مدة القراءة: 9 دقائق

عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات يوم الخميس 19/1/2012 حلقة نقاش علمية تحت عنوان “القضية الفلسطينية 2012 في ضوء الثورات والتغيرات في العالم العربي”، في فندق كراون بلازا في بيروت، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء والمتخصصين في الصراع العربي- الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، إلى جانب ممثلين عن أبرز القوى السياسية الفلسطينية، وممثل عن حركة الإخوان المسلمين في مصر.

وسعت الحلقة، التي توزعت أعمالها على ثلاث جلسات، إلى استشراف التأثير المتوقع للثورات والتغيرات التي يشهدها العالم العربي على القضية الفلسطينية خلال سنة 2012، إلى جانب تقييم تأثيراتها خلال سنة 2011.

وفي تعليق حول التحضيرات لهذه الفعالية، أشار د. محسن محمد صالح مدير عام مركز الزيتونة إلى أن المنظمين حرصوا على أن تكون هذه الحلقة ساحة للنقاش العلمي البناء والمؤثر في صناعة القرار المتعلق بالقضية الفلسطينية، وذلك من خلال اختيار موضوع الحلقة ومحاورها، وانتقاء أسماء المشاركين فيها؛ حيث تمت دعوة نخبة من الأكاديميين والباحثين والمتخصصين في القضية الفلسطينية من مختلف الاتجاهات، إلى جانب شخصيات مؤثرة في صناعة القرار الفلسطيني وممثلة لمختلف أطياف الساحة الفلسطينية، إضافة إلى ممثل عن التيار السياسي الفائز بالانتخابات التي جرت في مصر؛ لما لمصر من ثقل وتأثير في مسار القضية الفلسطينية ومسار الصراع العربي-الصهيوني ككل.

الافتتاح والجلسة الأولى

في البداية ألقى الدكتور محسن صالح كلمة الافتتاح، مرحّباً بالحضور، ومستعرضاً أبرز النقاط التي سيتناولها برنامج الحلقة، مشيراً إلى أن سنة 2011 كانت سنة التغييرات والثورات العربية، كانت سنة تاريخية انتفض فيه الإنسان العربي ليفرض إرادته، وذكر أن الثورات كانت على ثلاثة مستويات: الإنسان، والأرض (الفضاء الاستراتيجي)، والنظام السياسي. وأكد صالح أن الطريق ليست مفروشة بالسجاد الأحمر، وتحدث عن السيناريوهات المحتملة التي يحملها الربيع العربي. وذكر صالح أن مركز الزيتونة -وقد أنهى عامه السبع، وأصبح ذا مكانة متقدمة ورئيسية في الدراسات المتعلقة في الشأن الفلسطيني- يعدّ نفسه مظلة للجميع، بتنوع آراءهم واختلافها، ومكاناً يجتمع فيه كل ما يمكن أن يدفع القضية الفلسطينية إلى الأمام.

ثم ناقشت الجلسة الأولى، التي أدارها د. حسين أبو النمل، انعكاس التغيرات في العالم العربي على الوضع الداخلي الفلسطيني، وتحدّث خلالها كل من د. محمد اشتية – عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، و د. موسى أبو مرزوق – نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، و د. ماهر الطاهر – عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ومسؤول قيادتها في الخارج.

وبدأ د. محمد اشتية الجلسة بالإشارة إلى أن تأثيرات ما حدث في المنطقة العربية ستمتد لسنوات، وأشار إلى أن هناك ثلاث قوى واستراتيجيات تتصارع للسيطرة على المنطقة العربية، هي “إسرائيل” وتركيا وإيران، وأضاف أن العالم العربي تحول من مرحلة التلقي إلى مرحلة النهوض، في ظل أزمة دولية كبيرة. وذكر اشتية أن السلطة الفلسطينية حاولت أن ترسم استراتيجية جديدة، تهدف إلى كسر سياسة الأمر الواقع التي فرضتها “إسرائيل”، عبر انضمام الدولة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة ومؤسساتها، والتي عدّها مغادرة لطاولة المفاوضات، كما استبعد اشتية إمكانية حل السلطة الوطنية، وأكد أن حل الدولتين هو الحل الأنسب لطرفي الصراع. وفيما يتعلق بتأثير الثورات على القضية الفلسطينية، شدد اشتية على أنها ستكون سنداً لها، وأشار إلى انطلاق قطار المصالحة الفلسطينية نحو توحيد المؤسسات الفلسطينية في منظمة التحرير، مع وجود بعض العقبات، وأكد أن الاستراتيجية الفلسطينية يجب أن تحول الاحتلال من احتلال رابح إلى احتلال مكلف، كما توقع انحسار الدور الأمريكي، وتمنى أن لا يتم ترويض الربيع العربي، بحيث يصبح أداة داعمة للقضية الفلسطينية، لا أداة ضغط.

من جهته أشار د. موسى أبو مرزوق في ورقته إلى أن ما حدث سنة 2011 له تأثيرٌ استراتيجيٌّ على المستوى الإقليمي والدولي من حيث التغيرات في المنطقة، وإعادة تشكيل القوى السياسية الفاعلة، وانعكاس ذلك كله على القضية الفلسطينية بكل مكوناتها، مشدداً على أن صعود التيار الإسلامي لم يكن صدفة عابرة لثورات شعبية كبيرة بلا قيادات، حيث كان التيار الإسلامي في كل مواقع القوة السياسية الأهم، وكان المعارضة الأساسية الأبرز في كل الأقطار. وفيما يتعلق بتأثير الثورات على القضية الفلسطينية رأى أبو مرزوق أنها حرّكت ملفي المصالحة الفلسطينية، وصفقة تبادل الأسرى، كما أنها كانت البداية في التوجه نحو مرجعية شاملة للمسيرة السياسية الفلسطينية لصالح برنامج وطني، لافتاً النظر إلى أن التيار الإسلامي في فلسطين بدأ يشعر بأن عمقاً إضافياً في رصيده بدأ يتشكل، مما يعطي حماس فضاءً استراتيجياً إضافياً في المنطقة. وشدد أبو مرزوق على أن الثورات إنما هي بداية تشكل محور جديد غير محدد المعالم، مشيراً إلى أن وضع “إسرائيل” الأمني أصبح قلقاً والمستقبلُ موضعَ تساؤل، وشرعيتُها في خطر.

أما د. ماهر الطاهر فقد شدد على أن العالم يشهد العديد من التحولات والمتغيرات العميقة على الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية، مشيراً إلى أن الحراك الشعبي العربي يحتل موقعاً مهماً في جوانب استراتيجية تؤثر على المشهد الفلسطيني في المرحلة الراهنة والمستقبلية، غير أنه رأى أن انعكاسات المتغيرات الدولية على القضية الفلسطينية تخضع لمحددات الموقف الأمريكي. ولفت إلى أن ما يحصل من تغييرات بنيوية واسعة وعميقة في الكيان الصهيوني سيكون لها انعكاسات مباشرة على المشهد الفلسطيني من جوانب عديدة. وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية توقع الطاهر أن تشهد سنة 2012 حالات مد وجزر، حيث أشار إلى وجود العديد من العقبات الداخلية والخارجية التي تمنع إنهاء الانقسام بشكل كامل، كما استبعد إجراء انتخابات للمجلس الوطني والتشريعي والرئاسة. وفي موضوع التسوية السلمية للقضية الفلسطينية فقد رجح الطاهر عدم عودة المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، وتوقع المزيد من انسداد أفق الحل السياسي للقضية الفلسطينية وتأكيد فشل ما يسمى بعملية السلام.

الجلسة الثانية

تناولت الجلسة الثانية، التي أدارها النائب د. عماد الحوت، مواقف العالمين العربي والإسلامي من قضية فلسطين في ضوء التغيرات العربية، وتحدّث خلالها د. يحيى أحمد حسين – القيادي في حركة الإخوان المسلمين في مصر، و أ. محمد الراشد – نائب رئيس تحرير مجلة المجتمع الكويتية، و أ.د. طلال عتريسي – أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية والخبير في شؤون العالم الإسلامي.

في بداية الجلسة، ذكر د. يحيى أحمد حسين أن الشعب المصري ثار بعد أن يئس أبناؤه من يقظته، وجاء نصره فجأة وعلى غير توقع، وشدد على أن نتائج ثورة 25 يناير حمّلت “القائمين على خدمة الشعب” عبئاً يستلزم تسخير كل القوى، وبذل الجهود لعلاج الأولويات، وإزالة الآثار التي ترتبت عن سياسة العهد السابق. وتحدث حسين في ورقته عن إيجابيات الثورة على الشعب المصري وسلبياتها، وعن آفاق التغيير المنشود في مصر. وفيما يتعلق بتأثيرات الثورة على القضية الفلسطينية شدد حسين على أن الشعب المصري بجناحيه المسلم والمسيحي يشرف بوقوفه خلف الشعب الفلسطيني، لافتاً النظر إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تتناول قضية فلسطين باعتبارها قضية شعب عربي مسلم حرّ طُرد من أرضه وحوصر في وطنه من أعدائه. وعن موقف  الجماعة وحزب الحرية العدالة من قضية المعاهدات والعلاقة مع الصهاينة، أشار حسين إلى أن الحكمة تقتضي مراعاة الظروف العامة باحترامها في الوقت الراهن، حتى تسمح الفرصة بإعادة النظر فيها، وتعديل بنودها. ونتيجة للثورة المصرية توقع حسين زيادة الشعب المصري لمساهمته في دعم الشعب الفلسطيني حتى زوال الاحتلال الصهيوني لفلسطين.

بدوره رأى أ. محمد الراشد أن آمال الشعوب العربية تتعلق في مسار ثوراتها الجديدة نحو تغيير جذري لطبيعة النظام العربي السياسي، ولصياغة عقد اجتماعي جديد يبشر بالعدالة والمساواة والحريات والديمقراطية والسلام الاجتماعي، ومن جانب آخر فإن الآمال معلقة بأن تصنع الثورات العربية إضافة قوية لصالح القضية الفلسطينية ولتغيير ميزان القوى في هذه المنطقة لصالح استعادة الحقوق الفلسطينية. وأشار الراشد إلى أن الثورات أسقطت ما يسمى بـ”قوى الشرق الأوسط الجديد”، كما سيتكوّن محور جديد في المنطقة العربية ينحاز للحق العربي في فلسطين، ويؤيد المقاومة، ويضعف التحالف الإستراتيجي بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” من جهة، وبعض الأنظمة العربية من جهة أخرى، لافتاً النظر إلى أن النظام العربي الجديد سيكون منافساً للمشروع الإيراني، وينحاز لفكرة التوجه إلى تشكيل محور إسلامي عربي تنموي إستراتيجي، يرتكز فيه على حالة التقارب والتعاون مع تركيا وماليزيا وإندونيسيا.

ومن جانبه قال أ.د. طلال عتريسي إن القضية الفلسطينية لم تحظ بالاهتمام الذي تستحق في سنة 2011، حيث كانت أولويات العالم وشعوب المنطقة تتطلع إلى قضية واحدة: الثورات وإسقاط الرؤساء، فتوقفت مفاوضات التسوية السلمية، وتعطل ملف المصالحة الفلسطينية، ملف صفقة الأسرى، لكن الأشهر الأخيرة من سنة 2011 شهدت عودة الاهتمام الدولي بفلسطين. وفيما يتعلق بدور إيران من الصراع مع “إسرائيل” فقد أشار إلى أنها ربطت بين ما يجري في المنطقة العربية وبين الصراع مع “إسرائيل” والمواجهة مع الولايات المتحدة، واعتبرت ما يحصل صحوة إسلامية، وأن الثورات ستؤدي إلى انهيار “إسرائيل”.

