مدة القراءة: 3 دقائق

 إعداد: أ. إبراهيم عبد الكريم.
(خاص بمركز الزيتونة). 

هذه الورقة هي دراسة توثيقية تحليلية تهدف إلى رسم وفهم المشهد الذي تسعى “إسرائيل” إلى تكوينه وتعزيزه في الجنوب السوري، في سياق توطيد تحكّمها به، واستغلاله لخدمة مصالحها الذاتية، راهناً ومستقبلاً.

وتتناول الدراسة البيئة الاستراتيجية للتمادي الإسرائيلي، والمرويات التناخية كخلفية للسيطرة، والأطماع الصهيونية التاريخية، وملكيات الأراضي ومحاولات الاستيطان في حوران، واحتلال الجولان كخطوة على المسار التوسعي، بالإضافةً إلى التطورات الحالية. وأظهرت الدراسة أنّ “إسرائيل” تعمل بخطوات متسارعة على فرض واقع جديد في الجنوب السوري عقب سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر 2024، عبر اجتياح المنطقة العازلة، وإنشاء قواعد عسكرية، والانخراط في تفاهمات أمنية برعاية دولية، ما ينذر بتحولات جيوسياسية خطيرة.



للاطلاع على الورقة العلمية بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي:
>> ورقة علمية: الجنوب السوري ومخاطر السيطرة الإسرائيلية … أ. إبراهيم عبد الكريم (55 صفحة، 3.3 MB)


تكمن أهمية هذه الورقة، التي أعدّها الأستاذ إبراهيم عبد الكريم وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، في أنها ترصد تطورات المرحلة الثانية من المشروع التوسعي الإسرائيلي بعد احتلال الجولان سنة 1967، إذ لم تعد “إسرائيل” تكتفي بالدفاع عن حدودها، بل تسعى لتحويل الجنوب السوري إلى منطقة نفوذ مباشر، بما يهدد وحدة الأراضي السورية ويعزز المخاوف من نشوء كيان شبه مستقل في السويداء تحت المظلة الإسرائيلية.

وأشار الباحث إلى أنّ الجيش الإسرائيلي في سبيل تعزيز نفوذه في الجنوب السوري، أنشأ عشر قواعد عسكرية على مساحة تُقدّر بـ 400 كم² تمتد من جبل الشيخ شمالاً إلى ريف درعا جنوباً، مستنداً في تحركاته إلى مبررات أمنية تهدف إلى منع تموضع إيران وحماس وحزب الله قرب الحدود، إلى جانب استدعاء روايات توراتية وأطماع تاريخية في حوران. وقد استُخدم ملف دروز السويداء كورقة ضغط، حيث تدخلت “إسرائيل” عسكرياً خلال أحداث تموز/ يوليو 2025 ضدّ الجيش السوري، ثم قدمت “مساعدات إنسانية” مشبوهة في محاولة لإدماج السويداء ضمن “الصيغة الأمنية” التي تسعى لفرضها.

كما أوضح الباحث أنّ تقارير إسرائيلية وعربية ودولية كشفت عن لقاء عُقد في باريس في 25/7/2025، جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، برعاية المبعوث الأمريكي إلى سورية توم باراك، وأكدت دمشق أن اللقاء كان عبارة عن مشاورات أولية، بهدف خفض التوتر وإعادة فتح قنوات التواصل، مع رفض أي وجود أجنبي غير شرعي أو استغلال أيّ من فئات المجتمع السوري في مشاريع تقسيمية.

خلصت الورقة إلى أنّ “إسرائيل” تعمل على تظهير مشروع خطير طالما طُرح مراراً، ليكون نفوذها في الجنوب السوري فصلاً تمهيدياً له، ولا يُشير أي دليل إلى أنها ستكفّ عن الانتقال إلى مرحلة جديدة من مشروعها التوسعي. كما أنّها ماضية في استغلال الظروف السورية والإقليمية لتخفيف نفوذ القوى الأخرى في الجنوب، مستندة إلى دعم من الولايات المتحدة وذرائع أمنية ودينية، ما يضع المنطقة أمام واقع جيوسياسي جديد، قد يفتح الباب على توترات أوسع ويجعل مستقبل الجنوب السوري في وضع خطير، ما لم تتم إجراءات سورية وعربية ودولية عاجلة لكبح التغوّل الصهيوني.


للاطلاع على الورقة العلمية بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي:
>> ورقة علمية: الجنوب السوري ومخاطر السيطرة الإسرائيلية … أ. إبراهيم عبد الكريم (55 صفحة، 3.3 MB)

مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2025/9/23


جميع إصدارات ومنشورات المركز تعبّر عن رأي كتّابها ولا تُعبّر بالضرورة عن رأي مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات


المزيد من الأوراق العلمية: