مدة القراءة: 2 دقائق

قدم أ. د. محسن محمد صالح ، في 2021/8/17 مداخلة ضمن الجلسة الثالثة “المشروع الوطني الفلسطيني والتحديات الداخلية والخارجية” من المؤتمر البحثي “المشروع الوطني الفلسطيني: ما بعد حرب غزة وهبّة القدس (2021)، الذي نظمه مركز الجزيرة للدراسات، وذلك يومي 16-17 /2021/8، والذي بُثَّ عبر شاشة الجزيرة مباشر ووسائل التواصل الاجتماعي، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين والخبراء المختصين في الشأنيْن، الفلسطيني والإسرائيلي.

وأشار أ. د. محسن صالح إلى متغيرين مهمين في الوضع الفلسطيني، الأول هو أن تعطيل الانتخابات الفلسطينية أدى إلى حالة من عدم الثقة تجاه القيادة الحالية، والثاني هو معركة سيف القدس، والتي أحدثت التفافاً واسعاً داخل فلسطين وفي الشارع العربي والإسلامي حول المقاومة وبرنامجها. وقال محسن صالح: إنَّ قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية الحالية تُصرُّ مع هذين المتغيرين على اتباع المنهج السابق نفسه الذي لم يعد مناسباً في الوقت الراهن؛ مما يجعلها “خارج سياق التاريخ وبعيدة عن تطلعات الشعب الفلسطيني”.

وعرض محسن صالح خمسة تحديات وصفها بالقديمة والمتجددة لخصت الأزمات الناتجة عن الحالة الفلسطينية الراهنة وما سبقها من أوضاع، وهي: عدم التوافق على رؤية تحدد الثوابت والمصالح العليا للشعب الفلسطيني وتوضح المقصود بمصطلح “التحرير” وموقع فلسطين التاريخية من هذا المسار، وتحديد المسارات الاستراتيجية للشعب الفلسطيني وما إن كان سيعتمد مسار التفاوض أم مسار المقاومة أم الجمع بين المسارين، وتحديد برنامج سياسي يحدد الأهداف المرحلية وكيفية إنجازها، ويوضح آلية إنشاء دولة فلسطينية على جزء من أرض فلسطين في سياق إنشاء دولة فلسطينية على كامل التراب الفلسطيني لاحقاً، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية في إطار إعادة ترتيب البنية التمثيلية للشعب الفلسطيني عوضاً عن هيمنة فصيل واحد عليها، والإبداع في استثمار تنوع الوجود الجغرافي للفلسطينيين ما بين الموجودين في قطاع غزة وفي الضفة والذين يقطنون في أراضي الـ 48 وأولئك الذين يعيشون في الشتات.

ورأى أ. د. محسن صالح أن الحل يكمن في التغلب على تلك التحديات مجتمعة، بدءاً بحل إشكالية “شرعية” القيادة الفلسطينية ووقف محاولات بعض الدول العربية والغربية إعادة إنتاج السلطة الفلسطينية الحالية، وإيجاد إطار قيادي مؤقت موثوق به يُفسح المجال أمام الشعب الفلسطيني للتعبير عن إرادته الحرة، وإعادة النظر في آليات صناعة القرار الفلسطيني بحيث لا تكون مرتهنة لإرادة الاحتلال، وإعادة بناء منظمة التحرير على أسس وطنية شاملة تستوعب الكل الفلسطيني، وتقوم بتفعيل ذلك من خلال إعادة تفعيل المجلسين المركزي والوطني والمؤسسات الأخرى التابعة للمنظمة، وتفعيل منظمات المجتمع المدني الفلسطيني في الداخل والخارج، والتوافق على برنامج سياسي فعَّال.



مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2021/8/27