مدة القراءة: 5 دقائق


اللاجئين الفلسطينيين

يسر مركز الزيتونة أن ينشر ورقة عمل بعنوان ”أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وقضاياهم في العالم العربي“ التي قدمها الدكتور محسن محمد صالح، الأستاذ المشارك في الدراسات الفلسطينية والمدير العام لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، في مؤتمر ”اللجوء وأبعاده الأمنية والسياسية والاجتماعية“، الذي نظمته جامعة نايف العربية بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الذي انعقد في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية في الفترة 17-19 /1436/11هـ الموافق 1-3 /2015/9م.

ملخص:

برزت قضية اللاجئين الفلسطينيين إثر الحرب العربية – الإسرائيلية سنة 1948، عندما قامت العصابات الصهيونية، التي أنشأت الكيان الإسرائيلي على نحو 77% من أرض فلسطين، بتهجير نحو 800 ألف فلسطيني؛ أي نحو 57% من مجموع شعب فلسطين في ذلك الوقت. وقد تفاقمت مشكلة اللاجئين عندما قامت ”إسرائيل“ باحتلال باقي أرض فلسطين في حرب سنة 1967، حيث تمّ تهجير نحو 300 ألف فلسطيني.

تُعدّ قضية اللاجئين الفلسطينيين القضية الأكبر من حيث عدد اللاجئين بالنسبة إلى شعبهم، كما أنها من ناحية ثانية أطول مشكلة للاجئين في التاريخ الحديث لم يتم حلّها حتى الآن؛ بعد أن مضى عليها نحو 67 عاماً. وهي من جهة ثالثة، قضية حظيت بأكبر قدر من القرارات الدولية، حيث أُعيد، مثلاً، تأكيد قرار 194 بشأن حقّ اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم أكثر من 120 مرة.

يقيم نحو نصف الشعب الفلسطيني خارج فلسطين التاريخية، وقد مثَّلت البيئة العربية الحاضنة الطبيعية للاجئين الفلسطينيين، حيث يعيش نحو 88% من فلسطينيي الخارج في بلدان عربية. وتركّز اللجوء الفلسطيني في المناطق المحيطة بفلسطين، حيث يقيم أكثر من 80% من اللاجئين الفلسطينيين في الوطن العربي في الأردن وسورية ولبنان؛ كما تقيم أعداد كبيرة منهم في بلدان الخليج العربي، وخصوصاً في السعودية.

وقد اتخذت قضية اللاجئين الفلسطينيين في الوطن العربي، من ناحية دوائر الاهتمام بها، أبعاداً وطنية وقومية وإسلامية وإنسانية، وتحملت البلدان العربية قسطها من المسؤولية في السعي لتحرير فلسطين، ودعم الشعب الفلسطيني والسعي لعودة اللاجئين. واتخذت قضايا اللاجئين، في الوقت نفسه، أبعاداً سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية. فبالإضافة إلى الأعباء السياسية والاقتصادية التي تحملتها البلدان العربية المضيفة، فإن توق الشعب الفلسطيني للعودة والتحرير وتبنيه الكفاح المسلح أدى إلى الكثير من الاحتكاكات والنزاعات في البلدان المضيفة، خصوصاً تلك المحيطة بفلسطين، والتي حاولت ضبط أنشطة الفلسطينيين، وفق ما ترى أنه مصالحها العليا ومتطلباتها الأمنية.

وتراوحت سياسة الأنظمة العربية في التعامل مع اللاجئين، بين منحهم حقوق المواطنة كما في الأردن، من جهة، ووصلت إلى حدّ حرمانهم من عدد من حقوقهم المدنية كما في لبنان، من جهة أخرى. وحاولت بعض الأنظمة العربية توظيف الوجود الفلسطيني سياسياً وأمنياً لصالحها، مستغلة صعوبة أوضاعهم واحتياجاتهم؛ كما وقع الفلسطينيون في أحيان أخرى ضحية الخلافات الداخلية المحلية أو العربية. بينما استفادت عدد من البلدان إيجابياً من الوجود الفلسطيني، حيث كان للفلسطينيين أدواراً مهمة في نهضتها وعمرانها.

تمهيد: ظهور قضية اللاجئين الفلسطينيين:

أعلن الصهاينة دولتهم ”إسرائيل“ مساء 14/5/1948، واستولوا على نحو 77% من أرض فلسطين (20,770 كم2)، وشردوا بالقوة 800 ألف فلسطيني خارج المنطقة التي أقاموا عليها كيانهم، وذلك من أصل 925 ألفاً كانوا يسكنون في هذه المنطقة (كان المجموع الكلي للفلسطينيين في نهاية سنة 1948 نحو مليون و400 ألف نسمة)، أي أن الصهاينة قاموا بتشريد حوالي %57 من الشعب الفلسطيني خارج الأرض المحتلة سنة 1948. كما قاموا بتشريد نحو 30 ألفاً آخرين إلى مناطق أخرى في داخل الأرض المحتلة سنة 1948 نفسها.

وقد زاد عدد اللاجئين إلى 900 ألف لاجئ مع بداية إنشاء الأونروا سنة 1951. ودمَّر الصهاينة نحو 400 قرية فلسطينية من أصل 585 قرية كانت قائمة في المنطقة المحتلة، وارتكبوا 34 مجزرة، خلال حرب 1948، بمدنيين فلسطينيين في أثناء عملية التهجير، وكان من أشهرها مذبحة دير ياسين في 9/4/1948 التي اعترف الصهاينة أنفسهم بقتلهم وذبحهم لـ 254 رجلاً وامرأة وطفلاً. أما بالنسبة لما تبقى من فلسطين فقد قام الأردن بضم الضفة الغربية رسمياً إليه (5,876 كم2) كما وضعت مصر قطاع غزة (363 كم2) تحت إدارتها .

لقد مزقت حرب 1948 النسيج الاجتماعي والاقتصادي للشعب الفلسطيني، الذي وجد نفسه مشرداً في العراء، بعد أن استقر في بلاده طوال أربع آلاف وخمسمائة سنة ماضية.

وقد أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11/12/1948، القرار رقم 194 بوجوب السماح بالعودة للاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم الأصلية، والخيار هنا يعود إلى صاحب الحق في أن يعود وليس لغيره أن يقرر نيابة عنه أو يمنعه، وإذا منع من العودة بالقوة، فهذا يعدُّ عملاً عدوانياً. وقد نصّ القرار أيضاً على إقامة لجنة توفيق تابعة للأمم المتحدة تكون مهمتها تسهيل إعادة اللاجئين إلى وطنهم وإعادة تأهيلهم الاقتصادي والاجتماعي وكذلك دفع التعويضات لهم.

وتمّ التأكيد على هذا القرار طوال الأعوام الماضية، مع رفض ”إسرائيل“ تنفيذه، ولم تقم الأمم المتحدة، وتحديداً مجلس الأمن الدولي، بأي درجة من درجات الإلزام لــ”إسرائيل“ بتنفيذ القرار. وقد وافقت الأمم المتحدة على دخول ”إسرائيل“ في عضويتها، شرط السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، وهو ما لم تفعله ”إسرائيل“ مطلقاً.

ومنذ سنة 1948 دخلنا فيما يعرف بمشكلة اللاجئين الفلسطينيين. ونشير هنا لعدة نقاط:

الأولى: إن عدد اللاجئين الفلسطينيين هو أكبر عدد من اللاجئين بالنسبة إلى شعبهم، فإذا قلنا أننا أمام 800 ألف لاجئ من أصل مليون وأربعمئة ألف فنحن هنا أمام نسبة تصل إلى نحو 57% من أبناء الشعب الفلسطيني. وبذلك نكون أمام أكبر حالة تشريد لشعب من أرضه في العالم مقارنة بما حدث في أفغانستان والبوسنة أو أيّ بلد حدث فيها حالة تهجير للاجئين في العالم.

الثانية: نحن أمام أطول وأكبر مشكلة للاجئين في التاريخ الحديث لم يتم حلها إلى الآن، فهذه المشكلة عمرها حوالي 67 عاماً، بينما معظم أو كلّ مشاكل اللاجئين قد تمّ حلها أو فتح المجال لحلها مثل لاجئي أفغانستان، والبوسنة، والصومال، والأرمن وغيرهم، فهؤلاء لم يعد أحد يمنعهم من العودة إلى بلادهم وممارسة كافة حقوقهم المدنية والسياسية.

الثالثة: إن هذه القضية مدعومة بإجماع دولي، بمعنى أنها ليست مجرد رغبة فلسطينية فقط، بل هناك إجماع في المؤسسات الدولية على حقّ العودة، وقد صدر في قضية اللاجئين الفلسطينيين عدد كبير من القرارات تفوق القرارات التي صدرت بحق أيّ لاجئين في العالم، حيث أعيد مثلاً التأكيد على قرار 194 بشأن حقّ اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم (الأراضي المحتلة سنة 1948) أكثر من 130 مرة.

وقد أنشأت الجمعيةُ العامة للأمم المتحدة وكالةَ الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) United Nations Relief and Works Agency for Palestine Refugees in the Near East (UNRWA)  في 1949/12/8، إلا أنها لم تباشر عملها إلا في أيار/ مايو 1950، وذلك لتأمين المساعدات للاجئين الفلسطينيين .


لتحميل ورقة العمل، اضغط على الرابط التالي:
>> ورقة عمل: أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وقضاياهم في العالم العربي … د. محسن محمد صالح Word (41 صفحة، 1.07 MB)

 

>> ورقة عمل: أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وقضاياهم في العالم العربي … د. محسن محمد صالح (41 صفحة،982 KB)


>> الصفحات الأولى ورقة عمل: أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وقضاياهم في العالم العربي … د. محسن محمد صالح (نسخة نصيّة HTML)



مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 22/12/2015