مدة القراءة: 2 دقائق

شارك الأستاذ الدكتور محسن محمد صالح، المدير العام لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، في مؤتمر صحفي نظّمه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج لـ”إطلاق الاستراتيجية الوطنية” في 16/3/2023، في نقابة الصحافة اللبنانية – بيروت.

أشار الدكتور محسن صالح في كلمته إلى أن جميع الدول تعاني من أزمات خاصة بها وليس فقط المشروع الوطني الفلسطيني أو المقاومة، فعند استقراء الحالة الفلسطينية نرى أنها أمام قوس أزمات يعاني فيه المشروع الوطني الفلسطيني من أزمته، وأيضاً تعاني البلاد العربية والإسلامية من حالة من الضعف والانكسار والتشتّت والتشرذم، ويعاني المشروع الصهيوني بالرغم من علوّه وقوّته من أزماته الخاصة به، وتعاني البيئة الدولية وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية من قوس أزمات وحالة نزول من القوة الأولى في العالم إلى البيئة المتعددة القطبية.

وأكّد صالح أن المشروع الصهيوني يتّجه إلى مزيد من التطرّف الديني والعرقي والقومي مع حكومة صهيونية متطرفة، وبالتالي نحن أمام تحدٍّ كبير لأن البرنامج الصهيوني على الأرض يريد التصعيد إلى أقسى درجة ممكنة ليفرض على الفلسطينيين هويّته اليهودية الصهيونية، ويسلب الأرض والمقدسات.

وأضاف صالح أننا أمام مسار تسوية سلمي منهار، ومع ذلك ما تزال قيادة منظمة التحرير والأنظمة العربية وعدد من البلدان الإسلامية تتمسك بوهم مسار التسوية بالرغم من أن العدو الصهيوني نفسه قد تجاوزه، وبالتالي نحن أمام بيئة عربية تطالب بتسوية لم يعد لها مكان. وفي المقابل، نحن أمام مقاومة متصاعدة على الأرض، أثبتت قوّتها وعمقها وشعبيّتها في الأرض المحتلة وفي البيئة العربية والإسلامية والدولية.

وقال صالح إننا أمام تحدٍّ كبير مرتبط بشعبٍ فلسطينيّ يلتف حول المقاومة، ولكنه أمام بيئة رسمية ضعيفة ومؤسسات منهارة، وإشكالية حقيقية في بنية ومنظومة المشروع الوطني الفلسطيني الذي يعاني من أزمة في الرؤية، ومن عدم وجود برنامج وطني فلسطيني جامع ومشترك يفعّل قدرات الشعب الفلسطيني وإمكاناته على المستوى الداخلي والخارجي بشكل صحيح. ونعاني من تعارض المسارات على الأرض؛ فقيادة منظمة التحرير وقيادة السلطة تتبنى مسار التسوية وأوهامها، وهي في الوقت نفسه تنسق مع الاحتلال أمنياً، وبالتالي تتعارض مع مسار المقاومة. كما لدينا أزمة في البنى المؤسسية الفلسطينية وأزمة تمثيل شعبي فلسطيني، وأزمة في عقلية البيئة الرسمية الفلسطينية التي لا تريد الخروج من مسار أوسلو ومن مسار التنسيق الأمني مع الاحتلال.

وختم صالح أننا بعد أعوام من المصالحات، هناك عدم اكتراث بخطورة المرحلة الحالية التي تحتاج إلى توحيد الجهود الفلسطينية في إطار واحد يستطيع أن يرتقي إلى تطلعات الشعب الفلسطيني، وتوافق على برنامج وطني فلسطيني، وهنا تأتي أهمية إطلاق هذه المبادرة الوطنية الاستراتيجية، والتي نأمل أن تجد لها قبولاً واسعاً حتى نعيد توحيد صفوفنا، وأن يقوم فلسطينيو الخارج بدورهم كاملاً في ريادة المشروع الوطني الفلسطيني، واستعادة زمام المبادرة.



مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 18/3/2023