مدة القراءة: 18 دقائق

 إعداد: أ. فاطمة حسّان عيتاني.[*]
(خاص بمركز الزيتونة).

مقدمة:

تقوم “إسرائيل” بحملة إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7/10/2023، وتبذل كلّ ما في وسعها لتدمير كل ما يمكن أن يحافظ على حياة الإنسان في القطاع، من استهداف لأرواح الفلسطينيين، وتدمير للمنازل، والقطاع الصحي، والبنية التحتية، والمدارس، والجامعات، والمساجد، والكنائس، والمخابز، والمحلات، ومخيمات اللاجئين،… .

إنّ الإبادة الجماعية التي تقترفها “إسرائيل” تحتاج لمبررات أمام المجتمع الدولي كتجريد الأشخاص المُبادين من إنسانيتهم وشيطنتهم، وهذا ما تفعله “إسرائيل” من خلال شهود الزور والادّعاءات الكاذبة ضدّ الفلسطينيين، التي تمّ نشرها بشكل واسع في العالم الغربي دون نشر الردود عليها أو الاعتذار عنها بعد إثبات كذبها، بل والمضي في نشرها.



للاطلاع على الورقة العلمية بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي:
>> ورقة علمية: ما حقيقة الادّعاءات الإسرائيلية بارتكاب المقاومة فظائع في معركة طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 … أ. فاطمة حسان عيتاني (23 صفحة، 5.5 MB)


إنّ هدف “إسرائيل” ليس السعي إلى تحقيق العدالة، كما تدّعي، وإنّما تثبيت استعمارها الاستيطاني العدواني في فلسطين، على حساب معاناة الشعب الفلسطيني، وسعياً لتهويد الأرض والإنسان.

تنوّعت الادّعاءات الإسرائيلية المزعومة ضدّ عناصر المقاومة الفلسطينية وسكان قطاع غزة، الذين دخلوا لغلاف غزة في عملية الطوفان التي حدثت في 7/10/2023، وكانت هناك أجهزة منظّمة وراء تلك الادّعاءات التي استخدمتها الحكومة الإسرائيلية، مع معرفتها ببطلانها، في تبرير هجومها على قطاع غزة، وفي شيطنة المقاومة الفلسطينية في البيئة الدولية.

وبالرغم من دحض معظم المزاعم لتلك الجرائم ضدّ الفلسطينيين، أطلقت “إسرائيل” حملة دولية في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، لتجهيز ملفات ضدّ الفلسطينيين الذين شاركوا في 7/10/2023، استعداداً للملاحقة الجنائية، ولجأت “إسرائيل” لكسب الرأي العام العالمي في حربها على قطاع غزة إلى ترويج أخبار كاذبة وملفَّقة من خلال صحفيين وحسابات ومواقع إلكترونية موالية لها، وفي هذا المقال سنذكر بعضاً من هذه المزاعم وإثبات زورها لدحضها.

أولاً: قتل المدنيين وبروتوكول هنيبعل:

مرَّ أكثر من ثلاثة أشهر على معركة طوفان الأقصى التي قادتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7/10/2023، والتي قُتل فيها نحو 1,139 شخص،[1] بحسب الإحصاءات الرسمية الإسرائيلية الأخيرة وغير النهائية، وهو رقم عدّلته “إسرائيل” مراراً وتكراراً بشكل تنازلي، بعد أن كان 1,405 قتلى، ثم خفّضته إلى 1,200 قتيل، مدّعية أنّ الفرق يرجع إلى أنّ هناك جثثاً تمّ التعرف عليها لاحقاً على أنها من حماس، بسبب تفحّمها،[2] وهو ما يعدّ دليلاً على أنّها حسبت نحو 200 من الشهداء الفلسطينيين في بادئ الأمر ضمن قتلاها المدنيين، واستخدمتهم ضمن دعايتها الإعلامية على المستوى الدولي، لكسب التعاطف معها، وتبرير عدوانها على قطاع غزة. وهو دليل أيضاً على استخدام القوات الإسرائيلية وسائل وحشية في قتل الناس حينها، لدرجة أنّهم لم يُفرّقوا في إحصاءاتهم بين القتلى اليهود والفلسطينيين بسبب تفحّم الجثث، وهو ما يُثبت أنّ الطيران الإسرائيلي والقذائف المدفعية الإسرائيلية هي من قتلت “المدنيين” الإسرائيليين، لأنّ كتائب القسام لا تملك أسلحة تؤدي إلى قتل وحرق كلّ هذا العدد.

وعلى ما يظهر، فإنّ العدد الأكبر من القتلى المدنيين في ذلك اليوم يعود إلى تطبيق القيادات العسكرية الإسرائيلية بروتوكول هنيبعل The Hannibal Directive في المعركة، الذي يقوم على قاعدة “الجندي القتيل أفضل من الجندي الأسير”، حيث يرى المسؤولون العسكريون الإسرائيليون أن اختطاف الجنود يُحمِّل “إسرائيل” ثمناً باهظاً للغاية يجب عليها دفعه من أجل إطلاق سراحهم. ونصّ هذا البروتوكول على فتح النار العشوائي إذا تمّ أسر أحد الجنود بهدف قتل الآسرين والأسير معاً، كما فعلت تماماً القوات الإسرائيلية في 7/10/2023، وأطلقت الصواريخ على مناطق مأهولة لطرد المهاجمين، فقتلت وحرقت العديد من المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين، بحسب شهادات جمعتها وسائل إعلام عالمية وإسرائيلية.

وكشف تقرير استقصائي نشره موقع واينت Ynet العبري التابع ليديعوت أحرونوت Yedioth Ahronoth في 12/1/2024، أنَّ القيادة العليا للجيش الإسرائيلي أمرت جميع الوحدات في 7/10/2023 بمنع أَسر المواطنين الإسرائيليين “بأي ثمن”، حتى من خلال إطلاق النار عليهم. وكشف التقرير أن نحو 70 مركبة يقودها فلسطينيون عائدون إلى غزة تمّ تفجيرها بواسطة طائرات مروحية قتالية أو صواريخ مضادة للدبابات أو دبابات إسرائيلية، وكان العديد من هذه المركبات يضم أسرى إسرائيليين.[3]

وقد وثّقت صحيفة النيويورك تايمز The New York Times الأمريكية، في تقرير استقصائي لها، مقتل 12 مستوطناً إسرائيلياً بعد أن أمر القائد العسكري الإسرائيلي باراك حيرام Barak Hiram، والذي اعترف بذلك، بقصف منزل في مستوطنة بئيري Be’eri بدبابة، كان يضم 14 مستوطناً إسرائيلياً، بداعي استهداف مسلحين فلسطينيين اختبأوا بداخله،[4] ونشرت القناة 12 (Channel 12) الإسرائيلية فيديو يوثّق إطلاق دبابة إسرائيلية القذائف على منزل كان يضم مستوطنين إسرائيليين في مستوطنة بئيري، التقطته مروحية عسكرية.[5] واعترف العقيد الإسرائيلي جولان فاخ Golan Vach، قائد في وحدة الإنقاذ التابعة للجيش الإسرائيلي، بأن قواته هاجمت في 7/10/2023 منازل إسرائيلية ودمرتها، كان يتواجد فيها إسرائيليون وفلسطينيون، مبرراً ذلك أنّه لاستعادة السيطرة على الأراضي، حيث وجدوا 15 قتيلاً إسرائيلياً بينهم 8 أطفال في أحد تلك المنازل.[6] واعترفت مجنّدات إسرائيليات، في أوائل العشرينات من أعمارهنّ أو أقل، في مقابلة على قناة 12 الإسرائيلية، في 24/11/2023، أنّه تمّ تسليمهنّ قيادة بعض الدبابات والآليات، وأُمرن باقتحام مستوطنة حوليت Holit، وإطلاق نيران الرشاشات بشكل عشوائي على البيوت لإعادة السيطرة على المستوطنة.[7]

وهناك العديد من شهادات الناجين الذين أكّدوا رؤيتهم إطلاق المروحيات والدبابات الإسرائيلية النار على المستوطنات، كشهادة الجندي الإسرائيلي السابق إيريز تيدهار Erez Tidhar ،اعضو وحدة الإنقاذ والإخلاء في وحدة إيتامEitam الإسرائيلية، [8] وتصريح معتقلة إسرائيلية سابقة دورون كاتس آشرl[9] ،Doron Katz-Asher  تمّ إطلاق سراحها خلال عملية التبادل، تحدّثت عن إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على الجرَّار الذي كان ينقلها إلى قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل والدتها وإصابتها هي وابنتها.

كما كشفت شهادة لياسمين بورات Yasmin Porat ،للراديو الرسمي الإسرائيلي كان Kan ، وهي واحدة من اثنتين فقط ناجيتين من الهجوم الإسرائيلي الذي أمر به باراك حيرام على منزل في مستوطنة بئيري، أنّ عناصر المقاومة الفلسطينية عاملوهم بـ”إنسانية”، لكن الجيش الإسرائيلي أنهى المواجهة مع هذه العناصر بقصف مدفعي متعمد للمنزل بأكمله، على الرغم من أن الأسرى كانوا ما يزالون موجودين فيه. وقالت بورات إنّ من بين قتلى الهجوم الإسرائيلي ليل هاتسروني Liel Hatsroni، البالغة من العمر 12 عاماً، والتي استخدم المسؤولون الإسرائيليون صورتها في وقت لاحق في الدعاية (البروباجاندا propaganda)، زاعمين أنها أُحرقت حية على يد حماس، ا[10] كما ادّعى رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت Naftali Bennett أنّها قُتلت “لمجرد أنها يهودية”.[11]

وقد طالبت عائلات إسرائيليين قُتلوا بنيران الدبابات الإسرائيلية رئيس الأركان هرتسي هاليفي Herzi Halevi، بإجراء “تحقيق شامل وشفاف” حول القضية.[12]

وتؤكد معلومات تمّ الكشف عنها في تقارير لموقع الانتفاضة الإلكترونية The Electronic Intifada الأمريكي، أنّ الكثير، إن لم يكن معظم، المدنيين الإسرائيليين الذين قُتلوا في 7/10/2023 قُتلوا على يد “إسرائيل” نفسها، وليس على يد الفلسطينيين. وكانت سرب المسيرات الإسرائيلية 161 (drone squadron 161) قد نفذّت بحلول نهاية يوم 7/10/2023، ما لا يقل عن 110 هجمات على نحو 1,000 هدف، معظمها كانت داخل فلسطين المحتلة 1948 (“إسرائيل”)، بعد أن كانت مروحيات وطائرات مقاتلة إسرائيلية قد هاجمت خلال الأربع ساعات الأولى نحو 300 هدف.[13]

ونشر موقع واينت العبري، في 15/10/2023، أنّ 28 مروحية أباتشي أطلقت النار على مدار يوم واحد، وأنّ طياري الأباتشي تخطّو كافة القيود، وأنّ جزءاً كبيراً من توجيه النيران واستقبال الأهداف من القوات المقاتلة في الميدان كان يصل للطيارين عبر المكالمات الهاتفية أو إرسال الصور على تطبيق الواتسآب Whatsapp، وأنّه تمّ إطلاق مئات من قذائف المدفع عيار 30 ملم بالإضافة إلى صواريخ هيلفاير Hellfire.ا[14]

وفي مقال نشرته صحيفة هآرتس في 18/11/2023، أنّه وبحسب الشرطة الإسرائيلية، فقد قُتل في مهرجان نوفا Nova الموسيقي 364 شخصاً من أصل 4,400 شخص كانوا حاضرين في الحدث، وبعد التحقيق في الحادث تبيّن أنّ مروحية عسكرية إسرائيلية وصلت إلى مكان الحادث وأطلقت النار على عناصر المقاومة، وأصابت عدداً من المحتفلين الذين كانوا هناك. وبحسب تقييم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فإنّ عناصر المقاومة الفلسطينية لم يكونوا على علم مسبق بهذا المهرجان.[15]

ثانياً: ادّعاء قتل الأطفال:

ثمَّة ادِّعاء ثبت كذبه، غير أنه أحدث ضجة واسعة عند نشره، واستخدمه الطرف الإسرائيلي لابتزاز مواقف خاطئة، حيث ادَّعت مراسلة قناة آي 24 الإخبارية i24News الناطقة باللغة الإنجليزية، نيكول زيديك Nicole Zedeck، في 10/10/2023، أنّ المقاومة الفلسطينية قتلت 40 رضيعاً، وقطعت رؤوس عدد منهم في مستوطنة كفار عزة Kfar Aza.ا[16] وسرعان ما تبنّت وسائل إعلام عالمية واسعة الانتشار هذا الادّعاء المضلل (أمثال موقع فوكس نيوز FOX News،م[17] وأن بي سي مونتانا NBC Montana،م[18] وصحيفة النيويورك بوست New York Post،م[19] وصحيفة التايمز The Times،م[20] وموقع مايل أونلاين Mailonline؛م[21] بالإضافة إلى قناة سي إن إن CNN الأمريكية، وصحيفة دايلي إكسبرس Daily Express، وصحيفة ذا إندبندنت The Independent، وصحيفة مترو Metro البريطانية، وصحيفة ذا دايلي تيليجراف The Daily Telegraph)،[22] على الرغم من عدم وجود أي تأكيد رسمي إسرائيلي حينها، وأدّى إلى انطباع عالمي في العالم الغربي بأنّ حماس ارتكبت فظائع كبرى، وهو ما أثّر على القرار السياسي وعلى الأجواء الشعبية في هذه البلدان. ومن الناحية الإعلامية كانت هذه التقارير جريمة بحقّ المقاومة الفلسطينية نظراً لسعيها لتشويهها و”شيطنتها”، وجريمة أيضاً بحق الشعب الفلسطيني الذي تعرّض لهجمات شرسة بناء على هكذا تقارير مضللة.

وقد أثار هذا الادّعاء ضجة هائلة على مستوى العالم، تعزّزت بادّعاء الرئيس الأمريكي جو بايدن Joe Biden، أنه شاهد “صوراً مؤكدة لإرهابيين يقطعون رؤوس الأطفال”، لكن البيت الأبيض نفى لاحقاً مشاهدة بايدن للصور بنفسه، مؤكداً أنه استند إلى مزاعم المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو Benjamin Netanyahu، وتقارير إعلامية إسرائيلية.ا[23] وكشف تحقيق أجراه موقع “ذا جراي زون The Grayzone” الأمريكي، وهو موقع إخباري مستقل مخصص للصحافة الاستقصائية والتحليلات، في 11/10/2023، أن هذا الادِّعاء مصدره نائب قائد الوحدة 71 في الجيش الإسرائيلي ديفيد بن صهيون David Ben Zion، وهو زعيم صهيونيّ متطرف، يحرض على أعمال الشغب ضدّ الفلسطينيين، ويدعو لمحو بلدات فلسطينية.[24] وعلى الرغم من تراجع بعض وسائل الإعلام عن هذا الخبر، لكن كان معظم الأثر السلبي منه قد تحقّق، وأصبح من الصعب إزالته من الكثيرين ممن انتشر بينهم الخبر، حتى من تلك الصحف والمصادر التي نفت صحته بعد ذلك.

وروى العقيد جولان فاخ، قائد في وحدة الإنقاذ التابعة للجيش الإسرائيلي، في 17/10/2023، أنه “قام بنفسه بنقل جثث الأطفال مقطوعة الرأس” في مستوطنة كفار عزة.[25] كما صرَّح المقدم المتقاعد يارون بوسكيلا Yaron Buskila، وهو عضو في منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي Israel Defense And Security Forum (IDSF)، وهي منظمة أسسها جنرالات الجيش المتقاعدون، وتمارس الضغط (على المستوى الدولي بشكل خاص) للدفاع عن فكرة أن “السلام” في “إسرائيل” لا يمكن الحصول عليه إلا بالقوة، لصحيفة إيبوك تايمز The Epoch Times، وهي صحيفة دولية يمينية متطرفة، إنه تحدث إلى حاخام قيل إنه زار مستوطنة كفار عزة، وقال له أنه رأى أطفالاً مقتولين.[26]

وقد تكرّرت هذه الادّعاءات من منظمات ومؤسسات إسرائيلية معروفة بعدم دقَّتها وعدم مصداقيتها كمنظمة زاكا ZAKA ومنظمة يونايتد حاتزاله United Hatzalah.

في المقابل، أثبتت مؤسسات إسرائيلية رسمية كذب هذه الادِّعاءات، فقد نشر الضمان الاجتماعي الإسرائيلي National Insurance Institute of Israel (NII) في 9/11/2023 على موقعه الإلكتروني قائمة بأسماء 695 مدنياً إسرائيلياً قُتِلوا في 7/10/2023 (وفي الأيام التي تلته)، مع هوياتهم وظروف مقتلهم، ومن بينهم 36 قاصراً، 20 منهم دون سن 15 عاماً، من بينهم سبعة أطفال دون سن العاشرة، وعشرة قتلوا جراء قصف صاروخي. وبحسب الضمان الاجتماعي أيضاً، قُتل 46 مدنياً في كفار عزة، وكان أصغرهم يبلغ 14 عاماً، وقُتلت طفلة رضيعة واحدة فقط في بئيري هي الطفلة ميلا كوهين Mila Cohen (عشرة أشهر) مع والدها وجدتها، فيما نجت والدتها،[27] ولم يتم تحديد من المتسبِّب في قتلها.

كما نفت صحيفة هآرتس Haaretz الإسرائيلية، في تقرير لها، ما تمّ ترويجه عن مزاعم قطع رؤوس أطفال إسرائيليين وحرق جثثهم في 7/10/2023، مؤكدةً أن تلك الرواية غير صحيحة ولا أساس لها في الواقع. وذكرت أنه قُتل معظم الأطفال في منازلهم أو بالقرب منها، وغالباً مع أفراد آخرين من الأسرة، وأكدت أنه لا يوجد مشهد تمّ فيه اكتشاف أطفال من عدة عائلات قتلوا معاً، مما يدل على أن وصف نتنياهو في حديثه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن “حماس أخذوا عشرات الأطفال وقيدوهم وأحرقوهم وأعدموهم، غير دقيقة”.[28] وقالت هآرتس، بعد فحصها القتلى كل اسم على حدة، أنّ إجمالي القتلى هو 1,219 قتيل بما في ذلك 1,105 قُتِلوا في 7/10/2023؛ 851 مدنياً (من بينهم 32 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 4-17 عاماً وطفلة بعمر 10 أشهر)، و368 جندياً إسرائيلياً.[29]

وبالتالي، فإن هذه الادّعاءات الإسرائيلية كاذبة وغير دقيقة، وقد تراجعت وسائل إعلام وصحفيين عن تقارير نشروها حول ادّعاء قطع رؤوس الأطفال، من بينهم قناة سي إن إن CNN الأمريكية، والتي اعتذرت مُراسلتها سارة سيندر Sara Sidner عن نقل الخبر، والبيت الأبيض الذي تراجع عن التصريح الذي أدلى به بايدن، وتصريح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة الأناضول Anadolu Ajansı بأنّ ليس لدى الجيش معلومات تؤكّد هذه المزاعم.[30] كما حذف صحفي إسرائيلي يدعى يشاي كوهين Yishai Cohen مقابلة كان قد نشرها على منصة إكس X/ تويتر Twitter، تضمَّنت ادّعاءات بأن مسلحين فلسطينيين قَتلوا أطفالاً خلال الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية على مستوطنات إسرائيلية بغلاف غزة في 7/10/2023. وأوضح كوهين، في تدوينات نشرها في 29/11/2023 على حسابه على المنصة، أن الناطق باسم جيش الاحتلال هو الذي عرض عليه إجراء المقابلة التلفزيونية مع المقدم احتياط في فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، يارون بوسكيلا، وأضاف أنّ ممثل مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي كان حاضراً في أثناء التصوير.[31]

ويبرر حاييم أوتمازكين Chaim Otmazgin، رئيس “القوات الخاصة” لمنظمة زاكا، لوكالة فرانس برس Agence France-Presse، تصريحات متطوّعيه الكاذبة بعد انكشافها بطريقة وقحة، لا تحترم أصول العمل المهني. كما نشرت صحيفة هآرتس تحقيقاً أظهر أنّ منظمة زاكا نشرت روايات كاذبة حول ما حدث في 7/10/2023، بهدف جمع تبرعات والتخلص من الديون المتراكمة عليها بملايين الشواكل، وأنّهم جمعوا أكثر من 50 مليون شيكل (13.7 مليون دولار)، وأنّ أوتمازكين يعمل ضابط احتياط في وحدة الإنقاذ التابعة لقيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، وقد لَعِبَ هو دوراً مركزياً في الارتباط بين منظمة زاكا والجيش.[32]

ثالثاً: ادّعاء قتل الحوامل والأجنّة:

ادّعى يوسي لانداو Yossi Landau، مدير زاكا لمنطقة الجنوب، بشكل كاذب للعديد من وسائل الإعلام العالمية، ومنها لصحيفة “بيلد Bild” الألمانية اليومية في 24/10/2023، أنه اكتشف جثة امرأة حامل مصابة برصاصة في رأسها، وتمّ شق بطنها لإخراج الجنين الذي تمّ طعنه، كما حدَّد لانداو لصحيفة هآرتس المبنى الذي رأى فيه هذه الحادثة. ولكن وبحسب الناجين من المبنى الذين قابلتهم الصحيفة الإسرائيلية، لم تكن هناك أي امرأة حامل. وقام موقع تشك نيوز CheckNews، الذي أطلقته صحيفة ليبراسيون Libération الفرنسية، وهو أول موقع للتحقق من الأخبار في خدمة مستخدمي الإنترنت، بالاتصال بلانداو لكنه لم يرد. ومع ذلك، فقد سلَّطت السلطات الإسرائيلية الضوء على هذه الشهادة، وقامت السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة بنشرها على منصة إكس/ تويتر وإنستغرام Instagram، في 27/10/2023.[33]

كما كتبت ميشال هيرتزوج Michal Herzog في 22/11/2023، زوجة الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتزوج Isaac Herzog، مقالاً في مجلة نيوزويك Newsweek الأمريكية أشارت فيه إلى هذه الشهادة، وزعمت كذباً أنه يوجد مقطع فيديو يظهر فلسطينيين في إحدى المستوطنات وهم يعذبون امرأة حامل ويستخرجون جنينها. ولكن تبيّن فيما بعد أنّ هذا الفيديو مأخوذ من “مقطع فيديو تمت مشاركته في سنة 2018، يُظهر انتهاكات ارتكبتها عصابة مكسيكية”. ورداً على سؤال موقع تشك نيوز، أقرت الرئاسة الإسرائيلية ضمناً بخطئها، وحاولت الرئاسة المراوغة في الدفاع عن منظمة زاكا مُدَّعية أن شاهدها لم يتمكن من الرد “بسبب الصدمات التي تعرض لها”!! ووفقاً لمصدر داخل أجهزة الطب الشرعي الإسرائيلي المشاركة في التعرف على قتلى 7/10/2023، فإنّه لا يوجد أي قتيل بهذا الوصف.[34] وهو ما يحسم كذب الادّعاء الإسرائيلي.

وهنالك العديد من القصص الأخرى المشكوك فيها ومصدرها منظمة غير حكومية أخرى هي منظمة يونايتد حاتزاله، وروى مديرها إيلي بير Eli Beer، أمام الائتلاف اليهودي الجمهوري في لاس فيجاس الأمريكية، في 28/10/2023، قصصاً ثبت كذبها لاحقاً.[35]

وفي 15/11/2023، كتبت سارة نتنياهو Sara Netanyahu، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى العديد من “السيدات الأوائل”، بما في ذلك زوجة رئيس الولايات المتحدة جيل بايدن Jill Biden، رسالة بمضمون تحريضي كاذب، تقول فيها إن إحدى المختطفات لدى حركة حماس كانت حاملاً وأنجبت طفلها في الأسر. وتمّ نقل هذه الرسالة على نطاق واسع من قبل العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية. وفي 18/11/2023، أي بعد ثلاثة أيام، نشرت صحيفة ديلي ميل Daily Mail البريطانية مقالاً يزعم أن امرأة تايلاندية، محتجزة لدى حماس، أنجبت في الأسر، ولكنّ عائلة هذه المحتجزة، التي تمّ إطلاق سراحها بعد أيام، نفت هذه المعلومات. ولم تكن أي من النساء المفرج عنهن حاملاً أو أنجبت للتو.[36]

كما دحض الصحفي في قناة 13 الإسرائيلية رفيف دراكر Raviv Drucker، في 25/1/2024، العديد من الادّعاءات الإسرائيلية، وسأل دراكر الصحفي ميكي روزنتال Micky Rosenthal، الذي كان يتواجد معه في البرنامج، عن سبب استخدام هذه التصريحات الكاذبة، فأجابه “من أجل زيادة حجم الكراهية لحماس، وكأنّ ما حدث ليس كافياً”، وأكّد روزنتال أنّ المعركة ليست عسكرية ولا سياسية فقط، بل أيضاً هي معركة إعلامية في الأساس.[37]

رابعاً: ادّعاءات جرائم الاغتصاب:

عرض تقرير للصحفي جيك تابر Jake Tapper نُشر على شبكة سي إن إن في 18/11/2023، ادّعاءات حول “جرائم الاغتصاب” ضدّ النساء الإسرائيليات في 7/10/2023. افتُـتح التقرير بمقابلة مع كوخاف إلكايام ليفي Cochav Elkayam-Levy، والتي تمّ تعريفها على أنها “خبيرة في قانون حقوق الإنسان”، وأنها شكّلت لجنة مدنية لتوثيق الأدلة، لكن ليفي في الحقيقة وبحسب تقرير نشره موقع موندوفايس Mondoweiss الأمريكي في 1/12/2023، ليست خبيرة في قانون حقوق الإنسان، بل شغلت منصباً في مكتب المدَّعي العام للحكومة الإسرائيلية في قسم القانون الدولي، كما تربط إلكايام ليفي روابط وثيقة بينها وبين مجلس الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، فهي مؤسس ومدير “معهد دفورا Dvora Institute”، الذي يعمل كهيئة استشارية قريبة من مجلس الأمن القومي التابع لرئيس الوزراء الإسرائيلي. ومع ذلك، لم تقدم إلكايام ليفي أي أدلة على مزاعمها، وما قدّمته هو فقط مبررات لغياب الأدلة والحقائق في مقابلتها مع شبكة سي إن إن.[38]

كما عرض تقرير شبكة سي إن إن مقطع فيديو لجندي إسرائيلي لم يُظهر وجهه، تمّ تعريفه بالحرف “ج G”، ويدَّعي أنه مسعف من الوحدة 669 (Unit 669)، وهي وحدة الإنقاذ التكتيكي الخاصة التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية؛ ويدّعي الجندي في إفادته التي ثبت كذبها لاحقاً، إنه في أثناء تفتيش منازل مستوطنة بئيري في أثناء القتال، فتح باب غرفة نوم ليجد جثتي فتاتين تتراوح أعمارهما بين 13 و15 عاماً، مقتولتين، إحداهما عارية وظهر على أسفل ظهرها بقايا السائل المنوي. ولكن، وبحسب التقرير الذي نشره موقع موندوفايس الأمريكي، عند فحص أسماء جميع الفتيات اللواتي قُتلن في مستوطنة بئيري في 7/10/2023 لمطابقة الحقائق، لم يتم العثور على أي من المراهقتين الإسرائيليتين اللتين تنطبق عليهما هذه الأوصاف ميتتين معاً. وبحسب مقابلة مع القناة 13 (Channel 13) الإسرائيلية، أحصى قائد معركة مستوطنة بئيري، باراك حيرام، 13 وحدة عسكرية مختلفة شكلت القوة القتالية الموجودة هناك، ولم تكن الوحدة 669 من بينهم.[39]

ثم عرض التقرير شاهدَين للحديث عن حالة الجثث التي رأوها؛ ظهرت الشاهدة الأولى تحت اسم مستعار لسبب غير معروف، على الرغم من إظهارها وجهها وارتدائها ملابس مدنية، وعرَّفها التقرير بأنها متطوعة في المشرحة العسكرية. ولكنّ هذه الشاهدة سبق أن ظهرت صورتها في تقرير مكتوب نُشِرَ على موقع واينت العبري في 31/10/2023 وهي بالزي العسكري، وتمّ تعريفها على أنّها عريف احتياط في الجيش الإسرائيلي، ولم تذكر حينها أيّ ادعاءات بالعنف الجنسي. أما الشاهد الثاني فهو رامي شموئيل Rami Shmuel، ويُعرّفه التقرير على أنه أحد منظمي مهرجان نوفا الموسيقي، وفي الواقع، هو منظم مهرجان “يونيتي UNITY”، وهو مهرجان آخر للموسيقى الإلكترونية، أقيم في اليوم السابق لمهرجان نوفا في الموقع نفسه، ومن ناحية أخرى لم يكن رامي شموئيل حاضراً في موقع المهرجان في أثناء الهجوم، بحسب ما جاء في منشور له على الفيسبوك Facebook، أنّه كان في 7/10/2023 “آمناً” في فيلا في مستوطنة نتيفوت Netivot.ا[40]

واستشهدت ميشال هيرتزوج في المقال الذي كتبته في 22/11/2023، لمجلة نيوزويك الأمريكية، بالفيديو الذي نُشِرَ للجندية في الجيش الإسرائيلي والمكلفة بمراقبة الحدود نعمة ليفي Naama Levy، التي تمّ أسرها من قاعدة ناحال عوز Nahal Oz العسكرية، والتي كانت ترتدي سروالاً ملطخاً بالدماء أسفل ظهرها، وهي أسيرة تحت تهديد السلاح،[41] ولكن لم يتم تقديم أي دليل يؤكد هذه التهمة، سوى وجود تلك الدماء، وهو دليل غير كافٍ ولا يُثبت هذا الادّعاء. ومن المحتمل أن تكون هذه الدماء من يدي ليفي المجروحتان والمربوطتان خلف ظهرها، أو أنّها كانت تجلس على الأرض الملطخة بدماء أحد الجرحى أو القتلى، وخصوصاً أنّ الفيديو الذي عرض مشهد اعتقال ليفي، عرض مشاهداً لوقوفها على الحائط مع المجندات في الثكنة العسكرية لحظة اعتقالها، كما يُعتقد، وكان على بنطالها هذه البقعة، ثم تمّ أسرها واقتيادها على الجيب العسكري كما ظهر بالفيديو.

لقد فشلت “إسرائيل” في تقديم أدلة جنائية، أو شهادات للنساء التي تزعم أنهم تعرضوا للاغتصاب، وبحسب صحيفة “التايمز أوف إسرائيل The Times of Israel” إن الأدلة المادية على الاعتداء الجنسي لم يتم جمعها من الجثث، والوقت قد فات لجمع أدلة قاطعة، لأنّ أدلة إثبات الاغتصاب تُجمَعُ خلال 48 ساعة فقط بعد الاعتداء، وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية دين إلسدون Dean Elsdunne في 14/11/2023 أنّه في الساعات الـ 48 الأولى، كانت ما تزال منطقة غلاف غزة منطقة “قتال نشطة”، وأضاف إلسدون أنّ جثث القتلى الإسرائيليين وصلت إلى المشرحة العسكرية بحالة سيئة للغاية، بحيث لم يكن من الممكن جمع الأدلة المادية على الاعتداء الجنسي، مثل عينات السائل المنوي أو الحمض النووي. وقالت ميريت بن مايور Mirit Ben Mayor، التي تقود الاتصالات في الشرطة الإسرائيلية، إن الكثير من التهم ستعتمد على “أدلة ظرفية”، هذا بالإضافة إلى تصريح مفوض الشرطة كوبي شبتاي Kobi Shabtai الذي قال إن العديد من “الضحايا” الذين نجوا من المجازر ليسوا مستعدين للتحدث. ووفقاً لماي جولان May Golan، وزيرة تمكين المرأة الإسرائيلية، فإن “الضحايا” القلائل الذين نجوا يتلقون علاجاً نفسياً، وبالتالي فهم غير قادرين على التحدث.[42] فكيف يمكن لـ”إسرائيل” إثبات تهم الاغتصاب في ظلّ غياب أدلة ملموسة أو شهادات “الضحايا” على ادّعاء الاعتداءات الجنسية؟

وفي المقابل، شاهد العالم المحتجزين الذين استرجعتهم “إسرائيل” من المقاومة الفلسطينية في غزة، وأمام عدسات الكاميرات، ووداع المحتجزين النساء والأطفال الودي لعناصر المقاومة، والذي تضمن المصافحة، والنكات، والابتسامات، وهو ما يقدم لنا أوضح دليل على سلوك المقاومة تجاه النساء.

وعلى الرغم من عدم إجراء مقابلات علنية مع غالبية المحتجزين، انتشرت على الوسائل الإعلامية تجربة المحتجزة ميا ليمبرج Mia Limberg، التي خرجت من الأسر مع كلبتها بيلا Bella، ورسالة شكر المحتجزة دانييل ألوني Daniel Aloni لعناصر حماس على معاملتها لها ولابنتها إميليا Emilia، كما انتشرت مقابلة تلفزيونية لأم وابنتها مفرج عنهما ترويان كيف استخدم عناصر حماس منشفة خلال لعب مصارعة الأذرع حتى لا يلمسهما، وقالت الابنة “إنّ النساء مقدسات هناك، المرأة كالملكة” أي في غزة، وتحدّثت المحتجزة السابقة أجام غولدشتاين-ألموج Agam Goldstein-Almog ووالدتها تشين غولدشتاين-ألموج Chen Goldstein-Almog، في المقابلة عن الاحترام والمعاملة الإيجابية التي تلقياها من قِبل عناصر المقاومة، وذكرت تشين أن أفراد المقاومة أطلقوا عليها اسماً جميلاً باللغة العربية مذكوراً في القرآن الكريم، وهو “سلسبيل”.[43] فهل هذه هي جماعة المقاومة الفلسطينية نفسها التي تدّعي “إسرائيل” من خلال رواياتها المزيفة الخالية من الأدلة لإقناع العالم أنهم اقترفوا جريمة الاغتصاب في 7/10/2023.

رواية حركة حماس:[45]

من الجدير بالذكر، أنّ حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي ضوء الكثير من الاتّهامات والادّعاءات والمزاعم الإسرائيلية الكاذبة والمُلفَّقة يوم عملية “طوفان الأقصى” في 7/10/2023، أصدر مكتبها الإعلامي في كانون الثاني/ يناير 2024 تقريراً أوضحت فيه أنّها استهدفت في العملية المواقع العسكرية الإسرائيلية فقط، وسَعَت إلى أسر الجنود الإسرائيليين من أجل إطلاق سراح الآلاف من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، من خلال عملية تبادل؛ ولذلك تركّز هجومها على فرقة غزة العسكرية الإسرائيلية، وعلى المواقع العسكرية الإسرائيلية في مستوطنات غلاف غزة، والتي كانت تُشكِّل مصدر قصف وإطلاق نار على غزة وأهلها.

وأكّدت حماس أنّها تجنّبت استهداف المدنيين، وخصوصاً النساء والأطفال وكبار السن، ورأت أنّ هذا “هو التزام ديني وأخلاقيّ يتربى عليه أبناء حماس”. وأكّدت أنّ المقاومة منضبطة بضوابط وتعليمات الدِّين الإسلامي، وأن “استهداف جناحها العسكري هو لجنود الاحتلال، ومن يحملون السلاح ضدّ أبناء شعبنا”. وأضافت أنّه وإن حصل شيء خلاف ذلك فهو “غير مقصود”.

خاتمة:

إنّ الاتهامات الإسرائيلية للمقاومة الفلسطينية وسكان قطاع غزة بالوحشية واللا إنسانية في هجوم 7/10/2023، هو محاولة إضفاء المزيد من الشرعية على الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، وإنّ هذه الاتهامات لا تبرر الانتقام من أكثر من 2.3 مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة، ولا ارتكاب أكثر من 2,325 مجزرة، ولا قتل أكثر من 27,238 شهيد، بينهم أكثر من 12,000 طفل، وأكثر من 8,190 امرأة، و122 من الصحفيين، و339 شهيد من الطواقم الطبية، و46 شهيد من الدفاع المدني، ولا فقدان أكثر من 7 آلاف فلسطيني تحت الأنقاض (70% منهم من الأطفال والنساء)، ولا جرح أكثر من 66,452 فلسطيني، ولا نزوح أكثر من 2 مليون إنسان في قطاع غزة، ولا تدمير مئات آلاف من الوحدات السكنية والمساجد والكنائس والمراكز الصحية والمقرات الحكومية، حتى تاريخ 3/2/2024، اليوم الـ 120 من العدوان.[46]

إنّ الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة موثَّقة بالصوت والصورة وباعتراف من المسؤولين الإسرائيليين، بعكس ادّعاتهم المزيفة، وبتحريض من معسكر اليمين الاستيطاني المتطرّف، الذي وبحسب مقال كتبه أوري مسغاف Uri Misgav، في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، يَمنع انتقاد الحكومة، ويَمنع انتقاد جنود الجيش الإسرائيلي “القديسين”، بنظرهم، ويحرّم إنهاء القتال، ويرى أنّ الجنود والرهائن القتلى هم “تضحية نبيلة وجديرة بالاهتمام على طريق الخلاص، وهم الطبق الفضي الذي ستنهض عليه دولة يهودا”، ونتنياهو هو حمار المسيح، الأحمق المفيد، الذي يُحذِّرونه باستمرار من أنّ اليوم الذي سيجرؤ فيه على وقف القتال هو اليوم الذي ستسقط فيه حكومته.[47]


الهوامش:
[*] الأستاذة فاطمة حسّان عيتاني؛ باحثة متخصصة في الشأن الفلسطيني في مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات.
[1] Israel’s war on Gaza in numbers, site of Aljazeera, 20/1/2024,https://www.aljazeera.com/news/liveblog/2024/1/20/israels-war-on-gaza-live-israel-denied-70-of-aid-to-north-gaza-says-un?update=2635292
[2] Linda Dayan and Maya Lecker, How Haaretz Is Counting Israel’s Dead From the October 7 Hamas Attack, Haaretz newspaper, 23/11/2023,https://www.haaretz.com/haaretz-explains/2023-11-23/ty-article-magazine/.premium/how-haaretz-is-counting-israels-dead-from-the-october-7-hamas-attack/0000018b-d42c-d423-affb-f7afe1a70000
[3] رونين بيرجمان ويوآف زيتون، الساعات الأولى من السبت الأسود، موقع واينت، 12/1/2024، انظر: https://w.ynet.co.il/yediot/7-days/time-of-darkness?externalurl=true (باللغة العبرية)
[4] Patrick Kingsley, et al., The Day Hamas Came, The New York Times newspaper, 22/12/2023,
https://www.nytimes.com/interactive/2023/12/22/world/europe/beeri-massacre.html and Ali Abunimah and David Sheen, Israeli general killed Israelis on 7 October then lied about it, site of The Electronic Intifada, 24/12/2023,
https://electronicintifada.net/content/israeli-general-killed-israelis-7-october-then-lied-about-it/43176
[5] Tank fires on Israeli civilian home in Kibbutz Be’eri, 7 October 2023, The Electronic Intifada channel, site of YouTube, 25/12/2023, https://www.youtube.com/watch?v=bjGL0HFTgiU
[6] Esra Tekin, Role of Israeli tanks in deaths of Israeli civilians back in spotlight, site of Anadolu Agency, 6/12/2023, https://www.aa.com.tr/en/middle-east/-role-of-israeli-tanks-in-deaths-of-israeli-civilians-back-in-spotlight/3074668
[7] داني كوشمارو، “كل ما عليك فعله ادهسي الإرهابيين وامضي قدماً: طاقم الدبابة النسائي الذي أنقذ كيبوتساً”، موقع القناة 12 العبرية، 25/11/2023، انظر: https://www.mako.co.il/news-military/6361323ddea5a810/Article-a0389683a720c81027.htm (باللغة العبرية)
[8] Dan Cohen, Israeli volunteer: Apache helicopter fired into Kibbutz Be’eri, site of Uncaptured Media, 14/12/2023, https://www.uncaptured.media/p/israeli-volunteer-apache-helicopter
[9] N12 News (@N12News), site of X (Twitter), 16/12/2023, 10:55 p.m., https://x.com/N12News/status/1736127899579629878?s=20 (in Hebrew);
:وللاطلاع على الترجمة باللغة الإنجليزية انظر
Quds News Network (@QudsNen), X (Twitter), 17/12/2023, 11:13 p.m., https://twitter.com/QudsNen/status/1736494753422676108
[10] Israeli forces shot their own civilians, kibbutz survivor says, The Electronic Intifada, YouTube, 16/10/2023, https://www.youtube.com/watch?v=3cPeRSVgUpQ; Israeli teen “burned completely” by Israeli tank fire at kibbutz, The Electronic Intifada, YouTube, 25/11/2023, https://www.youtube.com/watch?v=GjC0_swYbT4; and Patrick Kingsley et al., The Day Hamas Came, The New York Times, 22/12/2023.
[11] Naftali Bennett (@naftalibennett), X (Twitter), 14/11/2023, 3:28 p.m., https://x.com/naftalibennett/status/1724419046123164135?s=20
[12] Liza Rozovsky, Families of Israelis Killed in Be’eri Home Hit by IDF Tank on October 7 Demand Probe, Haaretz, 6/1/2024,
https://www.haaretz.com/israel-news/2024-01-06/ty-article/.premium/families-of-israelis-killed-in-beeri-home-hit-by-tank-fire-on-october-7-demand-probe/0000018c-de77-daf6-a5df-df7f22d60000
[13] Asa Winstanley, Israeli HQ ordered troops to shoot Israeli captives on 7 October, The Electronic Intifada, 20/1/2024, https://electronicintifada.net/blogs/asa-winstanley/israeli-hq-ordered-troops-shoot-israeli-captives-7-october
[14] يوآف زيتون، خداع حماس لمروحيات الجيش الإسرائيلي وتوجيه الطيارين على الواتسآب، واينت، 15/10/2023، انظر: https://www.ynet.co.il/news/article/b111niukzt (باللغة العبرية)
[15] جوشوا (جوش) براينر، تقييم في المؤسسة الأمنية: حماس لم تكن على علم مسبق بمهرجان نوفا، وتعرّفت عليه من الجو، صحيفة هآرتس، 18/11/2023، انظر: https://www.haaretz.co.il/news/politics/2023-11-18/ty-article/0000018b-e1a5-d168-a3ef-f5ff4d070000 (باللغة العبرية)
[16] Nicole Zedek, ‘It smells of death here’: Surveying the atrocities committed by Hamas in Kfar Aza, site of i24NEWS, 10/10/2023, https://www.i24news.tv/en/news/israel-at-war/1696938010-it-smells-of-death-here-surveying-the-scenes-of-atrocities-in-kfar-aza; and i24NEWS English (@i24NEWS_EN), X (Twitter), 10/10/2023, 3:19 p.m., https://x.com/i24NEWS_EN/status/1711718195025821976?s=20
[17] See Lawrence Richard, At least 40 babies, some beheaded, found by Israel soldiers in Hamas-attacked village, site of FOX News, 10/10/2023, https://www.foxnews.com/world/40-babies-some-beheaded-found-israel-soldiers-hamas-attacked-village
[18] See Kristina Watrobski, At least 40 babies killed, beheaded in Israeli kibbutz outside Gaza Strip, reports say, site of NBC Montana, 10/10/2023, https://nbcmontana.com/news/nation-world/at-least-40-babies-killed-beheaded-in-israeli-kibbutz-outside-gaza-reports-say-israel-palestine-hamas-terrorists-terrorism-invasion-middle-east-conflict-attack
[19] See Olivia Land, Hamas kills 40 babies and children — beheading some of them — at Israeli kibbutz: report, New York Post newspaper, 10/10/2023, https://nypost.com/2023/10/10/hamas-kills-40-babies-and-children-beheading-some-of-them-at-israeli-kibbutz-report/
[20] See Anshel Pfeffer, ‘Babies had their throats cut’: how Kfar Aza kibbutz massacre unfolded, The Times newspaper, 11/10/2023, https://www.thetimes.co.uk/article/kibbutz-israel-kfar-aza-massacre-gaza-strip-z7nz56rn9
[21] See Sam Greenhill, Babies beheaded, 40 children shot dead in a single settlement, and families burnt alive by Hamas… SAM GREENHILL meets survivors of the death squads and hears their stories of unimaginable horror, site of Mailonline, 10/10/2023, https://www.dailymail.co.uk/news/article-12616463/holocaust-Babies-beheaded-40-children-shot-dead-families-burnt-alive.html
[22] نشر موقع صحيفة ديلي صباح Daily Sabah التركية صوراً لأغلفة صحف ورقية ومواقع غربية مبيناً عليها الادّعاء، انظر:
Masking manipulation: Israel, Western media’s brutal ’40 babies’ alibi, 24/10/2023,
https://www.dailysabah.com/gallery/masking-manipulation-israel-western-medias-brutal-40-babies-alibi/images?gallery_image=132526
[23] Remarks by President Biden and Second Gentleman Douglas Emhoff at Roundtable with Jewish Community Leaders, site of the White House, 11/10/2023, https://www.whitehouse.gov/briefing-room/speeches-remarks/2023/10/11/remarks-by-president-biden-and-second-gentleman-douglas-emhoff-at-roundtable-with-jewish-community-leaders/; and Mikhail Klimentov, Maegan Vazquez and Toluse Olorunnipa, Netanyahu says ‘every Hamas member is a dead man’ in televised speech, The Washington Post newspaper, 11/10/2023, https://www.washingtonpost.com/world/2023/10/11/israel-hamas-war-updates-gaza-attack/#link-SIA4LEH6CVAGFEXIJ4556IMXRI
[24] Max Blumenthal and Alexander Rubinstein, Source of dubious ‘beheaded babies’ claim is Israeli settler leader who incited riots to ‘wipe out’ Palestinian village, site of The Grayzone, 11/10/2023, https://thegrayzone.com/2023/10/11/beheaded-israeli-babies-settler-wipe-out-palestinian
[25] Lazar Berman, In Kfar Aza, French MPs say gruesome scenes recall 2015 Paris massacre, site of The Times of Israel, 17/10/2023, https://www.timesofisrael.com/in-kfar-aza-french-mps-say-gruesome-scenes-recall-2015-paris-massacre
[26] Bill Pan, Israelis Describe Hellish Scenes in Communities Attacked by Hamas Terrorists, The Epoch Times newspaper, 13/10/2023, https://www.theepochtimes.com/world/israelis-describe-hellish-scenes-in-communities-attacked-by-hamas-terrorists-5509150; and Cédric Mathiot, Florian Gouthière, and Jacques Pezet, Enquête Israël, 7 octobre: un massacre et des mystifications, site of Libération journal, 11/12/2023,
https://www.liberation.fr/checknews/israel-7-octobre-un-massacre-et-des-mystifications-20231211_A7QBBETYDRDERFAQINGA66ZAR4/
[27] موقع الضمان الاجتماعي الإسرائيلي، 9/11/2023، انظر: http://www.btl.gov.il/About/news/Pages/A%D7%90%D7%A9%D7%A8Ladd.aspx (باللغة العبرية)
[28] Nir Hasson and Liza Rozovsky, Hamas Committed Documented Atrocities. But a Few False Stories Feed the Deniers, Haaretz, 4/12/2023, https://www.haaretz.com/israel-news/2023-12-04/ty-article-magazine/.premium/hamas-committed-documented-atrocities-but-a-few-false-stories-feed-the-deniers/0000018c-34f3-da74-afce-b5fbe24f0000
[29] Israel’s Dead: The Names of Those Killed in Hamas Attacks, Massacres and the Israel-Hamas War, Haaretz, 19/10/2023, https://www.haaretz.com/haaretz-explains/2023-10-19/ty-article-magazine/israels-dead-the-names-of-those-killed-in-hamas-massacres-and-the-israel-hamas-war/0000018b-325c-d450-a3af-7b5cf0210000; and Linda Dayan and Maya Lecker, How Haaretz Is Counting Israel’s Dead From the October 7 Hamas Attack, Haaretz, 23/11/2023.
[30] Kevin Liptak, White House says Biden’s remark on photos of children was intended to ‘underscore the utter depravity’ of Hamas attack, site of Cable News Network (CNN), 12/10/2023, https://edition.cnn.com/2023/10/12/politics/joe-biden-photos-children-hamas-israel/index.html;
Turgut Alp Boyraz, Israeli army says it does not have ‘confirmation’ about allegations that ‘Hamas beheaded babies’, 10/10/2023, https://www.aa.com.tr/en/middle-east/israeli-army-says-it-does-not-have-confirmation-about-allegations-that-hamas-beheaded-babies-/3014787; and Sara Sidner (@sarasidnerCNN), X (Twitter), 12/10/2023, 1:29 p.m., https://twitter.com/sarasidnerCNN/status/1712415116363169884?s=20
[31] يشاي كوهين.. صحفي ينشر فيديو مضللاً عن القسام ويسارع لحذفه، موقع قناة الجزيرة، موقع يوتيوب، 30/11/2023، انظر: https://www.youtube.com/watch?v=DXIpF5m6Bcs؛ وصحفي إسرائيلي يحذف مقابلة تزعم قتل القسام أطفالاً بغلاف غزة، موقع الجزيرة.نت، 30/11/2023، انظر: https://www.aljazeera.net/news/2023/11/30/%D9%83%D9%88%D9%87%D9%8A%D9%86-2
[32] موقع euronews، 15/12/2023، انظر: https://arabic.euronews.com/2023/12/15/hamas-israel-investigations-attack-october7-kiboutz-super-nova-festival-negev؛
Aaron Rabinowitz, Death and Donations: Did the Israeli Volunteer Group Handling the Dead of October 7 Exploit Its Role?, Haaretz, 31/1/2024, https://www.haaretz.com/israel-news/2024-01-31/ty-article-magazine/.premium/death-and-donations-did-the-volunteer-group-handling-the-october-7-dead-exploit-its-role/0000018d-5a73-d997-adff-df7bdb670000
[33] Cédric Mathiot, Florian Gouthière, and Jacques Pezet, Enquête Israël, 7 octobre: un massacre et des mystifications, Libération, 11/12/2023.
[34] Ibid; and Michal Herzog, The Silence From International Bodies Over Hamas’ Mass Rapes Is a Betrayal of All Women, Newsweek magazine, 22/11/2023, https://www.newsweek.com/silence-international-bodies-over-hamas-mass-rapes-betrayal-all-women-opinion-1845783
[35] Cédric Mathiot, Florian Gouthière, and Jacques Pezet, Enquête Israël, 7 octobre: un massacre et des mystifications, Libération, 11/12/2023.
[36] Ibid.
[37] Max Blumenthal (@MaxBlumenthal), X (Twitter), 25/1/2024, 9:44 a.m.,
https://twitter.com/maxblumenthal/status/1750424276795015529?s=46&t=fdBDCxSoPvL6FZViaLRvNw
[38] CNN report claiming sexual violence on October 7 relied on non-credible witnesses, some with undisclosed ties to Israeli govt, site of Mondoweiss, 1/12/2023, https://mondoweiss.net/2023/12/cnn-report-claiming-sexual-violence-on-october-7-relied-on-non-credible-witnesses-some-with-undisclosed-ties-to-israeli-govt/
[39] Ibid.
[40] Ibid.
[41] Michal Herzog, The Silence From International Bodies Over Hamas’ Mass Rapes Is a Betrayal of All Women, Newsweek, 22/11/2023.
[42] Carrie Keller-Lynn, Police start building Oct. 7 rape cases, focusing on footage and testimonies, The Times of Israel, 14/11/2023, https://www.timesofisrael.com/police-start-building-oct-7-rape-cases-focusing-on-footage-and-testimonies/ and Kareena Pannu, Despite lack of evidence, allegations of Hamas ‘mass rape’ are fueling Israeli genocide in Gaza, Mondoweiss, 8/12/2023, https://mondoweiss.net/2023/12/despite-lack-of-evidence-allegations-of-hamas-mass-rape-are-fueling-israeli-genocide-in-gaza/?utm_content=buffer56716&utm_medium=social&utm_source=twitter&utm_campaign=buffer
[43] Tamara Nassar (@TamaraINassar), X (Twitter), 24/12/2023, 4:04 p.m., https://twitter.com/TamaraINassar/status/1738742395787727063?s=20
[44] محتجزة إسرائيلية سابقة تركت رسالة شكر وامتنان للقسام، الجزيرة.نت، 27/11/2023، انظر:
https://www.aljazeera.net/news/2023/11/27/%D9%85%D8%AD%D8%AA%D8%AC%D8%B2%D8%A9-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82%D8%A9-%D8%AA%D9%88%D8%AC%D9%87-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%B4%D9%83%D8%B1
[45] “لماذا طوفان الأقصى”.. وثيقة لحماس تروي أحداث 7 أكتوبر، الجزيرة.نت، 21/1/2024، انظر:
https://www.aljazeera.net/news/2024/1/21/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%B7%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89-%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%8A
[46] إنفوغراف.. أكثر من ألفي مجزرة بغزة بعد 120 يوما من العدوان الإسرائيلي، الجزيرة.نت، 3/2/2024، انظر:
https://www.aljazeera.net/news/2024/2/3/%D8%A5%D9%86%D9%81%D9%88%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%81-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%84%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AC%D8%B2%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-120
[47] Uri Misgav, Sanctifying the Indiscriminate Killing in Gaza Is Israel’s Second Defeat, Haaretz, 28/12/2023, https://www.haaretz.com/opinion/2023-12-28/ty-article-opinion/.premium/sanctifying-the-indiscriminate-killing-in-gaza-is-israels-second-defeat/0000018c-ace3-d22d-a3dd-bdfbb0fe0000

للاطلاع على الورقة العلمية بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي:
>> ورقة علمية: ما حقيقة الادّعاءات الإسرائيلية بارتكاب المقاومة فظائع في معركة طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 … أ. فاطمة حسان عيتاني (23 صفحة، 5.5 MB)


مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 8/2/2024


جميع إصدارات ومنشورات المركز تعبّر عن رأي كتّابها ولا تُعبّر بالضرورة عن رأي مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات



المزيد من الأوراق العلمية: