مدة القراءة: 17 دقائق

إعداد: أ. د. وليد عبد الحي.[1]
(خاص بمركز الزيتونة).

مقدمة:

يقوم تفكير النخبة السياسية الإسرائيلية تجاه مصر على إدراك مركزيتها في النظام الإقليمي العربي، وهي تدرك أن مصر هي الأكثر قدرة على توجيه السياسات العربية ذات الطابع الاستراتيجي بغض النظر عن مضمون هذا التوجه، وهو ما اتضح في المرحلة الناصرية، ثم التحول في المرحلة الساداتية، ثم التراجع التدريجي لمصر في مرحلة مبارك واستمرار ذلك في المرحلة الحالية، ولعل معاهدة “السلام” المصرية الإسرائيلية كانت المفتاح للحاق دول أخرى عربية وصولاً إلى مرحلة التطبيع المتسارع، ويعبر يورام بيري Yoram Peri، المستشار السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق رابين Yitzhak Rabin، عن هذا التصور بقوله “بادئ ذي بدء، ما موقع مصر داخل المنطقة؛ فعلى مدى أربعة آلاف عام، كانت مصر هي القوة الرائدة في المنطقة ومصدر كل الموجات التي حدثت في المنطقة من الإسلاموية والاشتراكية والعروبة والإرهاب السلفي، وحتى السينما الحديثة والسلام مع إسرائيل. والسؤال ما هو المسار الذي ستسلكه مصر؟ هل ستستمر في أن تكون زعيمة؟ أم، كما يقول البعض، ستنتهج نهجاً ينسحب نحو القضايا الداخلية؟”.[2]



للاطلاع على الورقة العلمية بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي:
>> ورقة علمية: مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية في المنظور الإسرائيلي … أ. د. وليد عبد الحي (23 صفحة، 2.4 MB)


استناداً إلى هذه الصورة في العقل الاستراتيجي الإسرائيلي كما تعكسه الأدبيات السياسية الصهيونية،[3] فإن “إسرائيل” واستناداً لمراحل اشتباكها مع مصر منذ 1948 إلى الآن، تضع الاحتمالات التالية لمستقبل مصر، ثم انعكاسات كل احتمال على “إسرائيل”، وهذه الاحتمالات هي:

1. مصر دولة قوية وبرئيس ضعيف.

2. مصر دولة قوية وبرئيس قوي.

3. مصر دولة ضعيفة وبرئيس قوي.

4. مصر دولة ضعيفة وبرئيس ضعيف.

ويمثل الاحتمال الثاني أسوأ الاحتمالات لـ”إسرائيل”، وهو ما يجب العمل على منع تجسده بأي شكل من الأشكال، بينما يمثل الاحتمال الرابع الاحتمال المفضل لـ”إسرائيل” وهي تعمل على تكريسه بكل الوسائل المتاحة.

وتتحدد القوى المصرية التي يمكن لها أن تنقل مصر من احتمال لآخر في:[4]

1. المؤسسة العسكرية: فإذا استثنينا فترة محمد مرسي العابرة، فإن مصر خضعت لحكم العسكر نحو 68 عاماً متتابع تقريباً.

2. المعارضة المصرية خصوصاً الحركة الإسلامية وعمادها الإخوان المسلمين، والتي تبينت قوتها في الشارع المصري في نتائج الانتخابات الرئاسية سنة 2013، لكنها لم تتمكن من الاستقرار في السلطة.

3. الوضع الاقتصادي المصري، وهو وضع في غالب الفترات كان ضعيفاً.

وإلى جانب هذه العوامل المحلية في مصر، فان “إسرائيل” تدرك ضرورة إشغال مصر في مشكلات إقليمية تربك تخطيطها الاستراتيجي، بل والإسهام في توفير الظروف لمثل هذه المشكلات وتوظيفها، مثل تداعيات إنشاء سدّ النهضة الإثيوبي على الأمن المائي المصري، واشتعال الحرب في ليبيا، وانفجار الصراع بين مكونات المؤسسة العسكرية السودانية، ناهيك عن التوتر الدائم في الحدود مع قطاع غزة، مما يعني أن 2,665 كم والتي تشكل الحدود البرية لمصر مع جوارها هي حدود غير مستقرة.

فإذا انتقلنا للمكانة الدولية لمصر، سنجد أنها في العشرية الممتدة من 2013 إلى نهاية 2022، واعتماداً على عشر مؤشرات مركزية، تراجعت على النحو التالي:[5]

1. عدد المؤشرات السلبية 6 بينما هناك 4 مؤشرات إيجابية. وهنا لا بدّ من التنبه لقياس بعض المؤشرات، فبعض المؤشرات تعني زيادة الرقم المسجل أو القيمة المسجلة دليل على اتجاه سلبي، وبعضها زيادة الرقم دليل إيجابي، وهو أمر لا بدّ من التنبه له في نماذج القياس.

2. استناداً لعدد من الدراسات حول “أوزان المؤشرات”، تمّ تقسيم الأوزان من 1-3 حسب معايير تحديد الوزن في مقياس ليكرت Likert’s scale، مع ضرورة التنبه إلى التأثير المتبادل بين المؤشرات العشر المركزية، بل والتداخل في بعض المؤشرات الفرعية.

3. تمثّلت المؤشرات السلبية في سنة 2022:

• الديموقراطية: تراجعت من 4.56 نقطة من عشرة إلى 2.93 نقطة.

• عدالة توزيع الدخل: ازداد الفارق الطبقي من 28.3 إلى 32.1.

• ارتفعت نسبة الديون “الحكومية” إلى إجمالي الناتج المحلي من: 87.1 % إلى 88%.

• ارتفعت نسبة الفقر على أساس إنفاق بمعدل أقل من 5.5 دولار يومياً للفرد من 67.7% إلى 72.6%.

• الفساد: تراجعت الشفافية من 37 نقطة إلى 30 نقطة.

• الجريمة: ارتفع معدل الجريمة لكل 100 ألف من 2.55 إلى 5.17.

وفي مقابل هذه المؤشرات السلبية هناك 4 مؤشرات إيجابية هي:

1. الاستقرار السياسي: بقيت مصر ضمن دائرة السلبية في عدم الاستقرار، لكن هذه السلبية تراجعت من سالب 1.63 إلى سالب 1.02، أي أن عدم الاستقرار بقي كبيراً مع تحسن لا يتجاوز 34%، وهو ما جعلها تحتل مرتبة متدنية للغاية وهي المرتبة 164 من 194 دولة على الرغم من التحسن الهامشي.

2. تحسن الدخل الفردي بارتفاع من 3,263 دولاراً إلى 3,876، بزيادة 61 دولار تقريباً سنوياً، لكن ذلك يفقد قيمته عندما نربطه بسوء توزيع الدخل ونسبة الفقر.

3. ارتفعت نسبة الإنفاق على البحث العلمي من 0.64 إلى 0.96 من إجمالي الناتج المحلي، وهو مؤشر إيجابي على الرغم من أنه لا يتناسب مع المستوى العالمي وبفارق كبير، فقد بلغ المعدل العالمي 2.63.

4. انخفض معدل الإنفاق العسكري إلى إجمالي الناتج المحلي من 1.61% إلى 1.22%.

وبناء على هذه المؤشرات، وبعد اعتماد الأوزان، كانت النتائج كالتالي في إجمالي الصورة العامة لمصر:

1. تحتل مصر الرتبة 152 من بين 180 دولة بمجموع 48.9 نقطة من 100 بين دول العالم، وعلى أساس المؤشرات العشر المركزية وعلى أساس الاتجاه لعشر سنوات.

2. النتيجة الكلية لإجمالي المؤشرات الإيجابية والسلبية، مع مراعاة أوزان المؤشرات، هو أن مصر تراجعت خلال فترة ما بعد الانقلاب العسكري إلى الآن بمعدل 62.6% في مكانتها الدولية.

وبالمقارنة مع نتائجنا هذه، نجد دراسة أخرى متخصصة[6] تقيس الوضع المصري سنة 2022 استناداً لـ 16 مؤشراً، وتغطي هذه المؤشرات ثلاثة أبعاد هي:

1. الحوكمة Governance (بقياس 4 مؤشرات).

2. التحول الاقتصادي (7 مؤشرات).

3. التحول السياسي (5 مؤشرات).

وانتهت الدراسة إلى النتائج التالية:

1. في مجال الحوكمة؛ كان معدلها 3.37 من 10، وفي المرتبة 108 من أصل 137 دولة (تمّ استبعاد الدول الأقل من مليون نسمة من القياس).

2. في التحول السياسي؛ حصلت على 3.77 من 10، واحتلت المرتبة 114 من 137.

3. في التحول الاقتصادي؛ حازت على 4.89 نقطة من 10، واحتلت المرتبة 82 من 137.

فلو قسمنا الدول من حيث القوة إلى خمسة مستويات؛ دول عظمى، ودول قوية، ومتوسطة القوة، وضعيفة، وضعيفة جداً، فإن مصر تقع طبقاً للمؤشرات السابقة ضمن فئة الدول الضعيفة، وهو وضع مناسب للاستراتيجية الإسرائيلية.

ولا شكّ أن هذه الوضعية لمصر غير بعيدة عن رصد مؤسسات صنع القرار الإسرائيلي تجاه مصر، وتزداد الصورة قتامة عند تتبع التصورات الذهنية للنخب الفكرية الإسرائيلية للقيادة المصرية الحالية، والتي تظهر في الملامح التالية:[7]

1. تتجه مصر بشكل هادئ إلى إحياء الشخصية الفرعونية (كما يتضح من الهندسة المعمارية للقاهرة الجديدة أو العاصمة الجديدة)، وإلى زيادة ارتباطها بالنزعة المتوسطية والتي أسس لها عدد من المفكرين المصريين على رأسهم طه حسين.

2. هناك فجوة واسعة بين الخطاب السياسي للرئيس السيسي وبين إنجازاته خصوصاً في الجانب الاقتصادي.

3. استمرار التوتر بين سكان صحراء سيناء وبين السلطة الحكومية، ووقوع حوادث متفرقة بين الحين والآخر.

4. طغيان النزعة السلطوية على سياسات الرئيس السيسي.

5. التناغم بين السياسة المصرية والإسرائيلية في جانب العمل على إضعاف سلطة حركة حماس في غزة، لصالح تعزيز وتوسيع دور السلطة الفلسطينية في الجانب الآخر.

وفي ظلّ هذه المعطيات، تعمل الدراسات الإسرائيلية على تحديد طبيعة العلاقات المستقبلية بين الطرفين المصري والإسرائيلي.

سيناريوهات العلاقة المستقبلية في المنظور الإسرائيلي:[8]

السيناريو المتفائل:

في دراسة لعوفر وينتر Ofir Winter، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي Institute for National Security Studies (INSS) في جامعة تل أبيب، نجده يركز على الاعتبارات التالية التي يراها ذات مدلول إيجابي في العلاقات المصرية الإسرائيلية مستقبلاً:[9]

1. الاعتبارات الاقتصادية: وتتمثل هذه الاعتبارات في عدد من المحددات هي:

• السعي المشترك للتعاون المصري الإسرائيلي مع المفوضية الأوروبية لنقل الغاز من شرق المتوسط إلى الأسواق الأوروبية، وهي الحاجة التي أصبحت أكثر إلحاحاً بعد اضطراب السوق في هذا الجانب، بسبب العقوبات الاقتصادية الأوروبية على روسيا التي كانت المصدر الرئيسي للغاز الأوروبي.

• زيادة تنشيط معبر نيتسانا Nitzana على الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة. وتضع وزارة الاقتصاد الإسرائيلية طبقاً لأحد تقاريرها هدفاً لرفع حجم التجارة بين الطرفين من 300 مليون دولار مع مطلع 2022 إلى 700 مليون دولار سنة 2025،[10] علماً أن حجم التجارة بين مصر و”إسرائيل” عرف تذبذباً واضحاً، فبعد أن كانت صادرات “إسرائيل” إلى مصر 20 مليون دولار سنة 1994، ارتفعت إلى 50 مليون دولار سنة 2005 (وهو ما يعادل 0.1% من صادرات “إسرائيل”)، لكن تاهيل المنطقة الصناعية جعل الصادرات الإسرائيلية تقفز إلى 200 مليون دولار سنة 2011 (أو ما يعادل 0.3-0.4% من صادرات “إسرائيل” الإجمالية)، لكنها بعد الاضطرابات خلال الربيع العربي تراجعت إلى أقل من 90 مليون سنة 2017.

