مدة القراءة: 3 دقائق

 

شهدت العاصمة السوريّة دمشق صباح الخميس 3/7/2008 انطلاق الحملة الأهليّة لاحتفاليّة القدس عاصمة الثقافة العربيّة لعام 2009، خلال حفلٍ حاشد في فندق الشام، حضرته نحو 150 شخصية من المثقفين والأدباء والأكاديميين والإعلاميين والفنانين، إلي جانب شخصيات دينية إسلامية ومسيحية.

 

 وألقى كلمة مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت، إحدى المؤسسات الراعية للحملة الأهليّة، مدير عام المركز د. محسن محمد صالح، الذي تحدّث عن نموذجيْن في حكم القدس علي مرّ الستّة آلاف سنة الماضية، الأول يمثّل عقلية الجامعة؛ وهي عقلية تؤمن بالتعدّد والتعايش والسلام في ظل العدل، وفي مقابلها عقلية مانعة؛ تحكم ولكنها تنفي الآخر، تحكم بانعزالٍ وانفراد، وهي مستعدّة للبطش في سبيل السيطرة، وهو ما يؤدّي إلي الفساد والفتن والحروب، وأوضح أنّ الحضارة العربية والإسلامية مثّلت العقلية الجامعة التي وسِعَت الجميع، أمّا العقلية المانعة فهي عقلية المشروع الصهيوني، التي تلغي الآخر ولا تؤمن بالتعدد والتعايش، وقال: إنّ العقلية الصهيونية تنشط وتعمل ليل نهار لإثبات باطلها. لا ينشطون فقط في الكيان الصهيوني وإنما ينشطون أيضاً في العالم الغربي، حيث يعملون ليل نهار في الجامعات ومراكز الأبحاث، يموّلون الأبحاث، ويدفعون الملايين، حتي أصبحت المكتبات الغربية زاخرة بمراجعهم وكتبهم وباطلهم. وهذا يلقي علي الأكاديميين والمثقفين مسؤوليات كبيرة، ولكن لا بد أنْ نعترف بأنّ معاناتنا كبيرة، لأنّ ما يصرف في عالمنا العربي علي الأبحاث والدراسات ضئيلٌ جداًَ، وطالب الأنظمة العربيّة بتوفير بيئات تضمن الحرية والإبداع لأصحاب الأقلام، وأن تعود العقول المهاجرة ليتوقف نزيف الأدمغة، ولتجاوز تلك الثقافات التي تقول إنّ قدم اللاعب مكرّم أكثر من عقل الباحث والكاتب، مضيفاً: نريد أنْ يكون لنا باحثون ومؤسسات وأنْ تكون أبحاثنا أصيلة جادة وموثّقة تدخل في العمق وتدافع عن حقّنا في أرضنا، وشدّد علي ضرورة التركيز علي الأبحاث والدراسات وتكثيف الجهود للاستفادة من الطاقات الهائلة للكتابة حول القدس، وتوجيه طلبة الدراسات العليا للكتابة حول القدس، داعياً إلى أن تكون هناك مقرّرات دراسية في الجامعات حول القدس ولجنة مسؤولة تسمّي أكاديميون أو علماء من أجل القدس ، وإنشاء موقعٍ علي الإنترنت لتداول الأبحاث حول القدس.

وامتدّت أعمال الاجتماع على مدار يوم كامل جرت فيه عدة جلسات، وتوصل المجتمعون إلى القرارات التالية:
1- إطلاق الحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009م.
2- اعتبار المشاركين في هذا الاجتماع أعضاء في الهيئة التأسيسية للحملة.
3- التوافق علي اختيار هيئة رئاسة للحملة تتشكل من الأستاذ الدكتور إسحاق أحمد فرحان من الأردن رئيساً للحملة وكلاً من الأب الدكتور أنطوان ضو (لبنان)، والدكتور الصديق المجتبي (السودان)، والأستاذ أحمد عبد الكريم (سورية) نواباً للرئيس.
4- التوافق علي اختيار لجنة تحضيرية برئاسة الدكتور محمد أكرم العدلوني الأمين العام لمؤسسة القدس الدولية، وبعضوية عشرين هيئة ومؤسسة وشخصية، علي أن تختار هذه اللجنة لاحقاً خمسة إلي سبعة شخصيات مكملة للجنة.
5- إقرار أعمال المكتب التنفيذي المؤقت الذي وضع التحضيرات اللازمة لإطلاق هذه الحملة، ووَضْع بنيته بين يدي اللجنة التحضيرية لاستكمالها واعتمادها.
6- استعرضت الحملة المشاريع والبرامج والمبادرات المقدمة من المكتب التنفيذي المؤقت وأبدت الملاحظات والمقترحات من خلال نقاش مفتوح ومداولات معمَّقة جرت في ورش عمل متخصصة، علي أن ترفعها إلي اللجنة التحضيرية للبتِّ فيها.
7- ترفع الهيئة العامة للحملة رئاسةً وأعضاءً أسمي آيات الشكر والتقدير والعرفان لسورية قيادة وحكومة وشعباً لاحتضانها فعاليات إطلاق هذه الحملة.
8- أكدت الهيئة العامة للحملة علي أن جهدها الأهلي والشعبي إنما هو جهد مكمل للجهود الرسمية التي تقوم بها مختلف الجهات الفلسطينية والعربية.
9- تهيب الحملة الأهلية لاحتفالية القدس بكافة رجال الأعمال والاقتصاد، والمؤسسات الراعية للثقافة والفكر، وعموم الهيئات والمؤسسات العربية والإسلامية تقديم الدعم الكافي لتنفيذ المشروعات التي استعرضتها في اجتماعها.

القدس العربي 5/7/2008

إضغط على الروابط التالية للإطلاع على: 

>> وقائع مؤتمر إنطلاق الحملة الأهليّة لاحتفاليّة القدس عاصمة الثقافة العربيّة 2009

>> البيان الختاميّ للحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009