مدة القراءة: 3 دقائق

 يضع مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات بين يدي القارئ، دراسة علمية للأستاذ الدكتور عطا محمد زهرة، بعنوان “البرنامج النووي الإيراني بين إشكاليات الواقع واحتمالات المستقبل”.

وهو أستاذ في قسم العلوم السياسية في جامعة اليرموك في الأردن منذ سنة 1996 وحتى الآن.

ويسعد المركز أن يوفر الدراسة بصيغة  Pdf، والصفحات الأولى منها بصيغة  HTML

لتحميل الدراسة العلميّة، اضغط على الرابط التالي:
>>  دراسة علميّة: البرنامج النووي الإيراني بين إشكاليات الواقع واحتمالات المستقبل … أ.د.عطا محمد زهرة (80 صفحة، 1.7 MB)*

>> الصفحات الأولى من الدراسة العلميّة (نسخة نصيّة HTML)

* إذا كان لديك مشكلة في فتح الملف، اضغط هنا


دراسة علميّة: البرنامج النووي الإيراني بين إشكاليات الواقع واحتمالات المستقبل … أ.د.عطا محمد زهرة* [1]

تمهيد:

لم يثرِ أي ملف دولي في السنوات القليلة الماضية جدلاً كالذي أثاره الملف النووي الإيراني، فقد كان الشغل الشاغل للباحثين ومراكز الأبحاث وأجهزة الاستخبارات، والمنظمات المعنية باستخدامات الطاقة النووية، لأكثر من عشر سنوات. وذلك بعد التحول في موقف الدول الغربية من البرنامج النووي الإيراني وخصوصاً الولايات المتحدة، لقد كانت الأخيرة الراعية والمشجعة للشاه محمد رضا بهلوي في هذا المجال في إطار ما عرف بـ”الذرة من أجل السلام”، لكنها أصبحت المناوئة بقوة لآية الله علي خامنئي، لا سيّما مع الحديث عن مخاطر هذا البرنامج على الأمن والسلام الدوليين.

وظهر الكثير من الدراسات حول هذا البرنامج، ونشط المحللون في عرض تصوراتهم بخصوصه وخصوصاً خلال الشهور الأخيرة من سنة 2013، التي شهدت مفاوضات ماراثونية بين إيران ومجموعة 5+1 أو P5+1، والتي انتهت بالتوصل إلى اتفاق مبدئي في جنيف، قضى بتعليق العمل في هذا البرنامج مقابل وقف جزئي للعقوبات المفروضة على إيران، الأمر الذي دعا البعض إلى توقع القضاء على المشروع النووي الإيراني بصورة نهائية. فهل يمكن القول بأن ذلك الاتفاق كان فعلاً بداية الطريق نحو نهاية الطموح الإيراني؟

إن الإجابة عن هذا التساؤل تقتضي تناول هذا الموضوع في خمس نقاط رئيسية، نلقي في الأولى نظرة سريعة على الطموحات والدوافع الإيرانية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، ونتتبع في الثانية مسيرة هذا البرنامج، ونتعرف في الثالثة على تداعياته وتطوراته، ونتعرف في الرابعة على جوانب الخيار الدبلوماسي في التعامل معه، ونصل في الخامسة إلى ما يمكن تصوره فيما يتعلق بمستقبله.

أولاً: الطموحات والدوافع:

كتب الكثير حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني، ومع ذلك يمكن القول بأنه ليس هناك اتفاق حول هذا الجانب. ويلاحظ عموماً وجود ثلاثة اتجاهات واضحة؛ الأول يقر بأن هذا البرنامج سلمي تماماً، بينما يصر الثاني على أنه ذو طبيعة عسكرية، أما الثالث فإنه يقف حائراً متردداً بين الاتجاهين السابقين.

ولا بدّ من الاعتراف بأنه ليس من السهل تحديد طبيعة هذا البرنامج بمجرد الانحياز إلى واحد من هذه الاتجاهات، لا سيّما وأن إيران تحيط برنامجها بكثير من الغموض والتعتيم على غرار ما فعلت بعض الدول مثل باكستان والهند و”إسرائيل” ، ثم إن التحليل الموضوعي يقتضي بدايةً دراسة مجموعة المتغيرات المرتبطة به، فهي وحدها التي تسمح بذلك.

وباستعراض المتغيرات المختلفة ذات الصلة، يمكن حصرها في مجموعتين تتعلق الأولى بطموحات القيادات الإيرانية فيما يتصل بالطاقة النووية، سواء في العهد الملكي أم العهد الجمهوري، وترتبط الثانية بطبيعة الدوافع التي تقف خلف إقامة البرنامج النووي في هذين العهدين المختلفين.

والمتغيرات في هاتين المجموعتين تتفاعل مع بعضها البعض، ولا يكفي الاقتصار في هذا المجال على دراسة واحد أو اثنين منها فقط، فالنظرة الموضوعية تقتضي التعرف على متغيرات كل مجموعة على حدة.

1. طموحات القيادات الإيرانية:

تلتقي القيادة السياسية الإيرانية، بغض النظر عن منطلقاتها الفكرية، حول نوعين من التطلعات يدوران بصفة عامة حول حلم امتلاك القدرة النووية من جهة، وتطوير الطاقة النووية السلمية من جهة ثانية.

أ. حلم امتلاك القدرة النووية:

لقد راود حلم امتلاك قدرة نووية القادة الإيرانيين منذ أيام الشاه في منتصف القرن العشرين، لا سيّما مع وجود ثروة بترولية تسمح بتمويل المشروع النووي، وفي ظلّ التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية، والدور الذي اضطلعت به إيران كشرطي في وجه النفوذ السوفييتي أيام الحرب الباردة .

ولم يؤثر في ذلك التوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية سنة 1968، إذ إنها أعطت إيران، وفقاً للمادة الرابعة، حقّ إنتاج واستعمال وتطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية، وامتلاك المواد والأجهزة والمعلومات التكنولوجية المتعلقة بها.

وعبّر الشاه عن هذا التوجه سنة 1974 عندما قال “نحن من بين أولئك الذين لا يمتلكون أسلحة نووية، ولذلك فإن الصداقة لدولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية مع ما تمتلكه من ترسانة نووية مسألة حيوية جداً”. ولكي يكون هذا الاستنتاج مبنياً على حقائق واضحة نذكر ما قاله أكبر اعتماد، أول رئيس لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية (AEOI) The Atomic Energy Organization of Iran آنذاك: “ٕان مركز بحوث طهران النووي أجرى تجارب على البلوتونيوم Plutonium المنتزع من الوقود المستهلك باستخدام عوامل كيماوية” . ومن المعروف أن مثل هذه التجارب تدخل في باب الاتجاه نحو صناعة السلاح النووي.  الصفحات الأولى من الدراسة العلميّة (نسخة نصيّة HTML)

 

مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 7/5/2015