ضمن فعاليات ذكرى المولد النبوي الشريف للعام 1447هـ، شارك الأستاذ الدكتور محسن محمد صالح، مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات والمتخصص في الشأن الفلسطيني، بكلمة خلال “المهرجان البيروتي التضامني مع غزة والأقصى: من بيروت… إلى غزة”، والذي أُقيم يوم الإثنين في 15 أيلول/ سبتمبر 2025، في قاعة مسرح جامعة AUL في بيروت، ضمن فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف للعام 1447هـ، وفي إطار حملة “وتبقى القائد والقدوة”.
وقد جرت الفعالية برعاية وحضور سماحة أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية، الشيخ أمين الكردي، وبمشاركة عدد من الجمعيات الإسلامية والهيئات العلمائية.
وفي كلمته، تناول الدكتور صالح التحولات الكبرى التي يشهدها العالم، ورأى أنّ العالم يشهد لحظة تاريخية فارقة حيث تبرز حالتان يندر أن يحدثا في وقت واحد الأولى تظهر فيه البشرية أسوأ ما فيها من خلال الاحتلال الإسرائيلي وتوحّشه ومجازره وعلوّه وفساده، والثانية تظهر فيها البشرية أفضل ما فيها من خلال الصمود البطولي والأداء الاستثنائي للمقاومة والحاضنة الشعبية خصوصاً في قطاع غزة، والتي أعادت نماذج الصحابة والتابعين. ورأى أنّ هذه الحالة هي حالةٌ تؤذن بالتغيير، وتضع الجميع أمام مسؤولياتهم تجاه دورهم وموقعهم في هذا التحوّل.
كما ركّز الدكتور صالح على التجربة النضالية في غزة الشاهدة والشهيدة، التي أقامت الحجة على الشعوب والدول والأفراد والجماعات، ورأى أنّها لم تعد مجرّد نموذج مقاومة، بل باتت دليلاً عملياً على إمكانية هزيمة المشروع الصهيوني بالإرادة المؤمنة، وعلى إمكانية نجاح النموذج الإسلامي في صناعة الإنسان وفي إعداد الجيل الجهادي، جيل التغيير وجيل التحرير. وأكّد أن غزة نجحت في إسقاط السردية الصهيونية وفرضت السردية الفلسطينية الإسلامية، من خلال صمودها ومقاومتها المتواصلة.
وأشار إلى أنّ الاحتلال الصهيوني يسعى إلى تكييف الشرق الأوسط وفق معاييره، وأنّه انتقل من سياسات السيطرة الناعمة إلى أدوات السيطرة الخشنة، ومن أساليب الردع الوقائي إلى أساليب الردع التدميري المباشر، ما يستدعي تحرّكاً جادّاً على مستوى الأمة ونهضة حقيقية تقابل هذا الخطر، على غرار ما تقدمه غزة من نموذج في الصمود.
وقد تخلّل المهرجان إطلاق حملة تبرعات لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة، تأكيداً على البُعد العملي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في ظل الحصار والاعتداءات المستمرة.
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2025/9/22
أضف ردا إلغاء الرد