان الإسرائيلي لم يتوقف الشعب الفلسطيني عن الانتفاضة والثورة…، موجات تصعد وتهبط ولكنها مستمرة. ولم تنفع معه كافة أشكال القهر والتهجير والتدمير والمعاناة.

10. عززت معركة طوفان الأقصى انكشاف وفشل منظومة القيم الغربية أمام العالم. وإذا كان عددٌ من هذه القيم وزيفها مكشوفاً منذ زمن لدى كثيرين في عالمنا الإسلامي، إلا أن هذه الحرب قد أظهرتها بشكل فاضح.

11. حوَّلت الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة الكيانَ الإسرائيلي إلى دولة منبوذة ومعزولة عالمياً.

12. اتَّسعت دائرة تأييد الرأي العام العالمي الشعبي، وخصوصاً في الوسط الشبابي وطلاب الجامعات، لقضية فلسطين ولخط المقاومة.

ثانياً: الخسائر الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية جراء العدوان الإسرائيلي:

1. قطاع غزة:

بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة، خلال عملية طوفان الأقصى، في الفترة 7/10/2023-19/1/2025، أي بعد 471 يوماً من العدوان الصهيوني المتواصل، 47,487 شهيداً ممن وصلوا إلى المستشفيات، 70% منهم من الأطفال والنساء، منهم 44 شهيداً استشهدوا نتيجة سوء التغذية ونقص الغذاء وسياسة التجويع، ونحو 17,881 شهيداً من الأطفال، و12,316 شهيدة من النساء، و1,155 شهيداً من الطواقم الطبية، و94 شهيداً من الدفاع المدني، و205 شهداء من الصحفيين، في أكثر من 10,100 مجزرة. وبلغ عدد الجرحى والمصابين خلال هذه الفترة 111,588 جريحاً ومصاباً، 12,700 منهم بحاجة للسفر للعلاج في الخارج، كما فُقِدَ أكثر من 14 ألف فلسطيني.[5]

وخلال هذه الفترة أيضاً، استهدف الاحتلال الإسرائيلي 220 مركزاً للإيواء، وتمّ انتشال 520 شهيداً من سبع مقابر جماعية داخل مستشفيات القطاع. ويواجه 3,500 طفل الموت بسبب سوء التغذية، وأصيب 2,136,026 شخصاً بأمراض معدية نتيجة النزوح، وهناك نحو 60 ألف سيدة حامل مُعرَّضة للخطر لانعدام الرعاية الصحية، و350 ألف مريض مزمن في خطر بسبب منع إدخال الأدوية، كما يواجه 12,500 مريض سرطان الموت وبحاجة للعلاج.[6]

وبلغ عدد الشهداء في القطاع التعليمي من العلماء وأساتذة الجامعات والباحثين 150 خلال الفترة 7/10/2023-19/1/2025، كما استشهد 12,800 طالب وطالبة، و760 معلماً ومعلمةً وعاملاً في سلك التعليم، وذلك بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.[7] وفي 14/1/2025، أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية أنّ 21,320 من الطلبة أُصيبوا بجروح منذ 7/10/2023.[8]

وذكر تقرير لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) United Nations Relief and Works Agency for Palestine Refugees in the Near East (UNRWA) أنّه خلال الفترة 7/10/2023-4/2/2025، بلغ إجمالي الذين قتلوا من العاملين في الأونروا 273 شخصاً.[9] وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش António Guterres قد صرَّح في 12/7/2024، أمام مؤتمر إعلان التعهدات لوكالة الأونروا، أنّ عدد الموظفين الذين قُتلوا في هذه الحرب “هو أعلى عدد من الموظفين القتلى في تاريخ الأمم المتحدة”.[10]

وذكر تقرير لوكالة الأونروا نُشِرَ في 7/2/2025، أنّه حتى تاريخ 13/1/2025، تمّ الإبلاغ عن 665 حادثة أثَّرت على مباني الأونروا وعلى الأشخاص الموجودين داخلها منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7/10/2023، بعضها شهد حوادث متعددة أثّرت على الموقع نفسه. وتأثرت 205 منشآت مختلفة تابعة للأونروا جراء تلك الحوادث. وتُشير تقديرات الأونروا إلى أنه قُتِل ما لا يقل عن 744 نازحاً يلتجئون في ملاجئ الأونروا، وأُصيب 2,346 آخرون على الأقل منذ بدء الحرب.[11]

وقد استهدف الاحتلال الإسرائيلي العديد من الشخصيات المدنية والعسكرية والسياسية البارزة في قطاع غزة خلال عدوانه على قطاع غزة المستمر منذ 7/10/2023، ومن أبرز شهداء القطاع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة، القيادي في حركة حماس، أحمد بحر، والنائبة الفلسطينية وعضو المكتب السياسي في حركة حماس جميلة الشنطي، ورئيس دائرة العلاقات الوطنية في حركة حماس في قطاع غزة زكريا أبو معمر، ورئيس الدائرة الاقتصادية في الحركة في قطاع غزة جواد أبو شمالة، ووكيل وزارة العمل الفلسطينية في قطاع غزة إيهاب الغصين، والمدير العام للعمليات المركزية في وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة اللواء فائق المبحوح، بالإضافة إلى اغتيال أكثر من مئة عالم وأكاديمي وأستاذ جامعي وباحث، كان من أبرزهم رئيس الجامعة الإسلامية بغزة الدكتور سفيان تايه، ورئيس الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية الدكتور سعيد الزبدة، وعميد كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية الدكتور تيسير إبراهيم، وعميد كلية التربيَّة بالجامعة الإسلاميَّة الدكتور إبراهيم الأسطل، ورئيس الجامعة الإسلامية الأسبق الدكتور محمد عيد شبير، ووزير التربية والتعليم الفلسطيني الأسبق الدكتور أسامة المزيني، وعميد كلية الهندسة بجامعة فلسطين الدكتور أحمد أبو عبسة، وعميد كلية الطب وعلوم الصحة بجامعة فلسطين الدكتور أحمد الدلو، ومدير جامعة القدس المفتوحة بخان يونس الدكتور جهاد المصري، وعميد كلية الآداب بالجامعة الإسلامية الدكتور نعيم بارود، وعميد كلية التمريض في الجامعة الإسلامية بغزة الدكتور ناصر أبو النور، وعميد كلية الحقوق في جامعة الأزهر الدكتور محمد أبو عمارة، وأستاذ وخبير القانون الدولي بجامعات غزة الدكتور سعيد طلال الدهشان، وأستاذ كلية الطب في الجامعة الإسلامية بغزة الدكتور عدنان أحمد البرش. كذلك نعت كتائب القسام عدداً من أبرز قادتها، بينهم عضو المجلس العسكري وقائد لواء شمال قطاع غزة أحمد الغندور، وقائد لواء المنطقة الوسطى أيمن نوفل، والشهداء القادة وائل رجب، ورأفت سلمان، وأيمن صيام.[12]

وفي 18/1/2025، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي ألقى أكثر من 100 ألف طن من المتفجرات على القطاع، [13] وهو ما يقارب ستّ قنابل نووية كالتي تمّ إلقاؤها على مدينة هيروشيما اليابانية. وذكرت صحيفة ليبراسيون Libération الفرنسية في تموز/ يوليو 2024، أنّ واحدة من كل عشرة قنابل من الأسلحة التقليدية لا تنفجر عادة، وأضافت أنّ الهجوم الإسرائيلي الجوي والبري والبحري على قطاع غزة الذي ضرب أكثر من 40 ألف هدف، أدى إلى تدمير القطاع، وترك نحو 39 مليون طن من الأنقاض.[14] وتُشكِّل المتفجرات غير المنفجرة في مختلف مناطق قطاع غزة، كابوساً للفلسطينيين لانتشارها في الشوارع وأراضي المواطنين ومنازلهم، وبين الركام وتحت الأنقاض.

وأكّد مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي لأسلحة محرمة دولياً في قصفه، وأشار إلى أن ثلثيْ القنابل والصواريخ التي ألقتها طائرات الاحتلال هي قنابل غير موجهة وغير دقيقة، أو ما تعرف باسم “القنابل الغبية”، مما يشير إلى القتل العشوائي وغير المبرر والمخالف للقانون الدولي وللاتفاقيات الدولية. واستعرض الثوابتة أبرز الأسلحة المحرمة دولياً التي يستخدمها جيش الاحتلال؛ ومنها القنابل الخارقة للحصون من نوع بي الـ يو-113 أو BLU-113، ونوع بي الـ يو-109 أو BLU-109، ونوع أس دي بي أس SDBS، وقنابل جي بي يو-28 أو GBU-28، وصواريخ هالبر Halper، والقنابل الموجهة بنظام جي بي أس GPS، وقنابل الفوسفور الأبيض المحرم دولياً، والقنابل المستخدمة في القتل الجماعي للمدنيين وتدمير المنشآت والمنازل والتي يطلقون عليها “قنابل غبية” أو غير موجهة، ويتم تركيب منظومة “جدام – JDAM” لتحويلها إلى قنابل ذكية. وأكد الثوابتة أن استخدام هذه الأسلحة تؤدي إلى إحداث الضرر الدائم للضحايا مثل التشوهات أو الإعاقات الدائمة والبتر، بالإضافة إلى التلوث البيئي بشكل كبير. [15]

وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في 19/1/2025 أن هنالك نحو 2 مليون فلسطيني نازح داخل القطاع، وأنّ عدد الوحدات السكنية التي دمَّرها الاحتلال منذ 7/10/2023 بشكل كليّ بلغ 170 ألف وحدة، أما عدد الوحدات السكنية التي دمرها بشكل جزئي بلغ 200 ألف وحدة، وبلغ عدد الوحدات السكنية التي أصبحت غير صالحة للسكن نحو 80 ألف وحدة. كما ذكر المكتب الإعلامي أنّ الاحتلال دمَّر 216 مقراً حكومياً، وتضررت 1,661 منشأة تعليمية، منها 927 مدرسة وجامعة وروضة أطفال ومركز تعليمي هُدِّمت كلياً، و734 منشأة تعليمية تضررت جزئياً، كما تضرّر 1,129 مسجداً، منها 983 مسجداً دُمِّر بشكل كلي، و3 كنائس إحداها هُدِّمت بالكامل. كما دمَّر جيش الاحتلال 206 مواقع أثرية وتراثية، و19 مقبرة وسَرق منها مئات الرفات وجثامين شهداء. وأخرج الاحتلال 34 مستشفى و80 مركزاً صحياً عن الخدمة، واستهدف 212 مؤسسة صحية و191 سيارة إسعاف. [16]

وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة قد أعلنت في 21/1/2024، أن عدد المساجد التي تمّ تدميرها بشكل كلي أو جزئي بلغ ألف مسجد من أصل 1,200، بما في ذلك المساجد الأثرية، التي تحتاج إلى جهود لإعادة الإعمار بتكلفة تُقدّر بنحو 500 مليون دولار.[17]

وفي صُوَر التقطتها الأقمار الصناعية بين أيار/ مايو 2017 وأيار/ مايو 2024، وجد مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات) United Nations Satellite Centre (UNOSAT) ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) Food and Agriculture Organization of the United Nations (FAO) أن 57% من حقول المحاصيل الدائمة في غزة والأراضي الصالحة للزراعة والضرورية للأمن الغذائي تقلصت مساحتها وجودتها بشكل كبير بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7/10/2023، وذكر المركز أنّ هذا الانخفاض يمثل زيادة 30% في الأراضي الزراعية المتضررة منذ تقرير له نشره في نيسان/ أبريل 2024. وذكر مركز يونوسات أنه بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بحقول المحاصيل والبساتين، تعرضت الخيم الزراعية في شتى أنحاء قطاع غزة لأضرار كبيرة. [18]

علاوة على ذلك، أصبح سكان قطاع غزة يفتقرون لأساسيات الحياة من مسكن ومأكل ومياه، حيث حذَّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية World Health Organization (WHO) التابعة للأمم المتحدة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس Tedros Adhanom Ghebreyesus، في 13/6/2024 من أن “نسبة كبيرة من سكان غزة تواجه الآن كارثة الجوع والمجاعة”، وأضاف أنّه “حتى الآن، تمّ تشخيص وعلاج أكثر من 8,000 طفل من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك 1,600 طفل يعانون من أخطر أشكال سوء التغذية”.[19]

ويشير تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي Integrated Food Security Phase Classification (IPC)، نُشِرَ في 25/6/2024، إلى أن 96% من السكان في غزة يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد عند مستوى الأزمة أو أعلى (الفئة الثالثة أو أعلى من التصنيف)، منهم ما يقرب من نصف مليون شخص يعيشون في ظروف كارثية (الفئة الخامسة من التصنيف).[20]

2. الضفة الغربية:

وفي الضفة الغربية، سارع الاحتلال الإسرائيلي بعد 7/10/2023 إلى إغلاق شامل للضفة، وعزل المدن عن بعضِها بحواجزَ عسكرية، وأطلق العنان لميليشيات المستوطنين لإثارة الرعب في مناطق التّماس، خوفاً من انطلاق انتفاضة فيها.[21] كما قامت السلطة الفلسطينية في رام الله بمحاولة قمع أي مظاهر للتصعيد والعمل الانتفاضي، وأغلقت الجامعات، وتابعت تنسيقها الأمني مع الاحتلال.

ووسط استمرار العنف الذي ترتكبه القوات الإسرائيلية والمستوطنون ضدّ الفلسطينيين منذ 7/10/2023، استشهد في الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس خلال الفترة 7/10/2023-31/10/2024، بموجب أرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) – الأرض الفلسطينية المحتلة United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs occupied Palestinian territory (OCHA-oPt)، 736 فلسطينياً، بالإضافة إلى اثنين استشهدا متأثرين بجراحهما التي أصيبا بها قبل 7/10/2023، ومن بين هؤلاء 719 شخصاً استشهدوا على يد القوات الإسرائيلية، و12 على يد المستوطنين الإسرائيليين، و7 ما يزال من غير المعروف ما إذا كان الجناة من القوات الإسرائيلية أم المستوطنين. وخلال الفترة نفسها، قُتل 23 إسرائيلياً، من بينهم 16 أفراد من القوات الإسرائيلية و6 مستوطنين، على يد فلسطينيين في الضفة الغربية، بما فيها شرقي القدس. وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948 (“إسرائيل”)، أدت الهجمات التي شنها فلسطينيون من الضفة الغربية إلى مقتل 16 إسرائيلي. كما سجَّل أوتشا في الفترة ذاتها 1,600 هجوم شنّها المستوطنون الإسرائيليون ضدّ الفلسطينيين، أدت إلى استشهاد وإصابة فلسطينيين، وإلى إلحاق أضرار بالممتلكات الفلسطينية. كما هدَّمت السلطات الإسرائيلية أو أجبرت على هدم أو صادرت 1,800 مبنى فلسطينياً في جميع أنحاء الضفة الغربية، وشملت عمليات الهدم مبانٍ مأهول، و مبانٍ زراعية، ومبانٍ للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، ومبانٍ لكسب الرزق؛ ونتيجة لذلك، تمّ تهجير أكثر من 4,630 فلسطينياً، من بينهم 1,950 طفلاً، ويشمل هذا نحو 2,900 فلسطيني، من بينهم أكثر من 1,160 طفلاً، نزحوا بسبب تدمير منازلهم خلال العمليات التي شنتها القوات الإسرائيلية.[22]

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، استشهد في الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس خلال الفترة 7/10/2023-8/2/2025، 908 شهداء، من بينهم 180 طفلاً، وجُرح 6,700 فلسطينياً من بينهم 660 طفل.[23] وما زالت الحملة العسكرية الإسرائيلية على الضفة الغربية مستمرة.

وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن منظمة الصحة العالمية وثَّقت 480 هجوماً على مرافق الرعاية الصحية في الضفة الغربية خلال الفترة 7/10/2023-13/6/2024، مما أدى إلى استشهاد 16 شخصاً وجرح 95 آخرين، وأضاف أنّه “بينما كان تركيز العالم منصباً على غزة، هناك أيضاً أزمة صحية متصاعدة في الضفة الغربية، حيث تؤدي الهجمات على مرافق الرعاية الصحية والقيود المفروضة على حركة الأشخاص إلى عرقلة الوصول إلى الخدمات الصحية”. وتابع غيبريسوس أنّ توسّع المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية، أثر على حصول السكان على الخدمات الصحية، وأشار إلى أنه في معظم مناطق الضفة الغربية، لا تستطيع العيادات العمل إلا يومين في الأسبوع، وتعمل المستشفيات بنحو 70% من طاقتها.[24]

وفي 14/1/2025، أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية أنّ 123 طالباً في الضفة الغربية استشهدوا، وأصيب 671 آخرون إضافة إلى اعتقال 560، وتمّ اعتقال أكثر من 165 معلماً وإدارياً في الضفة الغربية، وتعرضت 109 مدارس و7 جامعات في الضفة الغربية للاقتحام والتخريب والعبث بمحتوياتها منذ 7/10/2023.[25] وبات 620 ألفاً من طلبة المدارس و88 ألفاً من طلبة الجامعات محرومين من استكمال مسيرتهم التعليمية في الضفة الغربية.

كما شهدت الضفة الغربية تصعيداً غير مسبوق، منذ سنوات عديدة، للعمل المقاوم بعد 7/10/2023، خصوصاً أنّ معظم الأسرى من أبناء الضفة، والمسجد الأقصى ومدينة القدس جغرافياً في نطاق الضفة، وهاتان القضيتان هما الدافعان الرئيسيان لمعركة طوفان الأقصى. ووثّق مركز معلومات فلسطين “مُعطى” خلال الفترة 7/10/2023–19/1/2025؛ 3,456 عملاً مقاوماً نوعياً، و6,891 حراكاً وأعمال مقاومة شعبية. وتوزعت أعمال المقاومة النوعية والشعبية في مختلف مناطق الضفة، وأسفرت في مجملها عن مقتل 55 إسرائيلياً، وجرح 427 آخرين.[26]

3. معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية:

ومع بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7/10/2023، بدأت سلطات الاحتلال وإدارة سجونها، بتضييق الخناق والانتقام من الأسرى الفلسطينيين داخل السجون، وبلغ القمع والتوحش ذروته، حيث بدأ الاحتلال بقمع الأسرى وتعذيبهم، وسُجلت العشرات من الإصابات بين صفوف الأسرى والأسيرات الذين تعرضوا للاعتداء من قِبل وحدات القمع، وتنوعت سبل التنكيل منذ ذلك التاريخ بين تعطيش وتجويع، بالإضافة إلى سحب كل مستلزمات الحياة الأساسية والإبقاء على الحدّ الأدنى منها، وعزلتهم عن العالم الخارجي، وقامت بزجّ العشرات من المعتقلين في غرف صغيرة ضَيِّقة. ومع دخول فصل الشتاء والبرد القارس اشتدت قسوة الإجراءات داخل السجون… ومنعت قوات الاحتلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تنفيذ أي زيارة للسجون بالتزامن مع إيقاف الزيارات العائلية بشكل مطلق.[27]

وارتفعت أعداد الأسرى الفلسطينيين المعتقلين من قطاع غزة من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى أرقام قياسية منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7/10/2023، ولفت المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان النظر إلى أن الجيش الإسرائيلي سمح لجنوده شنّ عمليات اعتقال تعسفية وعشوائية وواسعة النطاق في قطاع غزة تحت إطار “قانون المقاتلين غير الشرعيين”، الذي يجرد الأسرى والمعتقلين من كافة الحقوق التي يوفرها لهم القانون الدولي الإنساني، ومعايير حقوق الإنسان،[28] وقد بلغ عدد الفلسطينيين المعتقلين من غزة بموجب القانون المذكور نحو 1,886 معتقلاً،[29] إلى جانب آلاف آخرين يتمّ احتجازهم في منشآت اعتقال عسكرية. وفي 26/7/2024، قالت وزارة الأسرى والمحررين في قطاع غزة في بيان صحفي لها، أنّ الاحتلال الإسرائيلي يعتقل نحو 5 آلاف أسير من قطاع غزة، لا تتوفر حولهم معلومات دقيقة بسبب انتهاكات الاحتلال وإخفائهم قسرياً، وهو ما يعد جريمة ضدّ الإنسانية.[30]

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغ إجمالي عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، 18,700 حالة اعتقال، خلال الفترة 7/10/2023-8/2/2025 (12,100 من الضفة الغربية، و6,600 من قطاع غزة).[31] ومن بين معتقلي قطاع غزة، هناك 360 حالة اعتقال من الكوادر الصحية (أعدم الاحتلال 3 أطباء داخل السجون)، و48 حالة اعتقال لصحفيين ممن عُرفت أسماؤهم، خلال الفترة 7/10/2023-19/1/2025.[32]

وأشار بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية (حكومية) ونادي الأسير الفلسطيني (أهلي) في 4/12/2024، أنّ عدد الشهداء المعلن عنه داخل السجون ومراكز التحقيق الإسرائيلية وصل إلى 48 منذ 7/10/2023، وهم فقط من تمّ الحصول على بياناتهم وأُعلن عنهم من قِبل المؤسسات المختصة، علماً أنّ هناك عشرات من معتقلي غزة ارتقوا في السجون والمعسكرات، والاحتلال يواصل إخفاء بياناتهم.[33]

وعلى الرغم من أن الاعتقال الإداري محظور في القانون الدولي، ويخالف أبسط حقوق الإنسان، فإنّ الاحتلال يستخدمه بحقّ شرائح مختلفة من المجتمع الفلسطيني، منهم أعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني، ونشطاء حقوق إنسان، وعمال، وطلبة، ومحامون، وتجار…، وشكّلت جريمة الاعتقال الإداري في سنة 2023 التحوّل الأبرز من حيث التصاعد الكبير في أعداد المعتقلين الإداريين، والتي لم تُشهد منذ أكثر من 30 عاماً، وكان عدد الأوامر الصادرة بعد 7/10/2023 وحتى نهاية سنة 2023، أكثر من 2,670، أي ما نسبته نحو 49% من عدد الأوامر الصادرة خلال سنة 2023.[34] ويبلغ عدد المعتقلين الإداريين حتى 5/2/2025 في سجون الاحتلال بحسب مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان 3,369 معتقلاً إدارياً. [35]

4. الخسائر الاقتصادية:

ألقت معركة طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بظلالها الكبيرة على الاقتصاد الفلسطيني خصوصاً في قطاع غزة؛ هذا بالإضافة إلى استمرار المعاناة الفلسطينية بسبب السياسات والإجراءات الإسرائيلية القاسية، التي تستغل المقدَّرات الفلسطينية، وتمنع تطور الاقتصاد الفلسطيني، وتجعله اقتصاداً تابعاً للاقتصاد الإسرائيلي. وقُدِّرت الخسائر الأولية المباشرة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حتى 19/1/2025، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي، بما يزيد عن 38 مليار دولار.[36]

وقد عرض الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في 30/12/2023، تقريراً عن التداعيات الاقتصادية الفلسطينية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي أدّى إلى انكماش حاد في الناتج المحلي الإجمالي Gross Domestic Product (GDP) في القطاع، رافقه ارتفاع كبير في معدل البطالة. كما أثَّر أيضاً على اقتصاد الضفة الغربية بالتراجع بنسبة 22%، مع ارتفاع معدل البطالة إلى 29%، وأدى إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي في الضفة والقطاع خلال الربع الرابع من سنة 2023 بنسبة تصل إلى 33%، وإلى انخفاض حاد في مستوى الاستهلاك في مناطق السلطة الفلسطينية خلال الربع الرابع من سنة 2023 بنسبة تجاوزت 33%، وإلى ارتفاع حاد في مستوى الأسعار في الربع الرابع من سنة 2023 بنسبة تجاوزت 30%، مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في مستويات الفقر في فلسطين.[37]

وجاء في تقرير أصدره مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) United Nations Conference on Trade and Development (UNCTAD) في 31/1/2024 أنه بحسب صور الأقمار الصناعية والبيانات الرسمية المتوفرة، تراجع الناتج المحلي الإجمالي في قطاع غزة بنسبة 24% خلال سنة 2023، وأوضح أنه إذا ما انتهت العملية العسكرية الحالية وبدأت عملية إعادة الإعمار على الفور واستمر اتجاه النمو المسجل في الفترة 2007-2022 بمتوسط معدل نمو قدره 0.4%، فلن يتمكن الاقتصاد من استعادة مستويات الناتج المحلي الإجمالي لسنة 2022 في غزة إلا بعد 70 عاماً (أي سنة 2092).[38]

كما أدى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى تراجع نصيب الفرد من الناتج المحلي في الضفة الغربية وقطاع غزة بنحو 8% سنة 2023 بحسب التقديرات الأولية للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.[39]

ومن ناحية أخرى، ذكر تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) في 31/1/2024 أن نصيب الفرد من الناتج المحلي انخفض بسبب الحرب بنسبة 26.1% خلال سنة 2023، وأضاف أنه في ظلّ السيناريو الأكثر تفاؤلاً فإن نصيب الفرد في قطاع غزة لن يعود إلى المستوى الذي حققه سنة 2006، أي قبل الحصار، إلا في سنة 2035.[40]

وفي ظلّ تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7/10/2023 وحتى أيلول/ سبتمبر 2024، ونزوح نحو مليونَي فلسطيني، وتدمير معظم المؤسسات والمقار والمنازل والجامعات والمدارس، وما نتج عن ذلك من توقف للاقتصاد في قطاع غزة لأجلٍ غير معلوم، يصبح تقدير معدلات البطالة والعمالة في الضفة الغربية وقطاع غزة أمراً غير واقعيٍ. فمع بداية العدوان، أشار الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بأن معدلات البطالة في القطاع ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة، حيث وصلت إلى 75% في الربع الرابع من سنة 2023، مما يعني فقدان ما لا يقل عن 200 ألف وظيفة. وانعكس هذا الوضع على الضفة الغربية، فقد ارتفع عدد العاطلين عن العمل إلى 317 ألفاً في الربع الرابع 2023، كما ارتفعت معدلات البطالة إلى 32% مقارنة مع نحو 13% في الربع الثالث 2023. وانخفض عدد العاملين في الضفة الغربية من نحو 870 ألف عامل في الربع الثالث 2023 إلى نحو 665 ألف عامل في الربع الرابع 2023.[41]

أما بالنسبة للعاملين في “إسرائيل” والمستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية، فقد انخفض العدد بشكل كبير جداً ما بين الربع الثالث والرابع من سنة 2023، نتيجة الإغلاقات المشددة التي فرضها الاحتلال عقب العداون على القطاع، حيث بلغ إجمالي العاملين في “إسرائيل” نحو 17 ألف عامل، ونحو 7 آلاف عامل في المستعمرات الإسرائيلية في الربع الرابع 2023.[42]

ثالثاً: الخسائر الإسرائيلية جراء عملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة:

اعترفت “إسرائيل” بمقتل ما يزيد عن 1,200 قتيل في معركة طوفان الأقصى في 7/10/2023، منهم 328 ضابطاً وجندياً في الجيش، و57 شرطياً، و10 من جهاز الشاباك، و845 ممن تسميهم “مدنيين”،[43] وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، في 22/10/2023، ارتفاع عدد الجرحى إلى 5,431، معظمهم في 7/10/2023.[44]

وذكر الخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى أن معدل الضباط القتلى بصفوف الجيش الإسرائيلي هو الأعلى في تاريخ حروب تل أبيب،[45] وشكّل هؤلاء الضباط، في 28/12/2023، ما نسبته 23% من مجمل قتلى الجيش الإسرائيلي في الحرب على غزة، والتي سُمح بنشر أسمائهم، ومن بينهم 56 برتبة قائد فصيل، و43 برتبة قائد سرية، و8 برتبة قائد كتيبة، و5 برتبة قائد لواء.[46]

وكشف مدير مقبرة عسكرية إسرائيلية، في 18/11/2023، عن أن عدد قتلى الجيش الإسرائيلي في معارك قطاع غزة كبير، مؤكِّداً أن 50 جندياً دفنوا في المقبرة التي يعمل فيها خلال يوميْن فقط. وأكّد مدير مقبرة جبل هرتزل العسكرية Israeli military cemetery on Mount Herzl ديفيد أورن باروخ David Oren Baruch، في مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن المقبرة تستقبل عدداً كبيراً من القتلى بمعدل جنازة كل ساعة، أو كل ساعة ونصف الساعة.[47]

ووفقاً للمعطيات المعلنة من الجيش الإسرائيلي في 2/1/2025، وصل عدد الجنود القتلى منذ بداية الحرب في 7/10/2023 إلى 891 جندياً. كما تشير المعطيات ذاتها إلى إصابة 5,569 جندياً منذ بداية الحرب. [48] وحتى 8/2/2025، ما زال 73 محتجزاً إسرائيلياً في قطاع غزة، بينهم 35 أعلن الجيش الإسرائيلي عن وفاتهم.[49]

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد ذكرت في آب/ أغسطس 2024 أنّ 68% من الجنود الجرحى هم من جنود الاحتياط ومعظمهم من الشباب، حيث إن 51% تتراوح أعمارهم ما بين 18 و30 عاماً، و31% تتراوح أعمارهم ما بين 30-40 عاماً.[50]

ووجّه منتدى مديري مراكز الصحة النفسية The Mental Health Center Directors’ Forum الإسرائيلي في نهاية سنة 2023 رسالة إلى السلطة المختصة قال فيها “نتوجه إليكم يائسين بشأن الوضع الصعب لنظام الصحة العقلية في إسرائيل”، وأشار إلى الطلب المتزايد على الأطباء النفسيين منذ اندلاع حرب غزة، وذكر أن “أحداث 7 أكتوبر أدت إلى ما يقدر بنحو 300 ألف مريض إضافي يحتاجون إلى العلاج”، محذراً من أن عواقب الحرب على الصحة العقلية مثيرة للقلق.[51]

الخسائر الاقتصادية:

شطبت معركة طوفان الأقصى عدة سنوات من النمو الاقتصادي في “إسرائيل”، وتجاوزت الخسائر المباشرة وغير المباشرة كل الأرقام والإحصائيات السلبية التي شهدتها “إسرائيل” خلال حروبها السابقة. فقد شَهِدَ الشيكل انخفاضاً يزيد عن 5% من قيمته مقابل الدولار، ووصل إلى أدنى مستوياته منذ سنة 2012، حيث وصل إلى 4.08 شيكل، وذلك بالرغم من التدخل المباشر من قبل “بنك إسرائيل”، الذي قام بضخّ نحو 30 مليار دولار لاحتواء الطلب المتزايد على الدولار، كما قام ببيع 8.2 مليار دولار من النقد الأجنبي في تشرين الأول/ أكتوبر كخطوة أولى للحيلولة دون تفاقم أكبر في سعر صرف الشيكل.[52]

وفي 22/1/2024، أطلق محافظ “بنك إسرائيل”، أمير يارون Amir Yaron، تحذيراً بشأن تكاليف الحرب على قطاع غزة، مشيراً إلى أنها قد تبلغ 255 مليار شيكل (68 مليار دولار).[53] وتشير تقديرات “بنك إسرائيل” إلى نمو اقتصادي بنسبة 1.5% فقط سنة 2023؛ وبينما كانت تشير بيانات “بنك إسرائيل” وصندوق النقد الدولي إلى نمو اقتصادي سنة 2024 بنسبة 3.4%، فإن توقعات ما بعد الحرب تشير إلى نمو بنسبة 0.4% فقط خلال 2024.[54] وفي نيسان/ أبريل 2024 نشر “بنك إسرائيل” تقريراً حذّر فيه من التأثير العميق لتراجع سوق البناء على الاقتصاد الفلسطيني، مما قد يتسبب بانخفاض كبير في الناتج المحلي الإجمالي السنوي بنحو 25 مليار شيكل (نحو 6.8 مليار دولار). وقدّر التقرير أن الأضرار المباشرة الناجمة عن انكماش قطاع البناء بنسبة 50% تبلغ 14 مليار شيكل (نحو 3.8 مليار دولار)، أي ضعف التقديرات الأولية لوزارة المالية الإسرائيلية.[55] وما زال من السابق لأوانه إعطاء توقعات قريبة إلى الدقة في ظلّ استمرار العدوان على قطاع غزة، وقوة المقاومة، وحالة اللا استقرار في الأوضاع الأمنية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية الإسرائيلية.

كما تكبّد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر كبيرة نتيجة تعبئة الاحتياط، وتعطّل الكثير من المصانع، وفقدان الأمن، والهجرة الداخلية والهجرة العكسية للخارج، وتعطّل السياحة، والنفقات العسكرية. وتراجع دخل الإسرائيليين بنسبة 20% بعد عملية طوفان الأقصى والعدوان على قطاع غزة، وذلك بحسب تقرير الفقر السنوي لمنظمة “لاتيت Latet” الإسرائيلية الذي نشر في 19/12/2023.[56]

وبسبب الحرب على قطاع غزة، وافق الكنيست الإسرائيلي، في 14/12/2023، على إضافة 25.9 مليار شيكل (7 مليارات دولار) أخرى إلى الميزانية العامة للمساعدة في تغطية تكاليف الحرب، مثل تعويضات جنود الاحتياط العسكريين والإسكان الطارئ للنازحين داخلياً.[57] وبحسب الاقتراح، الذي تمّ إقراره من قبل اللجنة المالية التابعة للكنيست، يبلغ إجمالي الإنفاق لاحتياجات الحرب في سنة 2023، في الواقع، 28.9 مليار شيكل (7.8 مليارات دولار)، منها 17 ملياراً (4.6 مليارات دولار) لنفقات الدفاع، ونحو 12 ملياراً (3.2 مليارات دولار) للنفقات المدنية وغيرها.[58]

وقدّرت وزارة الدفاع الإسرائيلية تكلفة الحرب حتى نهاية سنة 2023، بنحو 65 مليار شيكل، أي نحو 18 مليار دولار.[59] وفي 16/1/2024، صادقت الحكومة على مقترح الموازنة المعدلة لسنة 2024، القاضي بإضافة نحو 55 مليار شيكل (14.86 مليار دولار) لموازنة الدفاع. كما تضمّن مقترح الموازنة نحو 9 مليارات شيكل (2.43 مليار دولار) لـ”برنامج التجنيد للاحتياط”.[60]

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت في 31/1/2025، أنّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة كلَّفت حتى منتصف كانون الثاني/ يناير 150 مليار شيكل (42 مليار دولار)، نقلاً عن جيل بنحاس، المستشار الاقتصادي لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس قسم الميزانية في وزارة الدفاع. وقالت الصحيفة إن متوسط ​​التكلفة اليومية للحرب على قطاع غزة بلغ نحو 300 مليون شيكل (83.8 مليون دولار).[61]

الخاتمة:

مثَّلت عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام في 7/10/2023 ضربة تاريخية نوعية للكيان الصهيوني، لم يسبق لها مثيل منذ إنشائه قبل 75 عاماً، ومعركة فاصلة في تاريخ المقاومة الفلسطينية والأولى من نوعها، حيث هزَّت الكيان في أمنه واستقراره، واجتمعت فيها عناصر المفاجأة العسكرية والأمنية الاستراتيجية، وتمّ فيها أكبر اجتياح للأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948 منذ إنشاء “إسرائيل”، وإحداث أكبر عدد من القتلى والجرحى والأسرى الصهاينة مقارنة بكل المعارك التي خاضها الفلسطينيون بعد سنة 1948، بل وبمعظم الحروب العربية الإسرائيلية.

لقد أَحيَت عملية طوفان الأقصى قضية فلسطين، وأكدت على استحالة استبعادها وتصفيتها، وكشفت قبح الكيان الإسرائيلي الذي مُنِيَ بأكبر فشل لأنظمته الأمنية في تاريخه، فمارس أقسى وأبشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني، في محاولة لاستعادة صورة الردع الذي ظلّ يحافظ عليها لعشرات السنوات، ولفصل الحاضنة الشعبية عن المقاومة ونشر الخوف والرعب فيهم، حتى يصلوا إلى الاستسلام واليأس المطلق، لكنه فشل، بل زاد الالتفاف الشعبي حول المقاومة ووقفوا إلى جانبها، وقدّموا التضحيات الجمّة في سبيل معركة التحرير والتخلص من الاحتلال الإسرائيلي.

لقد تكبَّد الاحتلال الإسرائيلي، الذي يتأصّل الإرهاب في بنيته الأيديولوجية الصهيونية، على الرغم مما يدَّعي من إنجازات، خسائر كبيرة في تلك المواجهة من جنودٍ وعتاد، وفي فقدانه للاستقرار الأمني والاقتصادي والإسناد العالمي، وفي أزمته الداخلية، وفي ضعف المشروع الصهيوني الذي أصبح أضعف مما كان عليه قبل المعركة.

لقد فشل الكيان الإسرائيلي في تحقيق أيّ من أهدافه المعلنة وغير المعلنة للحرب، بالرغم من استخدامه كافة أشكال القتل والتدمير الوحشية، بينما استمرت المقاومة في شموخها وأدائها البطولي، وكانت الرسالة الأقوى لمعركة طوفان الأقصى أنه لا يمكن تجاهل الإنسان الفلسطيني ولا يمكن تطويعه، وأن المقاومة قادرة على قلب الطاولة، وعلى فرض معادلتها عربياً وإقليمياً ودولياً، وعلى إعادة الملف الفلسطيني ليتصدر الأجندة العالمية؛ وأن نظرية الردع والأمن الصهيوني نظرية ساقطة، وألا نجاح لمسارات التطبيع، وألا أمن ولا استقرار في فلسطين المحتلة على حساب حقوق ودماء وأشلاء الشعب الفلسطيني.


[1] انظر: فاطمة حسان عيتاني، ورقة علمية: ما حقيقة الادّعاءات الإسرائيلية بارتكاب المقاومة فظائع في معركة طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، موقع مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 8/2/2024، في:
https://www.alzaytouna.net/arabic/data/attachments/AcademicArticles/PA_FatimaItani_Israel-Claims-Atrocities-alAqsaFlood_2-24.pdf
[2] Maayan Jaffe-Hoffman, Netanyahu: Israel fighting second War of Independence, The Jerusalem Post newspaper, 27/10/2023, https://www.jpost.com/breaking-news/article-770514
[3] TOI Staff, Netanyahu: ‘We are in an existential war, Israel has to win,’ Site of The Times of Israel, 7/3/2024, https://www.timesofisrael.com/liveblog_entry/netanyahu-we-are-in-an-existential-war-israel-has-to-win
[4] Emanuel Fabian, Gallant: If Hamas isn’t totally dismantled, we won’t be able to live in Israel, The Times of Israel, 17/1/2024, https://www.timesofisrael.com/liveblog_entry/gallant-if-hamas-isnt-totally-dismantled-we-wont-be-able- to-live-in-israel
[5] صفحة المكتب الإعلامي الحكومي، تطبيق تلغرام، انظر: https://t.me/s/mediagovps
[6] المرجع نفسه.
[7] المرجع نفسه.
[8] 35,168 طالب استشهدوا وأصيبوا منذ بدء العدوان على غزة والضفة في 7 أكتوبر، موقع وكالة شهاب، 14/1/2025، في: https://shehabnews.com/p/140200
[9] تقرير الأونروا رقم 158 حول الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية، موقع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، 7/2/2025، انظر: https://www.unrwa.org/ar/
[10] ملاحظات الأمين العام المدلى بها في مؤتمر إعلان التبرعات للأونروا، وكالة الأونروا، 12/7/2024.
[11] تقرير الأونروا رقم 158 حول الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية، وكالة الأونروا، 7/2/2025.
[12] موقع الجزيرة.نت، 26/11/2023؛ والجزيرة.نت، 6/4/2024؛ والمكتب الإعلامي الحكومي ينشُر قائمة بأسماء أكثر من 100 من العلماء والأكاديميين وأساتذة الجامعات والباحثين الذين قتلهم جيش الاحتلال “الإسرائيلي” خلال حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، صفحة المكتب الإعلامي الحكومي، تلغرام، 16/5/2024؛ وبيان نعي القائد الشهيد المهندس/ إيهاب ربحي الغصين “أبو عبد الرحمن”، صفحة المكتب الإعلامي الحكومي، تلغرام، 7/7/2024.
[13] صفحة المكتب الإعلامي الحكومي، تلغرام، انظر: https://t.me/s/mediagovps
[14] Nicolas Rouger, Les bombes non explosées cachées sous les décombres, le long cauchemar de Gaza, site of Libération journal, 11/7/2024, https://www.liberation.fr/international/moyen-orient/les-bombes-non-explosees-cachees-sous-les-decombres-le-long-cauchemar-de-gaza-20240711_AIZWECR3TJGDNNWNKGBEDNDYFM/
[15] صحيفة اليوم السابع، القاهرة، 2024/1/2، انظر: https://www.youm7.com
[16] صفحة المكتب الإعلامي الحكومي، تلغرام، انظر: https://t.me/s/mediagovps
[17] أوقاف غزة: الاحتلال دمر ألف مسجد واغتال أكثر من 100 داعية، الجزيرة.نت، 2024/1/22، في: https://aja.ws/lz7og0
[18] الأمم المتحدة: الحرب على غزة تدمر أكثر من نصف أراضيها الزراعية، الجزيرة.نت، 13/6/2024، في:https://aja.ws/miu7zu
[19] Gaza: 8,000 children diagnosed with malnutrition amid ongoing shelling, site of United Nations (UN), 13/6/2024, https://news.un.org/en/story/2024/06/1150996
[20] GAZA STRIP: IPC Acute Food Insecurity Special Snapshot, 1 May – 30 September 2024, IPC Global Initiative Special Snapshot, Site of Integrated Food Security Phase Classification (IPC), 25/6/2024, https://www.ipcinfo.org/fileadmin/user_upload/ipcinfo/docs/IPC_Gaza_Strip_Acute_Food_Insecurity_MaySept2024_Special_Snapshot.pdf
وانظر أيضاً: تعليقٌ من برنامج الأغذية العالمي حول أحدث تقييم للأمن الغذائي في غزة، موقع برنامج الأغذية العالمي، 25/6/2024، في:
https://ar.wfp.org/news/wfp-response-new-ipc-food-security-assessment-gaza?_ga=2.38843883.959644884.1721634631-1007740335.1721634631
[21] أحمد أبو الهيجاء، الضفة الغربية وصراع المسارات.. لماذا تغيب عن مشهد “طوفان الأقصى”؟، الجزيرة.نت، 14/11/2023، انظر: https://aja.ws/jp4nkq
[22] Humanitarian Situation Update #234, West Bank, site of United Nations Office for the Coordination of Human Affairs – occupied palestinian territory (OCHA-opt), 31/10/2024, https://www.ochaopt.org/content/humanitarian-situation-update-234-west-bank
[23] عدوان الاحتلال الاسرائيلي على فلسطين منذ 7/10/2023، موقع الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، انظر: https://www.pcbs.gov.ps (اطّلع عليه في 11/2/2025).
[24] Gaza: 8,000 children diagnosed with malnutrition amid ongoing shelling, site of United Nations (UN), 13/6/2024.
[25] 35,168 طالب استشهدوا وأصيبوا منذ بدء العدوان على غزة والضفة في 7 أكتوبر، موقع وكالة شهاب، 14/1/2025.
[26] انظر حصاد المقاومة خلال الفترة 7/10/2023– 25/9/2024، مركز معلومات فلسطين (مُعطى)، في:
https://mo3ta.ps/?tag=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%86%D8%AA%D9%8A%D8%B1 (تمّ الاطلاع عليه في 25/9/2024)
[27] خلال 2023: نحو 11 ألف فلسطيني/ة تعرضوا للاعتقال على يد قوات الاحتلال الإسرائيليّ نصفهم بعد السابع من أكتوبر، موقع مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، 3/1/2024، في: https://www.addameer.org/ar/media/5261
[28] رهائن الانتقام الإسرائيلي في قطاع غزة: التعذيب والمعاملة اللا إنسانية والحاطة بالكرامة ضدّ المعتقلين والأسرى الفلسطينيين في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية، موقع المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أيار/ مايو 2024، انظر:
https://euromedmonitor.org/ar/
[29] قبيل وقف إطلاق النار.. كم عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال؟، موقع عربي 21، 16/1/2025، انظر: https://arabi21.com
[30] صفحة المكتب الإعلامي الحكومي، تلغرام، انظر:
https://t.me/s/mediagovps?q=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D9%89
[31] عدوان الاحتلال الاسرائيلي على فلسطين منذ 7/10/2023، موقع الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، انظر: https://www.pcbs.gov.ps (اطّلع عليه في 10/2/2025).
[32] صفحة المكتب الإعلامي الحكومي، تلغرام، انظر: https://t.me/s/mediagovps
[33] استشهاد أسير فلسطيني بمركز تحقيق إسرائيلي ومؤشرات على تعذيبه، الجزيرة.نت، 4/12/2024، في: https://aja.ws/e6pbc9
[34] خلال 2023: نحو 11 ألف فلسطيني/ة تعرضوا للاعتقال على يد قوات الاحتلال الإسرائيليّ نصفهم بعد السابع من أكتوبر، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، 3/1/2024.
[35] المعتقلين الإداريين، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، في: https://www.addameer.org/ar/statistics (تمّ الاطلاع عليه في 10/2/2025).
[36] صفحة المكتب الإعلامي الحكومي، تلغرام، انظر: https://t.me/s/mediagovps
[37] انظر: معالي د. علا عـوض، رئـيـسة الإحـصـاء الفلـسـطـيـنـي تـسـتـعـرض الحصاد الاقتصادي لعام 2023 ‏والتنبؤات الاقتصادية للعام 2024، الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 30/12/2023، في:
https://www.pcbs.gov.ps/postar.aspx?lang=ar&ItemID=4673
[38] تقرير أممي: تعافي غزة من مستويات غير مسبوقة من التدمير الاقتصادي سيستغرق عقوداً، موقع الأمم المتحدة، فلسطين، 1/2/2024، انظر: https://palestine.un.org/ar/؛ وانظر:
United Nations Conference on Trade and Development (UNCTAD), “Preliminary Assessment of the Economic Impact of the Destruction in Gaza and Prospects for Economic Recovery,” UNCTAD RAPID ASSESSMENT, site of UNCTAD, 31/1/2024, https://unctad.org/system/files/official-document/osginf2024d1_en.pdf
[39] انظر: د. عـوض، تـسـتـعـرض الحصاد الاقتصادي لعام 2023 والتنبؤات الاقتصادية للعام 2024، الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 30/12/2023، في: https://www.pcbs.gov.ps/portals/_pcbs/PressRelease/Press_Ar_ForecastingPCBSA.pdf؛ والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، التقرير الصحفي للتقديرات الأولية للحسابات القومية الربعية (الربع الرابع 2023) (رام الله: الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، آذار/ مارس 2024)، في: https://www.pcbs.gov.ps/portals/_pcbs/PressRelease/Press_Ar_QNAQ42023A.pdf
[40] تقرير أممي: تعافي غزة من مستويات غير مسبوقة من التدمير الاقتصادي سيستغرق عقوداً، الأمم المتحدة، فلسطين، 1/2/2024؛ وانظر:
UNCTAD, “Preliminary Assessment of the Economic Impact of the Destruction in Gaza and Prospects for Economic Recovery,” UNCTAD RAPID ASSESSMENT, UNCTAD, 31/1/2024.
[41] د. علا عوض تستعرض الواقع العمالي في فلسطين لعام 2023 بمناسبة اليوم العالمي للعمال (الأول من أيار)، الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 30/4/2024، في:
https://www.pcbs.gov.ps/portals/_pcbs/PressRelease/Press_Ar_InterWorkDay2024A.pdf
[42] المرجع نفسه.
[43] للمزيد انظر: “التقرير السنوي لأعمال المقاومة في الضفة الغربية لعام 2023،” مركز مُعطى، 2/1/2024، في: https://mo3ta.ps/?p=8714؛ وموقع الجيش الإسرائيلي، انظر: https://www.idf.il (باللغة العبرية)
وانظر أيضاً:
Emanuel Fabian, Authorities name 689 soldiers, 63 police officers killed in Gaza war, The Times of Israel, 8/10/2023, https://www.timesofisrael.com/authorities-name-44-soldiers-30-police-officers-killed-in-hamas-attack
[44] وكالة الأناضول للأنباء، 23/10/2023، انظر: https://www.aa.com.tr/ar
[45] الجزيرة.نت، 26/12/2023.
[46] الجزيرة.نت، 2023/12/28؛ وموقع الجيش الإسرائيلي باللغة العبرية. وانظر أيضاً: The Times of Israel, 3/1/2024.
[47] الجزيرة.نت، 19/11/2023.
[48] Cost of war: 891 soldiers killed since October 7, 50 in Lebanon invasion, site of i24News, 2/1/2025, https://www.i24news.tv/en/news/israel-at-war/artc-cost-of-war-891-soldiers-killed-since-october-7-50-in-lebanon-invasion
[49] إسرائيل تتوقع تلقي أسماء 3 أسرى وترامب ينتظر لفتة من حماس، الجزيرة.نت، 13/2/2025، في: https://aja.ws/1q9mvr
[50] أرقام تفصيلية جديدة عن خسائر الجيش الإسرائيلي في غزة، الجزيرة.نت، 14/8/2024، في: https://aja.ws/jii9n5
[51] الجزيرة.نت، 1/1/2024. وانظر أيضاً:
Ido Efrati, As Mental Health System in Israel Faces Collapse, Scores of Psychiatrists Are Leaving for Britain, Haaretz newspaper, 31/12/2023, https://www.haaretz.com/israel-news/2023-12-31/ty-article/.premium/as-mental-health-system-in-israel-collapses-psychiatrists-are-leaving-for-britain/0000018c-c026-d3e0-abac-d8af89aa0000
[52] سوليكا علاء الدين، زلزال “طوفان الأقصى” يهزّ الإقتصاد الإسرائيلي، موقع الاقتصاد والأعمال، 13/12/2023، أنظر: https://www.iktissadonline.com
[53] بنك إسرائيل يحذر: نفقات الحرب ستبلغ 68 مليار دولار، الجزيرة.نت، 23/1/2024، في: https://aja.ws/iaox7n
ملاحظة: تمّ اعتماد سعر صرف الدولار مقابل الشيكل الإسرائيلي وفق معطيات بنك “إسرائيل” المركزي في 23/1/2024، الذي حدد سعر الصرف بـ 3.771.
[54] بنك إسرائيل يحذر: نفقات الحرب ستبلغ 68 مليار دولار، الجزيرة.نت، 23/1/2024.
[55] بنك إسرائيل: خسائر قطاع البناء الإسرائيلي ضعف التوقعات، الجزيرة.نت، 2/4/2024، في: https://aja.ws/e2zbli
[56] Alternative Poverty Report 2023, site of Latet, 2023, https://www.latet.org.il/upload/files/170521879265a392e859470447415.pdf (in Hebrew)
[57] Israel Approves Supplementary Wartime Budget for 2023, Haaretz, 14/12/2023,https://www.haaretz.com/israel-news/2023-12-14/ty-article/israel-approves-supplementary-wartime-budget-for-2023/0000018c-6838-de5e-a3ef-6bfd79920000
[58] Jeremy Sharon, Additional budget funds for financing Gaza war approved for final Knesset votes, The Times of Israel, 12/12/2023, https://www.timesofisrael.com/additional-budget-funds-for-financing-gaza-war-approved-for-final-knesset-votes
[59] موقع سكاي نيوز عربية، 1/1/2024، انظر: https://www.skynewsarabia.com
[60] وكالة الأناضول، 16/1/2024.
[61] Israeli war on Gaza costs nearly $42B: Israeli media, site of Anadolu Agency, 31/1/2025, https://www.aa.com.tr/en/middle-east/israeli-war-on-gaza-costs-nearly-42b-israeli-media/3468157

تم نشر أصل هذه الورقة على موقع وزارة الإعلام اللبنانية في 31 كانون الأول/ ديسمبر 2024.



جميع إصدارات ومنشورات المركز تعبّر عن رأي كتّابها ولا تُعبّر بالضرورة عن رأي مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات



المزيد من أوراق العمل: