مدة القراءة: 3 دقائق

الصفحات الأولى من “ورقة عمل: تعزيز الوحدة الوطنية، وتحرير الأسرى، والمصالحة الوطنية … أ. فدوى البرغوثي” (نسخة نصيّة HTML)

النص المعروض هو للصفحات الأولى من ورقة العمل  … للاطلاع على ورقة العمل كاملةً اضغط هنا  (9 صفحات، 524 KB)

ورقة عمل: تعزيز الوحدة الوطنية، وتحرير الأسرى، والمصالحة الوطنية … أ. فدوى البرغوثي* [1]

الأخوات والإخوة الأعزاء
الحضور الكريم

اسمحوا لي بداية أن أشكر لكم دعوتكم الكريمة، للمشاركة في هذا اللقاء المهم، مقدمة إسهاماً متواضعاً، وسأحاول في مداخلتي هذه تقديم بعض الأفكار التي آمل أن تكون فيها إفادة للموضوعات والمحاور قيد البحث والنقاش.

كما أود أن أرسل تحيات المناضل القائد مروان البرغوثي ودعمه واهتمامه بهذه اللقاءات وتمنياته لكم بالخروج بتوصيات وأفكار ومقترحات تساعد في إنهاء الانقسام.

الأخوات والإخوة الأعزاء

منذ وقع الانقسام قبل ثماني سنوات تقريباً عقدت عشرات المؤتمرات ومئات اللقاءات والأيام الدراسية والحوارات والندوات لمناقشة الانقسام الفلسطيني وأسبابه وسبل إنهائه، ووقعت الاتفاقات والوثائق، وقد بتنا اليوم —وللأسف— أمام كمّ هائل مما يمكن تسميته “أدبيات الانقسام”، التي بدأت تطغى على المشهد الوطني العام؛ لا في أذهان ونظر العالم، وإنما في نظر جيل الشباب الفلسطيني الذي يكوّن ذاته وهويته ومعارفه الوطنية والسياسية، في ظلّ هذا الواقع الذي يقدم خطاباً فلسطينياً مأزوماً منشغلاً بإشكالات ومصالح فئوية قصيرة المدى، وقد بات الانقسام السياسي الذي يكرس انقساماً جغرافياً عقبة كبرى يعطل قدرة الفلسطينيين في مواجهة التحديات الكبرى، وفي مقدمتها مواجهة المشروع الصهيوني والاحتلال والاستيطان والتهويد.

وعلى الرغم من ذلك، فإن ما يدعو للأمل بإمكانية إزالة وإنهاء الانقسام وتمسك الشعب الفلسطيني بهويته ووحدته ورفضه المطلق للانقسام السياسي والجغرافي، هو أن الثقافة السائدة هي ما زالت ثقافة وحدة الشعب ووحدة القضية ووحدة الهوية. ومع ذلك يجب القول بشجاعة، إن كل يوم يمر دون إنجاز المصالحة من شأنه أن يعرّض مقولة الشعب الواحد في أذهان ومخيلة الأجيال الشابة لانتكاسة، لأن واقع الفراغ الوطني لن ينتظر المصالحة وإنما سيمتلئ بقوى وأطراف ذات هويات ومصالح مدعومة، هدفها تمزيق الهوية الوطنية وتدمير المشروع الوطني الفلسطيني.

