مدة القراءة: 2 دقائق

قدّم الأستاذ الدكتور محسن محمد صالح، مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، ورقة عمل في ندوة عالمية عُقدت يوم 11 آب/ أغسطس 2025، بعنوان: “التحديات التي تواجه غزة والضفة الغربية… ردود الفعل على محاولات “إبعاد” جميع الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية”، وذلك ضمن لقاء الخبراء التي انعقدت في الفترة ما بين 10 و13 آب/ أغسطس 2025، بمبادرة من صندوق غسان أبو ستة والمركز الطبي بالجامعة الأمريكية في بيروت، وبدعم من مؤسسة “نداء السلام”، وبمشاركة عدد من البلدان المعنية.

سلّط الدكتور محسن صالح في ورقته الضوء على أبرز التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، مؤكداً أنّ المعركة الجارية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي هي ضدّ الشعب الفلسطيني ككل، وليس فقط ضدّ حماس أو المقاومة، مشيراً إلى أنّ معظم الشهداء هم من المدنيين، في ظلّ سياسة تجويع وتهجير قسري، واستهداف للبنى التحتية بهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإجباره على الاستسلام.

وأشار صالح إلى العقلية الإلغائية التي يتبناها الاحتلال الإسرائيلي والحركة الصهيونية، والتي لا ترى في الفلسطينيين شعباً، ولا حتى بشراً كاملي الأهلية والحقوق الإنسانية، إضافة إلى انحياز الخطاب السياسي والإعلامي والفكري الإسرائيلي لمعاناة عدد محدود من الأسرى، متجاهلاً المعاناة الكارثية لـ 2.2 مليون فلسطيني في غزة. كما انتقد حالة الإنكار التي يعيشها الإسرائيليون تجاه الجرائم التي يرتكبونها، والدعم الأمريكي الذي يضع “إسرائيل” فوق القانون، ويعيق أي جهود دولية للتهدئة أو المساءلة.

وتناول صالح في ورقته التحديات الأخرى، مثل ضعف البيئة العربية وعجزها، والانقسام الداخلي الفلسطيني، وغياب الضمانات المستقبلية الإسرائيلية لليوم التالي في قطاع غزة، مؤكداً فشل الحكومة الإسرائيلية في تحقيق أهدافها المعلنة، وعدم فهمها لطبيعة المنطقة وشعوبها.

وفي إطار الحلول، دعا صالح إلى التركيز على وقف العدوان على قطاع غزة والانسحاب الإسرائيلي الكامل منه، مع فرض ضمانات والتزامات دولية لعدم العودة للحرب، وزيادة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لإدخال فوري لكافة المساعدات، وإعادة بناء القطاع الصحي وتوفير العلاج للأطفال داخل القطاع وبين أهليهم. وشدَّد على أنّ مستقبل غزة هو شأن فلسطيني داخلي يجب أن يُترك للفلسطينيين أنفسهم.


مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 12/8/2025