أما فيما يتصل بالموقف التركي، فقد أشار عتريسي إلى أن تركيا تعاملت مع الثورات من موقع تأييد الديمقراطية، ولم تربط بين هذه الثورات وبين تأثيراتها المحتملة على الصراع مع “إسرائيل”، فتركيا تريد من حماس ومن الإسلاميين عموماً الالتحاق بتجربتها. وشدد عتريسي على أن من نتائج الثورات أن “إسرائيل” ستبقى غير مقبولة ككيان، وأن المقاومة الفلسطينية ستتمتع تدريجاً بحرية أكبر في ساحات عربية عدة، وأن موقع فلسطين وسياسات الدول الإسلامية، وخصوصاً تركيا وإيران، من فلسطين لن تتغير كثيراً في العام المقبل؛ أي تأييد تركي لاستراتيجة التفاوض والسلام، وتأييد إيراني للمقاومة وللمواجهة مع “إسرائيل”.

الجلسة الثالثة

أما الجلسة الثالثة والأخيرة من الحلقة، والتي أدارها الوزير بشارة مرهج، فقد ناقشت المشهد الإسرائيلي والمواقف الدولية من القضية الفلسطينية في ضوء التغيرات في العالم العربي، وتحدّث خلالها أ. ماجد عزام – مدير مركز شرق المتوسط للدراسات والإعلام والخبير في الشؤون الإسرائيلي، و د. محسن محمد صالح، و أ.د. مجدي حماد – رئيس الجامعة اللبنانية الدولية والخبير في الشؤون الدولية.

في البداية تحدث أ. ماجد عزام عن المواقف الإسرائيلية من الثورات العربية، حيث أشار إلى أن “إسرائيل” تعاطت مع الربيع العربي وتداعياته بمزيج من الغطرسة، والتخبط والتناقض، والواقعية في بعض الحالات، ولكن دون أن تصل إلى حدّ استخلاص عبر جذرية. فالثورة التونسية لم تحظ باهتمام ونقاش كبير في “إسرائيل”، ولكن الاهتمام الإسرائيلي السياسي والإعلامي بالثورة المصرية كان مكثفاً ومركزاً، وفي مراحلها الأولى دافعت عن حسني مبارك شخصاً ونظاماً، وكانت خسارة مبارك تعني خسارة الحارس الشخصي لملفات أساسية ومركزية ثلاثة؛ هي الصراع في فلسطين، والمشهد السياسي العام في المنطقة والتخلي عن الدور وحتى المصالح المصرية، وأخيراً ملف اللاجئين الأفارقة. وذكر عزام أن الثورة الليبية لم تؤدِ إلى نقاش مكثف في “إسرائيل” مع قراءات عامة تضعها في سياق الثورات العربية، وحافظت “إسرائيل” طوال الثلاثة شهور الأولى من الثورة السورية على صمتها، ومنذ الصيف بدأت التقديرات التي تجزم بأن النظام السوري سيسقط خلال عام إلى عام ونصف. وفي ختام حديثه توقع عزام أن يبقى التعاطي الرسمي من قبل نتنياهو وحكومته مع الثورات وتأثيراتها على القضية الفلسطينية منحصراً في الجانب التكتيكي.

وفي ورقة العمل التي قدمها د. محسن محمد صالح ذكر أن الولايات المتحدة شعرت في بدايات الثورات العربية وانتفاضات التغيير بالكثير من القلق والارتباك، في ضوء احتمال خسارتها لحلفائها التقليديين، ولاحتمال تغيُّر خريطة المنطقة بما يتعارض مع استراتيجياتها ومصالحها، غير أنها سعت بسرعة للتكيف مع حالة التغيير وحاولت ركوب الموجة وتوجيهها في مسارات تخدم مصالحها، أو على الأقل تخفف من الأضرار المحتملة قدر الإمكان. ورأى أنه إذا لم يكن لحركات التغيير مصلحة في استعجال المواجهة مع أمريكا، فإنه ليس لأمريكا أيضاً مصلحة آنية في استعداء حركات التغيير، وتوجيه طاقاتها ضدها.

ولكن صالح حذر في المقابل من مخاطر التبني الإسرائيلي الأمريكي لمشاريع تفتيت المنطقة على أسس طائفية أو عرقية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن أمريكا عانت في السنوات الأخيرة من مجموعة من المشاكل والمصاعب التي تُضعف قدرتها على التأثير في مسار السياسة الدولية، وقال إنه ربما لا تظهر هذه التأثيرات بشكل قريب ومباشر، لكنها ربما كان لها انعكاسات مهمة في المدى المتوسط.

كما ذكر صالح أن سنة 2011 عكست استمرار السياسة الأمريكية الداعمة لـ”إسرائيل”، وتراخِي الضغط باتجاه مسار التسوية، حيث ما تزال مؤسسات صناعة القرار الأمريكي تتحدث عن علاقة استراتيجة راسخة مع “إسرائيل”، مضيفاً أن الإدارة الأمريكية حاولت الفصل ما بين التغيرات في العالم العربي وبين انعكاساتها الإيجابية المحتملة على الوضع الفلسطيني؛ وأكد أن الولايات المتحدة ستستمر في هذه المحاولة في سنة 2012، حيث ستحاول منع الأنظمة من القيام بأية إجراءات من شأنها تصعيد العداء مع “إسرائيل”، كما توقع أن تضعف أو تتعطل مسار المبادرات السياسية الأمريكية المتعلقة بفلسطين، بسبب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ومن جانبه ذكر أ.د. مجدي حماد أن سنة 2011 شهدت بروز مجموعة من أهم التطورات، على نحو مفاجئ، يفترض أن يكون لها دورها المركزي في توجيه الأحداث والتغييرات في المنطقة العربية، وقال إن “ربيع فلسطين” بدأ، أسوة بالربيع العربي، وإن “خريف إسرائيل” قد بدأ، ضمن إشارات ومعطيات لا مجال للتقليل من أهميتها، وأضاف أنه مع الثورات والانتفاضات فإن مسألة “إسرائيل” قبل الانتفاضات والثورات العربيّة غيرها بعدها. وأشار إلى أن فلسطين هي بوابة النفوذ الإقليمي، وأن “إسرائيل” تُواجه تحوّلاً تاريخياً في موازين القوى الإقليمية، بسبب صعود قوى إقليمية، بخاصة إيران وتركيا، ولفت حماد النظر إلى أن الخطط الأمريكية لضم “إسرائيل” لحلف “الناتو” تهدف إلى استخدامها في ممارسة الضغط على الدول العربية، وفي المقابل ذكر حماد أن القيادة الفلسطينية وضعت الاتحاد الأوروبي في وضع صعب حين قررت طلب عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، كما أشار حماد إلى أن دور روسيا تجاه الثورة السورية يوضح حدود ذلك الدور وقدراته وإمكانياته، وأن فهم وتحليل مواقف الصين وتوجهاتها يكمن في حقيقة أنها تقيم علاقات متميزة في آن معاً مع “إسرائيل” ومع إيران، وأشار إلى أنه ينبغي النظر إلى تطورات القضية الفلسطينية من منظور الوضع الدولي، في ضوء هذه التوجهات الاستراتيجية العالمية، ومراعاة احتمالاتها، وتوقع تراجع القوة الأميركية، وانتقال مركز الأزمات إلى منطقة الخليج العربي.

الختام

وفي ختام حلقة النقاش، شكر د. محسن محمد صالح الحضور، منوهاً بما تمت مناقشته من تقييمات وتوقعات لمسار القضية الفلسطينية، آملاً أن تسهم في خدمة القضية والأطراف العاملة لأجلها.

