مدة القراءة: 14 دقائق

إعداد: أ. هاني رمضان العبد طالب.[1]
(خاص بمركز الزيتونة).

ملخص:

في محطة مهمة من محطات الصراع التاريخي على صورة النظام العالمي، وضخامة الأحداث الدائرة في شرق أوروبا وتداعياتها التي من المتوقع أن تغيّر الواقع العالمي، وبينما يتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين Vladimir Putin عن محاربة “النازية” في دولة رئيسها يهودي، مقابل اصطفاف العالم الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية للدفاع عن “القيم الديموقراطية” في الدولة نفسها، لم تحسم حكومة “إسرائيل”، حتى اللحظة، موقفها الرسمي بشكل واضح حيال الحرب في أوكرانيا.

تسعى هذه الورقة إلى تسليط الضوء على طبيعة الموقف الإسرائيلي من الحرب الروسية الأوكرانية (تغطي الأحداث حتى 14/3/2022)، في إطار اعتبار “إسرائيل” نفسها جزءاً من العالم الغربي، مقابل حيوية علاقاتها مع روسيا الاتحادية.



للاطلاع على الورقة العلمية بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي:
>> ورقة علمية: الموقف الإسرائيلي من الحرب في أوكرانيا … أ. هاني طالب (20 صفحة، 1.85 MB)


كلمات مفتاحية: ”إسرائيل“، روسيا، أوكرانيا، الحياد

مقدمة:

يلاحَظ من خلال متابعة موقف الحكومة الإسرائيلية والإعلام الإسرائيلي، خلال الأسابيع الأخيرة التي سبقت الحرب في أوكرانيا، حيرة “إسرائيل” وعدم رغبتها الكبيرة بأن تندلع هذه الحرب، وذلك كي لا تضطر إلى أن تكون في الموقف الذي هي عليه اليوم، فآخر ما ترغب به “إسرائيل” في هذه المرحلة، هو أن تجد نفسها مُجبرة على اتخاذ موقف صريح بالاختيار بين تأييد واشنطن أو موسكو. وقد دعت الخارجية الإسرائيلية طوال الأيام التي سبقت الحرب كلاًّ من الروس والأوكرانيين إلى التفاوض والانتصار للغة السلم والحوار، واستمرت على هذا الحال حتى إعلان الرئيس بوتين الاعتراف بدونيتسك ولوغانسك كإقليمين مستقلَين عن أوكرانيا. ووجدت “إسرائيل” نفسها مع بدء العمليات العسكرية، مُضطرة إلى إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا صراحة على لسان وزير خارجيتها يائير لبيد Yair Lapid، كموقف مُتوقع منها، على اعتبار أنها جزء من العالم الغربي الديموقراطي، قبل أن يُطلب منها ذلك بشكل مباشر من قبل الأوكرانيين، ومن حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً.

وهذا لم يقتصر على الحرب الدائرة حالياً، والتي تشنها روسيا ضدّ أوكرانيا فقط، ولكن منذ أن قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم إلى حدودها سنة 2014، كانت “إسرائيل” تحاول الحفاظ على موقف الحياد في ذلك الصراع الممتد والمتعدد الأطراف.

أولاً: تطورات الموقف الإسرائيلي:

رأى وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد في 3/2/2022، بأن النزاع بين روسيا وأوكرانيا لن يتحول إلى حرب في القريب العاجل، فرد عليه السفير الأوكراني في “إسرائيل” يفجيني كورنيشك Yevgeny Kornichuk بتصريح حاد قال فيه:

من العار أن السيد لبيد لم يلحظ حالة الحرب التي تمر بها بلدان وسط أوروبا مع روسيا منذ ثمانية أعوام على الأقل، كان يمكن لأوكرانيا أن تتفهم محاولات إسرائيل للوقوف على الحياد في الحرب الأوكرانية – الروسية، ولكن ليس من المقبول أن يتبنى وزير الخارجية الإسرائيلي الدعاية الروسية، التي تقوم على إنكار العدوان الروسي على الأراضي الأوكرانية.

وقد عبَّرت هذه التصريحات بوضوح عن انحياز “إسرائيل” إلى الجانب الروسي، قبل أن تصل الأوضاع إلى حالة الغزو العسكري الصريح من جانب روسيا، مما تسبب في غضب أوكرانيا.[2]

وبالرغم من التحذيرات التي كانت تصدرها الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية منذ كانون الثاني/ يناير 2022 بقرب حدوث غزو روسي لأوكرانيا، ودعوة مواطنيها في أوكرانيا لمغادرتها بأسرع وقت، ظلت “إسرائيل” محافظة على منع توتر علاقتها بروسيا، فلم تتبع الولايات والمتحدة والدول الأوروبية في دعوة مواطنيها لمغادرة أوكرانيا، خصوصاً وأن روسيا كانت تنظر إلى مثل هذه الدعوات على أنها تحريض عليها. وبعد نحو أسبوعين من صدور الدعوات الغربية للمواطنين بمغادرة أوكرانيا، وبالتحديد في 11/2/2022، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تحذيراً لرعاياها من السفر لأوكرانيا، وطالبت المقيمين فيها بتوخي الحذر وعدم الاقتراب من النقاط الساخنة، أي المناطق التي يتوقع أن تشهد معارك بين الجيشين الروسي والأوكراني.[3]

قامت الحكومة الإسرائيلية في 22/2/2022، ومع تسارع الأحداث قُبيل وقوع الغزو الروسي، بإصدار إعلان ضعيف يدعم وحدة الأراضي الأوكرانية، دون الإشارة إلى روسيا، لم يرضِ كل من الولايات المتحدة والدول الغربية، وقد تسبب ذلك في انزعاج الروس أيضاً، حيث أعلن سفير روسيا لدى الأمم المتحدة كرد فعل على هذا الإعلان، أن بلاده لا تعترف بسيادة “إسرائيل” على مرتفعات الجولان وتدين احتلالها. كما أثار اعلان “إسرائيل” الضعيف على الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية انتقادات كبيرة في الغرب، وتعرَّض لبيد لتعليقات لاذعة من زملائه الأوروبيين بشأن حياد “إسرائيل”، فقام رئيس الوزراء نفتالي بينيت Naftali Bennett باستدعاء وزير خارجيته لبيد ووزير الدفاع بيني جانتس Benny Gantz، وانضمام وزير المالية السوفييتي المولد أفيجدور ليبرمان Avigdor Lieberman عن بُعد، لإجراء مناقشة عاجلة حول الأمر، فكان القرار هو تبني لهجة أكثر صرامة.[4]

خرج وزير خارجية “إسرائيل” في 24/2/2022 بتصريح جديد، واصفاً الهجوم الروسي على أوكرانيا أنه “انتهاك خطير للنظام الدولي، وأن إسرائيل تدين الهجوم، وهي مستعدة لتقديم المساعدة الإنسانية لمواطني أوكرانيا”. ودعا إلى “العودة إلى طاولة المفاوضات، بوساطة القوى الدولية لتسوية الخلافات سلمياً”.[5] وتحدث مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لموقع المونيتور Al-Monitor، طلب عدم الكشف عن هويته، وقال: “لن نقول ذلك صراحة، ولن نفعل أي شيء ليس علينا القيام به… لكن من الواضح لنا وللروس أنه إذا اضطررنا للاختيار فسيكون خيارنا واضحاً، إسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية”.[6] ثم صوَّتت “إسرائيل” في 2/3/2022، لصالح قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة General Assembly (GA) يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، ويطالب روسيا بإنهاء عدوانها فوراً.

إلا أنه، ومنذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في 24/2/2022، اتّبعت “إسرائيل” بشكل عام “نهجاً متحفظاً” بسبب علاقاتها الجيدة مع كييف وموسكو، حيث لم ينضم بينيت في البداية إلى الدول الغربية، خصوصاً الولايات المتحدة حليفة “إسرائيل”، في إدانة الحرب الروسية، مشدداً في المقابل على العلاقات القوية مع كل من روسيا وأوكرانيا. وبسبب قربها من الطرفَين المتحاربَين، عرضت “إسرائيل” الوساطة بين طرفَي الحرب، وهو اقتراح أيَّده المسؤولون الأوكرانيون. حيث قال بينيت في 6/3/2022، “سنعمل على تقديم المساعدة عند الحاجة حتى لو لم تكن الفرص كبيرة… اللحظة التي تتوافر فيها ولو نافذة صغيرة، وتكون لدينا القدرة وإمكانية التواصل مع جميع الأطراف، فإن القيام بكل محاولة ممكنة هو واجب أخلاقي”.[7]

ثانياً: تحفظ الحكومة الإسرائيلية وتلكؤها في حسم موقفها:

من منطلق أن “إسرائيل” ترى نفسها جزءاً من العالم الغربي والدول الديموقراطية التي تقف على رأسها الولايات المتحدة، وتمتع “إسرائيل” منذ سنوات طويلة بدعم سياسي واقتصادي وتكنولوجي أمريكي غير محدود، ودعم لجوانب جوهرية لأمنها القومي، والحصول على دعم سياسي بشكل غير محدود، كانت ستواجه من دونه عزلة دولية، ومساعدات في بناء القوة لمواجهة تهديدات خطِرة على أمنها، وضمان تفوقها العسكري والنوعي وغيره، وبينما يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن Joe Biden أكبر اختبار يواجهه الغرب في العقود الأخيرة، الذي من الممكن تحوله إلى مواجهة عالميه خطِرة، ذات أبعاد نووية وإمكانية التدهور نحو حرب عالمية، يتوقع من حكومة “إسرائيل” إعلان وقوفها إلى جانب الولايات المتحدة بشكل صريح لا لبس فيه.[8]

إلا أنه وفي الوقت الذي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، بعد الغزو الروسي، مزيداً من العقوبات، شملت وضع جميع أعضاء مجلس الدوما State Duma الروسي على القائمة السوداء، ما يعني تجميد أصولهم، وفرض حظر سفر عليهم، بالإضافة إلى سلسلة من الإجراءات الصارمة التي تستهدف الأفراد، والشركات، والأسواق المالية، والبنوك، وقطاعَي الغاز الطبيعي والتكنولوجيا، والموارد المالية الغربية، وأنظمة التحويلات المالية والاستثمارات، وغير ذلك، وقيام الولايات المتحدة كذلك بإرسال عدة رسائل، حسب ما أفاد موقع صحيفة يديعوت أحرونوت ynetnews الإخباري، إلى حليفتها “إسرائيل” طلبت خلالها التأكد من أن أموالاً روسية فرضت عليها عقوبات بأن لا يتم تحويلها إلى البنوك الإسرائيلية، تمثلت استجابة الحكومة الإسرائيلية في مجرد تشكيل طاقمٍ وزاريٍ خاصٍ يعمل على دراسة تداعيات فرض العقوبات الدولية على روسيا، وتأثيرها على الاقتصاد، بحجة عدم وجود قوانين في “إسرائيل” تتيح فرض عقوبات على دولة أجنبية، حيث إن الأمر يرتبط بالقطاع الخاص.[9]

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تواصلت مع “إسرائيل” إضافة إلى عشرات الدول الأوروبية الأخرى، وطالبتها بالانضمام إلى القرار الذي قدمته الولايات المتحدة لمجلس الأمن UN Security Council في 26/2/2022 بصفتها مؤيدة له، أي المشاركة في القرار والتعبير عن دعمه من دون التصويت عليه، لكن “إسرائيل” رفضت ذلك أيضاً بحجة أنها ليست عضواً في مجلس الأمن الدولي، وأن هذا قرار لن يتم تمريره بأي حال من الأحوال بسبب الفيتو الروسي.[10] إلا أنها عادت واضطلعت بدور الرعاية لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي دان الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية، في 2/3/2022.[11] لكن مع خفض مستوى التمثيل الإسرائيلي في النقاش الطارئ الذي تجريه الجمعية العمومية حول الأزمة في أوكرانيا، وذلك حسب توجيهات وزير الخارجية يائير لبيد، حيث أوضحت هيئة البث الإسرائيلية (مكان) Makan—Israeli Broadcasting Corporation أن لبيد أوعز إلى نوعا فورمان Noa Furman، نائبة السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، جلعاد أردان Gilad Erdan، بإلقاء كلمة “إسرائيل” أمام الجمعية العامة، وليس السفير أردان. ونقلت مكان عن مصادر سياسية أنه “كان هناك قلقٌ بأن يقوم السفير أردان بإرباك موقف إسرائيل وتوريطها مع روسيا، خلال كلمته أمام الأمم المتحدة”.[12]

كما رفضت حكومة “إسرائيل” أيضاً تزويد أوكرانيا بمساعدات عسكرية دفاعية لمواجهة الغزو الروسي، على الرغم من الطلبات الرسمية المتكررة التي قدمتها كييف، بحسب ما كشفت هيئة البث الإسرائيلي (كان 11 Kan 11)، مساء الثلاثاء 1/3/2022، ونقلت القناة عن مسؤول رفيع في الحكومة الإسرائيلية، قوله إن “إسرائيل تركز على نقل المساعدات الإنسانية وليس المساعدات ذات الاستخدام المزدوج”.[13]

إجمالاً، يمكن القول: لقد كان من الصعب على “إسرائيل” أن تتفادى إدانة روسيا في وقت تحركت فيه الولايات المتحدة والقوى الأوروبية الكبرى لفرض عقوبات مشددة على موسكو، وفي ظلّ ضغط واشنطن والدول الغربية على “إسرائيل” لاتخاذ هذا الموقف صراحة. قررت “إسرائيل” في 5/3/2022، حسب موقع صحيفة يديعوت أحرونوت، منع طائرات الأوليغارشية الروسية المدرجة في قائمة العقوبات الأمريكية من التواجد في مطار بن جوريون لأكثر من 48 ساعة، كما تمّ إصدار توجيهات مماثلة بشأن اليخوت التي لن تتمكن من الرسو في الموانئ الإسرائيلية. يأتي هذا، دون الإعلان بشكل رسمي عن الانضمام إلى العقوبات. لكن واقع الحال يظهر بأن “إسرائيل”، منذ بداية الحرب حتى كتابة هذه الكلمات، ما زالت تغازل الغرب، وفي الوقت ذاته لا تريد إغضاب الرئيس فلاديمير بوتين، إذ إنها متأخرة بعدة خطوات على أرض الواقع عن حلفائها حيال الإجراءات الفعلية المتخذة على أرض الواقع ضدّ روسيا، فلم تنخرط الحكومة الإسرائيلية حتى اللحظة في تطبيق عقوبات اقتصادية على الروس بالشكل المنتظر والمطلوب منها من الغرب، أو حتى الاستجابة لطلبات أوكرانيا المتكررة بتوجيه دعم عسكري إليها.[14]

ثالثاً: أسباب احجام “إسرائيل” عن إغضاب بوتين:

مع أن “إسرائيل” ترتبط مع أوكرانيا بعلاقات أمنية وتكنولوجية واقتصادية، إضافة إلى أن أوكرانيا جزء من دول شرقي أوروبا التي استقلت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وهي دول تعدُّ أكثر قرباً من “إسرائيل” وتعاطفاً معها، لأسباب مختلفة، لكن “إسرائيل” كانت أكثر حذراً في الاصطفاف بشكل صريح لمصلحة طرف ضدّ الآخر من طرفَي الصراع، فحكومة “إسرائيل” تدرك ماذا تريد، وذلك انطلاقاً من مصالحها الحيوية وكيفية الحفاظ عليها قبل أي شيء آخر.[15]

لذا، كان من الواضح بأن “إسرائيل” تراوغ في حسم موقفها إزاء الصراع القائم بين الولايات المتحدة وروسيا على الساحة الأوكرانية، وتحاول “مسك العصا من المنتصف” إن صح التعبير، قدر استطاعتها، فهي لا ترغب في المجازفة بزعزعة مصداقية سرديتها القائلة بأنها جزء من العالم الغربي، و”واحة الديموقراطية” في منطقة الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه لا تريد إثارة غضب روسيا، لا سّيما في ظلّ تطور العلاقات بين “إسرائيل” وروسيا في السنوات الماضية سياسياً واقتصادياً، وتبادل الخبرات العسكرية، ويمكن ارجاع ذلك إلى النقاط التالية:

1. تعد روسيا الأب الروحي لنظام الأسد في سورية، وتربطها مع “إسرائيل” سلسلة معقدة من التفاهمات المعلنة والسرية فيما يتعلق بإمكانية “إسرائيل” في التدخل العسكري داخل سورية، إذ تعد هذه التفاهمات استراتيجية بالنسبة إلى “إسرائيل” وجزءاً من أمنها القومي، لأنها تحتاج إلى “حرية عمل” داخل الأراضي السورية، لمنع أي إمدادات عسكرية إلى حزب الله، ولمنع تواجد إيراني قوي على حدودها الشمالية. فمثلاً، في سنة 2014 طلبت الولايات المتحدة من “إسرائيل” أن تحضر جلسة لمجلس الأمن كضيف شرف، لأن “إسرائيل” ليس لديها حقّ تصويت في مجلس الأمن، وذلك لإدانة روسيا التي اجتاحت شبه جزيرة القرم، وضمتها إلى أراضيها بعد أن كانت تحت السيادة الأوكرانية، لكن “إسرائيل” لم تحضر هذه الجلسة، وتجاهلت الطلب الأمريكي كي لا تغضب روسيا.[16]

2. تعد روسيا أهم حلفاء إيران، وتلعب دوراً أساسياً في المفاوضات الأممية المتعلقة بالملف النووي الإيراني. فعلى ضوء اتهامات سابقة من جانب روسيا لـ”إسرائيل” بأنها قامت بتسليح الجيش الجورجي قبيل وفي أثناء الحرب بين روسيا وجورجيا سنة 2008، أعلن الكرملين أن روسيا تنوي بيع صواريخ أس 300 أو S300 إلى النظام الإيراني، وهي صواريخ قد تهدد التفوق الجوي الإسرائيلي بشكل واضح. ومع أن “إسرائيل” وروسيا قد توصلا مجدداً إلى تفاهمات بهذا الشأن، وتمّ إيقاف صفقة بيع الأسلحة إلى إيران، الا أن روسيا تلعب حالياً دوراً أكثر حيوية فيما يخص الملف النووي الإيراني. فقد عادت المفاوضات الأممية في فيينا لوضع صيغة جديدة للاتفاق النووي، ومن المرجح أن يتم التوقيع على صيغة أولية في الأشهر القادمة. وكما أن روسيا قامت بالرد على تصريحات لبيد التي تضامن فيها مع الأوكرانيين، فرأت أن الجولان السوري هو أرض محتلة، فإنها من المتوقع أيضاً أن تلعب دوراً فاعلاً في تغيير موازين القوى في أثناء المحادثات النهائية المتعلقة بالملف النووي الإيراني، وربما تفرض معادلة جديدة قد تكون لصالح البرنامج النووي الإيراني ومتضاربة مع المصالح الإسرائيلية.[17]

3. يتوقع أن تتأثر العديد من الفروع الاقتصادية في “إسرائيل” من عقوبات تجارية أمريكية وأوروبية على روسيا، حيث ستتأثر بهذه العقوبات العديد من الشركات الإسرائيلية الكبرى التي تعمل في روسيا، ويصل حجم أعمالها بمليارات الدولارات سنوياً. إذ نقلت صحيفة ذا ماركر The Marker العبرية، في 27/2/2022، عن حاغيت تسيتات ليفين Hagit Chitayat Levin، المديرة العامة لشركة تأمين مخاطر الائتمان Israel Credit Insurance Company والتي تؤمن صفقات ائتمان في السوق الإسرائيلية والتجارة الخارجية مع 140 دولة، قولها: “يوجد عدد كبير من الشركات في فروع مختلفة، ستواجه وضعاً معقداً في روسيا وأوكرانيا”. وأوضحت أنه “في هذه الأثناء، لم نسمع عن شركات إسرائيلية طلبت تفعيل التأمين ولا عن عقوبات ملموسة ضدّ شركات إسرائيلية، لكن نشأ وضع له تأثيرات كثيرة ومعقدة، مثل تغيرات في سعر صرف عملات وأسعار الطاقة وفي مجال البناء”.[18] وأن أحد الواردات الأساسية التي تستوردها “إسرائيل” من روسيا هي المجوهرات، التي بدأت تنتعش منذ بداية أزمة جائحة كورونا. وبلغ حجم الاستيراد الإسرائيلي من روسيا، سنة 2021، 688 مليون دولار، وحجم هذه الواردات من دون المجوهرات 275 مليون دولار، أي أن نحو 60% من الاستيراد الإسرائيلي من روسيا متعلق بالمجوهرات. وبالتالي قد يتلقى هذا الاستيراد ضربة شديدة إثر العقوبات على روسيا، أو سيضطر إلى إيجاد طرق بديلة للاستيراد من روسيا، وذلك لأن العقوبات على روسيا تتركز على مسؤولين رفيعي المستوى وأثرياء الدولة. وقد تكون إحدى الطرق البديلة عن طريق هونغ كونغ Hong Kong، التي تعد مركزاً عالمياً لتجارة المجوهرات وتخضع لهيمنة كبيرة من جانب الصين، التي لا تدعم العقوبات.

وتُعد روسيا مصدراً مركزياً للفحم بالنسبة لـ”إسرائيل”، الذي يشكل 23% من إنتاج الكهرباء في “إسرائيل”، وارتفاع أسعار الفحم كان السبب الأساسي لرفع أسعار الكهرباء في “إسرائيل”. كذلك يتوقع أن يتأثر استيراد “إسرائيل” للأخشاب، التي تستخدم في فروع البناء والأثاث وغيرها، كما تستورد “إسرائيل” من روسيا قسماً كبيراً من المعادن المستخدمة في مجال البناء، ومن شأن وقف الاستيراد من روسيا أن يعطل فرع البناء في “إسرائيل”. ويشكل استيراد القمح والبذور 12% من مجمل المنتجات التي استوردتها “إسرائيل” من روسيا وأوكرانيا سنة 2021، لذلك يتوقع أن يكون للعقوبات تأثير كبير على صناعة المواد الغذائية في “إسرائيل” أيضاً. هذا، ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الزراعة الإسرائيلية، فإن احتياطي القمح في “إسرائيل” يكفي لفترة تتراوح ما بين أسبوعين إلى شهر. وقد أشار البيان إلى أنه في حال استمرار الحرب في أوكرانيا، وعدم وجود مصادر تزويد قمح أخرى بأسعار معقولة، فإن ذلك قد يتسبَّب بنقصٍ في الاحتياجات الضرورية للسكان. وقال مدير عام شركة استيراد الحبوب ورئيس رابطة مستوردي الحبوب إلى “إسرائيل” إيتاي رون Itai ron: “إننا نعيش على الأوكرانيين، ونستورد قرابة نصف طعامنا كلّه من روسيا وأوكرانيا”.[19]

رابعاً: لعب دور الوسيط:

بينما كانت كل من فرنسا وتركيا والصين، وهي دول وازنة عالمياً، تعرض التوسط بين أطراف الحرب الدائرة في أوكرانيا، ظهرت “إسرائيل” على الساحة كمحاور محتمل في الأيام القليلة الماضية، وبالرغم من أن الحكومة الإسرائيلية رفضت نداءات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي Volodymyr Zelenskyy، وهو يهودي، للحصول على أسلحة ومعدات عسكرية فتاكة، حيث أعرب سفير أوكرانيا في “إسرائيل” عن أسفه لحقيقة الموقف الإسرائيلي، إذ إن “إسرائيل” لم تجرؤ حتى على إرسال (خوذات) لمساعدة كييف، ورفضها كذلك رعاية قرار يدين الاتحاد الروسي في مجلس الأمن بعد طلب الولايات المتحدة الأمريكية منها ذلك، إلا أن ذلك لم يؤثر في محددات وطبيعة الموقف الإسرائيلي من الحرب، حيث ما يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يسعى للسير في منتصف الطريق، وهذه المرة عبر لعب دور من شأنه أن يمنح بلاده دوراً جيو-سياسياً مفيداً في الأزمة، الحرب في أوكرانيا، التي تعد في جوهرها أزمة أوروبية ذات أبعاد عالمية. وقد توجه بينيت في 5/3/2022 إلى موسكو في زيارة غير معلنة للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، الذي تحدث معه لمدة ثلاث ساعات، قبل أن يتوجه إلى برلين لإطلاع المستشار الألماني أولاف شولتس Olaf Schulz. ثم تلقى اتصالاً هاتفياً من بوتين مساء 5/3/2022. وفي اليوم التالي التقى وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد بنظيره الأمريكي أنتوني بلينكين Anthony Blinken في لاتفيا.[20]

ومن المثير للاهتمام، أنه عادة عندما يتعلق الأمر بالأعمال الخارجية، يتجنب القادة الإسرائيليون عموماً تدنيس حرمة يوم السبت اليهودي، بما في ذلك حظر السفر بالسيارات، إذ إنها قاعدة مقدسة غير مكتوبة، لذلك عندما صعد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي يعد السياسي الأرثوذكسي الأول في “إسرائيل”، على متن طائرة خاصة متوجهة إلى موسكو في ذلك اليوم، كان من الواضح أن شيئاً غير عادي كان وراء الزيارة، إذ تُمنح استثناءات الهلاخا[21] فقط عندما تكون الأرواح في خطر. وبينما يصور رئيس وزراء “إسرائيل” هذه الزيارة على أنها محاولة أخلاقية للتوسط لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهما دولتان تربطهما علاقات سياسية وثقافية طويلة الأمد مع “إسرائيل”، لكن بعض المسؤولين الإسرائيليين أشاروا إلى أن تحركات بينيت المكوكية تهدف بالدرجة الأولى إلى الحفاظ على المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية في الشرق الأوسط مع استمرار الصراع في أوكرانيا، وكذلك ضمان سلامة الجالية اليهودية الكبيرة في أوكرانيا.[22]

تحاول القيادة السياسية الإسرائيلية إظهار “إسرائيل” على أنها يمكن أن تكون من خلال روابطها مع روسيا جسراً بين موسكو والغرب الذي ترى نفسها جزءاً منه، ومن ثم فـ”إسرائيل” مستعدة لأن تكون وسيطاً، إذ يقول رئيس الحكومة بينيت إن “إسرائيل” ستواصل السعي للوساطة بين روسيا وأوكرانيا حتى لو بدا النجاح غير محتمل. حيث إنها تعتقد أنها تمثل لاعباً ذا جدوى يجب أن يبقى على الطاولة، ويمكن للغرب أن يستفيد منه وقت الحاجة، وبالتالي، يمكن إعفائها، أي “إسرائيل”، ولو آنياً من قضية الاصطفاف إلى جانب أحد المعسكرَين بشكل واضح ونهائي. ومن جانب آخر، يبذل المسؤولون الإسرائيليون قصارى جهدهم ليقولوا بأن اجتماع الكرملين نال مباركة الولايات المتحدة، لكن صحفياً إسرائيلياً مخضرماً نقل عن مسؤولين أمريكيين، حسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) British Broadcasting Corporation (BBC)، تشكيكهم في تحركات بينيت نفسه، معتقدين أنه من غير المرجح أن يغير رأي بوتين.

ومنذ ذلك الحين، ظهرت تفاصيل أكثر عن مكالماتهم، حيث نقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن المواقف الروسية والأوكرانية في المحادثات قد تكون مخففة. لذلك، من غير المحتمل أن تلعب “إسرائيل” دور الوسيط بالمعنى المعتاد للحَكم القوي الذي له ثقل، ومن ثم لديه الأدوات والأساليب التي تساعده في إغراء كل طرف بتقديم تنازلات، والذي يجب أن يكون أكثر من مجرد ناقل رسائل يتنقل بين الأطراف غير المتكافئة. من هنا، يشكك البعض في قيمة وجدوى هذه المحاولة، خصوصاً في ضوء أنه كانت هناك ثلاث جولات سابقة من المحادثات المباشرة بين المسؤولين الأوكرانيين والروس في بيلاروسيا، المحاولات الأولى لوقف إطلاق النار المحلي للسماح بما يسمى بالممرات الإنسانية بالكاد، في ظلّ ظروف متنازع عليها، وأن أي شروط لهدنة دائمة ترتبط وتعود إلى جذور الأزمة، حيث تطالب روسيا أوكرانيا بإعلان نفسها “دولة محايدة”، والتخلي بشكل دائم عن عضوية منظمة حلف شمال الأطلسي الناتو North Atlantic Treaty Organization (NATO) المستقبلية، والتخلي عن أجزاء من الأراضي. في المقابل، يعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمواصلة القتال، ويقول إنه مستعد للحوار ولكن ليس للاستسلام.[23]

لقد تعرضت زيارة بينيت لهجوم داخلي أيضاً، خلال الأيام التي تلتها، وانتقد محللون إسرائيليون موقف الحياد الذي التزمته “إسرائيل” في هذه الأزمة، ومنع إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا. حيث أشارت صحيفة الجارديانThe Guardian البريطانية، إلى أن موقف “إسرائيل” قد أثار استياء وغضب واشنطن، لكن هذا الغضب خفَّ عندما قام بينيت برعاية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا والتصويت لصالحه. يأتي ذلك، مع علم الجميع أنه لدى “إسرائيل” دوافع، تمّ التطرق لها سابقاً، للوقوف في صفّ روسيا، أو على الأقل الابتعاد عن الموقف الغربي بالقدر الذي لا يزعج الروس، أبرزها إقناع موسكو بعدم التوقيع على إحياء الاتفاق النووي الإيراني، بالإضافة إلى رغبتها بالحفاظ على اتفاق مع موسكو يسمح لها بشن هجمات على المواقع الإيرانية في سورية. وفي هذا السياق، يقول المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية ألون ليل Alon Lil: “هل يمكن أن تقول وزارة الدفاع أننا سنبقى محايدين في هذه الحرب، لأننا بحاجة إلى قصف سوريا مرة أو مرتين في الأسبوع؟”. لكن بينيت يرفض هذه الاتهامات، مدعياً ان “لديه مسؤولية أخلاقية لمحاولة إحلال السلام”، وأضاف: “ذهبت إلى موسكو وبرلين لمحاولة المساعدة في إجراء حوار بين جميع الأطراف، بمباركة وتشجيع جميع اللاعبين”.[24]

تدرك “إسرائيل” بالنظر إلى طبيعة الحرب في أوكرانيا وسياق تطورها، أن الولايات المتحدة في نهاية المطاف قد تزيد من ضغوطها على حلفائها لينتظموا إلى جانبها في مواجهة روسيا، خصوصاً أنَّ واشنطن إلى جانب أوروبا تعد هذه المواجهة مواجهةً مصيرية، وتحتاج إلى كل الأدوات والجهود لمواجهة التمدد الروسي الذي يهدد في رأيها مجمل دول القارة الأوروبية، لا بل دول العالم. وبالمقابل، لا جدال في أن “إسرائيل” تسعى لأن تكون في منطقة أقرب للحياد في هذه الحرب، خشية من تداعيات أزمة دولية قد تغيِّر من موازين القوى الدولية والإقليمية تجاهها بما يتعارض مع مصالحها، هذا من جهة، كما أنها من جهة أخرى تضع “إسرائيل” في موقف يصعب فيه التوفيق بين حلفها مع الولايات المتحدة الأمريكية، الذي تَعدّهُ عمقها الحيوي وداعمها الاستراتيجي، مقابل تفاهماتها الضرورية مع روسيا التي أصبحت تجاورها في سورية، وتحتاجها في عدد من ملفات المنطقة وسواها. لكن إلى أي مدى ستنجح هذه المساعي، وما المدة الزمنية المتاحة لـ”إسرائيل” للتحرك في منطقة الحياد؟ هذا ما سيتضح من خلال مسار الأحداث وتطورات الحرب في قابل الأيام.[25]

على كل حال، تجدر الإشارة إلى أن هذه الورقة تأتي في الوقت الذي لم تضع الحرب أوزارها بعد، وليس واضحاً كيف ستسير الأمور فيما هو آتٍ، وما إذا كان الناتو والإدارة الأمريكية سينتقلان في ردهما من مستوى خطابات الإدانة وفرض العقوبات إلى المستوى العملي الذي قد يشمل تصعيداً عسكرياً في الميدان، لكن في حال دخلت دول أخرى في الحرب الجارية ما بين روسيا وأوكرانيا، فسوف يكون من الصعب حسم كيف ستؤثر المعطيات الجديدة على إعادة صياغة موقف “إسرائيل” من هذه الحرب.

الخاتمة:

على الرغم من أن “إسرائيل” دانت الحملة العسكرية الروسية ورأتها منافية للقانون الدولي، فإنها في المقابل أكدت، في نص التصريح، على علاقاتها القوية المتينة وطويلة الأمد مع روسيا. وقد صاغت “إسرائيل” هذا التصريح مستندة إلى خطاب “إنساني” أكثر منه سياسي، حيث أنها أوضحت بأنها جاهزة لتقديم كل أنواع العون للمواطنين الأوكرانيين، وليس إلى النظام الحاكم في أوكرانيا. ولأن “إسرائيل” وجدت نفسها، وبحكم علاقتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، مضطرة إلى إبداء رأي أولي ضدّ روسيا، فإنها حاولت أن تصوغ التصريح بطريقة تدين التدخل العسكري الروسي ليس من منطلقات سياسية – تحالفية، وإنما من منطلق أنها دولة اليهود وهي قلقة على الإسرائيليين القاطنين في كل من روسيا وأوكرانيا (يوجد في أوكرانيا نحو 8 آلاف شخص يحملون جوازات إسرائيلية)، بالإضافة إلى المجتمع اليهودي الأوكراني (ويقدر عددهم بنحو 200 ألف). فوِفق هذه الصيغة التي تُصور “إسرائيل” كدولة قلقة على رعاياها أكثر من كونها دولة ذات موقف سياسي واضح، سعت الأخيرة إلى تقديم مقاربة، حتى اللحظة، تهدف لإعلان موقفها من الحرب، بشكل يحافظ على مكانها في المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة الرافض للحملة العسكرية الروسية على أوكرانيا، لكن، في الوقت نفسه من دون إغضاب روسيا، وهذا ما جعل الروس يمررون تصريح إدانة الحرب الإسرائيلي، وبالتالي استمرار التعاون فيما بينهما على الساحة السورية.


[1] باحث دكتوراه في العلاقات الدولية، قطاع غزة، فلسطين.
[2] سعيد عكاشة، كيف ترى إسرائيل التدخل الروسي في أوكرانيا، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 26/2/2022، انظر: https://acpss.ahram.org.eg/News/17412.aspx
[3] موقع عرب 48، 11/2/2022، انظر: https://www.arab48.com
[4] Ben Caspit, Israel reluctantly condemns Russia over Ukraine, site of Al-Monitor, 25/2/2022, https://www.al-monitor.com/originals/2022/02/israel-reluctantly-condemns-russia-over-ukraine
[5] وكالة الأناضول للأنباء، 24/2/2022، انظر: http://aa.com.tr/ar
[6] Ben Caspit, Israel straddles ties with US, Russia over Ukraine, Al-Monitor, 22/2/2022, https://www.al-monitor.com/originals/2022/02/israel-straddles-ties-us-russia-over-ukraine
[7] موقع DW، 6/3/2022، انظر: https://www.dw.com/ar؛
وانظر أيضاً: Site of The Times of Israel, 6/3/2022, https://www.timesofisrael.com/bennett-israel-has-moral-duty-to-mediate-between-moscow-kyiv-even-if-chances-low
[8] عاموس يادلين، على إسرائيل أن ترفع صوتاً عالياً وواضحاً ضد العدوان الروسي وألّا تقف موقف المتفرج، موقع مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، نقلاً عن صحيفة N12 العبرية، 1/3/2022، انظر:
https://digitalprojects.palestine-studies.org/ar/daily/mukhtarat-view?field_mukhtarat_date_value%5Bvalue%5D%5Bmonth%5D=3&field_mukhtarat_date_value%5Bvalue%5D%5Bday%5D=2&field_mukhtarat_date_value%5Bvalue%5D%5Byear%5D=2022
[9] موقع i24NEWS، 28/2/2022، انظر: https://www.i24news.tv/ar/
[10] موقع سبوتنك عربي، 26/2/2022، انظر: https://arabic.sputniknews.com
[11] قرار الأمم المتحدة بشأن أوكرانيا: كيف صوتت دول الشرق الأوسط؟، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، انظر:https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/qrar-alamm-almthdt-bshan-awkranya-kyf-swtt-dwl-alshrq-alawst
[12] موقع فلسطين الآن، 2/3/2022، انظر: http://paltimes.net
[13] وكالة معاً الإخبارية، 1/3/2022، انظر: https://www.maannews.net/default.aspx
[14] i24NEWS، 5/3/2022.
[15] وكالة معاً، 1/3/2022.
[16] صحيفة يديعوت أحرونوت، 26/2/2022، انظر: https://www.ynet.co.il/news/article/bjpxolwe9 (بالعبرية)
[17] وليد حباس، ما هي العوامل المتناقضة التي تشكل موقف إسرائيل من الحرب الروسية – الأوكرانية؟، موقع المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “مدار”، 28/2/2022، انظر: https://www.madarcenter.org
[18] العلاقات التجارية الروسية – الإسرائيلية: العقوبات ستؤدي لنقص بالبضائع ورفع أسعار، عرب 48، 27/2/2022.
[19] المرجع نفسه.
[20] Osama Al-Sharif, Israel’s Russia-Ukraine mediation unlikely to last, site of Arab News, 8/3/2022, https://www.arabnews.com/node/2038756
[21] الهلاخا: هي الشريعة اليهودية وهي مجمع القوانين، التقاليد والإرشادات الدينية الموجب عليها لمن يتمسك بالديانة اليهودية. انظر: الموسوعة الحرة ويكيبيديا، في: https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%A7%D9%87
[22] Neri Zilber, Why Naftali Bennett Went to Moscow, site of Foreign Policy journal, 7/3/2022, https://foreignpolicy.com/2022/03/07/israel-ukraine-mediation-russia-bennett-putin/
[23] Tom Batema, Israel’s Bennett plays peacemaker in Ukraine-Russia war, site of British Broadcasting Corporation (BBC), 10/3/2022, https://www.bbc.com/news/world-middle-east-60679175
[24] Patrick Wintour, The world leaders pushing for peace in Ukraine, and their motives, The Guardian newspaper, 7/3/2022, https://www.theguardian.com/world/2022/mar/07/the-world-leaders-pushing-for-peace-in-ukraine-and-their-motives
[25] شفيق شقير، المنظور الإسرائيلي للحياد في الأزمة الأوكرانية وتداعياته، موقع مركز الجزيرة للدراسات، 9/3/2022، انظر: https://studies.aljazeera.net/ar/article/5318


للاطلاع على الورقة العلمية بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي:
>> ورقة علمية: الموقف الإسرائيلي من الحرب في أوكرانيا … أ. هاني طالب  (20 صفحة، 1.85 MB)



مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 21/3/2022


جميع إصدارات ومنشورات المركز تعبّر عن رأي كتّابها ولا تُعبّر بالضرورة عن رأي مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات



المزيد من الأوراق العلمية: