مدة القراءة: 3 دقائق

يسر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات أن يقدم دراسة علمية للأستاذ سميح حمّودة، مدير تحرير دورية حوليات القدس الصادرة عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بعنوان “موقف حماس من الحركات الإسلامية الفلسطينية”، وقد تمّ نشرها في كتاب “حركة المقاومة الإسلامية حماس: دراسات في الفكر والتجربة”.

وتأتي هذه الدراسة ضمن سلسلة من الدراسات العلمية التي تصدر عن المركز. ويسعد المركز أن يوفر الدراسة بصيغة  Pdf والصفحات الأولى منها بصيغة  HTML.

لتحميل الدراسة العلميّة، اضغط على الرابط التالي:
>> دراسة علميّة: موقف حماس من الحركات الإسلامية الفلسطينية … أ. سميح حمّودة (33 صفحة، 988 KB)*>> الصفحات الأولى من الدراسة العلميّة (نسخة نصيّة HTML)

* إذا كان لديك مشكلة في فتح الملف، اضغط هنا


دراسة علميّة: موقف حماس من الحركات الإسلامية الفلسطينية … أ. سميح حمّودة [1]

مقدمة:

تهدف هذه الورقة إلى تحليل العلاقة بين حركة حماس والحركات الإسلامية الفاعلة سياسياً ودينياً على الساحة الفلسطينية: حزب التحرير، والسلفيون، والصوفيون، وحركة الجهاد الإسلامي، وتركز الورقة خصوصاً على العلاقة بين حماس والجهاد الإسلامي منذ ثمانينيات القرن المنصرم؛ وذلك لكون الحركتين هما الأكثر تفاعلاً وانشغالاً وانخراطاً بالقضية الفلسطينية من الحركات الإسلامية الأخرى، وهما الأكثر تأثيراً وامتداداً بين الجماهير الفلسطينية.

يستند التحليل إلى مجالين اثنين، الأول: توضيح التغيرات التي شهدتها الساحتان العربية والدولية في عقد الثمانينيات، وأدت إلى تطورات مهمّة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، كان من نتائجها صعود الحركات الإسلامية شعبياً، وازدياد قوتها وتأثيرها على مجريات الصراع مع “إسرائيل”، ونتج عنها في المقابل ضمور وانحسار قوة حركات أخرى وطنية ويسارية على الساحة الفلسطينية. أما المجال الثاني: فهو تحليل الفكر السياسي للحركات الإسلامية الفلسطينية، باتجاهاته المختلفة وتطوراته الناجمة عن العوامل الذاتية والعربية والدولية. فالورقة لا تنهج نهجاً سردياً يتتبع القضية من الزاوية التاريخية فقط، بل تسعى إلى كشف جذور العلاقة بين الحركات الإسلامية الفلسطينية، بناء على التباين الفكري فيما بينها والذي نجم عن اختلاف تفاعلها مع الأحداث والتطورات العربية والدولية.

ينبغي الإشارة إلى مشكلة منهجية تواجه الباحث في مواقف حركة حماس من الحركات الإسلامية الأخرى في فلسطين، وتتمثل أولاً: في أن حركة حماس لم تبلور منهجاً أو فكراً نظرياً سياسياً محدداً وواضحاً منذ بداية نشوئها [2]، بل أخذ فكرها وخطابها السياسي حول فلسطين يتبلوران ويتشكلان بصورة أساسية بعد انطلاقتها أواخر سنة 1987. ولا يعني هذا بأيّ حال أن حماس كانت حين تأسيسها تفتقر لخلفية نظرية، وأنها كانت خالية من أيّ طرح فكري منهجي؛ فهي باعتبارها امتداداً لجماعة الإخوان المسلمين استندت في بلورتها لقواعدها النظرية العامة ولفكرها السياسي لأدبيات جماعة الإخوان المسلمين، واستمدت خطابها من الخطاب السياسي والفكري الذي كان يطرحه الإخوان المسلمون الفلسطينيون في أنشطتهم الجامعية والنقابية. كما استفادت الحركة ممّا تمّ تقعيده في المؤتمر التأسيسي (السري) الذي عقد في تشرين الأول/ أكتوبر 1983، أو عند تشكيل جهاز فلسطين سنة 1985. ولا تتناقض هذه الرؤية مع القول إن فكر حماس السياسي قد تبلور ونضج مع مرور الزمن، كما يحدث مع باقي الحركات الأخرى، وعَبْرَ نشاطها وعملها خلال صراعها مع العدو الإسرائيلي خلال الانتفاضة، وعقب توقيع اتفاقات أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية على أراضي قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية، وتبلور فكرها أيضاً نتيجة لعلاقاتها مع الحركات الوطنية والإسلامية الأخرى، مثل حركة فتح وحركة الجهاد الإسلامي.

والمؤكد لأي باحث في نشوء وتطور حماس، أن فكرها السياسي قد استجاب في الغالب لما طرحته هذه الحركات من أسئلة وتحديات أمامها، وهو أمر يمكن لنا وضعه في إطار أن حركة حماس هي حركة سياسية تشتبك مع المتغيرات التي تحيط بها، فهي متحركة وذات فكر يتفاعل مع حركة الحياة وتطورها، وتتأثر بالبيئة المحيطة بها كما تؤثر فيها [3] . فالباحث مطالب هنا بالتتبع الدقيق لمسار الحركة الفكري، وتجنب الانزلاق نحو التعميمات الفجّة والتوصيفات الدعائية، سلباً أم إيجاباً، والخالية من الدقة العلمية والبحث الموضوعي.

أما المشكلة المنهجية الثانية فتتمثل في أنّ مواقف قيادات ورموز الحركة لم تكن دائماً متطابقة ومتشابهة، بل كان هناك تباينات واختلافات واضحة. والباحث في فكر حركة حماس سيعثر بالتأكيد على مواطن من التناقض في الخطاب، ومن عدم الوضوح في الرؤية والطرح، وسيجد تباينات في رواية الأحداث المتعلقة بالحركة من قبل قادتها ومؤسسيها؛ لذا فإنّ المنهج السليم في تحليل مواقف حماس وقادتها يجب أن يأخذ بعين الاعتبار تأثيرات عامل الظرف الزمني والمكاني، وتأثيرات العامل الذاتي المتعلق بهؤلاء القادة، وهي عوامل فرضت آراء مختلفة حول وقائع هي بذاتها متغيرة، وحول أحداث سياسية مختلفة متلاحقة ومركبة في مضامينها وخلفياتها.الصفحات الأولى من الدراسة العلميّة (نسخة نصيّة HTML)

مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 11/2/2015