الأخوات والإخوة
الحضور الكريم

إن الانقسام لم ينزل علينا من السماء وإنما هو وليد عوامل عدة؛ منها الدولي، والإقليمي، والفلسطيني، والإسرائيلي، ومهما يكن من أمر ومهما يكن من ثقل لتلك العوامل الإقليمية والدولية والإسرائيلية، يجب القول بصراحة إن الانقسام هو صناعة فلسطينية بالدرجة الأولى، صنعتها أيدي وعقول وقيادات وقوى سياسية فلسطينية. ويرجع ذلك في المقام الأول لغياب الاستراتيجية والإطار الجامع، وكذلك لثقافة التفرد والإقصاء، وغياب ثقافة الشراكة الوطنية والحوار وقيم التسامح الوطني والتوافق والتعددية السياسية والحزبية، وغياب الثقافة الديموقراطية والآليات الديموقراطية في بنية القوى السياسية، وتغليبها للمصالح الفئوية والحزبية والشخصية والأيديولوجية على المصالح الوطنية، وغياب رموز وقيادة وطنية جامعة تحظى بثقة الشعب، غيّبها الاحتلال بفعل الاغتيال والاعتقال؛ وتصدّر المشهد قيادات ضعيفة الخبرة والتجربة، وفاقدة للرؤية والبصيرة والشجاعة، وغلب عليها التنافس في داخل قيادة الفصيل الواحد وفي القيادة الفلسطينية، وغياب القيادة الموحدة والإرادة السياسية الواحدة.

ولا أرى ضرورة لسرد جملة الأضرار الفادحة التي لحقت وما زالت بفلسطين شعباً، ووطناً، وقضية، وحركة وطنية وإسلامية، مسببة الانقسام الكارثي. ولذا، سنتجاوز ذلك بتسليط الضوء على الحلول من خلال التشخيص الدقيق لأسباب استمرار الانقسام، وفشل عشرات المحاولات والاتفاقات من وضع حدّ نهائي لهذا الانقسام. وإن الانقسام قد تحوّل إلى قلعة حصينة تحتمي فيها طبقة من الانقساميين الذين يتغذون على الانقسام، ويغذون ويقفون صفاً واحداً لتعطيل المبادرات والاتفاقات الموقعة.

وانطلاقاً من أننا ما زلنا في مرحلة تحرر وطني، الأمر الذي يستدعي حشد كل الطاقات الفلسطينية في كل مكان، وتغليب التناقض الرئيسي مع المشروع الصهيوني، ويتطلب ذلك من القوى السياسية الفلسطينية وفي مقدمتها حركتي فتح وحماس، تغليب المصلحة الوطنية العليا وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية على أسس وطنية وديموقراطية وشراكة سياسية حقيقية لا يمكن أن تحدث إلا من خلال مراجعة شاملة واستخلاص العبر. وعليه، يتوجب التأكيد على ما يلي:

1. ضرورة تحديد الأهداف الوطنية والإطار المناسب لإنجازها (قيادتها) والأساليب والأدوات لتحقيقها؛ أي ضرورة تعريف المشروع الوطني الفلسطيني على نحو دقيق بحيث يكون واضحاً ومتفقاً عليه بالإجماع، وإن تعذر بالأغلبية الساحقة الشعبية والسياسية؛ بما يجيب على أسئلة مثل: هل الهدف دولة في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحقّ العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتحرير الأسرى، أي بكلمات أخرى حلّ الدولتين؟ أم إقامة دولة واحدة ديموقراطية؟ أم التحرير الشامل لفلسطين؟ أم إسقاط الصهيونية وقيام دولة ديموقراطية على أساس المواطنة وحقّ العودة؟

[1]   عضو المجلس الثوري لحركة فتح. محامية فلسطينية، ورئيسة الحملة الشعبية لإطلاق سراح مروان البرغوثي والأسرى الفلسطينيين. عملت في المجال الاجتماعي وفي مجال المنظمات النسائية، وبرزت كوجه سياسي وإعلامي بعد اختطاف زوجها (المناضل مروان البرغوثي) من قِبَل الإسرائيليين، حيث تمكنت من الدفاع عنه وحمل رسالته في كافة الدول وفي وسائل الإعلام المختلفة. وقد تجولت في أكثر من 20 بلداً متحدثة عن الانتفاضة والمقاومة ورافعة صوت المرأة الفلسطينية.

 

النص المعروض هو للصفحات الأولى من ورقة العمل  … للاطلاع على ورقة العمل كاملةً اضغط هنا  (9 صفحات، 524 KB)