مدة القراءة: 2 دقائق

عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات – بيروت حلقة نقاش عبر نظام مؤتمرات الفيديو، تحت عنوان “المسارات المحتملة للوضع الداخلي الفلسطيني في ضوء انعقاد المجلس المركزي لمنظمة التحرير وخيارات التعامل معها”، وذلك يوم الثلاثاء 22 شباط/ فبراير 2022. وشارك في الحلقة مجموعة من الباحثين والخبراء المتخصصين في الشأن الفلسطيني من فلسطين المحتلة والأردن ولبنان وقطر وتركيا وماليزيا.

افتتح مدير مركز الزيتونة الأستاذ الدكتور محسن محمد صالح حلقة النقاش، الذي رحَّب بالحضور، ورأى أنه منذ تعطَّلت الانتخابات الفلسطينية ومسار المصالحة في 29/4/2021، ثمَّة مؤشرات تدلّ على إصرار قيادة السلطة والمنظمة على المضي في سلوكها لاستمرار هيمنتها على الساحة الفلسطينية، كتصاعد السلوك الأمني للسلطة، والانتخابات المحلية، وانعقاد المجلس المركزي، وضمّ المنظمة إلى دولة فلسطين.

وقد قام الأستاذ عاطف الجولاني بعرض خمسة سيناريوهات لمستقبل الوضع الداخلي الفلسطيني بعد أزمة انعقاد المجلس المركزي، تتلخص أولاً في استمرار حالة الجمود واستمرار الوضع القائم، وثانياً في توجُّه المعارضين لقيادة السلطة لتشكيل مرجعية وطنية جديدة، وثالثاً في التَّمسك بمنظمة التحرير، ولكن مع سحب الاعتراف بقيادتها الحالية، وإجراء انتخابات لأطرها ومؤسساتها القيادية، ورابعاً في إنجاز المصالحة وتحقيق التوافق الوطني وإعادة بناء منظمة التحرير، وخامساً في تشكيل اصطفاف وطني انتقالي ضاغط للتعاون والتنسيق باتجاه الضغط على قيادة المنظمة لفتح الأبواب أمام عملية إصلاح جادة وحقيقية وشفافة للمنظمة، بحيث تعبِّر عن إرادة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. كما طرح المتحدثون سيناريوهات أخرى كتدهور الوضع الفلسطيني، أو الذهاب نحو هبَّة أو انتفاضة قريبة مع الاحتلال، والتفكير في كيفية دعمها وتوسيعها.

وقد كان سيناريو تشكيل اصطفاف وطني انتقالي هو السيناريو الأرجح في ظلّ المعطيات وتوجهات الأطراف الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية المطروحة.

ورحَّب الباحثون بأي حالة مصالحة في الإطار الفلسطيني، ولكن بخطوات عملية، ودون ارتهان لمزاج القيادة الفلسطينية التي تشير الدلائل إلى عدم جديتها في مسار المصالحة. وبالتفاعل مع الشعب الفلسطيني بهمومه وقضاياه، وتقديم أولوية المقاومة على من سواها، فالتَّجمع على خط ّالمقاومة هو أساس الفكر السياسي لعملية التغيير.

واتَّفق الباحثون على أن الخطوة العملية المطلوبة هي تحديد معالم الاصطفاف الوطني وتحديد رؤيته، ومبررات إنشائه، والأهداف التي يسعى إليها، ومسارات عمله، وسياساته وضوابطه، وتحويله إلى برنامج عمل حقيقي واقعي.

مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 23/2/2022