مدة القراءة: 16 دقائق

إعداد: أ. د. وليد عبد الحي.[1] 
(خاص بمركز الزيتونة). 

مقدمة: 

في سنة 1967، عقد وزراء خارجية خمس دول آسيوية وهي إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلند، مؤتمراً تأسست من خلاله منظمة إقليمية دولية تعرف برابطة دول جنوب شرق آسيا أو ما يعرف بـ”آسيان ASEAN”، ثمّ انضمت خمس دول أخرى من الإقليم نفسه في فترات متتالية؛ وهي بروناي وكمبوديا ولاوس وميانمار (بورما سابقاً) وفيتنام، وتمّ قبول تيمور الشرقية سنة 2022 من حيث المبدأ للانضمام كعضو في منظمة الآسيان، ويقدّر إجمالي عدد سكان هذه المنظمة الإقليمية في سنة 2024 بنحو 700 مليون نسمة، فيما يبلغ إجمالي الناتج المحلي، المعادل الشرائي ppp، نحو 10.7 تريليون دولار طبقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي International Monetary Fund لسنة 2025، وهو ما يعادل نحو 5.4% من إجمالي الناتج المحلي العالمي أو ما يعادل نحو 11.3% من إجمالي الناتج المحلي للقارة الآسيوية.[2]



للاطلاع على الورقة العلمية بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي:
>> ورقة علمية: رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وطوفان الأقصى … أ. د. وليد عبد الحي (21 صفحة، 1.6 MB)


وتتباين درجات الاستقرار السياسي لدول المجموعة تبايناً واضحاً، فطبقاً لنموذج “كوفمان Kaufman” لقياس الاستقرار السياسي يتبيّن أن هناك خمس دول تقع في مستوى الاستقرار الإيجابي، وتتصدر سنغافورة بنسبة 1.42، وتليها بروناي بـ 1.37، ولاوس بـ 0.81، وماليزيا بـ 0.17، وكمبوديا بـ 0.04، ولكن بعضاً منها تميل نسبتها للتراجع مثل سنغافورة وكمبوديا، بينما تتحسن نسب بروناي ولاوس مع تذبذب النسبة في ماليزيا. وبالمقابل هناك خمس دول أخرى تقع في دائرة معدل الاستقرار السياسي السلبي بمعدل يتراوح بين 2.13 ميانمار، وتليها الفلبين بنسبة 0.57، ثم إندونيسيا بـ 0.4، ثم تايلند بـ 0.28، وأخيراً فيتنام بـ 0.04، وهو ما يعني أن نحو 75% من سكان دول الإقليم يعيشون في منطقة يصل معدل عدم الاستقرار السياسي الإقليمي فيها إلى نحو 0.63 بالسالب.[3]

وتقع خمس دول من دول المنظمة ضمن مجموعة الدول الديموقراطية الهجينة Flawed Democracy، وذلك بمعدل 6.18 في سنغافورة، و6.27 في تايلند، و6.44 في إندونيسيا، ثم 6.63 في الفلبين، وتقف ماليزيا في أول القائمة بمعدل 7.11. بينما تقع الدول الخمس الأخرى في نطاق الدول السلطوية بمعدل 0.71 في لاوس، و0.96 في ميانمار، وتليها فيتنام بنحو 2.62، ثم بروناي بـ 2.7، ثم كمبوديا بـ 2.94، وهو ما يعني أن 73% تقريباً من سكان الإقليم يعيشون تحت سلطة الديموقراطية الهجينة.[4]

بالرغم من الثقل السكاني والاقتصادي لهذه المنطقة، وبالرغم من أن نحو 42% من سكانها من المسلمين،[5] فإن الدراسات العربية المتعلقة بتوجهات هذه المجموعة نحو الصراع العربي الصهيوني ليست بالقدر الكافي لفهم طبيعة التوجهات السياسية للإقليم من ناحية، وكيفية إدارة العلاقات عربياً معه على أسس علمية من ناحية ثانية، خصوصاً وأن الطرف الصهيوني يُولي هذه المنطقة اهتماماً منذ اللقاءات التاريخية التي جمعت الزعيم الفيتنامي هوشي منه Ho Chi Minh بديفيد بن جوريون David Ben-Gurion، الذي كان في حينه رئيس المنظمة الصهيونية العالمية والذي سيصبح لاحقاً أول رئيس وزراء إسرائيلي، في باريس سنة 1946، وعرض “هوشي منه” عليه إقامة حكومة يهودية في المنفى على الأراضي الفيتنامية، ولكن تطور الأحداث فيما بعد دفعت هوشي منه إلى أن يصف “إسرائيل” بأنها “قاعدة للامبريالية في الشرق الأوسط”،[6] غير أنّ “إسرائيل” تابعت سعيها وتواصلها مع فيتنام إلى أن تمكنت من بناء علاقات وثيقة معها، كما سنبيّنه لاحقاً.

