مدة القراءة: 4 دقائق

إعداد: أ. د. محسن محمد صالح. (خاص بمركز الزيتونة).

ينشر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارت قراءة للأستاذ الدكتور محسن محمد صالح، الأستاذ الدكتور في تاريخ العرب الحديث والمعاصر، والمتخصص في الدراسات الفلسطينية، لوثيقة تأسيسية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تُنشر معظم بنودها لأول مرة، وتكشف عن لحظة تاريخية فارقة في مسيرة إنشاء الحركة. وتكتسب هذه الوثيقة أهمية كبيرة باعتبارها أول وثيقة، متوفرة بين يدي القرّاء، تؤسس للعمل لفلسطين بعد تأسيس تنظيم بلاد الشام سنة 1978، ولأنها أصبحت مرتكزاً للفهم المشترك، وقاعدة انطلاق للعمل المبرمج، ومحطة أساسية باتجاه إنشاء حركة حماس؛ ولأنها تُعبِّر عن مخرجات مؤتمر نظَّمته وشاركت فيه قيادة التنظيم وممثلوه في الأقطار واللجنة السياسية المختصة. ويُحتَسب لقيادة الإخوان في الأردن (قيادة تنظيم بلاد الشام)، دورهم الأساس في تنظيم المؤتمر سنة 1983، بعد أن تزايدت الحاجة إليه، وصياغة الوثيقة، وتوفير الغطاء والرعاية لإطلاق العمل الجهادي العسكري، والتحضير لإطلاق حماس.


للاطلاع على ورقة العمل بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي:
>> ورقة علمية: قراءة في وثيقة تأسيسية لحماس: قرارات المؤتمر الأول الخاص بالقضية الفلسطينية الذي عقده تنظيم بلاد الشام في 20-21 /1983/10… أ. د. محسن محمد صالح (34 صفحة، 12.5 MB)

قسَّم الكاتب الدراسة إلى ثلاثة أجزاء، الأول تحدَّث فيه عن كيفية الحصول على الوثيقة، وظروف إعدادها، والثاني استعرض فيه بنود الوثيقة توضيحاً واقتباساً، والثالث قدم فيه ملاحظاته واستنتاجاته المتعلقة بالوثيقة.

وذكر الكاتب أنّه حصل على هذه الوثيقة في سنة 1988 من الأستاذ يحيى عيسى شقرة (أبو هيثم)، وهو من قيادات العمل الإسلامي لفلسطين في الكويت، كما أصبح لاحقاً أمين سرّ المكتب التنفيذي للإخوان في الأردن. ونوَّه الكاتب إلى أنه تحقّق من صحتها من الأستاذَيْن خالد مشعل وسامي خاطر اللذين عايشا هذا المؤتمر. كما تناول أجواء انعقاد المؤتمر، والظروف والتطورات السياسية في تلك الفترة. ثم عرض قراءة لنصوص الوثيقة المكونة من عشر صفحات، والمطبوعة بالآلة الكاتبة، والتي تقع تحت سبعة عناوين مختلفة.

يرى الكاتب أنّ هذه الوثيقة اتَّسمت بالشمول، وقدَّمت رؤية متكاملة للعمل الإسلامي لفلسطين، في الجوانب الفكرية والسياسية والتنظيمية الحركية، والجهادية العسكرية، والتربوية والتعليمية، والعلاقة بفصائل منظمة التحرير وخصوصاً فتح، والعلاقة بالقوى الإسلامية المنافسة. كما قدَّمت برنامجاً عملياً تفصيلياً، يحوي مجموعة كبيرة من الأفكار وخطوط العمل، ويراعي الأولويات والإمكانات والظروف المختلفة.

ولاحظ الكاتب أنّ الوثيقة تميّزت بدرجة عالية من النضج والاعتدال والواقعية، وبدرجة عالية من الثقة بالنفس والانفتاح على البيئة الاجتماعية والقوى الفلسطينية.

وقد أكّدت الوثيقة على إسلامية قضية فلسطين، وعلى تعبئة الشعب الفلسطيني والأمة على هذا الأساس. وحسمت حالة النقاش الذي كان مُنتشراً في تلك الفترة عمّا إذا كانت الأولوية لإقامة الدولة الإسلامية مقدمة على تحرير فلسطين أم العكس؛ وأكَّدت أنه لا تعارض بين الأمرَيْن، بمعنى أنهما يمكن أن يسيرا جنباً إلى جنب؛ وأن العمل لتحرير فلسطين يخدم إقامة الدولة الإسلامية وتطبيق حكم الله في الأرض؛ ورأت في العمل لتحرير فلسطين أولوية من أولويات تنظيم بلاد الشام.

ونبَّه الكاتب إلى أنّ نصوص الوثيقة أعطت اهتماماً خاصاً بالداخل الفلسطيني، خصوصاً في مجالات الإعداد التربوي والعمل الدعوي والشعبي والتنظيمي والعسكري؛ ومنعت خروج الإخوان من فلسطين إلا للضرورة القصوى لمصلحة الجماعة، وشجَّعت عودة الإخوان المغتربين، وحرصت الوثيقة على توفير بيئة التعاون التام بين الداخل والخارج.

وأشار الكاتب إلى أنّ الوثيقة اتَّصفت بالكثير من الجديّة، إذ أوصت بتشكيل لجنة لمتابعة أعمال المؤتمر وتنفيذها، وبتفريغ جهاز خاص أو لجنة للعمل الفلسطيني لوضع الخطط وتأسيس متطلبات الإعداد، وأن يكون للداخل دور أساسي في ذلك. واهتمت بالعمل الشعبي والالتحام بالجماهير، وإعداد القيادات الإسلامية الشعبية، وتبنّي مطالب الجماهير العادلة؛ وإقامة العلاقات الودّية مع القيادات العشائرية وشيوخ القبائل ووجهاء العائلات والمخاتير. وأعطت الوثيقة اهتماماً خاصاً بالعمل الطلابي والشبابي، وخصوصاً العمل الجامعي، واهتمت بالمتفوقين، وبالطلبة المغتربين.

كما قدَّمت الوثيقة صورة متكاملة عن العمل الجهادي العسكري وسُبُل إطلاقه وإنجاحه، وحددت الأهداف، ووضعت المحاذير والمخاطر في حسابها. وأكدت على أن الجهاد فرضٌ، وعلى حتمية القتال وسيلة لتحرير فلسطين. وأعطت اهتماماً خاصاً للعمل العسكري في الداخل؛ ونظرت للعمل العسكري كجزء من منظومة أعمال يكمل بعضها بعضاً مالية وعلمية وسياسية…؛ وطلبت اعتماد التدريب (العسكري) كسياسة ثابتة في برامج الإخوان وفي مناهجهم وأُسرهم التربوية. كما طلبت استعداد المناطق المجاورة لفلسطين لمقاتلة العدو الصهيوني خصوصاً في ضوء أطماعه واحتمالات توسُّعه. وكذلك أوصت بتوفير الإمداد المالي للازم.

ولاحظ الكاتب اهتمام الوثيقة بالجوانب العلمية والمعرفية والفنية في إدارة المشروع، فقد أعطت اهتماماً بتشكيل اللجان المختصة؛ وتكررت الإشارة إلى عمل الدراسات المتخصصة مرات عديدة، لتأمين متطلبات الإعداد، كما أوصت بإنشاء مركز معلومات ودراسات وبحوث؛ وطلبت أن يكون العمل العسكري على مستوى أكاديمي متخصص؛ وأوصت بأن توضع الدراسات التخصصية للعمل العسكري قبل أي تحرّك في مجاله. وأوصت بالاستفادة من تجارب الإخوان الجهادية في فلسطين، ودراسة ما يترتب على العمل العسكري من مسؤوليات وتبعات، والاستفادة من التجارب التاريخية، والاستفادة من خبرة الإسلاميين في فتح، ودراسة الأوضاع الفلسطينية والعربية والدولية ودراسة العدو الإسرائيلي، ودراسة تجارب الإسلاميين في الأقطار وغيرها.

كما أعطت الوثيقة اهتماماً واضحاً بالإعلام، وسُبُل تطوير قدراتها وإمكاناتها وأدوات التأثر من خلاله؛ وهو من الجوانب التي كانت الحركة الإسلامية تعاني من جوانب القصور فيه.

وظهر في الوثيقة تركيز واضح على الاهتمام بتطوير العلاقة مع حركة فتح، حيث تم اعتماد العديد من الخطوات لتأمين التواصل وتحقيق تفاهمات مشتركة، وتجاوز عناصر التصادم وحلّ المسائل المتعلقة بسوء الفهم، والاستفادة من خبرة فتح، واستمالة العناصر الإسلامية داخلها، ومحاولة الدفع باتجاه تصليب موقفها باتجاه العمل العسكري المقاوم.


للاطلاع على ورقة العمل بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي:
>> ورقة علمية: قراءة في وثيقة تأسيسية لحماس: قرارات المؤتمر الأول الخاص بالقضية الفلسطينية الذي عقده تنظيم بلاد الشام في 20-21 /1983/10… أ. د. محسن محمد صالح (34 صفحة، 12.5 MB)

مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 24/2/2025


جميع إصدارات ومنشورات المركز تعبّر عن رأي كتّابها ولا تُعبّر بالضرورة عن رأي مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات



المزيد من الأوراق العلمية: