إعداد: أ. د. وليد عبد الحي.[1]
(خاص بمركز الزيتونة).
مقدمة:
تتفق العديد من الدراسات المستقبلية على أن الهند تسير نحو مركز دولي أكثر وزناً في العلاقات الدولية، بل إنّ هذا السير يتسارع بشكل لافت. وتستند هذه الدراسات في ذلك إلى مؤشرات اقتصادية وتكنولوجية وسكانية وسياسية وعسكرية، ويتضح ذلك طبقاً لنماذج القياس الدولية المتخصصة في المؤشرات التالية:
1. تقع الهند ضمن الدرجة الثانية في تصنيفات الديموقراطية بنتيجة تجاوزت 70%، ويتعزز هذا المركز منذ سنة 2017.[2]
2. تتصدر الهند قائمة أعلى الدول في معدل النمو الاقتصادي خلال الفترة 2014-2024 (بمعدل نحو 7%).[3]
للاطلاع على الورقة العلمية بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي: >> ورقة علمية: انعكاسات ديبلوماسية ”التبديد“ الهندية تجاه طوفان الأقصى – نظرة مستقبلية … أ. د. وليد عبد الحي (18 صفحة، 1.1 MB) |
3. تجاوز إجمالي حجم تجارة في كل القطاعات مع العالم نحو تريليون دولار سنة 2023، مع ملاحظة التصاعد في حجم العجز التجاري لها ليصل في السنة الماضية إلى نحو 268 مليار دولار.[4]
4. تحتل الهند المرتبة الأولى عالمياً في تحويلات العاملين من سكانها في الخارج، فلها أكثر من 35 مليون هندي يعملون في الخارج ويحولون نحو 129 مليار دولار سنوياً.[5]
5. تحتل الهند المرتبة الثالثة عالمياً في حجم الناتج المحلي بعد الصين والولايات المتحدة على أساس قيمة المعادل الشرائي PPP، وبقيمة تصل إلى أكثر من 16 تريليون دولار.[6]
6. تحتل الهند مرتبة متقدمة ومتسارعة في مؤشر الابتكار العالمي global-innovation-index.[7]
7. تحتل الهند المرتبة الرابعة عالمياً في مؤشر القوة العسكرية Global Firepower.[8]
8. تحتل الهند المرتبة السادسة عالمياً من حيث عدد الرؤوس النووية.[9]
9. التحسن المتواصل في معدل الاستقرار السياسي، فعلى الرغم من سلبيته (-64) إلا أنه يتحسن بشكل واضح منذ سنة 2018 ويقترب من نقطة التوازن.[10]
10. تحتل الهند المركز الاول عالمياً في عدد السكان الذي تجاوز حالياً المليار و450 مليون نسمة.[11]
11. تحتل الهند المرتبة الرابعة عالمياً في مجال الطاقة البديلة، وهي الآن تغطي احتياجاتها الطاقوية من هذه المصادر بنسبة 42%.[12]
ذلك يعني أننا أمام قوة دولية صاعدة تستكمل رحلة النهوض الآسيوي الذي بدأ في اليابان سنة 1964، تلته كوريا الجنوبية سنة 1967، ثم النهوض الصيني الواضح منذ سنة 1994، وهو ما يؤسس لتحولات في بنية توزيع القوى الجيوستراتيجي عالمياً، مع ضرورة التنبه إلى أن هذا النهوض يواجه صعوبات تخرج عن نطاق بحثنا هذا، لكنها تحظى بمناقشات عميقة في أوساط الدوائر الأكاديمية والميدانية.[13]
ذلك يعني أن على الباحث وصانع القرار العربي أن يولي اهتماماً لهذه القوة الصاعدة التي توليها “إسرائيل” اهتماماً متزايداً كما سيتضح لاحقاً.
أولاً: القيمة الاستراتيجية للشرق الأوسط في المنظور الهندي المعاصر:
مرّت السياسة الهندية المعاصرة تجاه الشرق الأوسط بمرحلتين هما:[14]
السياسة الهندية المعاصرة تجاه الشرق الأوسط بمرحلتين هما:[14]
1. مرحلة حزب المؤتمر الهندي Indian National Congress (INC): وفي هذه المرحلة كان الموقف الهندي أقرب إلى حدّ بعيد من الموقف العربي، والذي تجلى برفض الهند التصويت في الأمم المتحدة لصالح مشروع تقسيم فلسطين سنة 1947. وعلى الرغم من الاعتراف الهندي بـ”إسرائيل” سنة 1950، إلا أن العلاقات الديبلوماسية بين الطرفين انتظرت حتى سنة 1992، وخلال هذه الفترة اعترفت الهند بوحدانية منظمة التحرير الفلسطينية في تمثيل الشعب الفلسطيني سنة 1974، واعترفت بالدولة الفلسطينية سنة 1988، ولا شكّ أنّ حركة عدم الانحياز كإطار جمع العرب مع الهند وغيرها أسهم في جعل الموقف الهندي الأقرب للموقف العربي قياساً بغيرها من الدول غير العربية.
2. أما المرحلة الثانية فهي منذ سنة 2014، أي بعد فوز حزب بهاراتيا جاناتا Bharatiya Janata Party (BJP) الهندوسي وتولي زعيمه ناريندرا مودي Narendra Modi مقاليد الحكم. وفي هذه المرحلة تنامت النزعة البراجماتية في السياسة الهندية، مما أفرز نهجاً ديبلوماسياً تطلق عليه الأدبيات الهندية تعبير “ديبلوماسية الْتبديد de-hyphenation”،[15] وتقوم أسس هذه النظرية على:
أ. إدارة العلاقة مع طرفين متخاصمين كلّ على انفراد.
ب. إقامة علاقة مع كل طرف مع تجاهل تعقيدات علاقاته مع الطرف الآخر.
ج. عدم النظر للدولتين المتخاصمتين من خلال عدسة واحدة.
د. تقليل توقعات انحيازها لأحد الأطراف المتخاصمة.
وبدأت الهند بتأثير من ديبلوماسية التبديد بالتحول لتقليص المسافة السياسية بينها وبين “إسرائيل” دون ربط ذلك بمواقفها مع فلسطين، خصوصاً أن التطرف الهندوسي وفي بُعده الديني تحديداً، والخلافات الهندية الباكستانية والصينية الهندية وموجات التطبيع العربي مع “إسرائيل” يسَّرت لصانع القرار الهندي هذا التحول، وهو ما تطور بعد زيارة مودي لـ”إسرائيل” سنة 2017 ليكون بذلك أول رئيس وزراء هندي يُقدم على هذه الخطوة، وهي الخطوة التي قابلها بنيامين نتنياهو Benjamin Netanyahu بزيارته لنيودلهي سنة 2018، وأصبح تعبير “الصديق نتنياهو” هو الأكثر تكراراً في خطابات وتصريحات مودي. وشكَّل تصويت الهند ضدّ قبول عضوية المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان “شاهد” عضواً مراقباً في المجلس الاقتصادي والاجتماعي Economic and Social Council للأمم المتحدة في حزيران/ يونيو 2019 مؤشراً آخر على التحول الهندي. وبدأت العمالة الهندية في ظلّ هذا التطور تتدفق لـ”إسرائيل” بعد الاتفاق بين الطرفين الهندي والإسرائيلي في أيار/ مايو 2023 على جلب 42 ألف عامل هندي للعمل في “إسرائيل” لتعويض النقص في العمالة، بعد تضييق “إسرائيل” فرص العمل على عمال الأراضي المحتلة.[16]
ولعل ذلك يمثل خلفية لفهم تصريح مودي لاحقاً بادانة طوفان الأقصى، واعتباره عملاً “إرهابياً”، وإعلانه تضامن بلاده مع “إسرائيل”، بل برَّر وزير خارجيته جايشانكار Jaishankar رد الفعل الإسرائيلي على الهجوم، خلال خطاب ألقاه أمام مؤسسة كارنيغي الأمريكية Carnegie Endowment في تشرين الأول/ أكتوبر 2024، وعدَّه أمراً مشروعاً في إطار حقّ “إسرائيل” في الدفاع عن النفس. وتتسق هذه المواقف مع امتناع الهند عن التصويت على قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2023/10/26، بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، بعد محاولة إصدار قرار في مجلس الأمن الدولي في 2023/10/18، ثم الامتناع ثانية عن التصويت لصالح التحقيق في انتهاكات “إسرائيل” لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، بل إن وزير الخارجية الهندي برَّر ذلك بقوله “إنّ الهند أحد أكبر ضحايا الإرهاب”، وهو ما يفسر تعاطف الهند مع “إسرائيل”، وإنّ مشروع القرار في مجلس الأمن الدولي لا يتضمن إدانة هجوم حركة حماس. وتعزز هذا الموقف الهندي في نيسان/ أبريل 2024 بالامتناع الهندي مرةً أخرى عن التصويت على قرار لمجلس حقوق الإنسان Human Rights Council لفرض حظر على بيع السلاح لـ”إسرائيل”، ناهيك عن رفض المحكمة العليا الهندية في أيلول/ سبتمبر 2024 النظر في دعوى أقامتها لجان حقوق إنسانية هندية وأكاديميين هنود ضدّ شركات هندية تزوّد “إسرائيل” بالسلاح “باعتباره مشاركة في الإبادة الجماعية”، ورأت المحكمة العليا الهندية أن ذلك “شأن حكومي”، وترافق ذلك مع تضييق السلطات الهندية على التيارات الهندية الإسلامية التي تمارس نشاطات التأييد للمقاومة الفلسطينية. [17]
غير أنّ ثمة تراجع حدث في هذا النهج في العلاقات الهندية الشرق أوسطية بسبب تراجع الأغلبية لحزب بهاراتيا جاناتا في البرلمان الهندي بعد انتخابات منتصف سنة 2024، والذي انعكس نسبياً على بعض التوجهات الهندية في هذا المجال، نظراً لاضطرار مودي للاعتماد على تحالفات مع أحزاب اخرى قد تكون أقل تقارباً مع “إسرائيل”، بالإضافة إلى استمرار حزب المؤتمر في الضغط باتجاه مواقف أقرب للموقف الفلسطيني.[18] وعلى ما يبدو فإن ميل الموقف الهندي للاعتدال باتجاه القبول بوقف إطلاق النار في غزة قد بدأ يظهر منذ كانون الأول/ ديسمبر 2023، كما دعمت حقّ منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة في أيار/ مايو 2024، وأدانت استمرار الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024،[19] بالإضافة إلى التذكير المتكرر بأن الديبلوماسية الهندية تساند حلّ الدولتين، كما حصل في تصويتها في الجمعية العمومية في 4/12/2024.
ثانياً: غياب تأثير العلاقات العربية الهندية على الموقف الهندي:
تشكّل العلاقات التاريخية بين الهند والمنطقة العربية إلى جانب الجوار الإقليمي المتمثل في اختلاط مياه بحر العرب مع مياه المحيط الهندي عناصر مهمة في تشكيل نمط العلاقات بين الطرفين، فالتجارة الآسيوية مع الوطن العربي تمر في معظمها من الهند، وهو ما يعطي المنطقة العربية قيمة كبيرة في المنظور الجيوستراتيجي الهندي.
