مدة القراءة: 8 دقائق

 

بقلم: د. رائد نعيرات، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح -فلسطين.

مقدمة عامة:

تعتبر عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية من أكثر القضايا التي تسيطر على الساحة الفلسطينية، وتتعاظم النظرة لها هذه الايام لما يعتري الساحة الفلسطينية من تفسخ سياسي وجغرافي واجتماعي، فبعيد سيطرت حماس على قطاع غزة اعلنت وزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس عن عقد مؤتمر للسلام في الخريف القادم، وبدأت حمأة اللقاءات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الاسرائيلي ايهود اولمرت، ولكن في المقابل ورغم هذا الزخم المتسارع سواء في التصريحات او اللقاءات الماراثونية الا اننا نلمس ان هناك مفارقات غير منطقية، فمؤتمر السلام بدأ يتقزم الى ان تحول الان الحديث في بعض التصريحات عن لقاء على مستوى وزراء الخارجية وليس على مستوى الرؤساء.

في المقابل جميع اللقاءات التي جرت لغاية الان بين الرئيسين الفلسطيني والاسرائيلي توسع من الهوة بدل أن تضيقها، حيث انه بات واضحا ان الجانب الاسرائيلي ليس لديه ما يقدمه وان كان على مستوى ما بات يطلق عليه فلسطينيا “القضايا اليومية” أو إسرائيليا “القضايا الانسانية”. كحركة المواطنين، والتكامل الجغرافي بين اجزاء الضفة الغربية، الاقتحامات اليومية للمدن والقرى، والاعتقال، والمبعدين الذين في الاصل انتهت قانونيا مدة إبعادهم……الخ.

ورغم هذه الاجواء الا ان الحديث عن عملية السلام ما زال هو اللاعب الاساسي في المنطقة ويعود ذلك لعدة اسباب:

1-الوضع الفلسطيني الحرج والذي تتوج بانقسام الجغرافيا الفلسطينية الى قسمين ،قسم تحت سيطرت حماس ويرفض الاستمرار بالعملية السلمية على نفس القواعد والاسس،وقسم اخر في الضفة الغربية يرتكز على العملية السلمية كاساس للوجود .


2-الوضع الدولي
ممثلا بالولايات المتحدة الامريكية والتي تريد منفذا تحقق من خلاله النجاح او حتى استغلاله في الانتخابات القادمة كتعويض لها عن الانتكاسات التي لحقت بها في العراق وعلى صعيد الملف النووي الايراني .


3- الوضع الاسرائيلي.
حيث ان الحالة الاسرائيلية الراهنه وبيعة الضعف الذي يعاني منه ايهود اولمرت بصفته اضعف رئيس وزراء اسرائيلي لغاية الان ليس فقط سياسيا وانما كذلك عسكريا فهو لم يستطع ان يقدم شيا على صعيد اعادة الجنود المخطتفين سواء في غزة او في لبنان ،وضاعف من انتكاسته ما لحق بسمعة الجيش الاسرائيلي في لبنان ،علاوة على عدم قدرته على ايقاف صواريخ حماس .


4- الوضع الاقليمي،
فمما لا شك فيه ان التفاعلات الاقليمية منذ عام 2002م قد دخلت في منعطفات حادة ،فهي محجوب عنها التدخل في الملف العراقي ،وليس باستطاعتها ان تساعد في الملف النووي الايراني ، وفي المقابل لديها ريبة كبيرة من مشروع حماس وذلك على عدة صعد قد يكون من أبرزها:

أ)نجاح المشروع سيثبت ان الانظمة العربية فاشلة حيث انها لم تستطع ان تفعل ما فعلته حركة صغيرة كحماس.

ب) نجاح المشروع سيفتح شهية الحركات الاسلامية الاخرى على ممارسة نفس النهج ونفس الطريقة .

هذه الاسباب جميعها تجعل من عملية السلام الاغنية المفضلة للفضاء السياسي الفلسطيني بكل تقاطعاته السياسية وحيثما ذهبت معزوفات ومقاطع الأغنية في اي بقعة جغرافية، وتجعل المحللين والمراقبين في ذهول من الأمر خاصة عندما تنتهي اللقاءات وتسمع التصريحات ممن شاركوا في هذه اللقاءات او ممن صنعوها ،وابعد من هذا عندما يتم الحديث عن مستقبل عملية السلام حيث ان طابع التشاؤم هو الذي يغلف جميع التوقعات من الاطراف صاحبة المصلحة في تبيان عكس ذلك.

محددات مستقبل عملية السلام في الشرق الاوسط:

هناك جملة من المحددات التي تلعب دورا في تحديد مسار عملية السلام في الشرق الاوسط بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي خلال الخمس سنوات القادمة ومنها:

1-المحدد الفلسطيني ويعتمد هذا المحدد على مجموعة من الضوابط التي من شانها ان تحدد اتجاه بوصلة عملية السلام في الفترة القادمة ومن اهمها:

أ)قدرة حركة حماس على التعايش مع المراحل المختلفة للصراع ،والتغلب على ما يكتنفها من اشكاليات في قطاع غزة .

ب)حركة حماس وقدرتها على التعايش مع الوضع الجديد في الضفة الغربية وصناعة بيئة من خلالها تستطيع ان تتعايش وتعمل بشكل يجعلها تنمو .

ج)حركة فتح وقدرتها على معالجة قضاياها الداخلية وتجميع صفوفها بحيث تعيد اللحمة والتناسق للجسم الفتحاوي المبعثر .

د) قدرة فتح وحماس على صناعة برنامج سياسي موحد يقوم على الوحدة الحقيقية ويكون قادر على رسم سياسة فلسطينية عامة وموحدة تفصل بين التكتيكي والاستراتيجي وقائم على وضح الاهداف وغموض الوسائل.

في حال تحققتت النقطتين أ+ب تكون حماس بحاجة الى بلورة برنامج سياسي يؤهلها السيطرة على مقود العملية السياسية ، حيث إنها وقت إذ تكون قد اثبتت عدم امكانية اقصاءها وفي نفس الوقت هي بحاجة لاثبات قدرتها في ادارة دفة الحكم وتحقيق البرنامج السياسي للحركة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وهذا لن يتحقق الا اذا حكمت الحركة واثبتت صدقية النظرية التي تدعيها الحركة.وكما هو معلوم ان حماس هي القادرة على صنع السلام ولكن حماس لا تمتلك لغاية الان نية السير في العملية السلمية .

اما فيما يخص حركة فتح فستبقى تواجه مشكله في صنع السلام الكامل على الرغم انها اقدر من حماس في الوقت الحالي على ادارة علاقات السلام ويعود ذلك لعدة اسباب ومن اهمها:

1- حركة فتح بصفتها التنظيمية وما تعانيه من ترهل تنظيمي لن يكون بمقدورها السيطرة على نتائج العملية السلمية خاصة اذا لم تكن حماس في خندقها واصطفت حماس في الصف المقابل.

2- حركة فتح لم يعد لديها ما تقدمه من استحقاقات العملية السلمية سوى قضية اساسية وهي التخويف من انه اذا لم يتم الحل معها فسيتم مع حماس الاكثر تشددا وهنا سيكون مطلوب من فتح تقديم تنازلات في العملية التفاوضية تجعل العملية بالكامل مرفوضة.

اما المحدد الابرز فهو اصطفاف فتح وحماس خلف سياسية فلسطينية موحدة، وفي هذه الحالة تستطيع فتح ان تدير علاقات السلام بشكل جيد وتستطيع حماس في النهاية ان تلعب الدور المكمل في صناعة السلام.

2-المحدد الثاني: وهو المحدد الإسرائيلي:

حيث ان طبيعة التطورات على الساحة الإسرائيلية خاصة إذا فاز بنيامين نتنياهو في الحكم كما تشير اغلب الاستطلاعات لغاية الآن فإن نتنياهو سيستغل عدم القدرة الفلسطينية من اجل التخلص من روح ما بعد أوسلو والإبقاء على الفلسفة التي قام عليها أوسلو، وهنا لن يحدث أي تقدم في العملية السلمية وقد تكون التطورات القادمة وقت إذ تتجه باتجاه تصاعد أعمال العنف المزدوج.

3- المحدد الثالث: الوضع الإقليمي والدولي:

بات الوضع الإقليمي والدولي مرتبط بشكل لا يمكن الفصل بين جزئيه فيما يخص العملية السلمية، خاصة إذا تم الحديث عن حرب إقليمية -دولية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، حيث أن هذه الحرب ستختلف عن سابقاتها وذلك على عدة صعد:

أ) سيكون لبعض الدول الإقليمية في المنطقة دور بارز وبالذات سوريا.

ب) لن تستطيع إسرائيل أن تبقى محايدة حيث سيدخل حزب الله وحماس على خط الحرب من اجل استغلال المكون الجديد .

ج)ستواجه الدول العربية في المنطقة إشكالية الثمن إذا أرادت أن تبقى محايدة .


السيناريوهات المحتملة:

1 السيناريو الأول: وهو عدم الاتفاق على أي شيء سوى بعض التصريحات واللقاءات وعدم تقديم أي طرف أي تنازل حقيقي وما يدعم هذا السيناريو ما يلي:

1-شعور كل طرف بان شريكه اضعف من أن يصنع السلام .

2-شعور كل طرف أن المرحلة المقبلة غامضة ويجب أن يحافظ على قوة تنظيمه وتماسكه الداخلي.

3-شعور الطرفين بأن المجتمع الدولي غير ناضج وغير موحد بما فيه الكفاية لصناعة السلام.

لذا ستركز هذه المرحلة على تفعيل علاقات السلام بشكل كبير، تركيز الأطراف وبالذات الفلسطيني والإسرائيلي على ثوابت كل منهما، محاولة كل منهما خدمة الآخر داخليا عبر تبيان أن الطرف الآخر لدية قابلية الحل، وتقديم بعض التسهيلات الشكلية والرمزية.

لكن رغم إمكانية حدوث هذا السيناريو فإن أيا من الأطراف المشاركة لن يخرج ويسمي نتيجة المؤتمر كما طرحت في هذا البحث، بمعنى استحالة الاعتراف بفشل المؤتمر وذلك لعدة أسباب:

1. وجود طرف فلسطيني بات يشكل تهديدا لوجود فتح كربان للمركب الفلسطيني.

2. وجود طرف إسرائيلي منافس لأولمرت ومتمثل بالليكود.

3. وجود أطراف عربية تشارك لأول مرة في اجتماع من هذا النوع، ومعنى فشل هذا الاجتماع أن دورها الإقليمي أصبح مثار شك، وهي لن تسمح بذلك، خاصة المملكة العربية السعودية.

نتيجة لذلك من المتوقع في حالة تحقق السيناريو الأول أن تكون السياسات المتبعة للخروج من مأزق الفشل، كالآتي:

– أن تصاغ أسباب عدم التوصل إلى حل متكامل، بشكل يدرج بعض الأطراف المعارضة لمثل هذا الحل كعقبة أمام اكتماله بالإشارة إلى حركة حماس في الساحة الفلسطينية الداخلية، وبعض الأطراف الإقليمية، ويلقى على كاهلها عدم تحقيق السلام بسب مواقفها وسياساتها.

– تعمل إسرائيل على تقديم قضايا رمزية لأبو مازن، يكون له صدى إعلامي واسع، وان كان آنيا بالطبع، إلا أن القائمين على هذا المؤتمر أو الاجتماع سيضمنوا تخفيف الضغط الإعلامي عن إخفاق المؤتمر في وضع حلول متكاملة، وسيخلقوا جزء من الانجازات الشكلية لتأخذ قطاعا من الاهتمام الإعلامي، ومن المرجح أن تكون عودة مبعدي كنيسة المهد أحد هذه الأمور إضافة لإطلاق سراح بعض الأسرى أو السماح لعمال السلطة العمل في مشاريع إسرائيلية أو إعادة انتشار الحواجز بالية عمل جديدة.

– يقدم المؤتمر مشاريع اقتصادية ضخمة لإقامتها في الضفة الغربية، وإذا ما نظرنا إلى الدول المشاركة كالسعودية والإمارات كما يتوقع إضافة إلى الرباعية، فإنها لن تبخل على تمويل مشاريع اقتصادية، مقابل ألا تظهر في أول مشاركة لها في هكذا مؤتمر كدول أخفقت في التأسيس لسلام نهائي.

وفي مثل هذه الصورة للمرحلة القادمة، لن نجد من حركة حماس إلا أنها ستعمل على الوقوف على كل نقطة من السياسات المتوقعة من إسرائيل والسلطة بالتفنيد، أو الإفراغ من المضمون وذلك على النحو التالي:

– بالنسبة لإزاحة فشل المؤتمر كما في السيناريو الأول إلى حماس وبعض الأطراف الإقليمية، فإن ذلك لن يكون مقنعا للشارع الذي ألف حركة حماس كمعارض لمسار التسوية الحالي، وبالتالي ليس اعتراض حماس بالأمر الطارئ حتى يفشل أو ينجح مؤتمر. ومن زاوية أخرى فإنه إذا كان لدى حماس قوة التأثير هذه لتنجح أو تفشل مؤتمر فغن هذا يعني أن سياسة المجتمع الدولي في عزل حماس هي التي أفشلت المؤتمر. وهذا ينسحب على الأطراف الإقليمية كسوريا وإيران.

– أما بالنسبة لما يمكن أن تقدمه إسرائيل من قضايا رمزية، فمن المتوقع أن تكون سياسات حماس بشأنها كالتالي، قضية المبعدين وحسب الاتفاق الذي وقع في عهد أبو عمار هي منتهية من سنوات والمسالة ليست سوى عدم التزام إسرائيل بالاتفاق، لذلك لا يمكن اعتبار ذلك انجازا. أما بقضية الأسرى، فإنه عاجلا أم آجلا سيجري تبادل أسرى فلسطينيين بجلعاد شاليت وهذا سيفقد قيام إسرائيل بإطلاق بعض الأسرى بالتنسيق مع أبو مازن الفائدة المرجوة منه. أما الحديث عن العمل داخل إسرائيل، فهي مجرد حلول غير آمنة لتحسين الوضع الاقتصادي للمواطن الفلسطيني.

– وبالحديث عما يمكن أن تقدمه دول الخليج المشاركة أو دول أوروبية أخرى من مشاريع اقتصادية وتسجيلها كانجاز للمؤتمر، فمن المؤكد أن حماس سترحب بأي مساعدة اقتصادية كونها تنادي بذلك الأمر، ومن المتوقع أيضا أن تشير إلى أن المساعدات العربية والأوروبية هي سابقة للمؤتمر وسابقة لوجود حماس في الحكم، ولا يمكن اعتبارها نقاطا تسجل كنجاح للمؤتمر.

2 السيناريو الثاني :عدم الاتفاق نهائيا وكل طرف يبدو متشددا أكثر من الآخر في قضايا الحل النهائي. والسبب في ذلك يعود إلى:

أ)يمنح كل طرف الطرف الآخر كاريزما التمسك بقضايا الحل النهائي والثوابت.

ب)تقوم إسرائيل باستدامة الوضع في الأراضي المحتلة الذي يغيب به الرقيب الآن مما يعقد الأمور أكثر فأكثر بحيث لو أتت حماس تتسلم وضعا لا يمكن التعايش معه أو الضياع في محاولة إصلاحه.

ج)استنفاذ قوة حماس، بحيث تستنفذ قوة مقاومتها ومعايشتها في القطاع ، وفي نفس الوقت تبقى حالة الغموض والترقب التام في الضفة الغربية ما بين فكين الفك الإسرائيلي والفك القادم من السلطة الذي يخشى تكرار تجربة القطاع.

في مثل هذا السيناريو من المتوقع من الأطراف المشارك في المؤتمر أن تتخذ نفس السياسات التي أوردها الباحث في السيناريو الأول عدى ما هو متعلق بالتسهيلات الإسرائيلية الشكلية، مضافا إليها الآتي:

– سيعمل كل من الطرف الفلسطيني والإسرائيلي على استثمار عدم التوصل إلى حلول جذرية، بحيث يبدو كل طرف على أنه احرص جهة على الثوابت الخاصة بالجهة التي يمثلها، وكلا الطرفان بحاجة إلى هذا الاستثمار لتحصيل الدعم الشعبي اللازم لبقاء كاديما وفتح على رأس أنظمة الحكم في إسرائيل والسلطة

– أما بالنسبة للأطراف العربية المشاركة، فستعمل على توجيه إعلامي مكثف يظهرها على أنها الداعم الأساسي للثوابت الفلسطينية، ومجرد مشاركتها في هذا المؤتمر قد شكلت حصنا منيعا لحقوق الفلسطينيين، وعملت على تقوية الموقف الفلسطيني أما الضغوط الإسرائيلية والأمريكية، وبذلك ستكون هذه الأطراف العربية مستثمرة أيضا في سبيل تأييد شعوبها لان رفض التنازل لإسرائيل سيعني عكس نبض الشارع العربي، المنسجم مع هذا التوجه.

