عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات يوم الأربعاء 1 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 “لقاء خبراء”، بحضور ومشاركة نخبة من الخبراء والباحثين والمختصين في الشأن الفلسطيني، عبر تقنية مؤتمرات الفيديو (الزووم Zoom).
تناول النقاش أبرز المتغيّرات في السياسة الإقليمية الإسرائيلية، وخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة التي طرحها في 29/9/2025، إضافة إلى التصوّر الإسرائيلي لمستقبل الدور السوري في الصراع العربي – الصهيوني، وردود الفعل التركية والإيرانية تجاه السياسات الإسرائيلية، بهدف بناء تقدير موقف مع محاولة استقراء المسارات المحتملة.
وتمّ تقديم أربع مداخلات في البداية تحدّث فيها د. مهند مصطفى وأ. د. وليد عبد الحي ود. أحمد عطاونة والأستاذ عاطف الجولاني؛ حيث حلَّلوا مختلف جوانب التغيرات وانعكاساتها. ورأى المشاركون أنّ الكيان الإسرائيلي تأسس على فكرة الإلغاء والتهجير، وأنّ ما يُعرف بـ”خطة الحسم” تُمثّل استمراراً لهذه السياسات. وأشاروا إلى أنّ الاستراتيجية الأمنية بعد طوفان الأقصى تحوّلت إلى استراتيجية هجومية، وتحوّلت من الردع بالتهديد إلى الردع بالتدمير، وضرب الهدف في مهده، وتكييف المنطقة وفق المعايير الإسرائيلية.
وحول خطة ترامب المطروحة في 29/9/2025، رأى الخبراء أنّها في جوهرها رؤية إسرائيلية، وأنّها أعادت صياغة عناصر من “صفقة القرن” بما يتوافق مع هذه الرؤية. كما خلص النقاش إلى أنّ “إسرائيل” تعمل على إقصاء سورية من معادلة الصراع في ظلّ تراجع محور المقاومة.
وأشار المتحدثون إلى أنّ السياسات الإسرائيلية دفعت إيران نحو تعزيز شراكاتها مع روسيا والصين والانفتاح على العالم العربي والإسلامي، فيما عبّرت تركيا عن قلق متزايد من السلوك الإسرائيلي في فلسطين وسورية، بالتوازي مع تراجع ثقتها بالولايات المتحدة.
ولفت الخبراء إلى اختلاف مواقف الدول تجاه خطة ترامب؛ فبعض الدول شعرت بالارتياح نسبياً من مضامين خطة ترامب التي نصّت على أنّه لا ضم ولا تهجير، على الرغم من أنّها تتعارض مع المزاج الشعبي والنخبوي. كما لاحظوا أنّ الدول الموقّعة على اتفاقيات تطبيع، أصبحت تشعر أنّ تلك المعاهدات لم تعد توفّر لها حماية كافية وأنّها أصبحت أكثر عرضة للتهديد، ما جعلها تشعر بحاجة متزايدة للدفاع عن مصالحها، مع تراجع الثقة بالولايات المتحدة كشريك موثوق.
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2/10/2025
أضف ردا