بعيداً عن الخلفية التاريخية للعلاقات العربية الهندية، فإن العلاقات الهندية العربية المعاصرة تتركز حول الأبعاد التالية:
1. التبادل التجاري:
شكَّلت الفترة منذ سنة 1980 (الحرب العراقية الايرانية) إلى الآن (طوفان الأقصى وتداعياتها الإقليمية) مرحلة عدم استقرار، انعكست آثارها على الهند من زوايا عدة أهمها عرقلة التجارة البحرية، والتذبذب في أسعار الطاقة التي تعتمد فيها الهند وبنسبة عالية على النفط من المنطقة، إضافة إلى أن أزمة الكويت دفعت لعودة أكثر من 170 ألف هندي من العاملين في المنطقة إلى بلادهم.[20]
ويمكن اعتبار سنة 2005 نقطة تحوّل في العلاقات الهندية الخليجية، عندما تبنى رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ Manmohan Singh فكرة التوجه غرباً (أي نحو غرب آسيا، وهو الاسم الذي يطلقه الهنود وأغلب الآسيويين على منطقتنا)، لموازنة التوجه نحو الشرق الآسيوي، مركّزاً على فكرة إقامة منطقة تجارة حرة مع دول مجلس التعاون الخليجي.[21]
وتظهر أرقام المؤسسات المختلفة حجم التطور المتسارع في التجارة بين الهند والدول العربية، والذي وصل حجمه سنة 2023 إلى 240 مليار دولار.[22] وتمثل دول مجلس التعاون الخليجي وحدها الشريك التجاري الأول للهند بحصة تصل إلى 15.8% من إجمالي التجارة الهندية، فقد ارتفع الحجم من 89.6 مليار سنة 2015 إلى 184 مليار دولار سنة 2023،[23] وتصل تجارة العرب مع الهند من غير السلع الطاقوية نحو 40 مليار دولار، وتمثل الواردات العربية من السلع الهندية نحو 5.7% من إجمالي الواردات العربية سنة 2023،[24] فإذا اضفنا لكل ما سبق حجم تحويلات العاملين الهنود في دول مجلس التعاون الخليجي سنجد أنها تصل إلى ما يقارب 89 مليار دولار، وهو ما يعادل نحو 74% من إجمالي تحويلات الهنود في بقية دول العالم.[25] يضاف لذلك أن اعتماد الهند على مصادر الطاقة الخليجية يصل إلى 35% في مجال النفط وإلى 70% في قطاع الغاز، ناهيك عن أن استثمارات الدول الخليجية في الهند تصل إلى نحو 22 مليار دولار سنة 2023.[26]
وعند المقارنة مع التجارة بين “إسرائيل” والهند نجد أنّ قيمة التجارة بينهما تصل إلى 10.7 مليار دولار سنة 2023 (دون حساب التجارة في الجانب الدفاعي)، وهو ما يجعل الهند هي الشريك التجاري الثاني لـ”إسرائيل” في آسيا، والشريك السابع في العالم.[27]
وشكَّل إعلان مشروع الممر الاقتصادي “الهندي الشرق أوسطي الأوروبي” سنة 2023 محاولة لتعزيز العلاقة بين الأقاليم الثلاثة عبر مسارَين، مسار السفن ومسار السكك الحديدية. ويربط المساران الهند بأوروبا عبر الخليج العربي بطول 4,800 كم، ويعبر كلاً منهما الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن و”إسرائيل”، مما يتيح للمستهلكين والمنتجين الوصول إلى الأسواق الأوروبية والهندية على حدٍّ سواء، ناهيك أن الكابلات الكهربائية والأنابيب ذات الصلة بصادرات الهيدروجين النظيف ستنتقل عبر خطوط السكك الحديدية التابعة للممر الاقتصادي المذكور، وهو ما يُسرّع وبنسبة كبيرة تدفق العلاقات التجارية بين الأطراف الثلاثة، وخصوصاً أن هذه العلاقات لن تتأثر بالغطاء الأمريكي الذي تذرّعت به الولايات المتحدة كثيراً مثل حقوق الإنسان، والديموقراطية، والقانون الدولي،…إلخ، لكن الولايات المتحدة تنظر للممر من زاوية “المنافسة” مع المشروع الصيني المعروف بالحزام والطريق. كما تحاول الهند أن تستثمر النزاعات التجارية الصينية الغربية (أمريكا والاتحاد الأوروبي) لجذب التكنولوجيات الحديثة والاستثمارات إليها بدلاً من الصين،[28] لكن المشروع الهندي قد يضر أحد حلفاء الولايات المتحدة وهي مصر من جانب احتمال التأثير على قناة السويس.[29]
ولم يكن الممر إلا استكمالاً لمشروعات أخرى قبل ذلك بعام مثل مشروع “آي 2 – يو 2 I 2 – U 2″، الذي يضم الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة و”إسرائيل” والهند، والهدف من المشروع هو تعميق الشراكة الاستثمارية في مجال الماء والطاقة والنقل والفضاء والصحة والأمن الغذائي والتكنولوجيا.[30]
ونظراً لفقر الهند بمصادر الطاقة فإنها تعتمد على استيرادها من الخارج وبمعدل 87.9% للنفط، وتقف دولتان عربيتان في مراتب متقدمة في هذا الجانب، فبعد روسيا (40%)، تقف العراق (20%)، والسعودية (15%)، ويضاف لذلك كله التعاون الأمني والدفاعي خصوصاً لمواجهة التنظيمات المتطرفة في جنوبي آسيا، ناهيك عن تحول الهند إلى “إسرائيل” لتكون الشريك الرابع في مجال التسلح بعد كلّ من أمريكا وروسيا وفرنسا.[31]
غير أن هذا الحجم الكبير للعلاقة العربية الهندية لا يترك أي دلالة أو تاثير على الموقف الهندي من طوفان الأقصى، نظراً لغياب الترابط في الديبلوماسية العربية بين البُعدين الاقتصادي والتجاري من ناحية، والبُعد السياسي المتعلق بتداعيات طوفان الأقصى من ناحية أخرى. بينما في الحرب الأوكرانية نجد أن أول ردود الفعل الأوروبية والأمريكية على الموقف الروسي هو توظيف الأدوات الاقتصادية (النفط، والغاز، والتجارة، والجمارك، والاحتياطيات النقدية، ونظم التحويلات المالية،…إلخ) لتحقيق مكاسب سياسية. ويكفي أن نشير في هذا المجال إلى أن توظيف الأدوات الاقتصادية لتحقيق شروط سياسية تكرر خلال الفترة 1945-2005 ما مجموعه 1,412 مرة، وشمل 164 دولة، وكان 78% منها عقوبات تجارية بينما كان الباقي عقوبات مالية. وقد استخدمت استراتيجيات متعددة في تنفيذ هذا الربط، والكثير منها قابل للتطبيق في مجال السياسات الاقتصادية العربية تجاه الدول الأخرى.[32]
2. ازدواجية الموقف الهندي من الطوفان:
واصل الموقف الهندي مسار الانحياز الهادئ لـ”إسرائيل”، على الرغم من الحجم الكبير للعلاقات الاقتصادية والتجارية مع المنطقة العربية، وعلى الرغم من الجذور التاريخية لهذه العلاقة، وهو ما يتضح في المؤشرات التالية:[33]
أ. إعلان الهند تأييدها للعمليات الإسرائيلية في غزة، ووصفها بأنها “دفاع عن النفس”، دون أي اعتبار لموضوع الحصار المطبق على غزة، ولا لموضوع مرور أكثر من خمسة عقود ونصف على الاحتلال للأراضي الفلسطينية التي تعدّها الهند أراضٍ محتلة.
ب. شكَّلت شبكات التواصل الاجتماعي الهندية، خصوصاً ذات التوجه الهندوسي اليميني والمساند للحزب الحاكم، عاملاً كبيراً في تقديم صورة غير متوازنة عن الصراع في غزة بشكل خاص. وكان ترويج الإشاعات واضحاً في هذه الشبكات، خصوصاً ما يتعلق منها بما تبثّه وسائل الإعلام والمسؤولون الإسرائيليون. كما تجاوزت هذه الشبكات إعادة نشر كلّ عبارات التهديد والتطرف التي وردت على لسان نتنياهو وبقية أعضاء حكومته، وهو ما جعل تفاعل المجتمع الهندي مع سياسة الإبادة الجماعية ضدّ سكان غزة متواضعاً في اتجاهه العام، وانعكس في سياسات التصويت على مشروعات القرار لوقف إطلاق النار في غزة، كما أشرنا.[34]
ج. تزويد “إسرائيل” ببعض قطع الصواريخ التي كانت تضرب غزة، بل إنّ اسبانيا منعت سفناً إسرائيلية من الرسو في موانئها نظراً لأنها تحمل أسلحة لـ”إسرائيل” المتهمة “بإبادة الجنس Genocide” دولياً. كما تمّ العثور على بعض شظايا الصواريخ التي تضربها “إسرائيل” على المناطق المختلفة في غزة وقد كتب عليها “صنع في الهند”، وكلّ هذا مرتبط بمشروعات مشتركة بين “إسرائيل” والهند في المجال العسكري، ولعل المشروع العسكري الصناعي الهندي الإسرائيلي للمسيرات Adani Elbit Unmanned Aerial Vehicles Complex في حيدر أباد الذي بدأ منذ سنة 2018 دليل على ذلك، لا سيّما أن منتجات هذا المشروع العسكري يتم استخدامها ضدّ قطاع غزة ولبنان، وهو ما أكّدته تقارير هيومن رايتس ووتش Human Rights Watch. وتقدّر بعض المصادر أن 37% من مبيعات “إسرائيل” العسكرية تذهب إلى الهند.[35]
د. عدم مساندة باكستان لدول الخليج في الحرب ضدّ أنصار الله في اليمن دفع دول الخليج لمزيد من التقارب مع الهند انتقاماً من باكستان، وغضّ الطرف عن شؤون المسلمين في الهند، والذي يصل عددهم إلى نحو 172 مليون نسمة، وهو ما جعل الحكومة الهندية لا ترى أي ردّ فعل عربي على سياسات مساندتها لـ”إسرائيل”.
3. متغيرات التضييق على ديبلوماسية التبديد:
بدأت الأدبيات الهندية السياسية تشير إلى أنّ بعض جوانب تداعيات الطوفان بدأت تنعكس على مصالح الهند في المنطقة، على الرغم من شعور الهند بأن مصالحها تتركز مع دول مجلس التعاون الخليجي و”إسرائيل”، وأن ديبلوماسية التبديد قابلة للاستمرار في الفصل بين المصالح مع العرب والمصالح مع “إسرائيل”، من خلال:
أ. إنّ التدخل اليمني لمساندة قطاع غزة أثَّر بشكل كبير على التجارة البحرية التي تمثل عنصراً مهماً في التجارة الهندية مع دول المنطقة ومع “إسرائيل”، فقد زادت هجمات أنصار الله بعد الطوفان على السفن التجارية المتجهة إلى “إسرائيل”، وهو ما أفرز القلق الهندي على تجارتها مع أوروبا عبر قناة السويس، مما دفعها لإرسال سفنها الحربية للمنطقة.[36]
ب. إنّ اتّساع دائرة الحرب للمستوى الإقليمي، الذي قد يجلب معه مواجهات دولية أوسع، سيربك الاقتصاد الهندي، من حيث التدفق التجاري وارتفاع أسعار الطاقة، خصوصاً في ظلّ ارتفاع نسبة الواردات الهندية من النفط.[37]
ج. السعي الهندي للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، باعتبارها قوة صاعدة، وهي تسعى لحشد التأييد العربي والإسرائيلي لهذا التوجه، لكن الطوفان جعل الأمر ينطوي على بعض التعقيدات.[38]
د. انقسام الرأي العام الهندي في الموقف من طوفان الأقصى بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام، فالقوى اليمينية وعلى رأسها جمهور الحزب الحاكم أقرب للمواقف الإسرائيلية كما أشرنا سابقاً، بينما المعارضة الهندية خصوصاً حزب المؤتمر والجمهور الإسلامي الهندي أقرب للموقف الفلسطيني، وهو ما يفرض على الدولة قدراً من التوازن في توجهاتها، بل ويزيد التوتر في المجتمع الهندي.[39]
وتشير استطلاعات الرأي العام الهندي إلى وجود انقسام مجتمعي واضح، حيث تتراوح نسبة التأييد لـ”إسرائيل” عند مستوى متوسط، على الرغم من تبني الحزب الحاكم لهذا التوجه. وهذا يُوجِد فجوة بينه وبين النصف الآخر من المجتمع، كما يظهر في الجدول التالي:[40]
الموضوع | النسبة المئوية (%) |
دعم ”إسرائيل“ في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي | 42 |
دعم فلسطين | 17 |
هجوم حماس أضرّ القضية الفلسطينية | 52 |
هجوم حماس أضرّ بصورة المسلمين | 47 |
الرد الإسرائيلي مشروع | 51 |
دعم الهند لـ”إسرائيل“ في حربها على قطاع غزة | 54 |
هـ. تشير المعطيات المتوفرة إلى أنّ الحكومة الهندية تحاصر أيّ محاولات لتنظيم فعاليات من قِبل المسلمين في الهند لمناصرة الفلسطينيين، وتبدي النخب الإسلامية الهندية نقداً واضحاً للموقف الرسمي.[41]
و. تشعر الهند من أن محاولة الموازنة بين المعسكر الدولي الأقرب لفلسطين (الصين، وروسيا، وإيران، وغيرها) وبين القوى الدولية المؤيدة لـ”إسرائيل” (أمريكا، وأغلب الاتحاد الأوروبي،…إلخ) يزداد تعقيداً.[42]
ز. التردد الهندي في تأييد قرار المحكمة الجنائية الدولية International Criminal Court (ICC) باعتقال نتنياهو ووزير دفاعه، بحجة أنّ الهند ليست ضمن الموقّعين على المحكمة، ولم تتخذ الحكومة الهندية موقفاً محدداً منها، على حدّ تصريح وزير الخارجية الهندي.[43]
ح. تتعاون العراق وتركيا في مجال تطوير خطط لإقامة طرق برية جديدة تربط بين الخليج وأوروبا عبر منطقة الأناضول،[44] وهو أمر قد يؤثر لاحقاً على قناة السويس، إلى جانب تأثيراته على المشروعَيْن الصيني والهندي إلى جانب تاثير المشروعَيْن على بعضهما.
ثالثاً: أدوات الـتأثير العربية على السياسة الهندية:
تدل المعطيات السابقة على أنّ ديبلوماسية التبديد الهندية لا تتَّسق مع المصالح الاستراتيجية للطرف الفلسطيني، لأن عدم ربط المصالح العربية بالسلوك السياسي الهندي يُحرّر الديبلوماسية الهندية من الاضطرار لتكييف سياساتها بما يتَّسق وجني المكاسب من هذا الربط. ومن الواضح أن الديبلوماسية العربية قادرة على التأثير على السياسة الهندية في الصراع مع “إسرائيل” من خلال المؤشرات التالية، التي تؤكد على بعض الجوانب الواردة أعلاه:[45]
1. قدرة الطرف العربي على توظيف العمالة الهندية في الخليج خاصة، والتي تصل إلى ما بين 9-10 مليون عامل يسهمون بنحو 29% من إجمالي تحويلات الهنود العاملين في العالم. وتجدر الإشارة إلى أن إجمالي تحويلات الهنود في العالم هي الأولى عالمياً، وتصل إلى أكثر من 120 مليار دولار.[46]
2. تعتمد الهند على دول مجلس التعاون الخليجي في التجارة الخارجية (8% من تجارتها مقابل 11.6% مع أوروبا) في السنة المالية 2022/2023. وغطّت دول الخليج 55.3% من معدل احتياجات الهند النفطية الخام في 2022-2023، مع احتمال التزايد بعد أزمة أوكرانيا.
3. تعتمد الهند في نجاح مشروع الممر الاقتصادي الأوروبي الهندي على المنطقة العربية لضمان التجارة البحرية خاصة، وهو أمر يمكن أن يكون ضمن أدوات المقايضة العربية مع الهند.
4. ثمة تطلعات هندية ذات طابع عسكري تجاه منطقة الخليج، فإلى جانب المنافسة مع المشروع الصيني (الحزام والطريق) ومع باكستان (بعد التردد الباكستاني في مساندة الخليج في الحرب مع اليمن)، فإن الهند أجرت تدريبات عسكرية مع عدد من دول الخليج (الإمارات سنة 2018، ثم مع قطر 2019، ثم مع السعودية والبحرين سنة 2021، ثم مع الامارات والسعودية مرة أخرى سنة 2024).
لكن كلّ ما سبق يبقى مرهوناً بمدى استقلالية القرار السياسي العربي خصوصاً أمام شبكة الترابط الأمريكي مع المنطقة من ناحية، ودرجة القدرة على إدراك أبعاد التحولات الجيوستراتيجية في العالم وتوظيفها لخدمة المصالح الاستراتيجية العربية وفي مقدمتها الموضوع الفلسطيني من ناحية ثانية. ولعل النظرة المستقبلية إلى هذه الشروط يشير إلى تعقيدات محلية وإقليمية ودولية تَحُوْل دون هذا التحول العربي في المدى الزمني المنظور.
[1] خبير في الدراسات المستقبلية والاستشرافية، أستاذ في قسم العلوم السياسية في جامعة اليرموك في الأردن سابقاً، حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة القاهرة، وهو عضو سابق في مجلس أمناء جامعة الزيتونة في الأردن، وجامعة إربد الأهلية، والمركز الوطني لحقوق الإنسان وديوان المظالم، والمجلس الأعلى للإعلام. ألَّف 37 كتاباً، يتركز معظمها في الدراسات المستقبلية من الناحيتين النظرية والتطبيقية، ونُشر له نحو 120 بحثاً في المجلات العلمية المحكّمة.
[2] Democracy Index 2023, Age of Conflict, site of Economist Intelligence, The Economist Group, https://pages.eiu.com/rs/753-RIQ-438/images/Democracy-Index-2023-Final-report.pdf
[3] Real GDP growth, 2024, site of International Monetary Fund, https://www.imf.org/external/datamapper/NGDP_RPCH@WEO/OEMDC/ADVEC/WEOWORLD
[4] Preyash Shah, Charted: A Breakdown of India’s Overseas Trade in 2023, site of Visual Capitalist, 5/6/2024, https://www.visualcapitalist.com/cp/charted-a-breakdown-of-indias-overseas-trade-in-2023; and India’s Trade Performance in FY 2023-24 and Strategy to Explore New Export Markets, site of India Briefing, 14/5/2024, https://www.india-briefing.com/news/indias-trade-performance-fy-2023-24-exploring-new-export-markets-32612.html
[5] Dlip Ratha, Sonia Plaza and Eung Ju Kim, In 2024, remittance flows to low- and middle-income countries are expected to reach $685 billion, larger than FDI and ODA combined, site of Worl Bank Blogs, 18/12/2024, https://blogs.worldbank.org/en/peoplemove/in-2024–remittance-flows-to-low–and-middle-income-countries-ar; and Population of Overseas Indians, site of Ministry of External Affairs, https://www.mea.gov.in/population-of-overseas-indians.htm (accessed on 25/12/2024)
[6] GDP, current prices, 2024, International Monetary Fund, https://www.imf.org/external/datamapper/PPPGDP@WEO/OEMDC/ADVEC/WEOWORLD
[7] Soumitra Dutta, Bruno Lanvin, Lorena Rivera León and Sacha Wunsch-Vincent (eds.), Global Innovation Index 2024: Unlocking the Promise of Social Entrepreneurship (World Intellectual Property Organization (WIPO), 2024), 17th Edition, https://www.wipo.int/web-publications/global-innovation-index-2024/assets/67729/2000%20Global%20Innovation%20Index%202024_WEB3lite.pdf
[8] 2024 Military Strength Ranking, site of Global Firepower, https://www.globalfirepower.com/countries-listing.php
[9] Role of nuclear weapons grows as geopolitical relations deteriorate—new SIPRI Yearbook out now, site of The Stockholm International Peace Research Institute (SIPRI), 17/6/2024, https://www.sipri.org/media/press-release/2024/role-nuclear-weapons-grows-geopolitical-relations-deteriorate-new-sipri-yearbook-out-now
[10] India: Political stability, site of TheGlobalEconomy.com, https://www.theglobaleconomy.com/India/wb_political_stability
[11] Countries in the world by population (2024), site of Worldometer, https://www.worldometers.info/world-population/population-by-country
[12] Renewable Energy, site of Invest India, https://www.investindia.gov.in/sector/renewable-energy#:~:text=India’s%20installed%20renewable%20energy%20capacity,additions%20of%209.83%25%20in%202022.
[13] للتعرف على تفاصيل هذه الجوانب، انظر:
Bhaskar Chakravorti and Gaurav Dalmia, Is India the World’s Next Great Economic Power?, site of Harvard Business Publishing (HBP), 6/9/2023, https://hbr.org/2023/09/is-india-the-worlds-next-great-economic-power
[14] Question No-1994 India’s Position in the Ongoing Palestine-Israel War, Rajya Sabha, UNSTARRED Question No-1994, Answered On- 08/08/2024, Ministry of External Affairs, Government of India, https://www.mea.gov.in/rajya-sabha.htm?dtl/38117/QUESTION_NO1994_INDIAS_POSITION_IN_THE_ONGOING_PALESTINEISRAEL_WAR; Liyaqat Nazir, 1 Year in, India’s Approach to the Gaza War Reflects a Wider Foreign Policy Change, site of The Diplomat, 7/10/2024, https://thediplomat.com/2024/10/1-year-in-indias-approach-to-the-gaza-war-reflects-a-wider-foreign-policy-change; Jean-Loup Samaan, India, a New Key Player in the Middle East, site of Institut Montaigne, 14/10/2024, https://www.institutmontaigne.org/en/expressions/india-new-key-player-middle-east; Narendra Modi (@narendramodi), site of X (Twitter), 10/10/2023, 12:08 PM, https://x.com/narendramodi/status/1711669988116050142; Supreme Court dismisses plea to halt Indian firms’ supply of arms to Israel during Gaza conflict, site of The Hindu, 9/9/2024, https://www.thehindu.com/news/national/supreme-court-dismisses-plea-to-halt-indian-firms-supply-of-arms-to-israel-during-gaza-conflict/article68623257.ece; India “Very Much” Concerned About Middle East Tensions: S Jaishankar, site of NDTV World, 2/10/2024, https://www.ndtv.com/world-news/s-jaishankar-says-india-very-much-concerned-about-middle-east-tensions-6695358; and 1 year of Gaza genocide: Israeli war tests India’s Palestine policy, site of Anadolu Agency, 4/10/2024, https://www.aa.com.tr/en/1-year-of-gaza-genocide/1-year-of-gaza-genocide-israeli-war-tests-india-s-palestine-policy/3351781
[15] تعني كلمة بدَّد بالعربية “التفريق”، وهو لفظ ورد في الدعاء المشهور “اللهم احصهم عدداً، واقتلهم بدداً”. أي كل منهم على انفراد، أي الامتناع عن تكييف علاقاتك مع طرف على أساس مراعاة العلاقة مع الطرف الآخر. ورأت الهند أنّ ذلك يحقق لها مكانة أقوى في بينة التعدد القطبي في النظام الدولي. حول هذه الديبلوماسية، انظر:
Sujith R., “India’s Policy of De-hyphenation in an Emerging Multipolar World Order,” Journal of Contemporary Politics, vol. 2, no. 4, October-December 2023, pp. 123–124; and India Israel Relations, site of Vajiram & Ravi, Institute for IAS Examination, 11/12/2024, https://vajiramandravi.com/quest-upsc-notes/india-israel-relations
[16] Rezul Laskar, India backs Israel to keep Palestinian group out of UN bodies, site of Hindustan Times, 11/6/2019, https://www.hindustantimes.com/india-news/india-backs-israeli-resolution-at-un-body-to-deny-observer-status-to-palestinian-group/story-Sush1pLviAg2N59tf3K9hK.html; and Israel, India ink agreement to allow 42,000 Indian workers to work in Jewish state, site of Times of India, 9/5/2023, https://timesofindia.indiatimes.com/israel-india-ink-agreement-to-allow-42000-indian-workers-to-work-in-jewish-state/articleshow/100106225.cms
[17] Transcript of External Affairs Minister, Dr. S. Jaishankar, in conversation with Mariano-Florentino (Tino) Cuéllar of Carnegie Endowment, Washington DC (October 2, 2024), Ministry of External Affairs, 2/10/2024, https://www.mea.gov.in/interviews.htm?dtl/38364/Transcript_of_External_Affairs_Minister_Dr_S_Jaishankar_in_conversation_with_MarianoFlorentino_Tino_Cu233llar_of__Carnegie_Endowment_Washington_DC_Oct; and “Because We’re…”: S Jaishankar On India’s Strong Position Over Terrorism, NDTV, 30/10/2023, https://www.ndtv.com/india-news/s-jaishankar-on-why-india-takes-a-strong-position-on-terrorism-because-we-are-victims-of-it-4526176
[18] Why the India-Israel Relationship Is Facing Trouble, site of India Today, 1/10/2024, https://www.indiatoday.in/global/story/why-the-india-israel-relationship-is-facing-trouble-2609516-2024-10-01
[19] 1 year of Gaza genocide: Israeli war tests India’s Palestine policy, Anadolu Agency, 4/10/2024.
[20] Timeline Of Middle East And West Asia Conflicts And Impact On India’s Trade, site of NDTV Profit, 2/10/2024, https://www.ndtvprofit.com/business/timeline-of-middle-east-and-west-asia-conflicts-and-impact-on-indias-trade
[21] PM launches “Look West” Policy to boost cooperation with Gulf, site of Former Prime Minister of India, 27/7/2005, https://archivepmo.nic.in/drmanmohansingh/press-details.php?nodeid=271
[22]India-Arab trade crosses $240bn, site of GDN Online, 20/7/2023, https://www.gdnonline.com/Details/1286905/India-Arab-trade-crosses-$240bn
[23] المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، العلاقات الاقتصادية، مجلس التعاون الخليجي وجمهورية الهند، انظر: https://gccstat.org/images/gccstat/docman/publications/India_2.pdf؛ وانظر أيضاً: تجارة الهند والخليج تتجاوز النفط إلى آفاق أوسع، موقع اندبندنت عربية، 11/9/2023، في: https://www.independentarabia.com/node/494206
[24] Arab trade in 2023: trends and highlights, E/ESCWA/CL4.SIT/2024/Policy brief.1, site of United Nations Economic and Social Council (ESCWA), https://www.unescwa.org/sites/default/files/pubs/pdf/arab-trade-2023-trends-highlights-english.pdf; and Preyash Shah, Charted: A Breakdown of India’s Overseas Trade in 2023, Visual Capitalist, 5/6/2024.
[25] من الضروري التنبه إلى التفاوت في بعض الأرقام، نظراً للتباين في حساب أسعار العملات عند التحويل من دولة لأخرى، انظر: إنفوجرافيك: أرقام حول الجالية الهندية في الخليج، موقع الخليج أونلاين، 13/9/2023، في: https://khaleej.online/ApRRjw
[26] The GCC in India: Deeper Economic Cooperation, Deeper Political Ties?, site of Italian Institute for International Political Studies (ISPI), 18/6/2024, https://www.ispionline.it/en/publication/the-gcc-in-india-deeper-economic-cooperation-deeper-political-ties-177961; and Alexandre Kateb, The GCC’s Multipolar Pivot: From Shifting Trade Patterns to New Financial and Diplomatic Alliances, site of Carnegie Middle East Center, 28/5/2024, https://carnegieendowment.org/research/2024/05/the-gccs-multipolar-pivot-from-shifting-trade-patterns-to-new-financial-and-diplomatic-alliances?center=middle-east&lang=en
[27] India-Israel Bilateral Relations, Ministry of External Affairs, Government of India, December 2023, https://www.mea.gov.in/Portal/ForeignRelation/EOI_TELAVIV_BILATERAL_BRIEF2.pdf
[28] Bhaskar Chakravorti and Gaurav Dalmia, Is India the World’s Next Great Economic Power?, Harvard Business Publishing (HBP), 6/9/2023.
[29] Steve L. Monroe, The India-Middle East-Europe economic corridor: an early assessment, site of Economic Research Forum (ERF), 31/10/2023, https://theforum.erf.org.eg/2023/10/30/the-india-middle-east-europe-economic-corridor-an-early-assessment
[30] I2U2: India, Israel, United Arab Emirates, United States, site of U.S. Department of State, https://www.state.gov/i2u2
تعني I2 الدولتين اللتين تبدأ أسماؤها بالحرف الإنجليزي (I) وهي “إسرائيل” والهند، أما U2، فهي إشارة للدولتين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة.
[31] Jean-Loup Samaan, India, a New Key Player in the Middle East, Institut Montaigne, 14/10/2024.
[32] Yoshiharu Kobayashi, “Economic Sanctions as Foreign Policy,” in Cameron Thies (ed.), The Oxford Encyclopedia of Foreign Policy Analysis (New York: Oxford University Press, 2024), passim.
[33] Jean-Loup Samaan, India, a New Key Player in the Middle East, Institut Montaigne, 14/10/2024; Antara Chakraborthy and Yasmine Wong, India’s Digital Footprint on the Israel-Gaza War, site of The Diplomat, 21/10/2023, https://thediplomat.com/2023/10/indias-digital-footprint-on-the-israel-gaza-war/
[34] Antara Chakraborthy and Yasmine Wong, India’s Digital Footprint on the Israel-Gaza War, The Diplomat, 21/10/2023.
[35] Liyaqat Nazir, One year on, India’s approach to Gaza War reflects wider foreign policy change, site of The Jerusalem Post newspaper, 7/10/2024, https://www.jpost.com/israel-news/politics-and-diplomacy/article-823570
[36] Frederick Kempe, Tracking Global India’s growing influence, site of Atlantic Council, 2/5/2024, https://www.atlanticcouncil.org/content-series/inflection-points/tracking-global-indias-growing-influence/
[37] At BRICS, India flags ‘widespread anxiety’ over spread of Gaza war, site of Anadolu Agency, 24/10/2024, https://www.aa.com.tr/en/asia-pacific/at-brics-india-flags-widespread-anxiety-over-spread-of-gaza-war/3373091
[38] Ranjith Rebello, India’s Response to the October 7 Gaza Conflict: A Geopolitical and Strategic Analysis, site of Diplomatic Nite, 21/10/2024, https://diplomatist.com/2024/10/21/indias-response-to-the-october-7-gaza-conflict-a-geopolitical-and-strategic-analysis/
[39] Opinion: India’s Israel tilt, polarised domestic politics after Hamas attacks, site of India today, 19/10/2023, https://www.indiatoday.in/opinion/story/opinion-cvoter-survey-reveals-israel-tilt-polarised-domestic-politics-after-hamas-attacks-2450955-2023-10-19
[40] Ibid.
[41] Fazzur Rahman Siddiqui, Ongoing Israel-Gaza war: Views from Indian Muslims, site of Daily Sabah, 22/11/2024, https://www.dailysabah.com/opinion/op-ed/ongoing-israel-gaza-war-views-from-indian-muslims
[42] Suhail Anjum and Muhammad Atif, India faces tough balancing act amid escalating Middle East conflict, site of Voice of America, 4/10/2024, https://www.voanews.com/a/india-faces-tough-balancing-act-amid-escalating-middle-east-conflict/7811002.html
[43] Azad Essa, India doubles down on pro-Israel policy saying ‘national interest’ drives arms transfers, site of the Middle East Eye, 5/12/2024, https://www.middleeasteye.net/news/india-doubles-down-pro-israel-policy-national-interest-drives-arms-sales
[44] الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا .. عام من الإنجازات والعقبات، موقع هسبريس، 13/9/2024، انظر: https://www.hespress.com
[45] Viraj Solanki, The Gulf region’s growing importance for India, site of International Institute for Strategic Studies (IISS), 21/2/2024, https://www.iiss.org/online-analysis/online-analysis/2024/02/the-gulf-regions-growing-importance-for-india
[46] India received $120 billion in remittances in 2023, maximum from US: World Bank, site of The Indian Express, 26/6/2024, https://indianexpress.com/article/business/india-120-billion-dollars-remittances-2023-world-bank-9416442/
للاطلاع على الورقة العلمية بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي: >> ورقة علمية: انعكاسات ديبلوماسية ”التبديد“ الهندية تجاه طوفان الأقصى – نظرة مستقبلية … أ. د. وليد عبد الحي (18 صفحة، 1.1 MB) |
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2/1/2025
أضف ردا