– أما بالنسبة لما يمكن أن يصدر عن حماس بخصوص هكذا سيناريو، فان الحركة ستكثف نشاطها في الشارع لتكرس توجهها بأن الجانب الإسرائيلي من لديه مشكلة ولا يمتلك ما يقدمه للفلسطينيين، وفي الوقت الذي سيسعى فيه أبو مازن لتبينا حرصه على الثوابت وعدم التنازل عنه، ستروج حماس لفكرة أن مسارها في التعامل مع الاحتلال هو الصحيح، وستفسر تصريحات أبو مازن وفريقه المفوض بعدم تنازلهم عن الثوابت علة أنه اعتراف ضمني بان مسار حماس هو الأنسب للتعاطي مع الاحتلال.

3-السيناريو الثالث: وهو سيناريو قد يحدث على المدى المتوسط .

الحل مع فتح الضعيفة وتحييد حماس القوية ولا نخرج عن المحددات الإسرائيلية، وتكون حماس مجبرة على التعامل مع الواقع الجديد. ويقوم هذا السيناريو على نفس الأسس التي قام عليها الانسحاب من قطاع غزة، والسبب في ذلك يعود إلى:

– هناك تجربة وهي غزة حيث انتهى الوجود الفيزيائي للاحتلال وبقي الوجود الفعلي.

– الحل مع حماس لا يمكن، وبدون حماس لا يتم تخيله.

– فتح في حالة ضعف كبير وبالإمكان التوصل معها لحل مرحلي يبدو نهائي وقد يتحول إلى حل نهائي.

– سيضعف هذا السيناريو من حجة حماس ويجعلها أن تمارس الحكم أشبه استقلالي في كامل إرجاء اللون وعندها عليها أن تدفع استحقاقات الوصول إلى الحل النهائي.

– هذا السيناريو من شانه أن ينتج قوة ثالثة فلسطينية قادرة على مخاطبة الجماهير وهو ما يتعسر الآن نتيجة وجود المقاومة.

أن تفحص إمكانية تحقق أي من السيناريوهات القادمة يقود إلى أن السيناريو الأول هو أكثر السيناريوهات القادمة تحققا خلال العام القادم، ومن ثم يصبح السيناريو الثالث هو السيناريو الأكثر قبولا للتحقيق، وموائما لأي تغيير في المحددات سالفة الذكر وعلى مختلف مستوياتها.

تأسيسا على هذا السيناريو، يمكن التنبؤ بما سيلي هذا السيناريو من سياسات وذلك على النحو التالي:

* ستعمل جميع الأطراف المشاركة في المؤتمر على تقوية حركة فتح وأبو مازن وتقديم الدعم المالي والسياسي المألوف والمكرر، رغم الشكوك حول جدواه في إضعاف الأطراف الفلسطينية الأخرى وبالذات المناهضة لعملية السلام، وسيتم العمل على ترسيخ فكرة المقارنة بين حكمين احدهما في غزة والآخر في الضفة.

* سيتم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة، نتيجة التخوف من تغلغل حماس في الضفة فيما لو حصل انسحاب كما هو الحال في غزة

* بالنسبة للأطراف العربية ستلعب دور مهما في تحييد حماس، أو المحافظة على ضمان صمتها، وهذا ضمن حالة من المهادنة بينها وبين حماس تضمن بعض الالتفات إلى الوضع الإنساني في غزة.

* من المشكوك فيه أن تتعاطى حماس مع هكذا سيناريو كما يطمح له المشاركون في المؤتمر الدولي، فبكل سهولة من الممكن أن تلوح حماس باستئناف نشاطاتها العسكرية ضد إسرائيل وكأنها تريد القول أن الحل بدون حماس ليس حلا، لان المشكلة ليست مع فتح بالأساس. وفي حال جرى أي انسحاب من الضفة فإن موقف حماس سيكون أكثر قوة في الضفة بسب توفر حالة من الأمن الجزئي كما هو الوضع في غزة.

11/9/2007