مدة القراءة: 3 دقائق

   شارك مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في فعاليات المؤتمر الدولي الذي عقد في نيودلهي- الهند من 12- 14 آذار/ مارس 2007 تحت عنوان”الحرب والاستعمار والمقاومة في غرب آسيا” بتنظيم من الهيئة التي تحمل نفس اسم المؤتمر وتضم طيفا كبيرا من الناشطين السياسيين والأكاديميين والمثقفين من مختلف الأحزاب والاتجاهات السياسية والنقابية ومؤسسات التعليم العالي في الهند، وشاركت فيه شخصيات سياسية وأكاديمية وتخصصية من الهند وفلسطين ولبنان والعراق وباكستان . توزعت أعمال المؤتمر على ست جلسات خصص أولها لتقديم صورة عامة عن الوضع في غرب آسيا وشارك فيها كل من الببروفسور إعجاز أحمد الدكتور فواز طرابلسي الدكتور علي فياض والأستاذ كلوفيس مقصود وأجمع فيها المشاركون على أن ما تمارسه الولايات المتحدة باسم نشر الديمقراطية ومحاربة الإرهاب هو شكل جديد من اشكال الاستعمار. 

   الجلسة الثانية خصصت للبنان تحدث فيها كل من الكتور علي فياض والدكتور فواز طرابلسي والسيد سعدالله مزرعاني. ونقلت هذه الجلسة الخلافات الداخلية اللبنانية الى المستوى الدولي وكات ابرز المواقف تساؤلات الدكتور فواز طرابلسثي حول احقية حزب الله بامتلاك السلاح لوحده دون الاحزاب الاخرى ودافع الدكتور علي فيباض عن حزب الله بشكل خاص وايران بشكل عام نافيا ان يكون لدى الطرفين اي استراتيجية لنشر اتشيع.

   الجلسة الثالثة خصصت لموضوع فلسطين وتحدث فيها كل من الاستاذ جمال جمعة والدكتور محسن صالح والفرفسور الهندي اشين فانيك والصحفي والناشط الاسرائيلي مايكل وار شوسكي. قدم الاستاذ جمال جمعة عرضا مصورا لمسار الجدار العازل وكيفية اقتطاعه الاراضي الفلسطينية وتحدث عن الهدف الصهيوني من بنائه وهو تقسيم المناطق الفلسطينية الى ثلاثة غيتوات منعزلة عن بعضها البعض .
   البروفسور اشين ادان بشدة الكيان الصهيوني واعتبره شكلا جديدا للاستعمار كما اعتبره اغرب كيان وجد على الكرة الارضية ليس له حدود ولا يخضع لاي قرارات دولية كما انه الكيان الذي احتل فلسطين ويطلب من المعتدى عليه ان يعترف به وان يقدم له ضمانات. من جهته ادان ايضاً الصحفي مايكل وارشوسكي السياسة الاسرائيلية التي اعتبرها عقلية استعمارية متخلفة عن فهم المتغيرات الجديدة .
   الدكتور محسنن صالح تساءل هل الفلسطينيون بشر ام لا ؟ واذا كانوا بشرا أليس لهم الحق في حياة كريمة ودعى الى التوقف عن التنازل للاسرائيليين واخذ شروطهم بنظر الاعتبار وانتهاج موقف حازم وصارم يمتنع فيه الفلسطينيون والعرب عن التحاور مع الاسرائيليين حتى يستجيبوا هم لمطالب الفلسطينيين والعرب.
   
    الجلسة الرابعة خصصت لسوريا والعراق وتحدث فيها كل من كمال مجيد وعلي الاتاسي والدكتور جورج جبور  الذي اعتبر ان القضية الفلسطينة هي عمق سوري وقضية مركزية سورية. وتحدث المهندس كمال مجيد عن العراق فقال ان الاحتلال الامريكي هو الذي يزرع في عقل الناس في العراق وجود أكثرية شيعية ومثلث سني وأكراد وهو الذي يغزي الفتنة الطائفية وهو الذي يدعي ان المقاومة سنية فقط وشدد على ان هناك مقاومة شيعية كما أن هناك مقاومة سنية.

   الجلسة الخامسة تحدث فيها كل من الكتور علي فياض وكمال مجيد و(ن) رام. الدكتور علي فياض قال ان مايحدث بكل بساطة هو صراع بين مشروعين مشروع المقاومة ومشروع الاستعمار. وان التخويف من الهلال الشيعي هو فكرة امريكية يحاولون زرعها في المنطقة من أجل تعزيز وجودهم بناء على تخويف الانظمة من الشيعة.  وتحدث رام مدافعاً عن حق ايران بامتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية المختلفة مستغربا الهجمة غير المبررة  التي تشنها الولايات المتحدة واسرائيل على ايران والتلويح بالخيارات العسكرية ضدها .

   الجلسة السادسة تحدثت عن الولايات المتحدة وحلفائها، فتحدثت فيها كل من عائشة صديقي عن الموقف الباكستاني فقالت ان الحديث عن فلسطن بعد احداث 11 سبتمبر اصبح صعباً اذ انه يرتبط لأنك أصبحت عندما تتكلم عن فلسطين يجب ان تذكر كشمير ويجب  ان تنأى بنفسك عن الارهاب ولذلك اصبح من الصعوبة بمكان الحديث عن المقاومة لان تهمة الارهاب تقفز مباشرة الى الواجهة.

   الجلسة الاخيرة كانت مخصصة لكلمات الاحزاب الهندية المختلفة وقد تحدث فيها وزير الدولة لشؤون التعدين والصناعة واستنكرر فيها السياسة الامريكية ودعا إلى المحافظة على  تراث ا لهند فيما يتعلق بنصرتها للقضايا التحررية في العالم، واكد تضامنه مع شعوب غرب آسيا في مواجهة ما تتعرض له. كما تحدث النائب في البرلمان الهندي عن الحزب الديمقراطي فرأى ان العلاقات الهندية الاسرائيلية سوف تعود بالضرر على الهند  واستنكر التعاون العسكري الهندي الاسرائيلي وراى انه بعد  الاعتداء على العراق ثم ايران سوف ياتي دور الهند بحجة او بأخرى ودعى الهند الى البحث عن مصادر اخرى غير اسرائيل  لامتلاك التكنولوجيا العسكرية. كما تحدث عضو مجلس الشيوخ عبر عن تضامنه مع الشعوب غرب آسيا مستنكراً المسار الذي تتجه إليه السياسة الخارجية الهندية ووافقه في هذا الكلام حاكم كلكتا شاهد صديقي الذي استنكر التعتيم الذي تنتهجه الحكومة الهندية فيما يخص سياستها الخارجية ودعا الى تقويم السياسة الخارجية الهندية لان اتخاذ مواقف احادية من جانب طرف في الائتلاف الحاكم دون  دون آخر  من شأنه ان يعرض هذا الائتلاف لخطر التداعي .

   وتضمن المؤتمر ايضا عروضا سينمائية عن المعاناة الفلسطينية من جراء الجدار العازل والاجراءات الأمنية الاسرائيلية عند نقاط التفتيش . وفي نهاية المؤتمر صدرت مجموعةمن التوصيات كان اهمها الدعوة الى انهاء الاحتلال غير المشروع للاراضي الفلسطينية المحتلة، وتفكيك الجدار، ونبذ ايديولجية الفصل العنصري الصهيونية، توفكيك المستوطنات واطلاق سراح الاسرى السياسيين الفلسطينيين وفك  الحصار عن الحكومة والطلب الى الحكومة الهندية قطع علاقاتها العسكرية مع اسرائيل فوراً. كما دعى المؤتمر الى استنكار كل اشكال الاعتداء على لبنان والطلب من  اسرائيل التعويض عن الخسائر التي سببتها للبنان. ودعا المؤتمر الى دعم المقاومة اللبنانية والبحث عن حل داخلي بين جميع الاطراف الللبنانية دون تدخل من الاطراف الخارجية. كما دعى الى انسحاب  غير مشروط للولايات المتحدة والتحالف الغربي من العراق وتحميل هذه الأطراف المسؤولية الكاملة عن اجتياحها غير المشروع للعراق وما نتج عنه من كوارث، ودعم حق الشعب العراقي في المقاومة. وقد اكدت توصيات المؤتمر على حق ايران بامتلاك التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية، وعارضت عمل عسكري ضدد إيران معتبرة  أن الحل الوحيد للموضوع النووي الايراني يتم عبر المفاوضات فقط .