انظر الرسم البياني التالي:

وفي المقابل، فإن الصادرات المصرية لـ”إسرائيل” كانت أعلى بكثير، ففي سنة 1996 بلغت نحو 350 مليون دولار، وكان معظمها نفطاً (325 مليون دولار والباقي سلعاً أخرى)، لكن الأمر بعد سنة 2003 تغير جذرياً، وتوقف بيع النفط تقريباً لـ”إسرائيل” منذ هذه السنة، وتزايد تصدير السلع الأخرى، وبلغ أكثر من 230 مليون دولار سنة 2011، لكنه بدأ يتراجع إلى حدود الخمسين مليون دولار منذ سنة 2012.[11]

ومن المحتمل أن تكون للعملية الفدائية التي قام بها جندي مصري في هذه المنطقة في اليوم الثالث من شهر حزيران/ يونيو أثارها السلبية لا سيما أنها وقعت في المنطقة نفسها التي تم اعتمادها لتوسيع حركة التجارة بين البلدين.

• استثمار الوضع الاقتصادي السيء في مصر: فطبقاً للرؤية الإسرائيلية، فإن الاعتماد المصري على المساعدات الخليجية، وبلوغ نسبة الفقر المدقع إلى 30%، والتراجع المستمر في قيمة الجنية المصري، هي عوامل تضغط على مصر للاتكاء بقدر ما على “إسرائيل” في هذا الاتجاه.

• تعتقد مصر أن التقارب مع “إسرائيل” يقود إلى تعزيز المساندة الأمريكية للاقتصاد المصري سواء في مجال المساعدات المالية، أم تسهيل الحصول على القروض، أم إعفاء مصر من بعض القيود وسياسات الحصار على بعض الدول، وعليه فإن نخباً سياسية مصرية ترى في تحسين العلاقة مع “إسرائيل” بوابة للوصول للخزائن الأمريكية، من خلال استرضاء “إسرائيل” التي بدورها ستلعب دوراً في توجيه جماعات الضغط التابعة لها في المؤسسات الأمريكية للإسهام في تعزيز الدعم الأمريكي لمصر.[12]

• استمرار المفاوضات بين مصر و”إسرائيل” لتوسيع تأهيل المنطقة الصناعية [13] بين الطرفين، وتنظيم رحلات دورية مباشرة بين تل أبيب وشرم الشيخ، واستمرار تبادل الزيارات بين وزراء الطرفين لكل منهما.

2. تنامي الثقة المتبادلة بين المستويات السياسية والأمنية لدى الطرفين: ويشير إران ليرمان Eran Lerman[14] من معهد القدس للاستراتيجية والأمن The Jerusalem Institute for Strategy and Security (JISS)، أن بعض السلوكيات الودية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تجاه المسؤولين الإسرائيليين تعكس ذلك؛ كتغيير مسار سيره خلال مؤتمر في القاهرة في شباط/ فبراير 2022 لمصافحة الوزيرة الإسرائيلية كارين الهرار Karine Elharrar، وهو الأمر الذي تعاملت معه الصحافة الإسرائيلية بقدر كبير من التبجيل،[15] كما أن السماح لفرقة أوركسترا إسرائيلية في أيار/ مايو 2022 بإحياء حفلة في القاهرة بمناسبة عيد “استقلال إسرائيل” يعزز هذه الأجواء من الثقة.[16]

3. التعاون الأمني: إذ يكشف ليرمان في الدراسة التي أشرنا لها، أن هناك تعاوناً أمنياً بين مصر وإسرائيل” ضدّ بعض التنظيمات الإسلامية، أو حتى بعض سياسات تركيا، كما أن اتساع قاعدة التطبيع العربي واتفاقات أبرهام Abraham Accords مع “إسرائيل” عزَّزت التوجهات المصرية، وحرَّرتها من الضغوط الرسمية العربية في العلاقة مع “إسرائيل”.

4. إمكانية التعاون بين مصر و”إسرائيل” في مجال المشكلة المناخية يعزز مقومات السيناريو المتفائل، لا سيّما وأن الطرفين يعيشان في إطار الظروف المناخية نفسها، مما يجعل التنسيق بينهما مفيداً لكل منهما في مجالات استخدام الطاقة الخضراء، ومنع تلوث البحر والأرض، ومنع فيضانات المدن الساحلية الناجمة عن ارتفاع مستويات سطح البحر، وحماية التنوع البيولوجي على البر والبحر، وضمان الأمن المائي والغذائي، ووقف التصحر، والتعامل مع الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والحرائق.

5. يرى هذا التيار أن نسبة الشباب المصري الذي لا يمانع في التطبيع مع “إسرائيل” تتزايد، وهو يرى أن هذا الأمر سيكون له آثاره المستقبلية في تدعيم العلاقة بين الطرفين،[17] مع أن هذا التيار يدرك بأن معدلات الرفض الشعبي للتطبيع مع “إسرائيل” ما تزال عالية في مصر، فطبقاً لاستطلاع رأي قام به معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى The Washington Institute for Near East Policy في آب/ أغسطس 2022، تبين أن 85% من المجتمع المصري لا يؤيدون التطبيع مع “إسرائيل”، كما أن 82% لا يشعرون بجدوى “السلام” معها، كما أن الاستطلاع كشف عن عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الأجيال المصرية، مما يعني أن التغير في هذه التوجهات ليس قريباً. ومن هذا المنطلق، يرى هذا التيار الإسرائيلي ضرورة استثمار الوضع الاقتصادي الصعب في مصر على أمل تغيير صورة الموقف من “إسرائيل”، فالاستطلاع ذاته كشف عن تشاؤم يصل إلى 85% من المصريين بخصوص اقتصاد بلادهم، وهو ما يفتح نافذة لاستغلال هذا الشعور على أمل تغيير التوجهات الشعبية المصرية من “إسرائيل”.[18]

