مدة القراءة: 2 دقائق

شارك مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت بشخص مديره العام الدكتور محسن صالح ومساعده الأستاذ وائل سعد في المؤتمر الثاني لمنتدى خزانات التفكير في بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي، والذي نظمته مؤسسة تاسام (Tasam) التركية يومي 30-31 /3/2011 في مدينة إسطنبول، وتناول المجتمعون بحث “الدبلوماسية العامة” في بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي.

وقد ضم المؤتمر نخبة من الخبراء والمفكرين والباحثين من مختلف مراكز الدراسات المؤثرة في صناعة القرار في الدول الإسلامية، كما ضم هذا المؤتمر عدداً من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية الإسلامية. وافتتح المؤتمر المدير العام لمؤسسة تاسام الأستاذ سليمان سينسوي (Suleyman Sensoy) بكلمة ركز فيها على أهمية الدبلوماسية العامة في صناعة السياسات الداخلية والخارجية للدول الإسلامية على كافة الصعد السياسية والأمنية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. كما تلاه عدد من الكلمات أبرزها للدكتورة ميثاء الشامسي وزيرة الدولة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وممثل منظمة المؤتمر الإسلامي، وغيرها من الشخصيات الدبلوماسية.

استعرض المؤتمرون في الجلسة الأولى من اليوم الأول الإطار النظري والجهات الفاعلة في مجال الدبلوماسية العامة، وتحدث فيها السفير حسن عبد الوهاب من المركز الوطني للدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية السودانية، كما تحدث الدكتور نورلان سيدان من  مؤسسة الدراسات الاستراتيجية التابع لرئاسة جمهورية كازاخستان، بالإضافة إلى عدد من المتحدثين والمعقبين من مختلف البلدان الإسلامية. وتناولت الجلسة الثانية موضوع الأمن والدبلوماسية العامة، وركز فيها المتحدثون على أهمية الدبلوماسية العامة في الحفاظ على أمن الدول الإسلامية، وضرورة تفعيل الدبلوماسية الشعبية في إطار التغيرات التي طرأت على بعض الدول العربية، ودور خزانات التفكير في هذا الإطار.

وتناول المؤتمرون في الجلسة الأولى من اليوم الثاني النشاطات الاقتصادية والثقافية والدبلوماسية العامة، كما تناولوا في الجلسة الثانية حركات المجتمع المدني والديمقراطية وإدارة الأزمات في الدول الإسلامية، وقد شارك مدير عام مركز الزيتونة الدكتور محسن صالح في هذه الجلسة بمداخلة تحدَّث فيها عن أزمات المجتمعات والدول الإسلامية الناتجة عن ثلاثية الظلم والفساد والاستبداد، والإشكالات الناتجة عن ثلاثية الانقسام السياسي والتخلف الحضاري والضعف العلمي والعسكري. ونبه إلى حاجة المجتمعات والأنظمة الإسلامية إلى تحديد القضايا المرتبطة بالهوية والمسارات والأولويات، معتبراً ذلك شرطاً في عملية التطور والتفوق الحضاري.

وأوضح د. محسن محمد صالح أن تحدي النهضة الحضارية جوهره صناعة الإنسان، وإيجاد علاقات صحية وإيجابية بين دوائر الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والإنسانية. غير أن النهضة الحضارية في عالمنا الإسلامي، وخصوصاً تلك المحيطة بفلسطين التي تقع تحت الاحتلال الإسرائيلي، تواجه تحدياً حقيقاً في أن “إسرائيل” تعدُّ أي عملية وحدوية ونهضوية تستكمل أسباب القوة والتفوق بمثابة تهديد خطير لها، وإخلالاً بالتوازن الاستراتيجي للقوى في المنطقة. وهو قد يدفع “إسرائيل” إلى الوقوف بوجه التطورات الإيجابية الثورية التي يشهدها العالم العربي.

وتأتي مشاركة مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في هذا المؤتمر ضمن أحد أولوياته في التواصل مع مؤسسات البحث العلمي في العالم، ومراكز صناعة القرار في الدول الإسلامية. ولقي المركز اهتمام العديد من الشخصيات والخبراء والمتخصصين من مختلف مراكز الدراسات وخزانات التفكير الرسمية وغير الرسمية، والذين أبدوا اهتماماً بإصدارات المركز ونشاطاته مبدين استعدادهم للتعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.

مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 4/4/2011