معلومات النشر:
- العنوان: السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه إفريقيا: السودان نموذجاً.
- تأليف: عامر خليل أحمد عامر.
- عدد الصفحات: 160.
- الطبعة: الأولى آب/ أغسطس 2011.
- الناشر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات - بيروت.
أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات كتاباً جديداً بعنوان "السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه إفريقيا: السودان نموذجاً"، للباحث عامر خليل عامر.
يقع الكتاب في 160 صفحة من القطع المتوسط، وهو يدرس السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه إفريقيا، متخذاً السودان نموذجاً لها، ويناقش أهداف تلك السياسة في ضوء المراحل المختلفة التي مرت بها العلاقات الإفريقية الإسرائيلية صعوداً وهبوطاً، ووسائل تنفيذ تلك السياسة والمؤسسات التي تشرف على تطبيقها، مشيراً إلى أن القارة الإفريقية احتلت مكاناً متقدماً في سلم أولويات الحركة الصهيونية منذ تأسيسها، حيث طُرحت أوغندا لتكون وطناً قومياً لليهود في مطلع القرن الماضي، وكان من أسباب الاهتمام الإسرائيلي بالقارة التأثير على الأمن المائي العربي، حيث نهر النيل وأهميته الاستراتيجية لمصر والسودان ودول أخرى، وتهديد الملاحة العربية في البحر الأحمر ومنع تحوله إلى بحيرة عربية، وإضعاف التأييد الإفريقي للقضايا العربية.
كما يتناول الكتاب رؤية "إسرائيل" للسودان كدولة، مستعرضاً تاريخ علاقة "إسرائيل" مع السياسيين السودانيين، التي يشير إلى أنها بدأت في وقت مبكر من عقد خمسينيات القرن الماضي، موضحاً أن الحرص الإسرائيلي على إقامة علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع السودان تركّز من خلال استراتيجية إسرائيلية أساسية مفادها أن توثيق العلاقة مع الدول الإفريقية سيوفر مخرجاً لـ"إسرائيل" من العزلة في المنطقة العربية، وذلك من خلال إيجاد قواعد وعلاقات تجارية وسياسية وأمنية تشكل بديلاً عن العلاقة مع الأطراف العربية. كما يبيّن الأطماع الإسرائيلية في الماء والنفط السوداني، وتوظيف "إسرائيل" للعلاقة مع السودان في عهد الرئيس السابق جعفر النميري في تهجير يهود الفلاشا.
ويتطرّق الكتاب كذلك إلى دور "إسرائيل" في تفتيت السودان من خلال علاقاتها مع حركة تحرير جنوب السودان والدعم الكبير الذي قدمته لها في مراحل مختلفة، وصلة زعيم الحركة جون قرنق بـ"إسرائيل" وزياراته المتعددة لها، مشيراً إلى دور دول الجوار التي لها علاقات مع "إسرائيل"، أوغندا وأثيوبيا وزائير وكينيا، كقواعد متقدمة للنفاذ إلى جنوب السودان، كما يتناول في سياق التفتيت قضية دارفور والدور الإسرائيلي فيها، ومواقف القيادات الإفريقية وتأثير اللوبي اليهودي في دفع دارفور إلى سلّم الاهتمام العالمي ومائدة مجلس الأمن الدولي.
ويتناول أيضاً تداعيات السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه إفريقيا على الأمن القومي العربي بشكل عام والأمن القومي المصري والسوداني بشكل خاص، مشيراً إلى أن هذه السياسة تجاه إفريقيا والسودان ما زالت تهدد أمن العرب في البحر الأحمر وثرواتهم من النفط والماء، حيث ترنو "إسرائيل" إلى دول حوض النيل وتحاول التأثير على مجرى نهر النيل. ويضيف أن الاكتشافات النفطية في جنوب السودان وغربه زادت من المخاطر التي تهدد الأمن الاقتصادي العربي، فيما يجعل الوجود الإسرائيلي في البحر الأحمر العديد من الدول العربية في معرض التجسس والرقابة الإسرائيلية المباشرة.
وختاماً يضع الكتاب عدداً من التوصيات لمواجهة التهديدات الإسرائيلية للعمق العربي في إفريقيا، تتضمن توثيق العلاقات الإفريقية العربية وإنهاء الخلافات بهذا الصدد بما يضمن خدمة المصالح المشتركة وصدّ التغلغل الإسرائيلي في القارة الإفريقية، والانتباه لمسألة تمايز الأعراق واختلاف الأديان في المجتمعات الإفريقية والعربية وتوظيف "إسرائيل" لها لخدمة أهدافها ومصالحها، من خلال تفهم هذا الاختلاف ورفع الظلم الواقع على الطوائف غير العربية، ومساعدة الأفارقة الذين يعانون الفقر الشديد في ظلّ الحروب والصراعات غير المتوقفة، التي تستغلها "إسرائيل" للنفاذ إلى العمق الإفريقي وتأجيج الصراعات فيها لتبقى جميع الدول في حاجة لعونها ومساعدتها، وخاصة في مجال السلاح