مدة القراءة: 3 دقائق

يسر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات أن يقدم ورقة عمل للأستاذ الدكتور علي محافظة، حول البيئة السياسية العربية والدولية عند إصدار وعد بلفور.

وقد قدمت هذه المداخلة في حلقة نقاش “وعد بلفور: مئوية مشروع استعماري.. أي مستقبل للمشروع الصهيوني؟!”، الذي أقامه مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، بالاشتراك مع المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، والمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، في بيروت، في 17/11/2017.


لتحميل الورقة، اضغط على الرابط التالي:

>>
ورقة عمل: البيئة السياسية العربية والدولية عند إصدار وعد بلفور … أ. د. علي محافظةWord (30 صفحة، 2.3 MB)

>>
ورقة عمل: البيئة السياسية العربية والدولية عند إصدار وعد بلفور … أ. د. علي محافظة (30 صفحة، 716 KB)

مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 26/2/2018


ورقة عمل: البيئة السياسية العربية والدولية عند إصدار وعد بلفور … أ. د. علي محافظة

إن فكرة تهجير اليهود من أوروبا إلى فلسطين، في جذورها، فكرة مسيحية أوروبية، الغاية منها التخلص من الأقليات اليهودية في المجتمعات الأوروبية التي كانت تنافس الأوروبيين في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية، وتعيش في أحياء مستقلة خاصة بها تسمى الغيتو Ghetto، منعزلة لا تختلط ببقية فئات وطبقات المجتمعات الأوروبية. وكان لهذه الفكرة دافع ديني مرتبط بالمعتقدات المسيحية بعودة المسيح إلى الأرض في آخر الزمان، فعودة اليهود إلى فلسطين من علامات نهاية العالم، إذ إنهم، وفق العقيدة المسيحية، سوف يتحولون إلى المسيحية تمهيداً لنزول المسيح إلى أرض فلسطين.

وقد ربطت حركة الإصلاح الديني في أوروبا في القرن الـ 16 بقيادة مارتن لوثر Martin Luther وجان كالفن Jean Calvin وأولريش زفنعله Ulrich Zwingle، بوضوح بين فكرة نهاية العالم وتحول اليهود إلى المسيحية وعودتهم إلى فلسطين. وقد عبَّر عن هذا المعتقد رجل الدين الإنجليزي توماس برايتمان Thomas Brightman حينما كتب “هل سيعودون ثانية إلى القدس؟ هذا أمر مؤكد. فالأنبياء يؤكدون ذلك في كل مكان ويحومون حولها”. وتمنى برايتمان أن يتحول اليهود إلى المسيحية أو يغادروا أوروبا إلى الأبد.

وبعد مئة سنة كتب اللاهوتي والفيلسوف الطبيعي الألماني هنري أولدنبورغ Henry Oldenburg: “إذا توفرت الفرصة في ظلّ التغيرات المعرضة لها الشؤون البشرية، فقد ينشئ اليهود إمبراطوريتهم من جديد. وقد يختارهم الله مرة أخرى” .

ولا شكّ أن كراهية المسيحيين الأوروبيين لليهود المعروفة بالعداء للسامية anti-Semitism كانت وراء هذه الأقوال التي تحولت في القرن الـ 17 إلى حركة اجتماعية. فقد نظم العديد من المطهرين (البيوريتان Puritans) الإنجليز حركة لمساعدة اليهود على الاستيطان في فلسطين، وقدموا عريضة إلى حكومة أوليفر كرمويل Oliver Cromwell سنة 1649 جاء فيها: “إن الأمة الإنكليزية مع سكان الأراضي المنخفضة سيكونون أول الناس وأكثرهم استعداداً لنقل أبناء إسرائيل وبناتها على سفنهم إلى الأرض الموعودة لأجدادهم إبراهيم وإسحاق ويعقوب، كما يصبح إرثاً دائماً لهم” … للمزيد


>> للمزيد حول مؤتمر ”وعد بلفور: مئوية مشروع استعماري.. أي مستقبل للمشروع الصهيوني؟!“: اضغط هنا