وتقيم “إسرائيل” علاقات ديبلوماسية كاملة مع سبع دول من دول المنظمة، وقد تمّ الاعتراف بين هذه الدول و”إسرائيل” على مراحل متعاقبة؛ فخلال الفترة 1949–1957 تمّ الاعتراف من الفلبين وتايلاند وميانمار ولاوس تباعاً، وفي فترة الستينيات من القرن العشرين اعترفت دولتان هما كمبوديا وسنغافورة، بينما التحقت فيتنام بالاعتراف الديبلوماسي الكامل سنة 1993، بالمقابل ليس لـ”إسرائيل” علاقات ديبلوماسية مع الدول الثلاثة الأخرى في المنظمة، بروناي وإندونيسيا وماليزيا، مع الملاحظة أن العلاقات الديبلوماسية كانت قد قطعت مع كمبوديا ولاوس والفلبين خلال فترات زمنية سابقة ثم أعيدت لاحقاً، وكانت تايلند هي الدولة الأولى من حيث الاعتراف الواقعي De Facto، بينما كانت ميانمار السباقة للاعتراف بـ”إسرائيل” اعترافاً قانونياً De Jure سنة 1953.[7]

أولاً: موقف دول الرابطة من الصراع العربي الصهيوني:

يمكن تقسيم الرابطة إلى ثلاثة مجموعات استناداً لموقفها من الصراع العربي الإسرائيلي بشكل عام، وإلى الحرب في قطاع غزة بشكل خاص:[8]

1. المجموعة الأقرب للموقف الإسرائيلي:

تتمثل هذه المجموعة في سنغافورة وتايلند وكمبوديا والفلبين وميانمار، فهذه الدول لها علاقات ديبلوماسية مع “إسرائيل” وتؤيد “حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وتتصدر سنغافورة مواقف التأييد لـ”إسرائيل” ضمن الرابطة منذ إعلان استقلال سنغافورة سنة 1965، وكان الموقف الرسمي السنغافوري هو الأكثر وضوحاً في نقد طوفان الأقصى ووصفه بالهجوم الإرهابي، لكن سنغافورة أبدت تأييدها للتصويت لصالح منح فلسطين صفة العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، في أيار/ مايو 2024، استناداً إلى تأييدها لحل الدولتين مع التأكيد على حقّ “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها.[9] ويبدو أن سنغافورة تتأثر في قراراتها ببعض الاعتبارات مثل علاقاتها الأمنية والدفاعية والتكنولوجية مع “إسرائيل” من ناحية، والشراكة التجارية والحاجة الطاقوية مع العرب من ناحية ثانية.

أما الفلبين، فمن الضروري الأخذ في الاعتبار أن هناك اتفاقية دفاع مشترك بين الفلبين والولايات المتحدة، وهو أمر يؤثر على مواقف الفلبين من “إسرائيل” من ناحية، ولكن تأثير الكنيسة الكاثوليكية في الفلبين والمسنود من بعض هيئات المجتمع المدني يجعل الموقف أقل انحيازاً من ناحية ثانية، وهو ما سنعود له في الفقرات اللاحقة.

والملاحظ أن بعض دول هذه المجموعة لها علاقات ديبلوماسية مع “إسرائيل” منذ سنة 1953 مثل ميانمار، بينما أقامت لاوس علاقات ديبلوماسية مع “إسرائيل” سنة 1961 ثم قطعتها سنة 1972 لتعيدها مرة أخرى في سنة 2019.

2. المجموعة الأقرب للموقف الفلسطيني:

تُعَدّ الدول ذات الأغلبية السكانية المسلمة، وهي ماليزيا وإندونيسيا وبروناي هي الأقرب للموقف الفلسطيني، فهذه الدول لا تُقيم علاقات ديبلوماسية مع “إسرائيل”، وتؤيد الحقوق الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية، وتنتقد المواقف الإسرائيلية، وتُعدّ ماليزيا الدولة الأكثر وضوحاً في هذا الشأن، وهو ما يتضح في مواقف رئيس وزرائها أنور إبراهيم Anwar Ibrahim خصوصاً وأنه الأكثر تواصلاً مع قيادات المقاومة الفلسطينية، لكن ذلك لا ينفي وجود تقارير تُشير إلى علاقات تجارية متواضعة بين الطرفيْن وخصوصاً قبل نشوب طوفان الأقصى،[10] بينما تبدو إندونيسيا أكثر براجماتية في سياساتها الخارجية مع “إسرائيل” طمعاً في الوصول إلى بعض قطاعات التكنولوجيا الإسرائيلية، مثل الأمن السيبراني والمياه والتطوير الزراعي، وإلى توظيف العلاقات الإسرائيلية الدولية لصالحها، فهي وإن لم تعترف بـ”إسرائيل” إلا أن لها علاقات تجارية وسياحية مع “إسرائيل” إلى جانب تقارير عن اتصالات ذات طبيعة أمنية بين الطرفين، بينما تُشير بعض التقارير إلى علاقات تجارية غير مباشرة، عبر طرف ثالث، بين “إسرائيل” وكل من إندونيسيا وماليزيا.[11]

وقد سعت إندونيسيا وماليزيا في آذار/ مارس 2024 إلى تدخّل محكمة العدل الدولية International Court of Justice للإعلان بأنّ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني، وبأنّ على القوات الإسرائيلية إنهاء الاحتلال، ودفع تعويضات للفلسطينيين. وتختلف هذه الإجراءات في محكمة العدل الدولية عن قضية الجنوب الإفريقي أمام محكمة العدل الدولية، والتي تتعلق مباشرة بهجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر التي شنّتها حركة حماس وتتهم “إسرائيل” بانتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية، وقد خاطب وزيرا خارجية إندونيسيا وماليزيا محكمة العدل الدولية بشأن المسألة القانونية المتعلقة باحتلال “إسرائيل” للأراضي الفلسطينية منذ سنة 1967 وطلبا، وفقاً للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، اعتبار أن الاحتلال الإسرائيلي غير قانوني ككل ويجب إنهاؤه.[12]

وتُشير استطلاعات الرأي في دول الرابطة ذات الأغلبية المسلمة إلى تنامي الاهتمام الشعبي بتطورات معركة طوفان الأقصى، وتُعيد بعض التفسيرات سبب ذلك إلى النسبة العالية من السكان المسلمين في المنطقة أولاً، والقلق من ناحية أخرى من النزوع نحو التطرف الديني بسبب السياسات الإسرائيلية في غزة، وما قد يترتب عليه من نتائج على استقرار الإقليم الذي يضمّ دول الآسيان.

3. المجموعة البراجماتية:

وتتصدر هذه المجموعة فيتنام، وتتمثل أهمية فيتنام في:

أ‌. أنها تحتل المرتبة الثانية في دول المجموعة من حيث إجمالي الناتج المحلي، على أساس المعادل الشرائي، بما يساوي 1.786 تريليون، كما أنها تحتل المرتبة الثالثة في عدد السكان، نحو 98 مليون نسمة.

ب‌. خصوصية العلاقات التاريخية بين منظمة التحرير الفلسطينية والحزب الشيوعي الفيتنامي Communist Party of Vietnam خصوصاً في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، غير أن اتفاق أوسلو Oslo Accords فتح الباب لعلاقات ديبلوماسية إسرائيلية فيتنامية سنة 1993، وبالرغم من أن احتفاظ فيتنام بمواقف التأييد للفلسطينيين في مجال حقّ تقرير المصير وتأييد حل الدولتين والدعوات لوقف إطلاق النار في غزة، إلا أن إيقاع العلاقات الفيتنامية الإسرائيلية يتسارع في مجالات اقتصادية وسياسية ودفاعية، وقال يوسي بيلين Yossi Beilin، الذي شغل مناصب وزراية عدة في الحكومات الإسرائيلية، إنّ العلاقات الثنائية بين فيتنام و”إسرائيل”؛

شهدت تطوراً قوياً على مدى ثلاثة عقود، لا سيّما في مجاليْ التجارة والتكنولوجيا. وقد نمت التجارة الثنائية من عشرات الملايين من الدولارات الأمريكية إلى عدة مليارات دولار أمريكي في الوقت الحاضر، بما في ذلك العديد من المنتجات التكنولوجية والمركبات الكهربائية والمعدات الميكانيكية التي تُشحن من فيتنام إلى إسرائيل. في غضون ذلك، كثّفت الشركات الإسرائيلية استثماراتها ونقل التكنولوجيا في قطاعي الزراعة الذكية والأمن السيبراني إلى فيتنام.[13]

ولعل توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين “إسرائيل” وفيتنام سنة 2023 مؤشر على النزوع البراجماتي للحزب الشيوعي الفيتنامي، فقد أصبحت فيتنام هي الشريك التجاري الأول لـ”إسرائيل” في رابطة جنوب شرق آسيا، بينما تقف “إسرائيل” في المركز الثالث كسوق للصادرات الفيتنامية لغرب آسيا.[14]

إن بلوغ حجم التبادل التجاري بين الطرفين الفيتنامي والإسرائيلي إلى 3.24 مليار دولار سنة 2024، مؤشر على التطور المتسارع للعلاقة والذي يصل لمعدل 20% سنوياً، ناهيك عن أن “إسرائيل” تحتل المرتبة الثانية بين دول الشرق الأوسط في حجم استثماراتها في فيتنام، بالإضافة إلى إعلان “إسرائيل” عن حاجتها لأيدي عاملة في ظلّ النقص لديها بنحو 260 ألف عامل، وهي تأمل أن تسهم فيتنام في سدّ هذا النقص طبقاً لأقوال وزير العمل الإسرائيلي يوآف بن تزور Yoav Ben Tzur.[15]

وتعود أصول هذه التحولات نحو البراجماتية في السياسة الخارجية الفيتنامية إلى ما يسمى في الأدبيات السياسية الفيتنامية المعاصرة بـ”ديبلوماسية الخيزران Bamboo Diplomacy”، وهي الديبلوماسية التي طرحها الأمين العام للحزب الشيوعي نجوين فو ترونج Nguyen Phu Trong سنة 2016، والتي تعني “الانحناء دون بلوغ مرحلة الكسر”، وهي التعبير عن النزوع البراجماتي على حساب الالتزام الأيديولوجي، في محاولة من الديبلوماسية الفيتنامية التوفيق بين علاقاتها مع الولايات المتحدة من ناحية والصين من ناحية ثانية، وهو ما امتد إلى العلاقات الصينية مع كل من الفلسطينيين و”إسرائيل”. كما أن البيانات الفيتنامية بخصوص الإبادة الجماعية في غزة وطبيعة الإجراءات الإسرائيلية تُشير إلى التعبير عن المواقف الفيتنامية بشكل قابل للتأويل من طرفيْ الصراع.[16]

ثانياً: تصويت دول الرابطة على قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة بغزة:

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة General Assembly على عدة قرارات خاصة بالحرب في قطاع غزة، إضافة إلى قرار خاص بدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا UNRWA) بعد صدور توجهات غربية لقطع المعونة عن الوكالة، وكانت نتائج التصويت من دول الآسيان على قرارات الجمعية العامة على النحو الوارد في الجدول التالي:


تصويت دول الآسيان على قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة بطوفان الأقصى في ضوء التصويت العالمي خلال الفترة تشرين الأول/ أكتوبر 2023 – أيلول/ سبتمبر 2025[17]

القرار دولياً: مع دولياً: ضدّ دولياً: ممتنع دول الآسيان
27/10/2023
هدنة إنسانية فورية ودائمة
120 14 45 مع: 8
ضد: 0
امتناع: 1 (الفلبين)
12/12/2023
وقف فوري للقتال
وإطلاق سراح الرهائن
دون شروط وإيصال المساعدات
153 10 23 غياب كمبوديا
مع: 10
ضد: 0
امتناع: 0
12/12/2024
(دورة عادية)
وقف فوري للقتال
158 9 13 مع:10
ضد:0
امتناع: 0
12/12/2024
دعم وكالة الأونروا
159 9 11 مع:10
ضد:0
امتناع:0
12/6/2025
وقف دائم وفوري
وغير مشروط لإطلاق النار
149 12 19 مع:10
ضد:0
امتناع:0
12/9/2025
حلّ الدولتين
142 10 12 مع:10
ضد:0
امتناع:0

يكشف الجدول عن قدر من الاتساق بين تطور التأييد في المجتمع الدولي لوقف القتال في قطاع غزة وتطوّر موقف دول الآسيان، فقد ارتفع التأييد لقرارات الجمعية دولياً من 121 إلى 153 ثم 158 ثم 159 ثم عاد إلى مستوى 149، ويتّسق الارتفاع في التأييد لدول الآسيان لهذه القرارات الدولية من 8 في القرار الأول إلى الإجماع على التأييد في القرارات الثلاثة الأخيرة، بما فيها دعم وكالة الغوث التي تعرضت لضغط كبير لوقف عملها، ويبدو أن اتساع قاعدة الاحتجاجات الشعبية والرسمية وقرارات الهيئات القضائية الدولية على مستوى العالم شكّل ضاغطاً على أغلب الدول لدعم توجهات وقف إطلاق النار على الرغم من التعنّت الإسرائيلي ضدّ الاستجابة لهذه القرارات.

ثالثاً: بيانات رابطة الآسيان بخصوص طوفان الأقصى:

واكبت منظمة الآسيان تطورات الحرب في قطاع غزة وتفرعاتها الإقليمية في لبنان واليمن والعراق وتبادل الهجمات الإيرانية الإسرائيلية، والهجوم الأمريكي على إيران فيما عرف بحرب الأيام الـ 12 في حزيران/ يونيو من سنة 2025، وتمثلت أبرز هذه البيانات في الآتي:

1. البيان الأول في 20/10/2023:

بعد بدء معركة طوفان الأقصى بأسبوعين أصدر وزراء خارجية دول الرابطة بياناً نصّ على:[18]

1. نحن الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، نعرب عن بالغ قلقنا إزاء التصعيد الأخير في النزاعات المسلّحة في الشرق الأوسط، وندعو إلى الوقف الفوري لأعمال العنف لتجنّب المزيد من الخسائر البشرية، وندعو إلى الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي. كما ندعو جميع الأطراف إلى تأمين ممرات إنسانية آمنة وسريعة ودون عوائق.

2. نُدين بشدة أعمال العنف التي أدّت إلى مقتل وإصابة مدنيين، من بينهم مواطنون من دول الآسيان. ونؤكد مجدداً دعمنا لحلّ الدولتين القائم على التفاوض، والذي يتيح لكلّ من الإسرائيليين والفلسطينيين العيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن، بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ذات الصلة. وسيكون هذا هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق لحلّ السبب الجذري للصراع.

3. ندعو جميع الأطراف إلى حماية جميع المدنيين وضمان سلامتهم وأمنهم، بمن فيهم الآسيان، وإلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن. ونؤكد من جديد التزامنا بتقديم المساعدة الطارئة لمواطني الآسيان، وفقاً لإعلان آسيان بشأن الإرشادات المتعلقة بالمساعدة القنصلية التي تقدمها بعثات الدول الأعضاء في آسيان في دول ثالثة لرعايا الدول الأعضاء الآخرين، وكذلك الإرشادات المتعلقة بتقديم المساعدة الطارئة من قبل بعثات آسيان في دول ثالثة لرعايا الدول الأعضاء في حالات الأزمات. (…..)

ومن الواضح أن الانشغال بسلامة مواطني دول الرابطة في منطقة النزاع هو ما دفع للإسراع في إصدار هذا البيان، كما أن البيان تعامل مع بدء العمليات بمعزل عن أسباب نشوب النزاع الذي سبقه سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية منذ سنة 2007، ناهيك عن الحصار الاقتصادي على القطاع، ومعلوم أن كلاً من تايلاند والفلبين تتصدران دول المجموعة في عدد العمال من البلدين في “إسرائيل”، إذ يصل العدد من البلدين إلى نحو 60 ألف عامل، وبنحو 30 ألف تقريباً من كل منهما.[19]

وعند طرح مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27/10/2023 لوقف إطلاق النار، صوتت ثمانية دول من الرابطة تأييداً للقرار بينما غابت كمبوديا عن التصويت وامتنعت الفلبين عن التصويت.[20]

2. البيان الثاني في 21/1/2025:

رحّبت الآسيان في هذا البيان بإعلان وقف إطلاق النار الصادر في 19/1/2025 وتضمّن البيان:

3. ندعو إلى التنفيذ الكامل والفعال لاتفاق وقف إطلاق النار منذ مرحلته الأولى، لإنهاء العنف فوراً، وضمان إطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين، وبعضهم من مواطني الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) (….).

4. نحث جميع الأطراف المعنية على الحفاظ على الظروف المواتية للتنفيذ الكامل والفعال للاتفاق، والالتزام الصارم بأحكامه، والعمل بشكل جماعي من أجل التوصل إلى حل شامل ودائم يحترم القانون الدولي وفقاً لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. كما ندعو إلى إيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين بشكل كامل وآمن وسريع ودون عوائق، بما في ذلك استمرار دور الأونروا وولايتها، وإلى إعادة إعمار غزة فوراً.

5. نحثّ جميع الأطراف المعنية على العمل من أجل التوصل إلى حل سلمي للصراع بهدف تحقيق حل الدولتين وفقًا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة A/RES/ES-10/23 بشأن قبول أعضاء جدد في الأمم المتحدة المؤرخ 10 مايو/ أيار 2024 والذي أيّدناه جميعاً.[21]

3. البيان الثالث في 12/2/2025:

أصدر وزراء خارجية دول الرابطة بياناً جاء فيه:[22]

1. نؤكّد مجدداً دعمنا الراسخ لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقّه في تقرير المصير، وحقّه في وطنه. وندعو المجتمع الدولي إلى ضمان احترام القانون الدولي، والقانون الإنساني الدولي، وقانون حقوق الإنسان.

2. نحثّ جميع الأطراف المعنية على الانخراط في حوار جاد من أجل التوصل إلى حلّ شامل وسلمي للصراع الطويل الأمد، على أساس حلّ الدولتين، ووفقاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة. (….)

3. ندعو جميع الأطراف المعنية إلى الاستفادة من زخم اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن متعدد المراحل، الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير 2025، للحفاظ على الظروف المواتية للتنفيذ الكامل والفعّال للاتفاق، والعمل على التوصل إلى حلٍّ شامل ودائم.

4. ندعو أيضاً إلى إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن وسريع ودون عوائق إلى الفلسطينيين، بما في ذلك من خلال استمرار دور وكالة الأونروا وولايتها، والشروع الفوري في إعادة الإعمار لضمان سبل العيش لسكان غزة.

إن تتّبع مواقف دول الآسيان من خلال بياناتها كمجموعة، ومن خلال تطور بياناتها في التأكيد المستمر على الحقوق الفلسطينية الواردة في قرارات الأمم المتحدة يؤكد على إمكانية تطوير هذه التوجهات بشكل أكبر خصوصاً باستثمار بعض العوامل مثل وزن الكتلة الإسلامية أو توجهات بعض النخب خصوصاً في فيتنام، داخل الحزب الشيوعي، أو في الفلبين، من خلال الكنسية الكاثوليكية…إلخ.

4. البيان المشترك لدول الآسيان ودول مجلس التعاون الخليجي، ومشاركة الصين:

في الاجتماع المشترك بين دول المجموعتين العربية والآسيوية في 27/5/2025 في ماليزيا، بحضور الصين، أصدر المشاركون بياناً أكّدوا على موقف الطرفيْن من الحرب في غزة على النحو التالي:[23]

– إدانة جميع الهجمات ضدّ المدنيين، والدعوة إلى وقف إطلاق نار دائم، ودعوة جميع الأطراف المعنية إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية وإمدادات الإغاثة وغيرها من الضروريات والخدمات الأساسية بأقصى قدر من الفعالية والكفاءة، بالإضافة إلى إعادة الكهرباء والمياه، والسماح بإيصال الوقود والغذاء والأدوية دون عوائق إلى جميع أنحاء غزة؛

– دعوة جميع أطراف النزاع (…) إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، ولا سيّما مبادئ وأحكام اتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12 آب/ أغسطس 1949؛

– مع الاعتراف بالرأي الاستشاري الصادر عن المحكمة الدولية للعدل في 19 يوليو 2024، الذي يرى، من بين أمور أخرى، أن على الأمم المتحدة، وخصوصاً الجمعية العامة التي طلبت هذا الرأي، ومجلس الأمن، النظر في الآليات الدقيقة والإجراءات الإضافية اللازمة لإنهاء الوجود غير القانوني لدولة “إسرائيل” في الأرض الفلسطينية المحتلة بأسرع وقت ممكن؛

– دعم الجهود الجارية لإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين تعسفياً؛

– حثّ جميع الأطراف المعنية على العمل من أجل التوصل إلى حلٍّ سلمي للصراع، بهدف تحقيق حل الدولتين على أساس حدود ما قبل سنة 1967؛ وفقاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة؛ (….)

– دعم جهود التحالف العالمي لتنفيذ حلّ الدولتين، والإشارة إلى مبادرات المملكة العربية السعودية بالتعاون مع مملكة النرويج والاتحاد الأوروبي نحو تحقيق دولة فلسطينية مستقلة؛ (….)

– الترحيب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 11 كانون الأول/ ديسمبر 2024، والذي دعت فيه الجمعية العامة (….) جميع الأطراف إلى تمكين وكالة الأونروا من تنفيذ ولايتها، كما اعتمدتها الجمعية العامة، في جميع مناطق عملياتها مع الاحترام الكامل للمبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلال.

رابعاً: موقف الرأي العام في دول الرابطة من “إسرائيل”:

تُشير استطلاعات الرأي لدول الآسيان أنّ 36.7% من الرأي العام للدول العشر في سنة 2025 يرون أنّ الصراع في الشرق الأوسط بعد طوفان الأقصى أكثر أولوية وأهمية من الصراع في مناطق أخرى، مثل بحر الصين الجنوبي أو أوكرانيا، لكن ذلك الموقف بدأ بالتراجع لاحقاً، خصوصاً في الدول ذات الأقلية المسلمة.[24] ويرى 41.8% أن “إسرائيل” ذهبت بعيداً في مستوى الرد على هجوم حماس في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ولكن هذه النسبة ترتفع في الدول ذات الغالبية الإسلامية؛ إذ تبلغ 79.2% في بروناي، و77.7 في إندونيسيا، و64.4% في ماليزيا، بينما تصل في سنغافورة إلى 46.2%، ولكن من زاوية أخرى فإن 7.5% من الرأي العام للآسيان يرى أن هجوم المقاومة في تشرين الأول/ أكتوبر لم يكن له ما يبرره، بينما يُبدي 27.2% قلقهم من الدعم الأمريكي لموقف “إسرائيل” في الصراع الدائر في غزة.[25]

من جانب آخر، يبدو من نتائج هذه الاستطلاعات أن مستوى الرضا الشعبي عن أداء الحكومات في موضوع حرب غزة متباين بشكل واضح، وهو أمر يستحق العناية وفهمه للتعرف على كيفية استثماره، فطبقاً لنتائج الاستطلاعات يمكن تقسيم درجة موافقة المجتمع على سياسات الحكومة، في كل دولة من دول الآسيان، في هذا الموضوع على النحو التالي:[26]

1. دول التوافق العالي: وتتمثل في كل من إندونيسيا بنحو 78.2%، وبروناي بنحو 65%.

2. دول التوافق المتوسط: وتتمثل في ماليزيا بنحو 58.6%، وسنغافورة بنحو 57.2%.

3. دول التوافق دون المتوسط: وهي الفلبين بنحو 40.4%، وفيتنام بنحو 34%، وكمبوديا بنحو 33.9%، وتايلند بنحو 31.9%.

4. دول التوافق الضعيف: ويظهر في ميانمار بنحو 10.6%، ولاوس بنحو 18.8%.

ومن المرجّح أن يترك هذا التوزيع لدرجة التوافق بين السياسات الحكومية والتوجهات الشعبية أثره على المواقف الرسمية خصوصاً المعلنة في الصراع الدائر في الشرق الأوسط.

ويبدو أن الاتساق الواسع في السياسة الإندونيسية، وهي الدولة الأكبر بين دول الرابطة، انعكس في دور القوى الدينية في المجتمع الإندونيسي، فقد أصدر مجلس العلماء الإندونيسي Indonesian Ulema Council فتوى دينية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، نصّت على تحريم أي نشاط يدعم العدوان الإسرائيلي من ناحية، ويحثّ على دعم النضال الفلسطيني لنيل حقه بالاستقلال من خلال التبرعات وأموال الزكاة والأعمال الخيرية من ناحية ثانية، كما لوحظ أن نسبة من غير المسلمين من الشعب الإندونيسي ساند مضمون الفتوى، فقد أيّدها 65% من المسلمين، بينما عارضها 9% وامتنع عن الإجابة 26%. وقد أدّت المقاطعة الشعبية للمرافق الاقتصادية المتهمة بدعم “إسرائيل” إلى تراجع مبيعاتها سنة 2023 بنسب مئوية تصل إلى 6.3% مقارنة مع سنة 2022.[27]

الخاتمة:

تسعى “إسرائيل” إلى التغلغل في منطقة جنوب شرق آسيا لضمان توسيع التأييد الدولي لها خصوصاً بعض اهتزاز مكانتها الدولية بشكل كبير في أعقاب ردّ الفعل العالمي على سياساتها في المنطقة، فهي تحاول التواصل مع قوى في دول المنطقة ذات الأغلبية السكانية المسلمة، وتحاول غواية بعضها بالتكنولوجيا أو بالمساعدة لهذه الدول في العلاقات مع الولايات المتحدة أو بوعود المساندة الديبلوماسية كوعد “إسرائيل” لإندونيسيا بمساعدتها للانضمام إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية Organization for Economic Co-operation and Development (OECD)، مقابل أن تنخرط إندونيسيا في اتفاقات أبراهام Abraham Accords،[28] كما أن “إسرائيل” تسعى لاستغلال النزعة البراجماتية المتزايدة التي تستند إلى ديبلوماسية الخيزران لمزيد من التعاون مع فيتنام وتجاوز “العقدة الأيديولوجية” في العلاقة بين الطرفيْن، ناهيك عن علاقاتها الأخرى التي أشرنا لها مع بقية دول الرابطة.

إن عدم توظيف الإمكانات العربية في مثل هذا الإقليم الآسيوي المهم، يجعل المجال أوسع لـ”إسرائيل” لإعادة علاقاتها الطبيعية مع دول العالم ومنها هذه المنطقة، وهو ما يستوجب على ديبلوماسية المقاومة الفلسطينية أن تولي هذه المنطقة مزيداً من العناية، من خلال الاستفادة من:

1. النسبة الكبيرة من المسلمين في المنطقة والتي تقارب 42% من إجمالي سكان المنظمة.

2. ضرورة التواصل، ولا سيّما في فيتنام، مع قوى اليسار الأقل نزوعاً براجماتياً والأكثر ارتباطاً بسياسات التحرر الوطني الجادة، مثل التيار الذي تمثله نائبة رئيس الجمهورية السابقة ووزيرة الخارجية الفيتنامية سابقاً نجوين تي بينه Nguyen Thi Binh، والتي تُعدّ من أبرز الشخصيات الداعمة للحقوق الفلسطينية.

3. محاولة التواصل بقدرٍ أكبر مع قيادات الكنيسة الكاثوليكية في الفلبين، خصوصاً وأنّ أتباع الكاثوليكية يشكّلون نحو 79% من السكان في سنة 2020. ومعلوم أنّ موقف الكنيسة الكاثوليكية الفلبينية يُشكّل موقفاً متقدماً في تأييد وقف القتال والامتناع عن قتل المدنيين واستخدام التجويع ضدّ المدنيين، وتُعدّ بيانات المجلس الوطني لكنائس الفلبينNational Council of Churches in the Philippines (NCCP)، مؤشراً على ذلك، ففي 27/11/2023 “حثّت أكبر مجموعة كنائس مسيحية في الفلبين أعضاءها على رفض “الاحتلال غير الشرعي” الإسرائيلي لفلسطين، داعيةً إلى “سلام قائم على العدل””. وقد نصّ قرار صادر عن المجلس الوطني للكنائس في الفلبين على أنه: “يجب على الكنائس ألا تتسامح مع الخطاب الصهيوني السائد بين المسيحيين، والذي يُشرّع الاحتلال غير الشرعي للممتلكات الفلسطينية وغيره من انتهاكات الحياة والكرامة الإنسانية بذريعة أنّ ذلك حقً من حقوق “الشعب المختار”، وهي ادعاءات بالية وغير مسؤولة يجب تصحيحها”.[29]

4. كما أن التواصل مع قيادات الكنيسة الكاثوليكية المساندة لفلسطين أمر ضروري خصوصاً مع قيادات مثل الكاردينال بابلو فيرخيليو ديفيد Pablo Virgilio David، رئيس لجنة الأساقفة الكاثوليك في الفلبين.

5. من الضروري إثارة مصالح دول الآسيان مع العالم العربي، ويكفي الإشارة إلى أنّ نسبة تحويلات العاملين من دول الآسيان في الخليج العربي تمثّل نسب تتراوح ما بين 4% إلى 8% تقريباً لكل دوله من إجمالي الناتج الاجمالي المحلي لرابطة الآسيان.[30]

6. ضرورة تعميق الدراسات العربية حول هذه المنطقة لفهم بنياتها السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والعسكرية، ولوضع استراتيجيات التعاطي مع هذه الدول استناداً لمنظور علمي لا انطباعي.


الهوامش:
[1] خبير في الدراسات المستقبلية والاستشرافية، أستاذ في قسم العلوم السياسية في جامعة اليرموك في الأردن سابقاً، حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة القاهرة، وهو عضو سابق في مجلس أمناء جامعة الزيتونة في الأردن، وجامعة إربد الأهلية، والمركز الوطني لحقوق الإنسان وديوان المظالم، والمجلس الأعلى للإعلام. ألَّف 37 كتاباً، يتركز معظمها في الدراسات المستقبلية من الناحيتين النظرية والتطبيقية، ونُشر له نحو 120 بحثاً في المجلات العلمية المحكّمة.
[2] الأرقام من تقديرات الباحث بالاعتماد على المصادر التالية:
[
ASEAN Member States, site of Association of Southeast Asian Nations (ASEAN), https://asean.org/member-states; South-Eastern Asia Population (LIVE), site of worldometer, https://www.worldometers.info/world-population/south-eastern-asia-population; Kittisak Jermsittiparsert, Enhancing Private Sector Contribution in GDP through E-Government and R&D in ASEAN Region: A Panel Data Analysis, International Social Sciences and Humanities, UMJember Proceeding Series, vol. 1, no 1, 2022, pp. 98–107, https://www.researchgate.net/figure/GDP-values-of-various-ASEAN-Countries_fig1_360941855; and World Economic Outlook database: April 2023, site of International Monetary Fund (IMF), https://www.imf.org/en/Publications/WEO/weo-database/2023/April/weo-report?c=516,522,536,544,548,518,566,576,578,582,&s=NGDPD,PPPGDP,PPPPC,LP,&sy=2021&ey=2028&ssm=0&scsm=1&scc=0&ssd=1&ssc=0&sic=0&sort=country&ds=.&br=1
[3] Political stability – Country rankings, site of TheGlobalEconomy.com, https://www.theglobaleconomy.com/rankings/wb_political_stability
[4] “Democracy Index 2024,” site of Economist Intelligent (EIU), https://image.b.economist.com/lib/fe8d13727c61047f7c/m/1/609fbc8d-4724-440d-b827-2c7b7300353d.pdf; and Brunei, site of Freedom House, https://freedomhouse.org/country/brunei
[5] Imtiyaz Yusuf, The Middle East and Muslim Southeast Asia: Implications of the Arab Spring, site of Oxford Islamic Studies Online, 19/2/2013, https://web.archive.org/web/20130219000515/http://www.oxfordislamicstudies.com/Public/focus/essay1009_southeast_asia.html
[6] BEN-GURION MET HO CHI MINH IN ’46; Israeli Recalls Paris Talks in Interview in New Book, The New York Times newspaper, 5/10/1966, https://www.nytimes.com/1966/10/05/archives/bengurion-met-ho-chi-minh-in-46-israeli-recalls-paris-talks-in.html
[7] Israel International Relations: International Recognition of Israel, site of Jewish Virtual Library, jewishvirtuallibrary.org/international-recognition-of-israel; and International recognition of Israel, site of Wikipedia, https://en.wikipedia.org/wiki/International_recognition_of_Israel
[8] Leon Hadar, Gaza and Israel’s Relations with Southeast Asia, site of The Times of Israel, 1/9/2025, https://blogs.timesofisrael.com/gaza-and-israels-relations-with-southeast-asia
[9] Statement in Explanation of Vote by Ambassador Burhan Gafoor, Permanent Representative of the Republic of Singapore, at the 10th Emergency Special Session of the United Nations General Assembly, 10 May 2024, New York, site of Ministry of Foreign Affairs, Singapore, 10/5/2024, https://www.mfa.gov.sg/Newsroom/Press-Statements-Transcripts-and-Photos/2024/05/20240510-UNGA-EOV
[10] Malaysia / Israel, site of Observatory of Economic Complexity (OEC), https://oec.world/en/profile/bilateral-country/mys/partner/isr
[11] Indonesia Imports from Israel, site of Trading Economics, https://tradingeconomics.com/indonesia/imports/israel
[12] Gurjit Singh, ASEAN’s response to the Gaza crisis, site of Observer Research Foundation (ORF), 23/5/2024, https://www.orfonline.org/expert-speak/asean-s-response-to-the-gaza-crisis
[13] Vietnam – Israel relations mark over three decades of dynamic growth, site of Vietnam+, Vietnam News Agency (VNA), 28/7/2025, https://en.vietnamplus.vn/vietnam-israel-relations-mark-over-three-decades-of-dynamic-growth-post323501.vnp
[14] 31st Anniversary of Israel-Vietnam Relations, site of Embassy of Israel, Hanoi, 4/9/2024, https://new.embassies.gov.il/vietnam/en/news/31-anniversary
[15] Israel looks to recruit more Vietnamese guest workers, site of Government News, Socialist Republic of Vietnam, 21/5/2025, https://en.baochinhphu.vn/israel-looks-to-recruit-more-vietnamese-guest-workers-111250521150910279.htm