السيناريو المتشائم:

يستند أنصار هذا السيناريو على عدد من المؤشرات هي:[19]

1. إن الرفض الشعبي للتطبيع مع “إسرائيل” لن يتغير، فبعد مرور 44 عاماً على معاهدة “السلام” المصرية الإسرائيلية، لم يتزحزح الوجدان المصري عن معاداة “إسرائيل” وعدم الثقة، فإلى جانب التوجهات الإسلامية والقومية المعادية لـ”إسرائيل”، فإن الآثار الملموسة لهذا “السلام” لم تصل إلى عمق المجتمع. وبحسب الخبراء الإسرائيليين من أنصار هذا السيناريو، ما تزال النخب المصرية في معظمها “أسيرة ثقافة المؤامرة” التي يفترضون فيها أن “إسرائيل” تحيكها ضدّ العرب والمسلمين وخصوصاً في مصر. ويرى أنصار هذا التيار من الإسرائيليين أنه على الرغم من أن الرئيس المصري أنور السادات رأى في خطابه أمام الكنيست Knesset الإسرائيلي سنة 1977 الحاجز النفسي يشكل 70% من المشكلة في العلاقة مع “إسرائيل”، فإن هذه النسبة ما تزال على حالها بل تتزايد.[20]

2. إن التعاون الأمني والاستخباراتي بين مصر و”إسرائيل” منذ 1979 وخصوصاً في سيناء، وحول النشاطات الفلسطينية في قطاع غزة (تدمير الأنفاق، أو إغراقها بالماء، أو عرقلة الحركة التجارية، أو تنقل الأفراد من القطاع للخارج، أو استمرار التواصل بين المسؤولين الأمنيين المصريين والإسرائيليين)، ما زال قاصراً عن التطور المطلوب من الجانب الإسرائيلي، بل يشير هذا التعاون إلى أن هناك 16 دولة من دول العالم لا يجوز لمصري أن يسافر لها إلا بموافقة أمنية مسبقة ومن ضمنها “إسرائيل”، وهو ما جعل غالبية المصريين المتجهين لـ”إسرائيل” هم من الديبلوماسيين، أو الحجاج المسيحيين، أو الصحفيين الذين تثق بهم الأجهزة الأمنية المصرية.[21] ولا ريب أن مستويات التنسيق الأمني بين الطرفين سيعاد النظر فيها في ضوء العملية الفدائية التي أشرنا لها أعلاه.

3. ثمة شرائح في المجتمع المصري ترى أن “إسرائيل” تسهم في الاضطرابات في دول الجوار المصري، وظهرت بوادر ذلك بشكل واضح مع طرح إثيوبيا لمشروع سدّ النهضة التي ترى فيه مصر خطراً استراتيجياً عليها من جوانب متعددة، مثل الموارد المائية، والتأثير على السد العالي، والملاحة النهرية، والثروة السمكية، والمساحة الزراعية، واحتمالات إضعاف الطبقات الجيولوجية أمام الزلازل في تلك المنطقة.[22]

4. إن مناهج التعليم خصوصاً في المراحل المدرسية ما تزال ترسم صورة سلبية لليهود ولمواقفهم من مصر، من خلال النصوص الدينية الإسلامية والوقائع التاريخية المبثوثة في الكتب المدرسية، والتي تنظر لـ”اليهود” “كعدو تاريخي” لمصر، وهو ما يتكرر أيضاً في مختلف الوسائل الإعلامية المصرية. ذلك يعني أن هذه الشرائح التي ينتهي بها المطاف إلى الالتحاق بالجيش (كاحتياطي أو دائم)، تغذي العداء لـ”إسرائيل” داخل الجيش، وهو المؤسسة الوازنة في صناعة القرار في مصر. كل ذلك يعني أن المؤسسة العسكرية والبيروقراطية الحكومية قد تحمل ثقافة معادية للغرب ومن ضمنهم “إسرائيل”، بل إن النخب الفكرية والثقافية هي ركائز تعطيل التقارب مع “إسرائيل”. ويرى هذا التيار، أن النخب الفكرية المصرية ذات الصلة بالتراث الثقافي “اليهودي” أو العبري (الأدب واللغة والفن كما يتضح في مسلسلات التجسس التلفزيونية المصرية التي تقدم صورة للتجسس الإسرائيلي الخطير على مصر) يغلب عليها معارضة العلاقة مع “إسرائيل”، ولو بمستويات مختلفة من المعارضة، وهو ما يتضح في الجدال بين المثقفين المصريين حول ترجمة رواية عبرية إلى العربية، أو شراء كتب عبرية، أو السماح لدور نشر عبرية بالمشاركة في معارض الكتاب في مصر، بل إن فكرة الشرق الأوسط الجديد شكَّلت خلفية لدى شرائح المثقفين المصريين من أن هذه الفكرة هي لضمان سيطرة “إسرائيل” على المنطقة وانتزاع مكان القيادة لها من مصر.[23]

5. على الرغم مما أشرنا له في السيناريو المتفائل عن التعاون الإسرائيلي المصري في مجال الغاز واستثمار تداعيات الأزمة الأوكرانية، إلا أن أنصار السيناريو المتشائم يرى أنه مع تنامي اتجاه النزوع الدولي نحو مصادر الطاقة المتجددة، فإن الاعتماد على الغاز سيتراجع باتساق مع تسارع اللجوء للطاقة المتجددة البديلة، وهو ما ينطوي على تراجع أهمية هذا المتغير خلال الآجال المتوسطة والطويلة، وهو ما دعا الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إلى التفكير في التكامل بين الموارد المتاحة في صحراء سيناء خصوصاً الطاقة الشمسية، وبين التطور التقني في “إسرائيل” في مجال الطاقة المتجددة.[24]

سيناريو البندول:

تقوم فرضية هذا السيناريو على نظرية البندول، أي التأرجح بين التفاؤل والتشاؤم، وأن كل من البُعدين تتوفر لهما مقومات الحدوث، لذا فإن هذا السيناريو يقوم على فرضيتين هما:

1. إن مستقبل العلاقة المصرية الإسرائيلية لا يتم في إطار العلاقة الثنائية المنعزلة عن التطورات الإقليمية والدولية، بل إنه يتأثر بها بقدر لا يقل عن تأثير المعطيات المحلية بل قد يفوقها في ظروف معينة، وبناء على ذلك لا بدّ من ربط بناء السيناريوهات على أساس أوسع من المنظور التجزيئي القائم على المتغيرات المحلية فقط.

2. لا بدّ لتحديد مستقبل العلاقة بين الطرفين المصري والإسرائيلي عدم تجاوز الإطار المكاني للتفاعلات فقط، بل إنّ هناك ضرورة منهجية لبناء مصفوفة التأثير المتبادل Cross impact matrix بين المتغيرات لتحديد المتغيرات الأكثر تأثيراً والأكثر تأثراً من خلال معاملات الارتباط بين هذه المتغيرات.

استناداً لهاتين الفرضيتين، أنجز ثلاثة باحثين من معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي دراسة مع معهد الشرق الأوسط الأمريكي Middle East Institute في سنة 2021، وتتعلق الدراسة بمستقبل الشرق الأوسط سنة 2030، وحاول الباحثون الثلاثة أن يستثمروا الفرضيتين اللتين أشرنا لهما.[25]

وحدّدت الدراسة ثمانية مؤشرات مركزية، والنتائج الفرعية لكل مؤشر، ثم السيناريوهات للمنطقة الشرق أوسطية استناداً لتحديد المؤشرات المركزية أو المحركة Drivers، والتفاعل بين تداعيات المؤشرات على بعضها.

هناك ثمانية مؤشرات مركزية لكل منها تداعياتها، كما يوضح الجدول التالي:


محددات مستقبل العلاقة المصرية الإسرائيلية

المؤشر المركزي تداعياته ملاحظات
أولاً: تراجع القطبية الأحادية لصالح ثنائية قطبية أو تعددية قطبية 1. احتدام التنافس القطبي على المنطقة.
2. تحديات النظام الدولي القائم.
3. الاستدارة الأمريكية لشرق آسيا على حساب الشرق الأوسط.
4. التوسع الاقتصادي الصيني.
5. تنامي دور الوسيط الروسي بين القوى الإقليمية.
بعض هذه المؤشرات الفرعية بدأ في الظهور.
ثانياً: التنافس الإقليمي 1. المحور الإيراني الشيعي.
2. المحور القطري التركي الإسلامي.
3. محور الأمر الواقع السعودي الإماراتي.
4. احتمالات التعاون أحياناً بين المحاور.
حركة الواقع الحالي تشير إلى تراجع نسبي لبعض هذه المؤشرات.
ثالثاً: التقلب الأيديولوجي 1. استعصاء التغيير السلمي.
2. الميل نحو التطرف والعنف.
3. ظهور حركات إسلامية متطرفة جديدة.
ثبات لهذه المتغيرات.
رابعاً: انتشار التكنولوجيات الخطرة 1. الخطر النووي.
2. انتشار الأسلحة الموجهة (الصواريخ والمسيرات).
بعضها أصبح حقيقة قائمة.
خامساً: تزايد الضغوط السكانية 1. عدد السكان في الشرق الأوسط 581 مليون سنة 2030.
2. ارتفاع بطالة الشباب 11%.
3. 5 ملايين طفل دون مدارس.
استناداً للإسقاط الخطي Linear Projections.
سادساً: الآفاق الاجتماعية والاقتصادية 1. استمرار فقر رأس المال البشري.
2. ضعف الثقة في المؤسسات الحكومية.
3. استمرار النخب والمستفيدين من تعطيل الإصلاح.
4. الحروب الأهلية.
5. الحروب بين الدول.
الاتجاه الأعظم Mega Trend على أساس المدى الزمني المتوسط.
سابعاً: المشكلات البيئية 1. استمرار الفقر المائي.
2. العجز الغذائي.
3. استمرار مشاكل النزوح والهجرة.
4. خلو بعض مناطق الخليج من السكان سنة 2050.
الاتجاه الأعظم.
ثامناً: التغير التكنولوجي السريع 1. الذكاء الاصطناعي سيعزز من قدرة الحكومة على رصد خصوصيات الأفراد (السلطوية الرقمية).
2. تزايد معارك الأسلحة المسيرة.
إسقاط خطي على المدى القصير.

وهناك المتغير قليل الاحتمال عظيم التأثير (أو نموذج البجعة السوداء) مثل:

1. تغير الزعماء في دول المنطقة لأي سبب.

2. التدخل الخارجي العسكري من داخل الإقليم أو خارجه.

3. توقف أو تفجر مفاجئ لبعض الصراعات المسلحة.

4. تزايد الدول النووية في المنطقة.

5. تغيرات تكنولوجية تغير من مكانة القوى الاقتصادية والعسكرية.

6. كوارث طبيعية عميقة التأثير.

حركات النموذج التحليلي:

وضعت الدراسة محركين هما الأكثر تاثيراً على بقية المؤشرات هما:

1. درجة استعداد الولايات المتحدة للانخراط في مشكلات المنطقة: وهو المتغير الذي يتحكم في المؤشرات المركزية من أولاً إلى رابعاً (انظر الجدول أعلاه)، ويحدد مسار العلاقات في الشرق الأوسط.

2. الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في دول المنطقة: ويتحكم هذا المؤشر في المؤشرات من الخامس إلى الثامن (انظر الجدول أعلاه)، وقد يقود لمزيد من عدم الاستقرار.

وبناء على هذه التفاعلات، فإن هناك أربعة سيناريوهات للمنطقة:

1. انغماس الولايات المتحدة بعمق في الشأن الشرق أوسطي “المستقر”.

2. انغماس أمريكي بعمق في الشأن الشرق أوسطي “المضطرب”.

3. التحلل الأمريكي من الشأن الشرق أوسطي “المستقر”.

4. التحلل الأمريكي من الشأن الشرق أوسطي “المضطرب”.

وتخلص الدراسة إلى نتائج يبدو أن لها تأثير جوهري في العلاقة المصرية الإسرائيلية، وأهم هذه النتائج:

1. إن التنافس الدولي في الإقليم قد يؤدي إلى تغير في بنية المحاور الإقليمية المتنافسة دون أن يفترض ذلك دعماً للأمن القومي الإسرائيلي، بل إن روسيا والصين قد تتنافسان في مصالحهما في المنطقة وهو ما يزيد المشهد ارتباكاً.

2. إن التراجع عن اتفاقات أبراهام أمر وارد، وهو ما يعني أن ذلك سينعكس على العلاقة المصرية الإسرائيلية سلباً.

3. إن التغير في النظام السياسي في إيران لا يفترض التخلي عن البرنامج النووي بالضرورة، وهو ما يبقي التنافس الإقليمي قائماً وبحدة حول هذا الموضوع، وقد تكون مصر أحد أطرافه، وهو أمر قد يعيد التصادم في المنطقة نظراً لاعتبار “إسرائيل” تفردها بالسلاح النووي في المنطقة أمراً مركزياً لأمنها.

4. إن الفشل الاقتصادي قد يزيد من ضعف الدول العربية بما فيها مصر، وقد يدفعها لصراعات داخلية تزيد من إنهاكها، وهو ما يخفف العبء الإسرائيلي.

5. إن التنافس بين القوى السياسية في الولايات المتحدة قد يعزز الاتجاه الحالي والمتمثل في تراجع مستوى التأييد التقليدي الأمريكي لـ”إسرائيل”، وهو ما يعني إضعاف الغواية لمصر للتقرب من “إسرائيل”.

ماذا نستنتج من هذه الدراسة:

1. إن مصر لن تكون قوة فاعلة في تشكيل الواقع العربي حتى سنة 2030، وهو أمر سيجعلها أقل قيمة استراتيجية من فترات سابقة، وقد لاحظنا أن الاهتمام بإيران يفوق كثيراً الاهتمام بمصر (دون مبالغة) وتركيا معاً، فمن خلال تحليل مضمون الدراسةContent Analysis وقياس عدد مرات الإشارة للدولة ثم تحديد مضمون الإشارة من خلال السياق Context تبين لنا ما يلي:

أ. وردت الإشارة لإيران 46 مرة، وطغت على الإشارة لها ثلاثة موضوعات هي: القدرات العسكرية والنووية، يليها البُعد الشيعي في علاقات إيران الإقليمية، ثم التحالفات الإيرانية الدولية.

ب. وردت الإشارة لمصر 19 مرة تركزت من خلال السياق حول ثلاثة موضوعات هي: أوضاعها الاقتصادية، ثم الضغط على حماس، وأخيراً العلاقة مع إفريقيا وخصوصاً إثيوبيا.

ج. وردت الإشارة لتركيا 16 مرة تركزت حول التعاون في مجال النفط والغاز، ثم البُعد الإسلامي في السياسات التركية، ثم العلاقات التركية الروسية.

د. إذا علمنا أن عدد المؤشرات الفرعية للدراسة هو 28 مؤشراً، أدركنا دلالات القياس لعدد مرات الذكر للدولة الواحدة سواء في عرض المؤشرات أم بناء السيناريوهات أم المقدمة للدراسة، وهو ما يعني درجة الانشغال بالدولة في ذهن صانع القرار الإسرائيلي.

2. تبدو مؤشرات السيناريو المتفائل ذات طبيعة جزئية وظرفية، ويركز على الاتجاهات الفرعية Sub-Trends، وهو الوضع نفسه بخصوص السيناريو المتشائم، أما سيناريو البندول فهو في استنتاجاته النهائية أقرب إلى السيناريو المتشائم وخصوصاً في رصد الاتجاهات الأعظم.

3. نستنتج من سياق السيناريوهات الثلاثة أن “إسرائيل” تنظر لمصر من خلال التوجه التالي:

أ. من الأفضل أن تبقى مصر ضعيفة.

ب. من الأفضل أن لا تقوى مصر إلا في المتغيرات التي تعزز علاقتها مع “إسرائيل”.

ج. التعامل مع القوى الدولية على أساس توظيف علاقات هذه القوى مع مصر لصالح “إسرائيل”، دون توظيف علاقات “إسرائيل” مع هذه القوى لصالح مصر.

د. العمل بكل الوسائل لتغيير المنظومة المعرفية والوجدان الشعبي المصري تجاه “إسرائيل”، نظراً لأن بقاء صورة “إسرائيل” السلبية سيبقي الباب مفتوحاً لعودة الصراع في حالة وقوع تغير سياسي يجلب معه تياراً سياسياً معادياً لـ”إسرائيل”.

الخلاصة:

تنطوي العلاقة المصرية الإسرائيلية على مشكلة إسرائيلية في غاية التعقيد، فإذا سمحت “إسرائيل” لمصر بأن تقوى فان ذلك ينطوي على مخاطرة كبيرة لـ”إسرائيل” في حالة وصول قوى معادية لـ”إسرائيل” للسلطة في مصر، وإذا استمرت في العمل على التدخل بما يحول دون تعافي مصر (باستمرار التدخل في عوامل التعافي)، فإن ذلك سيعزز التيار المتشكك من جدوى العلاقة مع “إسرائيل” مما قد يدفع لعودة الصراع من جديد.[26]

ذلك يعني أن الاستراتيجية الأنسب مستقبلاً لـ”إسرائيل” هي التدخل غير المباشر في البيئة المحلية والإقليمية والدولية المصرية لمنع أي إخلال بموازين القوى الإقليمية لغير صالح “إسرائيل”، مع توسيع التوجه في العلاقة المصرية الإسرائيلية لاستمرار تعميقها كعلاقة غير صفرية، وهي الاستراتيجية الأقل تكلفة لـ”إسرائيل”.


الهوامش:
[1] خبير في الدراسات المستقبلية والاستشرافية، أستاذ في قسم العلوم السياسية في جامعة اليرموك في الأردن سابقاً، حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة القاهرة، وهو عضو سابق في مجلس أمناء جامعة الزيتونة في الأردن، وجامعة إربد الأهلية، والمركز الوطني لحقوق الإنسان وديوان المظالم، والمجلس الأعلى للإعلام. ألَّف 37 كتاباً، يتركز معظمها في الدراسات المستقبلية من الناحيتين النظرية والتطبيقية، ونُشر له نحو 120 بحثاً في المجلات العلمية المحكّمة.
[2] Israel After Egypt: Opportunities and Challenges for Peace, site of Middle East Institute, https://www.mei.edu/resources/transcript/israel-after-egypt-opportunities-and-challenges-peace
[3] Arash Beidollah Khani, “Egyptian–Israeli Relations, History, Progress, Challenges and Prospects in the Middle East,” Asian Journal of Middle Eastern and Islamic Studies, Vol. 7, No. 3, 2013, pp. 95-109 and 111-114.
[4] لمزيد من التفاصيل عن بيئة صناعة واتخاذ القرار السياسي المصري، انظر:
Michele Dunne, Egypt: Trends in Politics, Economics, and Human Rights, Testimony: U.S. House Subcommittee On The Middle East, North Africa, And International Terrorism, 9/9/2020, site of Carnegie Endowment for International Peace, https://carnegieendowment.org/2020/09/09/egypt-trends-in-politics-economics-and-human-rights-pub-82677; and Adel El-Adawy, “Egypt’s Multiple Power Centers,” PolicyWatch 2194, site of The Washington Institute for Near East Policy, 17/1/2014, https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/egypts-multiple-power-centers
[5] نظراً لبعض التباين بين مختلف المصادر (وهو تباين محدود)، ونظراً لنقص البيانات عن بعض السنوات، وتباين في عدد المؤشرات الفرعية، تم استخدام التنسيب الأحادي Normalization في الإحصاء، وتم اعتماد المراجع التالية:
Most Democratic Countries, site of Wisevoter, https://wisevoter.com/country-rankings/most-democratic-countries; Democracy Index, site of Wikipedia, https://en.wikipedia.org/wiki/Democracy_Index; GINI index (World Bank estimate) – Country Ranking, site of IndexMundi, https://www.indexmundi.com/facts/indicators/SI.POV.GINI/rankings; Political stability – Country rankings, site of TheGlobalEconomy.com, https://www.theglobaleconomy.com/rankings/wb_political_stability; Debt to GDP Ratio by Country 2023, site of World Population Review, https://worldpopulationreview.com/country-rankings/debt-to-gdp-ratio-by-country; Poverty headcount ratio at national poverty lines, site of The World Bank, https://data.worldbank.org/indicator/SI.POV.NAHC; Corruption Perceptions Index, site of Transparency International, https://www.transparency.org/en/cpi/2021?gclid=EAIaIQobChMI-uCfvaHl_gIVQrLVCh1wgw-nEAAYAiAAEgKwNvD_BwE; Crime Index by Country 2023, site of Numbeo.com, https://www.numbeo.com/crime/rankings_by_country.jsp; Research and development expenditure (% of GDP), The World Bank, https://data.worldbank.org/indicator/GB.XPD.RSDV.GD.ZS; and Military spending, percent of GDP – Country rankings, TheGlobalEconomy.com,https://www.theglobaleconomy.com/rankings/mil_spend_gdp/#:~:text=The%20average%20for%202021%20based,countries%20where%20data%20are%20available
[6] The Bertelsmann Stiftung’s Transformation Index, Egypt Country Report 2022, https://bti-project.org/en/reports/country-report/EGY
[7] Eran Lerman, Abdel Fattah Elsisi and the Re-Pharaonization of Egypt, site of The Jerusalem Strategic Tribune journal, May 2022, https://jstribune.com/lerman-re-pharaonization-of-egypt; Critical Neighbors: Egypt, Jordan, and the Israeli-Palestinian Arena, site of Israel Policy Forum, https://israelpolicyforum.org/critical-neighbors-egypt-jordan-and-the-israeli-palestinian-arena; and Egypt President Abdul Fattah al-Sisi: Ruler with an iron grip, site of British Broadcasting Corporation (BBC), 1/12/2020, https://www.bbc.com/news/world-middle-east-19256730
[8] João de Oliveira Borralho, “Egyptian-Israeli Relations: Past, Present and Future in the Gaza Strip” (Master Thesis, Instituto Universitário de Lisboa, International Studies, September 2020), https://repositorio.iscte-iul.pt/bitstream/10071/21546/1/master_joao_oliveira_borralho.pdf; and Kenneth W. Stein, “Continuity and Change in Egyptian-Israeli Relations, 1973-97,” Israel Affairs journal, Vol. 3, Nos. 3&4, Spring/Summer 1997, https://ismi.emory.edu/documents/stein-publications/iasum97.pdf
[9] Israel’s burgeoning relationship with Egypt suggests brighter future for both countries, site of Jewish News Syndicate (JNS), 8/6/2022, https://www.jns.org/israels-burgeoning-relationship-with-egypt-suggests-brighter-future-for-both-countries; and Moomen Sallam and Ofir Winter, “Egypt and Israel: Forty Years in the Desert of Cold Peace,” Strategic Assessment journal, The Institute for National Security Studies (INSS), Vol. 20, No. 3, October 2017, https://www.inss.org.il/wp-content/uploads/2017/10/egypt-and-israel.pdf
[10] إسرائيل تسعى لتعزيز التجارة مع مصر عبر معبر “نيتسانا”، موقع قناة روسيا اليوم RT، 3/1/2023، في: https://arabic.rt.com
[11] Israeli-Egyptian Trade: In-Depth Analysis, site of Tony Blair Institute for Global Change, 15/10/2018, https://www.institute.global/insights/geopolitics-and-security/israeli-egyptian-trade-depth-analysis
[12] Haisam Hassanein, “The Future of Egyptian-Israeli Relations: Cairo More Committed to Peace Than Normalization,” The Washington Institute for Near East Policy, 18/2/2017, https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/future-egyptian-israeli-relations-cairo-more-committed-peace-normalization
[13] في سنة 1996، أنشأ الكونجرس الأمريكي مبادرة المنطقة الصناعية المؤهلة (QIZ) لدعم عملية السلام في الشرق الأوسط. وتسمح المناطق الصناعية المؤهلة لمصر والأردن بتصدير المنتجات إلى الولايات المتحدة معفاة من الرسوم الجمركية، طالما أن هذه المنتجات تحتوي على مدخلات من “إسرائيل”، وفي كانون الأول/ ديسمبر 2004، وقعت الحكومة المصرية بروتوكول المناطق الصناعية المؤهلة مع الولايات المتحدة و”إسرائيل”، وهو ما يسمح لها بادخال سلعها إلى أمريكا وإعفائها من الرسوم الجمركية. انظر التفاصيل في:
Israeli-Egyptian Trade: In-Depth Analysis, Tony Blair Institute for Global Change, 15/10/2018, https://www.institute.global/insights/geopolitics-and-security/israeli-egyptian-trade-depth-analysis
[14] حول الموقف من مصر، انظر:
Eran Lerman, Egypt as the cornerstone of the Middle East’s new regional security architecture, The Jerusalem Institute for Strategy and Security (JISS), 9/8/2022, https://jiss.org.il/en/media-lerman-egypt-as-the-cornerstone; Efraim Inbar, Israeli, Egyptian leaders’ rare public meeting signals warming of relations, JISS, 30/9/2021, https://jiss.org.il/en/inbar-israeli-egyptian-leaders-rare-public-meeting; and Eran Lerman, Israeli general calls for closer cooperation with Egypt against Turkey, JISS, 11/11/2020, https://jiss.org.il/en/lerman-israeli-general-calls-for-closer-cooperation-with-egypt-against-turkey
[15] Israel swoons as Egypt’s Sissi gives Minister Elharrar a special summit welcome, site of The Times of Israel, 14/2/2022, https://www.timesofisrael.com/israel-swoons-as-egypts-sissi-gives-minister-elharrar-a-special-summit-welcome; WATCH: Egyptian President’s ‘Moving’ Gesture to Israeli Minister in Cairo, site of Haaretz newspaper, 15/2/2022, https://www.haaretz.com/israel-news/2022-02-15/ty-article/watch-egyptian-presidents-moving-gesture-to-israeli-minister-in-cairo/0000017f-f1a4-d8a1-a5ff-f1ae52df0000; and Israel lauds Egyptian president’s gesture to disabled Israeli minister, site of Israel Hayom, 15/2/2022, https://www.israelhayom.com/2022/02/15/israel-lauds-egyptian-presidents-gesture-to-disabled-israeli-minister
[16] Israeli orchestra performs in Egypt for the first time in 40 years, The Times of Israel, 25/5/2022, https://www.timesofisrael.com/israeli-orchestra-performs-in-egypt-for-the-first-time-in-40-years/
[17] Moomen Sallam and Ofir Winter, “Egypt and Israel: Forty Years in the Desert of Cold Peace,” p. 25.
[18] Mohamed Abdelaziz, In New Poll, Most Egyptians Split on Relations with Foreign Powers, Pessimistic About Domestic Economy, The Washington Institute for Near East Policy, 9/9/2022, https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/new-poll-most-egyptians-split-relations-foreign-powers-pessimistic-about-domestic
[19] Haisam Hassanein, “The Future of Egyptian-Israeli Relations: Cairo More Committed to Peace Than Normalization,” The Washington Institute for Near East Policy, 18/2/2017.
[20] Haisam Hassanein, “The Future of Egyptian-Israeli Relations: Cairo More Committed to Peace Than Normalization,” site of The Jerusalem Post newspaper, 19/2/2017, https://www.jpost.com/opinion/opinion/the-future-of-egyptian-israeli-relations-cairo-more-committed-to-peace-than-normalization-481938
[21] Ibid.
[22] Haisam Hassanein, Egypt, Israel, and Nile Water Conspiracies, The Washington Institute for Near East Policy, 9/8/2021, https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/egypt-israel-and-nile-water-conspiracies
[23] Israel decries Egyptian TV show ‘The End’ for predicting its destruction, site of Ahram Online, 29/4/2020, https://english.ahram.org.eg/NewsContent/5/159/368112/Arts–Culture/Entertainment/Israel-decries-Egyptian-TV-show-The-End-for-predic.aspx; Nabil Mohamed, The Palestinian Cause in Egyptian Cinema, site of Fanack Foundation, 7/7/2022, https://fanack.com/egypt/culture-of-egypt/the-palestinian-cause-in-egyptian-cinema; and site of Reviews in History, https://reviews.history.ac.uk/review/264
[24] Ofir Winter, Egypt and Israel: Renewable Energies for Peace, INSS Insight No. 1572, 14/3/2022, https://www.inss.org.il/publication/israel-egypt-climate-change; and Asaf Siniver and Gerasimos Tsourapas, Middle Powers and Soft-Power Rivalry: Egyptian–Israeli Competition in Africa, Foreign Policy Analysis journal, Vol. 19, Issue 2, April 2023, https://academic.oup.com/fpa/article/19/2/orac041/6994094
[25] Ari Heistein, Daniel Rakov and Yoel Guzansky, What Will the Middle East look like in 2030? An Israel Perspective, Middle East Institute, 1/3/2021.
[26] للاطلاع على مناقشات النخب الإسرائيلية بخصوص التعامل مع الإقليم وخصوصاً مصر، والاطلاع على “الحيرة الاستراتيجية الإسرائيلية” لتحديد الخطة الأنسب في كيفية التفاعل مع المنطقة، انظر:
Israel After Egypt: Opportunities and Challenges for Peace, site of Middle East Institute, https://www.mei.edu/resources/transcript/israel-after-egypt-opportunities-and-challenges-peace


للاطلاع على الورقة العلمية بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي:
>> ورقة علمية: مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية في المنظور الإسرائيلي … أ. د. وليد عبد الحي (23 صفحة، 2.4 MB)

مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 5/6/2023



جميع إصدارات ومنشورات المركز تعبّر عن رأي كتّابها ولا تُعبّر بالضرورة عن رأي مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات



المزيد من الأوراق العلمية: