مدة القراءة: 8 دقائق

الصفحات الأولى من “دراسة علميّة: حركة المقاومة الإسلامية (حماس): قراءة في رصيد التجربة 1987-2005 … د.محسن محمد صالح” (نسخة نصيّة HTML)

النص المعروض هو للصفحات الأولى من الدراسة العلميّة … للاطلاع على الدراسة كاملةً اضغط هنا  (36 صفحة، 969 KB)

دراسة علميّة: حركة المقاومة الإسلامية (حماس): قراءة في رصيد التجربة 1987-2005 … د.محسن محمد صالح* [1]

مقدمة:

تسعى هذه الدراسة المختصرة لاستعراض تجربة حركة حماس في الفترة 1987-2005، أي الفترة التي سبقت فوزها في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني. وهي تركز بشكل خاص على التطورات السياسية والفعاليات النضالية المتعلقة بهذه الحركة. وتوضح كيف وصلت الحركة إلى مكانة تؤهلها بأن تكون عنصراً فاعلاً في الساحة الفلسطينية، ورقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في أيّ معادلة سياسية.

أولاً: خلفيات النشأة:

ظهر اسم حركة المقاومة الإسلامية مع انطلاق الانتفاضة الأولى في كانون الأول/ ديسمبر 1987. وعرَّفت الحركة نفسها منذ البداية بأنها “جناح من أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين”. والحقيقة أن حماس هي أحد أشكال المقاومة التي قرر الإخوان المسلمون الفلسطينيون تبنيها، ضمن تاريخهم الطويل في فلسطين. وبالتالي فإن حماس لم تأتِ من فراغ، وإنما هي استمرار لعملهم الذي نشأ في فلسطين منذ بداية الأربعينيات من القرن العشرين، واتخذ شكل العمل العلني المنظم وافتتاح الفروع والمقرات منذ أواخر سنة 1945 حتى وصلت نحو خمس وعشرين فرعاً قبل حرب 1948. وكانت جماعة الإخوان في فلسطين قد نشطت منذ نشأتها في مجالات الدعوة والتربية والتوعية الإسلامية، والتعريف بالخطر الصهيوني، وبالمؤامرة على فلسطين، والتعبئة للجهاد. ودلت القرارات الصادرة عن مؤتمراتهم العامة (حيفا، تشرين الأول/ أكتوبر 1946)، (حيفا، تشرين الأول/ أكتوبر 1947) على قوتها ومتابعتها للأحداث السياسية ومضمونها الجهادي .

شارك الإخوان المسلمون الفلسطينيون في الجهاد عندما اندلعت حرب 1947/1948، إلا أن حداثة تنظيمهم، وعدم نموه واستقراره بشكل مناسب وقوي، جعل مشاركتهم محصورة ضمن قدراتهم المحدودة وإمكاناتهم المتواضعة. ومع ذلك فقد شكَّلت شُعب الإخوان في فلسطين قوات غير نظامية منذ بداية الحرب، عملت في أماكن استقرارها في الشمال والوسط تحت القيادات العربية المحلية هناك (التي تتبع جيش الإنقاذ أو جيش الجهاد المقدس). وقد قامت بغارات ناجحة على المستعمرات اليهودية الصهيونية، على الرغم من الضعف الشديد الذي كانت تعانيه سواء في التسليح أم في التدريب . أما في المناطق الجنوبية وخصوصاً غزة وبئر السبع، فقد انضم العديد من إخوان فلسطين إلى قوات الإخوان (المصرية) الحرة بقيادة كامل الشريف.

وعلى سبيل المثال، فقد كان من أنشط شُعب الإخوان مشاركة في الجهاد شعبة الإخوان المسلمين في يافا . وعندما تشكلت لجنة قومية في يافا مع بدء الحرب شارك ضمن قيادتها ممثل عن الإخوان المسلمين وهو رئيس الفرع هناك “ظافر راغب الدجاني”، حيث أسندت إليه مهمة إدارة اللجنة الاقتصادية، إذ إنه كان يشغل أيضاً رئاسة الغرفة التجارية في المدينة . ويقول يوسف عميرة (الذي كان أحد شباب الإخوان في يافا، ثم أحد مؤسسي وقادة حركة فتح لاحقاً) إن الإخوان تولوا في أثناء الحرب الدفاع عن مناطق البصة وتل الريش والعجمي والنزهة في يافا، بالإضافة إلى المحافظة على الأمن داخل المدينة .

وفي منطقة القدس شارك إخوان فلسطين في القتال مع إخوانهم القادمين من البلاد العربية، أو مع قوات الجهاد المقدس. ومما يلفت النظر أنّه عندما تشكلت اللجنة القومية في القدس في 26/1/1948 لتتولّى أمور رعاية المدينة وحمايتها في أثناء حرب 1948 فإنّها كانت تتكون من 14 عضواً. وقد كان من بين هؤلاء خمسة أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين في القدس، وهم: شريف صبوح، وأسعد الإمام، وطاهر بركات، وجميل وهبة، وعيد عابدين . وهذا مؤشّر قوي على ما تمتّعت به جماعة الإخوان أو الشخصيات المنتمية لها من احترام ونفوذ وتأثير في القدس، خصوصاً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار كثرة الاتجاهات والأحزاب والجمعيات والتنوع الطائفي الديني في القدس.

بعد كارثة حرب 1948، كان الإخوان المسلمون من التيارات الأكثر شعبية في الوسط الفلسطيني خلال الفترة 1949-1954، سواء في الضفة أم في القطاع؛ وذلك لدورهم المشهود في حرب 1948، ولما طرحوه من برامج إسلامية وطنية، كما أنهم نعموا بحرية نسبية في مصر حتى 1954، وبأجواء مواتية في الأردن. ولم تكن التيارات الأخرى لتقوى على منافسة الإسلاميين، إلا بعد أن سدّد عبد الناصر ضربته القاسية للإخوان، وأخذ يلاحقهم، واستخدم إعلامه القوي في تشويه صورتهم. فأصبح التوجه العام لدى الإخوان والإسلاميين عموماً هو المحافظة على النفس، والانكفاء على الذات بانتظار ظروف أفضل. وكانت أحد نماذج قوة الإسلاميين رابطة طلبة فلسطين في مصر، التي كان يفوز بها الإسلاميون أو من يدعمونه حتى سنة 1957، والتي رأسها ياسر عرفات عندما كان طالباً مقرّباً من الإخوان.

وفي قطاع غزة أنشأ الإخوان المسلمون تنظيماً سرياً ذا طبيعة عسكرية ، قام بعدد من العمليات بالتنسيق مع بدو النقب، واستفادوا من وجود الضابط الإخواني في الجيش المصري عبد المنعم عبد الرؤوف في القطاع إثر نجاح الثورة المصرية، فسهل لهم سبل التدريب العسكري. وكانت عملية “الباص” في 17/3/1954 أحد أشهر العمليات، التي تُظهر بعض المؤشرات أن البدو نفذوها بالتنسيق مع الإخوان، وأدت إلى مقتل 11 إسرائيلياً قرب بئر السبع بجانب مستعمرة معاليه أكربيم Ma‘ale Akrabim .

وفي تلك الفترة، فرضت حالة التضييق والمطاردة المفروضة على التيار الإسلامي، خصوصاً في مصر والقطاع، تساؤلات أمام شباب الإخوان المسلمين الفلسطينيين المتحمسين، الذين أخذوا يتساءلون عن وسائل العمل الممكنة لتحرير فلسطين. وبالرغم من أن التيار العام وسطهم كان يدعو إلى التريث، والتركيز على الجوانب التربوية والإيمانية، إلا أن تياراً آخر أخذ يتجه للقيام بعمل منظم مسلح، لا يتخذ أشكالاً إسلامية مكشوفة، وإنما يتبنى أطراً وطنية تمكنه من تجنيد قطاعات أوسع من الشباب، ولا تجعله عرضة لعداء الأنظمة وملاحقاتها. وكانت تجربة الثورة الجزائرية في تلك الفترة أحد الحوافز المهمة لهذا العمل. وكانت هذه هي البذور الأولى لنشأة حركة فتح (حركة تحرير فلسطين، وفيما بعد حركة التحرير الوطني الفلسطيني) سنة 1957 في الكويت، برئاسة ياسر عرفات، والتي خرجت أساساً من أحضان الإخوان المسلمين، وبالذات من أبناء قطاع غزة.

 وكان خليل الوزير (أبو جهاد) الذي كان عضواً في الإخوان، والذي أصبح الرجل الثاني في فتح طوال ثلاثين عاماً، قد قدَّم اقتراحاً بذلك إلى قيادة الإخوان في القطاع فلم يستجيبوا له. غير أن هذا لم يمنع أن ينضم لفتح عند نشأتها عدد لا بأس به من ذوي المكانة والاحترام بين الإخوان أمثال سعيد المزين، وغالب الوزير، وسليم الزعنون، وصلاح خلف، وأسعد الصفطاوي، ومحمد يوسف النجار، وكمال عدوان، ورفيق النتشة، وعبد الفتاح حمود، ويوسف عميرة حيث تولوا مناصب قيادية عالية في الحركة، بالإضافة إلى أن ياسر عرفات نفسه كان مقرباً من هذه الجماعة. غير أن فتح، التي ظلت تركز في تجنيدها على العناصر الإخوانية حتى سنة 1962، انفتحت أكثر على مختلف التيارات وقطاعات الشعب الأخرى، خصوصاً بعد أن أصدرت قيادة الإخوان في القطاع أوامرها بالتمايز إما مع فتح وإما مع الإخوان . وأخذت فتح تصطبغ بصبغة وطنية علمانية شكلت هويتها العامة إلى وقتنا هذا.

وعلى أي حال، فلا ينبغي للإخوان أن يبالغوا في نسبة حركة فتح إليهم، كما لا ينبغي لحركة فتح أن تتنكر لجذورها وبداياتها الأولى. فإذا كان الإخوان هم المحضن الذي خرجت منه الفكرة وبداياتها الأولى، فإن فتح لم تنشأ بقرار من قيادة الإخوان ولا وفق خططهم، كما أن مشروعها لم يحمل أيديولوجية الإخوان، ولا الضوابط التي تضمن سيره كمشروع يخدم أهدافهم.

ومن جهة أخرى، فمنذ أن ضمت الأردن الضفة الغربية إليها بعد حرب 1948، توحد الإخوان المسلمون في الضفة الغربية مع الإخوان في الأردن. أما الإخوان المسلمون في قطاع غزة فقد كان لهم مكتبهم الإداري الخاص بهم برئاسة الشيخ عمر صوان حتى سنة 1954. وقد تابعوا بعد ذلك عملهم سراً تحت ضغط نظام عبد الناصر وملاحقته. غير أنهم أعادوا ترتيب صفوفهم وأنشأوا “التنظيم الفلسطيني”، بحيث تبع لهم أيضاً الإخوان الفلسطينيون في بلدان الخليج، وانتخبوا هاني بسيسو مراقباً عاماً لهم في صيف1962 .

وبعد كارثة حرب 1967 والاحتلال الإسرائيلي لباقي فلسطين وسيناء والجولان، أخذ التيار الإسلامي يستعيد حيويته وسط الفلسطينيين، وتزايد الاتجاه نحو الإسلام، بعد أن رأت الجماهير فشل الأيديولوجيات القومية والعلمانية واليسارية في حلّ القضية. وكانت مشاركة الإخوان المسلمين في العمل الفدائي الفلسطيني في الفترة 1968-1970، عبر ما عرف بـ”معسكرات الشيوخ” في الأردن بالتنسيق مع حركة فتح، أحد مظاهر الحيوية المبكرة. فقد وفرت حركة فتح الغطاء لهذه المعسكرات، كما التزمت بتقديم التموين والسلاح والذخيرة، بالإضافة إلى مصاريف المتطوعين، وكانت العمليات الفدائية تحدث بالتنسيق مع فتح؛ بينما كان للإخوان حريتهم الكاملة في تصريف أمور التدريب والانتقاء، وشؤونهم الإدارية الداخلية . وقد تمّ تدريب حوالي 300 رجل توزعوا على سبع قواعد فدائية. وبالرغم من محدودية إمكاناتهم ومشاركتهم، فقد قدموا نماذج متميزة في عمليات قوية كالحزام الأخضر في 31/8/1969، ودير ياسين في 14/9/1969. وقد استشهد منهم 13 رجلاً . وتجدر الإشارة إلى أنه في الوقت الذي تبنَّى فيه تنظيم الإخوان في الأردن وتنظيمات الإخوان في البلاد العربية فكرة معسكرات الشيوخ، فإن قيادة التنظيم الفلسطيني لم تتبنَّ المشاركة في هذه المعسكرات، على أساس أن هذا العمل العسكري سابق لأوانه، غير أنها دعمته مادياً، ولم تمانع من مشاركة أعضاء التنظيم بمبادرة ذاتية من أنفسهم  .

وبشكل عام، فإن الإخوان المسلمين الذين أخذوا يستعيدون حالتهم الشعبية (مع تصاعد الصحوة الإسلامية) في النصف الثاني من سبعينيات القرن العشرين، وضعوا المقاومة المسلحة نصب أعينهم، ولكنهم قرروا التريّث ريثما يستكملون استعداداتهم ويشكلون عملاً عسكرياً يستعصي على الاستئصال… ولذلك كان ظهور حماس بشكلها الناضج ثمرة طبيعية لجهود طويلة… وتحولاً محسوباً في جماعة متجذرة في الواقع الفلسطيني.

استفاد الإخوان (ثم حماس) في صعودهم السريع من عراقة وقدم التنظيم الإخواني الفلسطيني، إذ إنه أقدم تنظيم حركي فلسطيني، كان ما يزال يحتفظ بفاعليته على الساحة. كما استفادوا من تراث الإخوان المسلمين العالمي الفكري والدعوي والتربوي الضخم، الذي أنتجته مدرسة الشيخ حسن البنا ومفكروها في بلدان العالم منذ ثلاثينيات القرن العشرين؛ ومن الدعم الذي يتلقونه من فروع الإخوان في بلدان العالم. كما لم يركز الإخوان على مشروع المقاومة العسكرية فقط؛ وإنما شكّلوا دعوة إصلاحية ومدرسة تربوية وهيئة اجتماعية خيرية، وتغلغلوا في أوساط الناس، بحيث استفادوا من هذه الأنشطة في تجنيد عناصرهم وتجديد أنفسهم، مما جعل عملية اقتلاعها أمراً يكاد يكون مستحيلاً. وفوق ذلك، فقد كان لدى الإخوان شعور عميق بماضٍ جهادي مقاوم يفخرون به منذ 1948.

وكما نشطت فتح والجبهة الشعبية والديموقراطية وغيرها في إنشاء المؤسسات المدنية التعليمية والصحية والاجتماعية والاقتصادية، فقد نشط الإخوان أيضاً في إنشاء المؤسسات المدنية، وفي بناء المساجد في فلسطين، واستخدامها في نشر دعوتهم، حيث زادت من 200 مسجد سنة 1967 إلى 600 مسجد سنة 1987. وقاموا ببناء العديد من المؤسسات الخيرية والاجتماعية على رأسها المجمع الإسلامي والجمعية الإسلامية في قطاع غزة وعدد من لجان الزكاة والمؤسسات الخيرية في الضفة الغربية. وتمّ بناء أطر ومؤسسات داعمة للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، كما تمّ تأسيس عدة واجهات للعمل الطلابي الإسلامي الفلسطيني في الكويت وبريطانيا وألمانيا وأمريكا. وقد شكَّلت “قائمة الحق الإسلامية” القائمة الأقوى في انتخابات الاتحاد العام لطلبة فلسطين في جامعة الكويت خلال العامين الدراسيين 1977/1978 و1978/1979 حيث قادها في عامها الأول خالد مشعل، الذي أصبح فيما بعد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. ولذلك، لم تبدأ حماس منذ نشأتها من ذيل القائمة الطويلة لمنظمات المقاومة الفلسطينية، وإنما قفزت مباشرة لتكون المنافس الأول والقوي لحركة فتح التي تعد العمود الفقري لـ م.ت.ف في انتخابات الجامعات وفي المؤسسات النقابية .

اندمج العمل الإخواني الفلسطيني سنة 1978 مع الإخوان في الأردن في تنظيم واحد، أطلق عليه اسم تنظيم “بلاد الشام”، ثم تمّ تشكيل “قسم فلسطين” الذي يتبع هذا التنظيم. وفي سنة 1983، عُقد مؤتمر داخلي أكد على أن العمل لقضية فلسطين ومشروع التحرير لا يتعارض مع مشروع إقامة الدولة الإسلامية. وبذلك حسم حالة النقاش التي استمرت سنوات طويلة حول “جدلية الدولة والمقاومة”، أي هل ينتظر الإخوان إقامة الدولة الإسلامية حتى يبدأ مشروع التحرير أم لا؟ وكان الحسم باتجاه أن مشروعي الدولة الإسلامية ومقاومة العدو الصهيوني خطّان متوازيان مكملان لبعضهما البعض، ويسيران جنباً إلى جنب دونما تعارض. وكان ظهور حماس فيما بعد هو التطبيق العملي لهذا الفهم.

وقد ظهرت بوادر تأسيس الجهاز العسكري عندما أرسلت القيادة بعض كوادرها سنة 1980 للتدريب العسكري في الخارج. وقام الشيخ أحمد ياسين، بتأسيس الجهاز العسكري في القطاع، وقاده في مراحله الأولى عبد الرحمن تمراز ثم صلاح شحادة. بيد أن انكشاف أمر التنظيم العسكري عن طريق أحد تجار السلاح المشبوهين أدى إلى ضربه في الفترة 25/2-1/7/1984. وقبضت السلطات الإسرائيلية على الشيخ أحمد ياسين بتهمة انتمائه لتنظيم معادٍ لـ”إسرائيل” وحيازة الأسلحة، وحكمت عليه بالسجن 13 عاماً، غير أنه أفرج عنه في عملية تبادل الأسرى التي تمت في 20/5/1985، بين المنظمات الفدائية الفلسطينية والكيان الإسرائيلي .

وقد أعيد ترميم الجهاز وإعادة بنائه من جديد سنة 1986 تحت اسم “المجاهدون الفلسطينيون”، وبدأت تشكيلات الجهاز بالعمل قبل انتفاضة 1987، خاصة في مجال جمع السلاح وتخزينه وتدريب العناصر. وتأسس الجهاز الأمني للإخوان في قطاع غزة (مجد) سنة 1981، كجزء من العمل العسكري، وأعيد بناؤه وتوسيعه سنة 1985.

وفي صيف سنة 1985 اتخذت قيادة الإخوان المسلمين قراراً باستغلال أيّ أحداث للاشتراك في المواجهة ضدّ الاحتلال، أي قبل سنتين من بدء الانتفاضة. وقد استشهد اثنان من شباب الإخوان في المواجهات التي شهدتها جامعة بيرزيت سنة 1986. ويبدو أن قيادة الخارج أعطت للداخل صلاحية اختيار التوقيت المناسب .

[1] حاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر سنة 1993. أستاذ مشارك في الدراسات الفلسطينية، والمدير العام لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات منذ 2004، وهو مُحرِّر التقرير الاستراتيجي الفلسطيني الذي صدرت منه ثمانية مجلدات، ومحرر الوثائق الفلسطينية التي صدر منها خمسة مجلدات. وهو رئيس قسم التاريخ والحضارة في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا سابقاً، والمدير التنفيذي لمركز دراسات الشرق الأوسط بعمّان سابقاً. صدر له 13 كتاباً، وقام بتحرير أكثر من 60 كتاباً آخر. نشرت له الكثير من الدراسات المحكّمة والمقالات، وشارك في عشرات المؤتمرات المحلية والدولية.

 

النص المعروض هو للصفحات الأولى من الدراسة العلميّة … للاطلاع على الدراسة كاملةً اضغط هنا  (36 صفحة، 969 KB)