[16] Son Nguyen, Why Vietnam’s Israel Policy Reveals the Limits of Its Foreign Policy, site of The Vietnamese magazine, 2/8/2024, https://www.thevietnamese.org/2024/08/why-vietnams-israel-policy-reveals-the-limits-of-its-foreign-policy
[17] تمّ جمع مادة هذا الجدول من عدد من المراجع، انظر:
UN News (@UN_News_Centre), site of X (Twitter), 12/6/2025, 11:58PM, https://x.com/UN_News_Centre/status/1933267689222316538; General Assembly Adopts Resolution Calling for Immediate, Sustained Humanitarian Truce Leading to Cessation of Hostilities between Israel, Hamas, Tenth Emergency Special Session, 40th & 41st Meetings (AM & PM), GA/12548, 27/10/2023, site of United Nations (UN), https://press.un.org/en/2023/ga12548.doc.htm; UNGA demands ceasefire in Israel’s war on Gaza: How your country voted, site of Al Jazeera, 13/12/2023, https://www.aljazeera.com/news/2023/12/13/unga-decisively-backs-gaza-ceasefire-resolution-how-your-country-voted; UNGA demands permanent ceasefire in Gaza: How did your country vote?, Al Jazeera, 12/12/2024, https://www.aljazeera.com/news/2024/12/12/un-demands-permanent-ceasefire-in-gaza-how-did-your-country-vote; and UN overwhelmingly endorses non-binding call to establish Palestinian state without Hamas, The Times of Israel, 12/9/2025, https://www.timesofisrael.com/un-overwhelmingly-endorses-call-to-establish-palestinian-state-without-hamas
[18] ASEAN Foreign Ministers’ Statement on the Recent Escalation of Armed Conflict in the Middle East, site of ASEAN, 20/10/2023, https://asean.org/wp-content/uploads/2023/10/FINAL-ASEAN-STATEMENT-ON-THE-RECENT-ESCALATION-OF-ARMED-CONFLICT-IN-THE-MIDDLE-EAST-.pdf
[19] Gurjit Singh, ASEAN’s response to the Gaza crisis, ORF, 23/5/2024.
[20] Ibid.
[21] ASEAN Chair’s Statement on the Ceasefire Agreement between Israel and Hamas in Gaza, site of ASEAN, 21/1/2025, https://asean.org/wp-content/uploads/2025/01/ASEAN-Chairs-Statement-on-Ceasefire-Agreement.pdf
[22] ASEAN Foreign Ministers’ Statement on the Rights of Palestinians to Self-Determination, site of ASEAN, 21/1/2025, https://asean.org/wp-content/uploads/2025/02/Final-ASEAN-Foreign-Ministers-Statement-on-the-Rights-of-Palestinians-to-Self-Determination.pdf
[23] Joint Statement, Summit of the Association of Southeast Asian Nations (ASEAN), The Cooperation Council for the Arab States of the Gulf (GCC), and the People’s Republic of China (ASEAN-GCC-China Summit), Kuala Lumpur, Malaysia, site of ASEAN, 27/5/2025, https://asean.org/wp-content/uploads/2025/05/Final-Joint-Statement-of-the-ASEAN-GCC-China-Summit-27-May-2025.pdf
[24] “The State of Southeast Asia 2025 Survey Report,” ASEAN Studies Centre, site of Yusof Ishak Institute (ISEAS), 3/4/2025, https://www.iseas.edu.sg/wp-content/uploads/2025/03/The-State-of-SEA-2025-1.pdf
[25]Ibid.; and Joanne Lin, State of Southeast Asia Survey 2024: Taking the Region’s Pulse on the Israel-Hamas Conflict, site of Fulcrum, 9/4/2024, https://fulcrum.sg/state-of-southeast-asia-survey-2024-taking-the-regions-pulse-on-the-israel-hamas-conflict
[26] Joanne Lin, State of Southeast Asia Survey 2024: Taking the Region’s Pulse on the Israel-Hamas Conflict, Fulcrum, 9/4/2024.
[27] Faisal Maliki Baskoro, 65% of Indonesian Muslims Support Boycott of Israeli-Affiliated Products: Populix, site of Jakarta Globe, 22/2/2024, https://jakartaglobe.id/business/65-of-indonesian-muslims-support-boycott-of-israeliaffiliated-products-populix
[28] Daniel J. Samet, The benefits of Indonesia in the Abraham Accords, site of Atlantic Council, 12/12/2024, https://www.atlanticcouncil.org/blogs/menasource/israel-indonesia-normalization-abraham-accords
[29] Robbin M. Dagle, Reject Israel occupation of Palestine, churches tell Filipino Christians, site of Rappler, 28/11/2023, https://www.rappler.com/philippines/national-council-churches-statement-israel-palestine
[30] See Remittances from the GCC – statistics & facts, site of Statista, https://www.statista.com/topics/12744/remittance-from-the-gcc/?srsltid=AfmBOopsOrBEq3yXx8jtiG9jFdaBfpo6oOAq4loF67siFml9j72Om3Gs#topicOverview

للاطلاع على الورقة العلمية بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي:
>> ورقة علمية: رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وطوفان الأقصى … أ. د. وليد عبد الحي (21 صفحة، 1.6 MB)

مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2/10/2025



جميع إصدارات ومنشورات المركز تعبّر عن رأي كتّابها ولا تُعبّر بالضرورة عن رأي مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات



المزيد من الأوراق العلمية: