مدة القراءة: 4 دقائق

Magdy-Hammad_4-16_Conf_PIEA_2016يسر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات أن يقدم مداخلة للأستاذ الدكتور مجدي حمّاد، حول “التأثير الدولي وخصوصاً الأمريكي في القضية الفلسطينية ومساراته المحتملة”.

وقد قدمت هذه المداخلة في مؤتمر ”قضية فلسطين: تقييم استراتيجي 2015- تقدير استراتيجي 2016“، الذي أقامه مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت في 11/2/2016.


مقدمة:

إن القراءة المتأنية لتطورات الصراع العربي الإسرائيلي تكشف عن سمة مركزية اتسمت بها نتائج الجهود الديبلوماسية لجميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، تتمثل في “الفشل” التام لكل هذه الجهود، بخاصة تجاه قضية فلسطين، منذ انطلاقها، لذلك قد يكون من المناسب تحديد معنى “الفشل” ومظاهره وأسبابه، من سنة إلى سنة؛ فهل هناك تماثل في معنى “الفشل” ومظاهره وأسبابه، أم أن هناك تغيراً في المواقف والمحددات والقوى؟ في هذا السياق تنبغي مناقشة التأثير الدولي في القضية الفلسطينية ومساراته المحتملة، خصوصاً مواقف الولايات المتحدة، وروسيا الاتحادية، والصين، والاتحاد الأوربي، إلى جانب الأمم المتحدة، حيث سيجري التركيز خصوصاً على مجلس حقوق الإنسان، وعدوان “إسرائيل” على غزة سنة 2014.

إن استمرار الموقف الأمريكي والأوروبي من قضايا التسوية، خصوصاً مواقفها بشأن رفض قيام دولة فلسطين من حيث المبدأ، من ناحية، ورفض المصالحة الفلسطينية، من ناحية أخرى؛ وذلك من البيانات الحادة التي أصدروها، بمناسبة عرض الاعتراف بدولة فلسطين على الأمم المتحدة، وقبول عضويتها الكاملة فعلاً في اليونسكو، وانضمامها رسمياً إلى المحكمة الجنائية الدولية، والتوصل إلى مصالحة فلسطينية برعاية مصر، لأن هذه المواقف تؤكد أن لديها “مواصفات” خاصة لتلك الدولة، كما أن رفض المصالحة الفلسطينية ينطوي بالضرورة على رفض الديموقراطية، وفرض “مواصفات” خصوصاً أيضاً لتلك الديموقراطية! بل لقد أعلنت الولايات المتحدة رسمياً، قبل نهاية سنة 2015، توقفها عن السعي إلى تحريك عملية التسوية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، المجمدة أصلاً. ناهيك عن أن الرئيس الأمريكي يتحول عملياً إلى “بطة عرجاء” فيما تبقى له من فترة في الحكم بعد الدخول في الانتخابات الرئاسية طوال سنة 2016.

أولاً: صعود التحدي المتبادل الأمريكي الإسرائيلي:

على الرغم من “صلابة” العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، على حدّ تعبير نتنياهو، وكذلك “متانة” العلاقات الأوروبية الإسرائيلية، إلا أن سنة 2015 قد شهدت تصاعد مجموعة من أنماط “التحدي المتبادل” في تلك العلاقات الثنائية؛ نتيجة سلوك “إسرائيل” وسياساتها وتوجهاتها. بل لقد ذهب الكاتب الإسرائيلي بيتر باينرات إلى رفع الأمر إلى مستوى “تحدي الولايات المتحدة للصهيونية”، على حدّ عنوان دراسته.

1. خطاب نتنياهو أمام الكونجرس:

عمد جون باينر الرئيس الجمهوري لمجلس النواب إلى دعوة نتنياهو إلى إلقاء خطاب أمام الكونجرس بمجلسيه مطلع عام 2015، في مبادرة رتبت بينه وسفير “إسرائيل” لدى واشنطن، من دون إطلاع البيت الأبيض، في خطوة عدها كثير من الديموقراطيين إهانة للرئيس أوباما، الذي تشهد علاقته برئيس الوزراء الإسرائيلي توتراً دائماً. من جهته، دافع باينر عن دعوته نتنياهو، واصفاً إياها بأنها “فكرة جيدة جداً”. وقال: “توجد رسالة، أعتقد إنه يتعين على الشعب الأمريكي أن يسمعها، وأعتقد أنه الشخص الأنسب لإيصالها”.

وأضاف أن “تهديد إرهاب الإسلام المتطرف حقيقي، وتهديد إيران للمنطقة وباقي العالم حقيقي، وأعتقد أن الشعب الأمريكي مهتم بسماع ذلك”. أغضب ذلك الإدارة الأمريكية لسببين: أولهما، أن نتنياهو ينضم إلى الجمهوريين في انتقاد استراتيجية أوباما بشأن إيران، ومحاولة ضمان فرض عقوبات أمريكية جديدة. وثانيهما، أنه يتعارض مع البروتوكول الديبلوماسي بدعوة زعيم أجنبي قبل أيام من انتخابات يخوضها في بلده، حيث جاء الخطاب قبل أسبوعين فقط من الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، التي جرت يوم 17/3/2015. نتيجة لذلك أعلن أن أوباما لن يلتقي معه في أثناء زيارة واشنطن.

وبالرغم من وصف أوباما الخلاف مع “إسرائيل” بسبب كلمة نتنياهو في الكونجرس هو “خلاف عابر لن يكون له ضرر دائم على الروابط بين الولايات المتحدة وإسرائيل”، فقد أكد، خلال مقابلة مع وكالة رويترز، أنه يوجد “اختلاف مهم” بين إدارته والحكومة الإسرائيلية حول كيفية تحقيق هدفهما المشترك لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية. وأشار إلى أن هدف الولايات المتحدة هو التأكد من أن “هناك سنة واحدة على الأقل بين أن نراهم يحاولون الحصول على سلاح نووي، وبين أن يكون بمقدورهم بالفعل اقتناء سلاح”.

لكن من جهة أخرى، رأى أوباما أن نتنياهو “أخطأ من قبل عندما عارض اتفاقاً مؤقتاً مع إيران عام 2013”. وفي هذا الشأن، قال الرئيس الأمريكي إن “نتنياهو قدم كل أنواع الادعاءات، بأن هذا سيكون اتفاقاً مروعاً، وسيؤدي إلى حصول إيران على إعفاء بقيمة 50 مليار دولار، وأن إيران لن تلتزم بالاتفاق. لكن لم يتحقق أيّ من هذه المزاعم”، مضيفاً أنه “تبين في حقيقة الأمر أننا لم نرَ خلال هذه الفترة إيران تمضي قدماً في برنامجها النووي، إنما قلصت في جوانب كثيرة عناصر من برنامجها”. وأضاف أنه “في الواقع، خلال هذه الفترة، رأينا أن البرنامج الإيراني لم يتقدم، لا بل إنه في نواح عدة تراجع في عناصر منه”.

متجاهلاً كل التحذيرات، ألقى نتنياهو خطابه أمام الكونجرس، متحدياً إدارة الرئيس الأمريكي أوباما، وبالرغم من تكراره تقديم الثناء لها، بدا نتنياهو في الخطاب أقرب ما يكون إلى زعيم يحاضر في أعضاء حزبه، الذين كانوا يصفقون ويهللون تقريباً لكل ما يقول. وكان واضحاً أنه تعامل مع أعضاء الكونجرس الحاضرين وكأنه “مرشد روحي”، يرسم للولايات المتحدة سياستها، ويقرر عنها ما ينبغي فعله، وهو ما استدعي انتظار الرد، الذي لاحت بوادره في تصريحات لمسؤولين أمريكيين انتقدوا ما وصفوه بأنه “إهانة”، فيما قال أوباما إنه “لم يشاهد” الخطاب، بل “قرأ النص”، الذي “لم يجد فيه أيّ جديد”… المزيد

لتحميل المداخلة، اضغط على الرابط التالي:

>> مداخلة: التأثير الدولي وخصوصاً الأمريكي في القضية الفلسطينية ومساراته المحتملة … أ.د. مجدي حمّاد Word (37 صفحة، 2.2 MB)

>> مداخلة: التأثير الدولي وخصوصاً الأمريكي في القضية الفلسطينية ومساراته المحتملة … أ.د. مجدي حمّاد (37 صفحة، 486 KB)

 

مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 14/6/2016


>> للمزيد حول “مؤتمر: قضية فلسطين: تقييم استراتيجي 2015– تقدير استراتيجي 2016”: اضغط هنا