وتجدر الإشارة إلى أن حلقة النقاش هذه تندرج ضمن إطار سلسلة ندوات التقييم الاستراتيجي للتطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية على رأس كل سنة، ومحاولة الاستشراف المستقبلي، وهي تنعقد للسنة الخامسة على التوالي، في أجواء إعداد المركز لتقريره الاستراتيجي الفلسطيني السنوي؛ حيث ستشكّل الأفكار والنقاشات التي طرحت خلال الحلقة مادة داعمة للتقرير، الذي يتوقع أن يصدر مع نهاية شهر نيسان/ أبريل المقبل بإذن الله.

فعاليات حلقة النقاش:

 كلمة افتتاح حلقة النقاش:
د. محسن محمد صالح
  الجلسة الأولى:
د. ماهر الطاهر، د. حسين أبو النمل، د. موسى أبو مرزوق، د. محمد اشتية
الجلسة الثانية:
أ.د. طلال عتريسي ، د. عماد الحوت، أ. محمد الراشد ، د. يحيى أحمد حسين 
الجلسة الثالثة:
أ. د. مجدي حماد  ، معالي أ. بشارة مرهج، د. محسن محمد صالح  ، أ. ماجد عزام  

برنامج حلقة النقاش: 

بيروت – الحمرا – فندق كراون بلازا
– الطابق الأول – قاعة: Queen of the Colonies

 الخميس 19/1/2012

 الاستقبال  8:15  9:20  تسجيل المشاركين
 الافتتاح  9:20  9:30  كلمة الزيتونة   د. محسن محمد صالح
 الجلسة الأولى:
 انعكاس التغيرات في العالم العربي على  الوضع الداخلي الفلسطيني
 9:15  11:15  مدير الجلسة الأولى  د. حسين أبو النمل
 الورقة الأولى: رؤية حركة فتح  د. محمد اشتية (عضو اللجنة المركزية لحركة فتح)
 الورقة الثانية: رؤية حركة حماس  د. موسى أبو مرزوق (نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس)
 الورقة الثالثة: رؤية الجبهة الشعبية  د. ماهر الطاهر (عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول قيادتها في الخارج)
 الاستراحة الأولى  11:15  11:45 استراحة الشاي الصباحية
 الجلسة الثانية:
موقف العالم العربي والإسلامي من قضية فلسطين في ضوء التغيرات في العالم
 العربي
 11:45  13:30  مدير الجلسة الثانية  د. عماد الحوت
 الورقة الأولى: الموقف المصري  د. يحيى أحمد حسين (حزب الحرية والعدالة – مصر)
 الورقة الثانية: مواقف أقطار العالم العربي الأخرى  أ. محمد الراشد (نائب رئيس تحرير مجلة المجتمع – الكويت)
الورقة الثالثة: موقف العالم الإسلامي (تركيا وإيران)  أ.د. طلال عتريسي (أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية -خبير في شؤون العالم الإسلامي)
 الاستراحة الثانية  13:30  15:00 الغداء
 الجلسة الثالثة:
الموقف الإسرائيلي والموقف الدولي من قضية فلسطين في
 ضوء التغيرات في العالم العربي
 15:00  16:45  مدير الجلسة الثالثة  معالي أ. بشارة مرهج
 الورقة الأولى: المشهد الإسرائيلي  أ. ماجد عزام (مدير مركز شرق المتوسط للدراسات والإعلام -خبير في الشؤون الإسرائيلية)
 الورقة الثانية: الموقف الأمريكي  د. محسن محمد صالح (مدير عام مركز الزيتونة للدراسات)
 الورقة الثالثة: مواقف القوى الدولية الكبرى الأخرى  أ. د. مجدي حماد (رئيس الجامعة اللبنانية الدولية – خبير في الشؤون الدولية)
 الختام  16:45  17:00 كلمة الختام

 

مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 20/1/2012