مدة القراءة: 3 دقائق

يسر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات أن يقدم دراسة علميّة للدكتور محسن محمد صالح، المدير العام لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات منذ 2004، ومُحرِّر التقرير الاستراتيجي الفلسطيني الذي صدرت منه ثمانية مجلدات، ومحرر الوثائق الفلسطينية التي صدر منها خمسة مجلدات. وهو رئيس قسم التاريخ والحضارة في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا سابقاً، والمدير التنفيذي لمركز دراسات الشرق الأوسط بعمّان سابقاً. صدر له 13 كتاباً، وقام بتحرير أكثر من 60 كتاباً آخر. نشرت له الكثير من الدراسات المحكّمة والمقالات، وشارك في عشرات المؤتمرات المحلية والدولية بعنوان “حركة المقاومة الإسلامية (حماس): قراءة في رصيد التجربة 1987–2005“، وهي واحدة من سلسلة دراسات علميّة، تصدر عن المركز.

ويسعد المركز أن يوفر الدراسة بصيغة  Pdf، والصفحات الأولى منها بصيغة  HTML

لتحميل الدراسة العلميّة، اضغط على الرابط التالي:
>>  دراسة علميّة: حركة المقاومة الإسلامية (حماس): قراءة في رصيد التجربة 1987-2005 … د.محسن محمد صالح (36 صفحة، 969 KB)*>> الصفحات الأولى من الدراسة العلميّة (نسخة نصيّة HTML)

*  
إذا كان لديك مشكلة في فتح الملف، اضغط هنا



دراسة علميّة: حركة المقاومة الإسلامية (حماس): قراءة في رصيد التجربة 1987-2005 … د.محسن محمد صالح* [1]

مقدمة:

تسعى هذه الدراسة المختصرة لاستعراض تجربة حركة حماس في الفترة 1987-2005، أي الفترة التي سبقت فوزها في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني. وهي تركز بشكل خاص على التطورات السياسية والفعاليات النضالية المتعلقة بهذه الحركة. وتوضح كيف وصلت الحركة إلى مكانة تؤهلها بأن تكون عنصراً فاعلاً في الساحة الفلسطينية، ورقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في أيّ معادلة سياسية.

أولاً: خلفيات النشأة:

ظهر اسم حركة المقاومة الإسلامية مع انطلاق الانتفاضة الأولى في كانون الأول/ ديسمبر 1987. وعرَّفت الحركة نفسها منذ البداية بأنها “جناح من أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين”. والحقيقة أن حماس هي أحد أشكال المقاومة التي قرر الإخوان المسلمون الفلسطينيون تبنيها، ضمن تاريخهم الطويل في فلسطين. وبالتالي فإن حماس لم تأتِ من فراغ، وإنما هي استمرار لعملهم الذي نشأ في فلسطين منذ بداية الأربعينيات من القرن العشرين، واتخذ شكل العمل العلني المنظم وافتتاح الفروع والمقرات منذ أواخر سنة 1945 حتى وصلت نحو خمس وعشرين فرعاً قبل حرب 1948. وكانت جماعة الإخوان في فلسطين قد نشطت منذ نشأتها في مجالات الدعوة والتربية والتوعية الإسلامية، والتعريف بالخطر الصهيوني، وبالمؤامرة على فلسطين، والتعبئة للجهاد. ودلت القرارات الصادرة عن مؤتمراتهم العامة (حيفا، تشرين الأول/ أكتوبر 1946)، (حيفا، تشرين الأول/ أكتوبر 1947) على قوتها ومتابعتها للأحداث السياسية ومضمونها الجهادي .

شارك الإخوان المسلمون الفلسطينيون في الجهاد عندما اندلعت حرب 1947/1948، إلا أن حداثة تنظيمهم، وعدم نموه واستقراره بشكل مناسب وقوي، جعل مشاركتهم محصورة ضمن قدراتهم المحدودة وإمكاناتهم المتواضعة. ومع ذلك فقد شكَّلت شُعب الإخوان في فلسطين قوات غير نظامية منذ بداية الحرب، عملت في أماكن استقرارها في الشمال والوسط تحت القيادات العربية المحلية هناك (التي تتبع جيش الإنقاذ أو جيش الجهاد المقدس). وقد قامت بغارات ناجحة على المستعمرات اليهودية الصهيونية، على الرغم من الضعف الشديد الذي كانت تعانيه سواء في التسليح أم في التدريب . أما في المناطق الجنوبية وخصوصاً غزة وبئر السبع، فقد انضم العديد من إخوان فلسطين إلى قوات الإخوان (المصرية) الحرة بقيادة كامل الشريف.

وعلى سبيل المثال، فقد كان من أنشط شُعب الإخوان مشاركة في الجهاد شعبة الإخوان المسلمين في يافا . وعندما تشكلت لجنة قومية في يافا مع بدء الحرب شارك ضمن قيادتها ممثل عن الإخوان المسلمين وهو رئيس الفرع هناك “ظافر راغب الدجاني”، حيث أسندت إليه مهمة إدارة اللجنة الاقتصادية، إذ إنه كان يشغل أيضاً رئاسة الغرفة التجارية في المدينة . ويقول يوسف عميرة (الذي كان أحد شباب الإخوان في يافا، ثم أحد مؤسسي وقادة حركة فتح لاحقاً) إن الإخوان تولوا في أثناء الحرب الدفاع عن مناطق البصة وتل الريش والعجمي والنزهة في يافا، بالإضافة إلى المحافظة على الأمن داخل المدينة .

وفي منطقة القدس شارك إخوان فلسطين في القتال مع إخوانهم القادمين من البلاد العربية، أو مع قوات الجهاد المقدس. ومما يلفت النظر أنّه عندما تشكلت اللجنة القومية في القدس في 26/1/1948 لتتولّى أمور رعاية المدينة وحمايتها في أثناء حرب 1948 فإنّها كانت تتكون من 14 عضواً. وقد كان من بين هؤلاء خمسة أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين في القدس، وهم: شريف صبوح، وأسعد الإمام، وطاهر بركات، وجميل وهبة، وعيد عابدين . وهذا مؤشّر قوي على ما تمتّعت به جماعة الإخوان أو الشخصيات المنتمية لها من احترام ونفوذ وتأثير في القدس، خصوصاً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار كثرة الاتجاهات والأحزاب والجمعيات والتنوع الطائفي الديني في القدس.  (نسخة نصيّة HTML)

مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 29/5/2015