مدة القراءة: 2 دقائق

خبير في الشؤون الإسرائيلية يتوقّع تشكّل ”إسرائيل الثالثة“ وفوز المعارضة في الانتخابات، وتزايد النزعة العسكرية، وتفاقم الأزمات

د. مهند مصطفى: المسارات المتوقعة للسلوك السياسي والعسكري الإسرائيلي خلال سنة 2024

توقَّع خبير الشؤون الإسرائيلية د. مهند مصطفى تَشكُّل “إسرائيل الثالثة” إثر معركة طوفان الأقصى في 7/10/2023 والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ورأى أنّ السؤال الأساسي في “إسرائيل الثالثة” سيكون سؤال الدولة، وإعادة الثقة بنفسها وقدرتها على الاستقرار والاستمرار؛ وسيتركّز الهمّ في البحث عن “رجال دولة” ذوي نزعة عسكرية، قادرين على أداء المهمة. وقد أوضح د. مصطفى أنّ المقصود بـ”إسرائيل الأولى” تلك التي نشأت سنة 1948، و”إسرائيل الثانية” هي التي تلت حرب 1973.

فعلى المستوى السياسي الإسرائيلي الداخلي توقّع د. مصطفى أن تتفكك حكومة الطوارئ بخروج حزب المعسكر الرسمي منها، وأن تجري انتخابات جديدة بعد حركة احتجاج متصاعدة ضدّ الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، وأن تفوز المعارضة في الانتخابات، وأن يتم تشكيل حكومة برئاسة بني جانتس.

وقال د. مصطفى أنّ فوز المعارضة سيدفع نتنياهو للاستقالة من الليكود وخروجه من المشهد السياسي، وسيتجمد مشروع التغييرات الدستورية التي بدأت في عهد حكومة نتنياهو الحالية، وقد نرى صعود قيادات يمينية جديدة تسعى للسلطة، مثل يوسي كوهين ورون ديرمر.

جاء ذلك في ندوة بعنوان “المسارات المتوقعة لقضية فلسطين في سنة 2024 في ضوء معركة طوفان الأقصى”، عقدها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات يوم الأربعاء 24/1/2024، بمشاركة عشرات الخبراء والمتخصصين في الشأن الفلسطيني.

وأضاف د. مهند مصطفى في توقّعاته على المستوى الاجتماعي – الاقتصادي الإسرائيلي، أن تتعمق حالة الانقسام في المجتمع الإسرائيلي حول الأفق السياسي لقطاع غزة وحلّ الدولتين، وستتزايد النزعة العسكرية في المجتمع الإسرائيلي وستكون مصحوبة بتوجهات عنصرية، وسيتفاقم التصدع الديني العلماني جراء التخفيف من امتيازات المتدينين.

وقال د. مصطفى أنّ الأزمة الاقتصادية الداخلية الإسرائيلية ستتفاقم نتيجة تداعيات الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي، وسينخفض مستوى المعيشة وسيتزايد الغلاء جراء الأزمة الاقتصادية وتقلص قطاع الهايتك وتعميق أزمته. وفي المقابل، سيتزايد الإنفاق الحكومي على المؤسسة العسكرية وعلى أجهزة الاستخبارات المختلفة، كما سيتم تشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاق 7/10/2023، وهي بدورها ستشكل وقوداً لتعميق الانقسام في المشهد الإسرائيلي.

أما على المستوى الجيو سياسي-استراتيجي، فقد توقّع د. مهند مصطفى استمرار حالة الحرب رسمياً على قطاع غزة، حتى وإن توقفت العمليات العسكرية، لأنّ “إسرائيل” لن تتمكن من تحقيق أهدافها. كما توقّع تصاعد الصراع العلني والسري بين إيران و”إسرائيل” على جبهات مختلفة، خصوصاً في سورية، وسيتم وضع اليمن ضمن أولوية المنظومة الأمنية الإسرائيلية في المرحلة القادمة، بعد الدور اللافت الذي قامت به في البحر الأحمر، والتعامل مع هذه الجبهة على غرار الصراع مع إيران، كما سيستمر التوتر والتأزم على الجبهة الشمالية ولكن دون الوصول إلى حالة حرب شاملة، أو الإعلان عن حالة الحرب.

وعلى مستوى السياسة الخارجية الإسرائيلية، توقّع د. مصطفى السعي لفتح مسار التطبيع من جديد مع دول عربية برعاية أمريكية، في حالة تغيير الحكومة الإسرائيلية الحالية. كما توقّع تراجع مكانة “إسرائيل” على المستوى الدولي بسبب عدوانها على غزة، بما في ذلك تراجع العلاقات بين “إسرائيل” وبين روسيا والصين في المرحلة القادمة.

وأخيراً توقّع د. مصطفى أن يرتبط مسار العلاقات مع مصر والأردن وتركيا بمآلات الحرب على غزة، كما استبعد نجاح المسعى الأمريكي لترسيم الحدود البرية بين “إسرائيل” ولبنان.

وقد قُدّمت في هذه الندوة، التي أدارها أ. د. محسن محمد صالح، ثمانِ أوراق عمل، ناقشت المسارات المستقبلية المتوقَّعة خلال سنة 2024، المتعلقة بالشأن الفلسطيني والإسرائيلي والعربي والإسلامي والدولي.



للمزيد حول الندوة العلمية “المسارات المتوقعة لقضية فلسطين في سنة 2024 في ضوء معركة طوفان الأقصى”، اضغط هنا


مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 26/1/2024