إعداد: أ. د. وليد عبد الحي.[1]
(خاص بمركز الزيتونة).
مقدمة:
لم تستقر أدبيات العلاقات الدولية على تعريف مفهوم المكانة الدولية أو على البعد الإجرائي في قياس وتحديد هذه المكانة، كما أن وحدة تحليل المكانة الدولية تتباين عند القياس الفردي المطلق للدولة، أي حساب مدى التقدم والتأخر في مؤشرات المكانة من خلال تتبع الاتجاه العام لحركية هذه المؤشرات صعوداً وهبوطاً في الدولة ذاتها، وعند قياسها على أساس المقارنة في المكانة من خلال مزاحمتها للدول الأخرى على الترتيب في المكانة عبر التفاعل مع تلك الدول، أي أن لدينا نموذجين أحدهما مقارنة الدولة مع ذاتها من خلال مؤشرات القياس عبر فترات تاريخية، أو من خلال مقارنتها مع الدول الأخرى في مؤشرات القياس ذاتها، وهو ما يسمى المكانة “الفردية – العلائقية – relational Status individual”.
للاطلاع على الورقة العلمية بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي: >> ورقة علمية: تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات المكانة الدولية لـ”إسرائيل“ … أ. د. وليد عبد الحي ![]() |
فالدولة التي تنجح في تواتر الزيادة السنوية في معدل نموها الاقتصادي تفترض أن ذلك يعزز من مكانتها الدولية والعكس صحيح، كما أن الدولة التي ترفض قبول المساعدات الدولية المشروطة تعزز من مكانتها في الصورة الذهنية عنها في المجتمع الدولي، وهو ما نعنيه بالمستوى الفردي في المكانة الدولية، بينما الدولة التي تكون عضواً في أكبر عدد من المنظمات الدولية أو تنتمي لمنظمات تشترط لعضويتها مؤهلات مؤسسية أو مجتمعية عليا، مثل مجموعة السبع G7 أو العشرين G20…إلخ، تعزز من مكانتها الدولية من خلال الصورة الذهنية لتلك المنظمات في المجتمع الدولي ومن خلال قدرتها على توظيف هذه الكيانات الدولية لتوسيع دائرة تفاعلاتها بما يخدم مصالحها، ومن هنا فإن الحراك على سُلّم المكانة الدولية قد يؤثر على مكانة الدول الأخرى، فتقدم دولة في مجال معين قد يكون على حساب مرتبة دولة أخرى على الرغم من أن الدولة الأخرى لم تتراجع في معدلات مؤشر القياس لكن درجة تقدم الدولة الأولى يفوق درجة تقدم الثانية، أما ما يجمع بين المكانة الفردية وبين المكانة العلائقية هو التفاعل المتبادل بين البعدين لتحديد مكانة الدولة دولياً، فمثلاً يتم قياس درجة الاحترام والاعجاب كمؤشر على المكانة الدولية لدولة معينة، كما يمكن قياس المكانة من خلال درجة تأثير دولة معينة على مجريات الحياة الدولية وسلوك الدول والمنظمات الدولية أو الأوضاع الاقتصادية أو مساحة تأثير قرارات دولة معينة على بقية الوحدات.[2]
وتتنوع مقاييس المكانة من نموذج لآخر، كما أن هناك بعض التباين في الأوزان التي تعطى للمؤشرات المركزية والمؤشرات الفرعية، لكن الجانب الأكثر أهمية هو المدى الكمي لمراوحة المكانة الدولية للدولة خصوصاً التقدم أو التراجع من مرحلة زمنية لأخرى.[3]
وتتداخل المكانة الدولية للدولة -ترتيبها بين الدول الاخرى- بما يسمى “سمعة الدولة Country Reputation” والذي يستند على صورة الدولة في أذهان المجتمعات الأخرى من سلطة أو نخب أو رأي عام، وتعتمد سمعة الدولة على ثلاثة مؤشرات مركزية، وهي:[4]
1. حكومة فعّالة: من خلال توفير الاستقرار السياسي، وتكريس صورة ذهنية لمجتمعها بأنه مجتمع أخلاقي، والإسهام الإيجابي في السلم العالمي، كما تتبنى سياسات اجتماعية واقتصادية تقدمية، وتعمل بكفاءة، وتوفر بيئة مواتية للأعمال وللاستثمار.
2. بيئة جذابة: وتتمثل في جمال البيئة، الطبيعة والهندسة المعمارية والنظافة…إلخ، والتعامل اللائق مع الآخرين ووفرة الاحتياجات ومستوى الأمن الاجتماعي.
3. اقتصاد متقدم: من خلال توفر منتجات وخدمات عالية الجودة، قوى عاملة متعلمة وموثوقة، وعلامات تجارية معروفة، وتقدم تكنولوجي وثقافي.
استناداً إلى ما سبق، قد تتغير المكانة الدولية لدولة معينة بفعل “نمط تعاملها مع موقف محلي أو إقليمي أو دولي” وانعكاس ذلك على المؤشرات المركزية والفرعية سالفة الذكر. وبناء عليه، نحاول في هذه الدراسة أن نرصد مدى تأثير طوفان الأقصى وتفاعل “إسرائيل” معه على المكانة الدولية لـ”إسرائيل” من خلال مؤشرات قياس المكانة.
مؤشرات المكانة الدولية:
بينما تقوم بعض نماذج قياس المكانة الدولية على حساب محصلة التفاعل بين مؤشرات عديدة للمكانة من ناحية، وحساب دلالات هذه المكانة ومؤشراتها في حالتي العلاقات الصراعية والعلاقات التعاونية،[5] تنفرد بعض نماذج القياس للظواهر السياسية الدولية بالتركيز على بعد معين من أبعاد العلاقات الدولية، مثل مستوى الاستقرار السياسي أو السلم الاجتماعي أو الصور الذهنية للدولة عند الآخرين أو توجهات الرأي العام الخارجي أو السمة المميزة للدولة Nation Brand أو مستوى أداء سياستها الخارجية…إلخ، وقد عملنا في هذه الدراسة على تجميع نماذج القياس المتاحة للوصول الى المحصلة العامة للمكانة الدولية لـ”إسرائيل”، وتمّ الاعتماد على المؤشرات التي كانت هي الأكثر تكراراً في نماذج قياس المكانة كما سيتضح لاحقاً.
ونظراً للتداخل بين المؤشرات الفرعية لنماذج قياس المؤشرات المركزية، نستعرض المؤشرات المركزية ونقوم بقياس درجة التغير السلبي أو الإيجابي على ترتيب “إسرائيل” في المكانة الدولية العامة، وسنركز في رصد القياس على المكانة لـ”إسرائيل” قبل الطوفان مباشرة وبعده، أي مكانة “إسرائيل” في السنتين 2021–2022 مقارنة بالسنوات 2023–ومطلع 2025.
أولاً: نماذج قياس المكانة الدولية المنفردة: المنظوري التجزيئي Reductionism:
تعددت نماذج القياس للمكانة الدولية، وتعددت مؤشراتها المركزية والفرعية لتزيد عن 200 مؤشر، ونظراً لخصوصية الحالة الإسرائيلية فقد اخترنا التركيز على نماذج القياس الأكثر مراعاة لتلك الخصوصية، والتي تعتمد على مؤشر محدد بذاته، وله مؤشراته الفرعية:[6]
1. مؤشر المكانة الدولية: هبطت “إسرائيل” إلى أدنى مرتبة على الإطلاق في المركز لتحتل المرتبة 121 بتراجع 42 مرتبة بما فيها مؤشر القوة الناعمة العالمي لسنة 2025.[7]
2. الإسهام في السلام العالمي: كان ترتيب “إسرائيل” في سنة 2022 هو 134 وتراجع في سنة 2024 إلى المرتبة 155 من 163 دولة، أي أنها تراجعت 21 درجة.[8]
3. توجهات الرأي العام الدولي: بقياس موقف الرأي العام الدولي في 43 دولة تمثل النسبة الأكبر من سكان العالم انخفض التأييد لـ”إسرائيل” في الرأي العام الدولي في 42 دولة (من 43)، وبلغت نسبة التراجع 18.5% خلال الثلث الأخير من سنة 2023.[9] وقد كانت أعلى نسبة تأييد لـ”إسرائيل” في الولايات المتحدة خلال الفترة من 2010-2019، إذ وصلت نسبة التأييد لها إلى 62%، ومنذ 2020 تراجع التأييد ليبلغ سنة 2025 ما نسبته 46% وهي أدنى نسبة منذ سنة 2001، بينما تزايدت نسبة التأييد للفلسطينيين خلال سنة 2025، أي بعد طوفان الأقصى إلى 33%وهي النسبة الأعلى.[10] ويكفي الإشارة إلى درجة التغير في توجهات الرأي العام الأوروبي، ففي استطلاع للرأي العام الأوروبي جرى في خمس دول أوروبية وتم نشره في نيسان/ أبريل 2024، وتناول موقف الرأي العام الأوروبي من مسألتين هما: منع بيع السلاح لـ”إسرائيل” وإدانة “إسرائيل” بجريمة الإبادة الجماعية، كانت النتائج على النحو التالي:[11]
جدول رقم 1: توجهات الرأي العام الأوروبي تجاه ”إسرائيل“ في مرحلة ما بعد طوفان الأقصى:
الدولة | يؤيد وقف بيع السلاح لـ”إسرائيل“% | يؤيد الإدانة لـ”إسرائيل“ بجريمة الإبادة الجماعية% |
إيطاليا | 65 | 49 |
بلجيكا | 62 | 43 |
السويد | 50 | 46 |
فرنسا | 51 | 34 |
ألمانيا | 49 | 33 |
4. ويستدل البعض على تراجع المكانة من خلال رصد دور وزارة الخارجية الإسرائيلية ومستوى أدائها، إذ يلاحظ أن موضوع التراجع الإسرائيلي في الساحة الدولية أقرّته دراسات إسرائيلية أكاديمية، ففي مؤشر السياسة الخارجية الإسرائيلي لسنة 2024 تبيّن التراجع في المؤشر من 5.85 إلى 4.31 نقطة (من عشرة)، وهو ما يعني تراجعاً بنسبة 26.3% في مجال السياسة الخارجية بعد نحو عام واحد من بدء معركة الطوفان، وطبقاً لهذه الدراسة فإن رضا الجمهور الإسرائيلي عن أداء وزارة الخارجية في مجال العلاقات الدولية تراجع إلى مستوى 3.84 (من عشر)، وهو الأدنى منذ سنة 2013، بينما كان 5.53 سنة 2022 أي في العام السابق لبدء الطوفان.[12]
5. يتعزز الاستدلال على التراجع في المكانة الإسرائيلية من خلال نموذج قياس “السمة للدولة Nation Brand Index” المستند إلى ستة مؤشرات فرعية، وهي الصادرات والحوكمة والثقافة والمجتمع والسياحة ثم الهجرة والاستثمار، ويتبين أن “إسرائيل” جاءت في سنة 2024 في المرتبة الأخيرة بين الدول التي يقيسها النموذج،[13] وعددها 60، بينما كانت قبل الطوفان في المرتبة 44 بين الدول التي قاسها النموذج سنة 2022، وهو ما يعني أنها تراجعت 16 مرتبة.[14]
ثانياً: المنظور الكلاني Holistic للمكانة الإسرائيلية دولياً:
يقوم المنظور الكلاني على فكرة مركزية هي أن الكل أكبر من مجموع أجزائه، أي أن الجمع الرياضي للقيم من خلال المنهج التجزيئي Reductionism، أي الفردي، يُغَيّب تأثير التفاعل بين المتغيرات وزيادة وزنها وخصائصها، فالماء المكون من هيدروجين وأكسجين فيه خصائص ليست في أي من مكوناته، لذا فإن تكاتف مؤشرات التراجع أو التقدم يؤدي إلى محصلة تفوق الجمع الكمي المجرد لمؤشرات القياس الفردي نظراً لتأثير المؤشرات الفردية والعلائقية على بعضها.[15]
لقد تمّ اختيار “ثلاثة عشر مؤشراً مركزياً” تُشكل اتفاقاً بقدر كبير بين نماذج القياس للمكانة الدولية، كما تمّ أخذ “معدل” وزن المؤشر الواحد بين هذه النماذج وحساب درجة التغير، السلبي أو الإيجابي، لكل مؤشر،[16] للوصول إلى حساب معدل التغير الكلي في المكانة الإسرائيلية خلال الفترة ما قبل الطوفان مباشرة وما بعدها، استناداً للمعادلتين، هما:
1. (ترتيب “إسرائيل” سنة 2022 – ترتيبها نهاية سنة 2024) × وزن المؤشر = مجموع نقاط التغير السلبي أو الإيجابي.
2. مجموع التغير السلبي × 100 ÷ (المجموع الكلي لنقاط التغير السلبي والإيجابي) = نسبة التغير السلبي في المكانة (ونكرر ذلك مع التغير الإيجابي). انظر الجدول رقم 2.
جدول رقم 2: مؤشرات ترتيب المكانة الدولية لـ ”إسرائيل“ خلال الفترة قبل وبعد طوفان الأقصى:
الرقم | المؤشر | الترتيب الدولي لـ ”إسرائيل“ سنة 2022 | الترتيب الدولي لـ ”إسرائيل“ 2023- 2024 (بعد الطوفان) |
التغير في ترتيب المكانة (سلباً أو إيجاباً)* |
معدل وزن المؤشر (نموذج ليكرت Likert Scale الثلاثي)** | المجموع |
1 | الاستقرار السياسي | 129 | 173 | تراجع 44 | 3 | -132 |
2 | الديموقراطية | 31 | 30 | تراجع مرتبة واحدة | 2 | -2 |
3 | الفساد | 30 | 31 | تقدم مرتبة واحدة | 2 | +2 |
4 | العولمة | 39 | 40 | تراجع مرتبة واحدة | 2 | -2 |
5 | القوة العسكرية | 18 | 15 | تراجع ثلاث مراتب | 1 | -3 |
6 | مؤشر جيني Gini (توزيع الثروة) | 101 | 67 | تقدم 34 مرتبة | 2 | +68 |
7 | الجريمة الاجتماعية | 109 | 108 | تقدم مرتبة واحدة | 2 | +2 |
8 | التنمية البشرية | 29 | 25 | تقدم أربع مراتب | 3 | +12 |
9 | نسبة الإنفاق على البحث العلمي من إجمالي الناتج المحلي | 1 | 1 | دون تغير | 2 | صفر |
10 | الدولة الأفضل في الصورة الذهنية | 36 | 46 | تراجع عشر مراتب | 2 | -20 |
11 | معدل عدد الدول في التصويت ضدّ السياسات الإسرائيلية في الأمم المتحدة | 114 | 149 | زيادة 35 دولة في الدول المعارضة للسياسات الإسرائيلية | 2 | -70 |
12 | مؤشر السلام العالمي | 134 | 155 | تراجع 21 مرتبة | 2 | -42 |
13 | صورة ”إسرائيل“ لدى الرأي العام الدولي [17] | 43 دولة | 1 | تراجع في 42 دولة من 43 | 1 | -42 |
14 | المجموع | -313 +84 تراجع بنسبة 78.8% في المكانة الدولية |
*: مفهوم التقدم والتراجع في المؤشر مرتبط بطبيعة المؤشر.
**: اعتمدنا مقياس ليكرت الثلاثي (عالي 3 – متوسط 2 – قليل 1).
التحليل:
عند النظر في نتائج القياس للمؤشرات الثلاثة عشر خلال ما قبل وبعد الطوفان مباشرة، يتبين لنا ما يلي:
1. تقدم ترتيب “إسرائيل” إيجابياً في أربعة مؤشرات هي: الفساد وعدالة توزيع الدخل (مؤشر غيني Gini Index) ومعدل الجريمة الاجتماعية ومؤشر التنمية البشرية، وهي مؤشرات “داخلية” وليست خارجية، وهو ما يعني قدرة تكيفية داخلية ناتجة عن استشعار احتمالات الاضطراب الناتج عن الهزة التي أحدثها الطوفان، ومعلوم أن أغلب المجتمعات تعمل قياداتها “الواعية” على التكيف الداخلي كلما استشعرت تغيراً سلبياً تجاهها في البيئة الإقليمية أو الدولية، ويؤكد عالم السياسة الأمريكي الشهير جيمس روزيناو James Rosenau في دراسته عن التكيف السياسي، أن الدول الصغيرة تتبنى واحدة من ست استراتيجيات تكيف لمواجهة التغير في البيئة الدولية، ولعل استراتيجية “التماسك الداخلي internal-coherence أ[18]—من خلال سياسات استرضاء مختلف الشرائح في المجتمع بتوزيع المنافع المختلفة—هي الأكثر صلاحية لفهم التكيف السياسي الإسرائيلي المتاح في حالة ما بعد الطوفان، وهو ما يتضح في المؤشرات الأربعة الإيجابية التي أشرنا لها.
2. تراجع ترتيب “إسرائيل” في ثمانية مؤشرات، وهي:
أ. مؤشر الاستقرار السياسي: تراجع وزن هذا المؤشر لـ”إسرائيل” 132 نقطة، وهو نتيجة لأسباب عديدة مثل الحرب على جبهات عدة، والخلافات الداخلية على كيفية معالجة الموقف خصوصاً بين المستويين العسكري والسياسي وداخل كل من المعسكرين، وهو ما اتضح في التغيير في قيادات الجيش والأجهزة الأمنية والقضائية والاتهام المتبادل بالمسؤولية عما يجري، وفي التغير في أعضاء الحكومة والخلافات حول بعض الخطط السياسية والعسكرية أو حول سياسات التجنيد خصوصاً موضوع انخراط الحريديم…إلخ، ناهيك عن شلل بعض المرافق والمؤسسات خصوصاً في شمال وجنوب “إسرائيل”.
ب. مؤشر الديموقراطية: تراجع وزن هذا المؤشر تراجعاً بسيطاً هو نقطتان، ومن المسلم به أن الدولة عندما تكون في حالة حرب فإنها تميل إلى بعض الاجراءات التي تقيد الحريات، مثل القيود الإعلامية على نشر الأخبار العسكرية أو غيرها، أو قوانين الطوارئ…إلخ.
ج. مؤشر العولمة: على الرغم من اهتمام الدول في حالة الحرب بالمجتمع الدولي، إلا أنها تقلص بعض نشاطاتها خصوصاً الأقل استراتيجية للاهتمام بما هو أكثر ضرورة لإدارة المعركة، لكن ذلك قد يدفع نحو تراجع بعض مؤشرات العولمة الاستراتيجية خصوصاً من خلال المنظمات الدولية، ولعل هذا ما يفسر أن تراجع التفاعل الإسرائيلي في هذا الجانب كان بسيطاً (نقطتان).
د. مؤشر القوة العسكرية: يشكل الاستنزاف للموارد البشرية، آلاف القتلى والجرحى والمهجرين، وخسائر المعدات وتعدد الجبهات القتالية؛ غزة، والضفة الغربية، ولبنان، واليمن، والعراق، والمفاجأة في قوة الصدمة التي أحدثها الطوفان في صورة الردع العسكري الإسرائيلي عوامل سلبية للمؤسسة العسكرية، لكن هذا التغير كان في حدود التراجع بثلاث نقاط فقط نتيجة التدخل الأمريكي والأوروبي لمساندة “إسرائيل” مالياً ولوجيستياً وسياسياً وإعلامياً لتعويضها عن ما تواجهه وتفقده.
هـ. مؤشر الدولة الأفضل أو الصورة الذهنية في العالم عن “إسرائيل”، وهنا نجد أن قرارات المحاكم الدولية، المحكمة الجنائية الدولية International Criminal Court (ICC) ومحكمة العدل الدولية International Court of Justice (ICJ)، وتقارير المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية وخصوصاً ذات المصداقية العالية، وانتشار صور السلوك والتصريحات الإسرائيلية الهمجية، تهديد الضرب لغزة بالسلاح النووي ودعوات التجويع والتهجير وقتل المدنيين، هزت الصورة الإيجابية التي عملت “إسرائيل” على تكريسها، مما جعل التغير في صورة “إسرائيل” تغيراً عالياً بلغ 20 نقطة. والملاحظ أن نموذج قياس الدولة الأفضل يشير إلى أن “إسرائيل” تقع ضمن أعلى ثلاث دول في تراجع المكانة بين الـ 89 دولة التي يقيسها النموذج سنة 2024، وهو ما جعل “إسرائيل” تتراجع في رتبتها من الرتبة 36، سنة 2023، إلى الرتبة 46، سنة 2024، وهذا امتداد لاتجاه فرعي Sub-trend، يشير إلى أن المكانة الإسرائيلية تتراجع منذ سنة 2016 عندما كان ترتيبها العالمي 25، إلا أن التراجع الأكبر وقع خلال الفترة بين 2023 و2024، وهي فترة طوفان الأقصى.[19] ولعلّ ذلك يتسق مع توجهات الرأي العام الإسرائيلي الذي يرى 58% منه في سنة 2024 أن “إسرائيل” أصبحت أقل احتراماً في العالم.[20]
و. مؤشر التصويت في الأمم المتحدة: أدت السياسات الإسرائيلية في إدارة المعركة في قطاع غزة إلى إحراج العديد من الدول الصديقة لـ”إسرائيل” أو المحايدة في مواقفها، وهو ما جعل هذه الدول تجد صعوبة أمام مجتمعاتها على التغطية على الموقف الإسرائيلي، وكان ذلك واضحاً في مواقف أغلب الدول الأوروبية بشكل خاص، لذا كان التغير السلبي في مكانة “إسرائيل” كبيراً وصل إلى 70 نقطة.
ز. مؤشر السلام العالمي: شكّل مستوى العنف في قطاع غزة، والاضطرابات في “إسرائيل”، والمظاهرات في أغلب دول العالم وخصوصاً في المؤسسات الأكاديمية الغربية، واضطراب حركة الملاحة البحرية وانعكاسات ذلك على التجارة الدولية والأسعار والنقل الجوي والبحري أمراً لم يستسغه المجتمع الدولي خصوصاً نتيجة التردد الإسرائيلي في قبول دعوات وقف إطلاق النار المتكررة، وهو ما أدى الى تراجع مكانة “إسرائيل” في الإسهام في السلم العالمي بـ 42 نقطة، وهو تراجع كبير.
ومن الضروري في هذه النقطة، الإشارة إلى أن مؤشر الاستقرار السياسي يقيس “السلم” في نطاق الدولة ذاتها، ولكن السلم العالمي يقيس تأثير عدم الاستقرار في دولة معينة على السلم العالمي ككل.
ح. مؤشر الرأي العام الدولي: تنعكس المؤشرات كلها على موقف الرأي العام الدولي سلباً أو إيجاباً، ولما كانت أغلب المؤشرات ليست في صالح “إسرائيل”، فإن ذلك انتقل إلى مواقف الرأي العام الدولي والذي أشرنا لتفاصيله في نموذج القياس الفردي، وكان التحول كبيراً بلغ 42 نقطة.
3. المؤشر الثابت: بقي مؤشر الانفاق على البحث العلمي، من إجمالي الناتج المحلي، دون تغير، وتحتل “إسرائيل” مرتبة متقدمة للغاية في هذا المجال، وهي تتصدر دول العالم في هذا الجانب بمعدل يصل إلى 5.56%.
4. بتطبيق المعادلة التي أشرنا لها يتبين أن إجمالي نقاط التراجع الإسرائيلي في المكانة الدولية هو 313 نقطة بينما بلغ مجموع نقاط التقدم 84 نقطة، وهو ما يكشف عن تراجع كبير في المكانة الدولية سيترتب عليه نتائج استراتيجية وتكتيكية على المدى المتوسط والبعيد. وتتطابق نتائج القياس الذي قمنا به مع مذكرة التحذير التي كتبها المشرف على الشؤون العامة في وزارة الخارجية الأمريكية بيل روسو Bill Russo في آذار/ مارس 2024، وجاء فيها “يبدو أن الإسرائيليين غافلون عن حقيقة أنهم يواجهون ضرراً جسيماً، ربما يمتد لأجيال، في سمعتهم، ليس فقط في المنطقة، بل في أماكن أخرى من العالم، ونشعر بالقلق من أن الإسرائيليين يتجاهلون الصورة الحقيقية، ويرتكبون خطأً استراتيجياً فادحاً بتجاهل الضرر الذي لحق بسمعتهم”.[21]
ويثير بروفيسور التاريخ الإسرائيلي إيلان بابيه Ilan Pappe تصوراً مستقبلياً يتمحور حول ما وصفه بـ”انهيار الصهيونية”، مشيراً إلى ستة مؤشرات لهذا الانهيار المستقبلي من بينها “العزلة الإسرائيلية الدولية” إلى جانب تشظي البنية الاجتماعية الإسرائيلية والأزمات الاقتصادية وضعف الجيش الإسرائيلي والتغير في توجهات الشباب اليهودي في العالم يقابله المتغير الأخير وهو تجدد الطاقة الوطنية لدى الشباب الفلسطيني.[22] ويشارك بعض الإعلام الصهيوني بابيه رؤيته، إذ تشير بعض وسائل الإعلام الصهيونية لمؤشرات التراجع في التأييد الدولي لـ”إسرائيل” إلى عدد من المظاهر، مثل:[23]
1. اختفاء شركات الطيران الأجنبية من مطار “إسرائيل” الرئيسي (مطار بن جوريون Ben Gurion Airport) بشكل متكرر، فمثلاً هناك 66 شركة طيران أجنبية كانت تعمل في المطارات الإسرائيلية قبل الحرب، لم يتبقَّ سوى 14 شركة، بالإضافة إلى شركات الطيران الإسرائيلية.
2. تعليق بعض الدّول مبيعات الأسلحة للحكومة الإسرائيلية.
3. إلغاء معارض فنية للفنانين الإسرائيليين.
4. توقّف التّعاون الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية في مناطق عدة من العالم.
5. انسحاب شركات البنية التحتية الدولية من عدد من المشاريع الإسرائيلية.
6. كان لمذكرات التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو Benjamin Netanyahu ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت Yoav Gallant عواقب على الاستثمارات الأجنبية في “إسرائيل”، ناهيك عن تأثيرات قرارات محكمة العدل الدولية باعتبار السياسة الإسرائيلية “إبادة جماعية”؛ حيث تبنّت المحكمة ما يسمى “التدابير المؤقتة”، وهي أوامر ملزمة تطالب “إسرائيل” بمنع الإبادة الجماعية، كما وصفت المحكمة طلب جنوب إفريقيا في موضوع الإبادة بأنّه “معقول”. وقد كشفت إحدى الدراسات الأكاديمية أنّ نسبة الاستثمار في أيّ دولة تتأثر بمعدل 27% مقابل تغيّر نقطة واحدة في معدل مكانة الدولة.[24]
7. أكثر من 300 باحث إسرائيلي خضعوا لمقاطعة أكاديمية منذ بدء الحرب على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وشمل ذلك حظر نشر الأبحاث، وإلغاء المحاضرات والمشاركة في المؤتمرات، وسحب منح بحثية من الأكاديميين الإسرائيليين.
8. في المجال الرياضي، ذكرت التقارير الإسرائيلية أن الأندية الرياضية الإسرائيلية تواجه صعوبات في إبرام عقود مع مشاهير الرياضيين الأجانب.
9. تضرّر قطاع السياحة بشدة، حيث اضطر 90 فندقاً إلى إغلاق أبوابه منذ بدء الحرب، وهو ما يمثل 20% من قطاع الفنادق في “إسرائيل”.
وتقدم الباحثة بنينا شارفيت باروخ Pnina Sharvit Baruch المسؤولة عن برنامج “إسرائيل والقوى العالمية Israel and the Global Powers” في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي The Institute for National Security Studies (INSS)، المصنّف في المرتبة الأولى بين مراكز الأبحاث الإسرائيلية، والاستاذة الجامعية سابقاً في كلية القانون في جامعة تل أبيب Tel Aviv University، تقريراً شاملاً حول العزلة الدولية التي تعاني منها “إسرائيل” نتيجة الحرب في غزة، وتشير إلى:
أنّ قوة إسرائيل ترتبط ارتباطاً وثيقاً باندماجها في النظام الدولي، إلا أنّ هذا الارتباط يتعرض حالياً لتهديد كبير، إذ تواجه البلاد حملة دولية غير مسبوقة تتجاوز التحديات السابقة في نطاقها وشدّتها في المجالات السياسية والإعلامية والعامة، وقد أدى هذا الجهد المتواصل إلى شيطنة ملحوظة لإسرائيل وتراجع ملحوظ في مكانتها العالمية. إنّ الفشل في التصدي الفعال لهذه الحملة يُشكّل مخاطر على اقتصاد إسرائيل وأمنها القومي وقدرتها على تحقيق أهدافها العسكرية، مما قد يُعيق تقدّمها على جميع الجبهات، وهو ما يتطلب لمواجهة هذه التحديات تغييرات جذرية في نهج إسرائيل.[25]
الخلاصة:
على الرغم من بعض الانتقادات الأكاديمية المنهجية التي واجهتها نماذج قياس المكانة الدولية أو غيرها من نماذج القياس،[26] إلا أنّنا لا نستطيع تجاهل دلالاتها خصوصاً من خلال اتّجاهات الظاهرة موضوع القياس (مثل المكانة الدولية موضوع عنايتنا في هذه الدراسة)، إذ تشكّل المكانة الدولية أحد أصول Asset الدولة التي لا تتبدى للملاحظة المباشرة، وهي تعبير عن الصورة الذهنية التي ترسمها المجتمعات عن بعضها البعض وتؤثر على مستويات وأنماط التفاعل معها. ولعل ثورة الاتصالات، ومشاعية نقل المعلومات والصور، وكسر احتكار وسائل الإعلام الرسمية لمصادر الأخبار، يُسهم في تكوين صورة أكثر كشفاً لحقيقة الواقع، وهو الأمر الذي أسهم في كشفٍ أعمق لحقيقة السياسات الإسرائيلية، وأدى لتغيّر يصل إلى نحو 79% في صورة “إسرائيل”. واللافت للانتباه في التراجع الإسرائيلي، أنّ المؤشرات غير ذات العلاقة المباشرة بالطوفان لم تتأثر فيها مكانة “إسرائيل” دولياً، مثل الجوانب الثقافية أو تنوّع المواد الغذائية…إلخ، بينما كانت المؤشرات الفرعية أو المركزية ذات الصلة بتداعيات الطوفان هي الأكثر دلالة. ويكفي أن نشير إلى نموذج قياس US News & World Report-2024 الذي يقيس عشر مؤشرات مركزية (لها 58 مؤشراً فرعياً)، والذي يكشف أن التأثر الأكبر للمكانة الإسرائيلية كان في المؤشرات ذات العلاقة بالطوفان.[27]
لقد كشف رصد مؤشرات المكانة الاسرائيلية دولياً أنّ هذه المكانة تراجعت في 8 مؤشرات من 13 مؤشراً مركزياً، أي ما نسبته 61.5%، على الرغم من أنّ المساندة الرسمية العربية لموقف المقاومة وخصوصاً من الجانب الإعلامي كان في أضعف حالاته، بل إنّ أطرافاً عربية كانت أكثر تحريضاً على المقاومة قياساً للفترات السابقة،[28] وهو ما يعني أنّ السياسات العربية ووسائل إعلامها وبعض نخبها المرتبطة بهذه السياسات لم تستثمر هذه البيئة الدولية المواتية لمزيد من الضغط على “إسرائيل”، بل ساعدت في تخفيف التسارع في التراجع في المكانة الإسرائيلية من خلال التشبّث بالتطبيع معها بل والزيادة في بعض قطاعات التطبيع.
وكشفت هذه الدراسة أنّ مقارنة معدل التغيّر السلبي والإيجابي في المكانة الإسرائيلية في المجتمع الدولي يشير إلى أن التغيّر السلبي بلغ 78.8% مقابل 21.2% للتغيّر الإيجابي.
ولما كانت المساندة الدولية خصوصاً من القوى الكبرى هي أحد المتغيّرات الرئيسية في استمرار المشروع الصهيوني، فانّ الشرخ الذي تركه طوفان الأقصى في بنية هذا التأييد يمثل عاملاً استراتيجياً ستظهر آثاره في فترة تتراوح بين المدى المتوسط والبعيد.
إنّ تراجع الدول العربية والإسلامية عن مسار التطبيع وتعليق، على أقل تقدير، العلاقات مع “إسرائيل” يعزّز من وطأة العزلة الإسرائيلية والتأثير على مكانتها الدولية، كما أنّ مساندة المقاومة وتعزيز التلاحم بين قوى المقاومة يؤسّس لتفعيل الآثار الاستراتيجية للتراجع في المكانة الإسرائيلية والتي أوضحنا مؤشراتها.
التوصيات:
تنعكس المكانة الدولية على العديد من قطاعات تفاعل الدولة بالواقع الدولي، فهي تعزز أو تُضعِف:[29]
1. المفاوضات الديبلوماسية والشراكات الثنائية والمتعددة الأطراف.
2. جذب الاستثمار الأجنبي المباشر من خلال توفير بيئة أعمال مواتية.
3. السياحة من خلال إيجاد صورة إيجابية أو سلبية عن الوجهة.
4. مكانة الدولة في المنظمات الدولية ومنتديات صنع القرار العالمية.
واستناداً لحدود هذه الدراسة وبناء على نتائجها، لا بدّ من العمل على:
1. أن تعمل قوى المقاومة ومساندوها على تعميق التراجع في المكانة الدولية لـ”إسرائيل” من خلال لجم سياسات “المكايدة الإعلامية” العربية الرسمية ضدّ المقاومة، وتوجيه هذا الإعلام نحو “الحيادية العلمية” على أقل تقدير، وهو ما يستوجب تقديم الصورة الحقيقية لتأثير طوفان الأقصى على المكانة الإسرائيلية دولياً.
2. زيادة المساحة للإعلام بلغات غير العربية، وزيادة إسهامات النّخب الفكرية والسياسية النزيهة من غير العرب والمسلمين في تعميق تحليل تراجع المكانة الدولية لـ”إسرائيل” ومآلات ذلك مستقبلياً.
3. الانتقال إلى “الحفر البحثي” في أعماق المجتمع والمؤسسات الإسرائيلية بالقدر الذي يستوجبه تصحيح الصورة الذهنية لدى الشعوب الأخرى عن “إسرائيل” وسياساتها العنصرية من ناحية، واعتبارها الدولة صاحبة أعلى معدل انتهاك لقرارات الأمم المتحدة بشكل يؤثر على الأمن والسلم العالمي من ناحية ثانية، فخلال السنة التالية لطوفان الأقصى (2024) قارب معدل الإدانات لـ”إسرائيل” من المنظمة الدولية ثلاثة أضعاف الإدانات لبقية دول العالم.[30]
4. زيادة أدبيات التحليل السياسي العربي الموجّه للجمهور الإسرائيلي باللغة العبرية، وتكريس صورة التراجع في المكانة الإسرائيلية دولياً استناداً لتحليل علمي متوازن.
الهوامش:
[1] خبير في الدراسات المستقبلية والاستشرافية، أستاذ في قسم العلوم السياسية في جامعة اليرموك في الأردن سابقاً، حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة القاهرة، وهو عضو سابق في مجلس أمناء جامعة الزيتونة في الأردن، وجامعة إربد الأهلية، والمركز الوطني لحقوق الإنسان وديوان المظالم، والمجلس الأعلى للإعلام. ألَّف 37 كتاباً، يتركز معظمها في الدراسات المستقبلية من الناحيتين النظرية والتطبيقية، ونُشر له نحو 120 بحثاً في المجلات العلمية المحكّمة.
[2] Lauren Ferry and Cleo O’Brien-Udry, “International Status: Concept meets Measurement,” site of Cleo O’Brien-Udry, March 2022, https://cobrienudry.github.io/files/Status_011222.pdf
[3] لمزيد من التعرف على نماذج للقياس وإشكاليات القياس فيها خصوصاً تحديد المؤشرات ومناهج القياس للمكانة الدولية (أو الحضور الدولي كما يسميه بعض الباحثين)، انظر:
Iliana Olivié et al., “Measuring the international presence of countries: the Elcano Institute’s IEPG Index methodology revisited,” site of Elcano Royal Institute, 27/7/2012, https://www.realinstitutoelcano.org/en/work-document/measuring-the-international-presence-of-countries-the-elcano-institutes-iepg-index-methodology-revisited; and Global Measurements & Indices, site of University of South Florida Libraries, https://guides.lib.usf.edu/global-data
[4] Danuta Szwajca, “The Importance of Reputation of a Country in the Process of Building its Competitive Advantage on the Global Market,” Scientific Journal, No. 1, 2017, p. 107.
[5] أجرى أحد الباحثين دراسة تقيس العلاقة بين السمعة من ناحية والتغير من ناحية ثانية، ثم تحاول قياس هذه السمعة في وضعيتين هما: العلاقة بين السمعة والتغير في فترات التعاون والعلاقة في فترات الصراع، ويحاول الباحث تكمية quantification العلاقة لقياس أيهما أكثر أهمية في الحالتين. انظر التفاصيل في:
Ekrem T. Baser, “Reputations and Change in International Relations,” International Studies Quarterly, vol. 68, no. 3, 24/6/2024, pp.7-14.
[6] للتفاصيل حول هذه النماذج، انظر:
Catalogue of Indices 2016: Data for a Changing World, site of IPI Global Observatory, 28/9/2016, https://theglobalobservatory.org/2016/09/catalogue-indices; Country Rankings, Chandler Good Government Index, site of Chandler Institute of Governance, https://chandlergovernmentindex.com/country-rankings; and Rankings, Sustainable Development Report, https://dashboards.sdgindex.org/rankings
[7] Global Soft Power Index, site of Brandirectory, https://brandirectory.com/softpower
[8] Global Peace Index 2022: Measuring Peace in a Complex World, site of Institute for Economics & Peace, June 2022, https://www.economicsandpeace.org/wp-content/uploads/2022/06/GPI-2022-web.pdf; and Global Peace Index 2024: Measuring Peace in a Complex World, Institute for Economics & Peace, June 2024, https://www.economicsandpeace.org/wp-content/uploads/2024/06/GPI-2024-web.pdf
[9] Anna Gordon, New Polling Shows How Much Global Support Israel Has Lost, site of Time, 17/1/2024, https://time.com/6559293/morning-consult-israel-global-opinion
[10] Mitchell Bard, Public opinion for Israel shows an alarming trend, site of Jewish News Syndicate (JNS), 26/3/2025, https://www.jns.org/public-opinion-for-israel-shows-an-alarming-trend; and Megan Brenan, Less Than Half in U.S. Now Sympathetic Toward Israelis, site of Gallup, 6/3/2025, https://news.gallup.com/poll/657404/less-half-sympathetic-toward-israelis.aspx
[11] Public Opinion Poll: How 5 European countries see Palestinian issues, site of The Palestine Institute for Public Diplomacy, 16/4/2024, https://www.thepipd.com/resources/polling-2024
[12] The Israeli Institute for Regional Foreign Policies—Mitvim and Friedrich Ebert Foundation, The Israeli Foreign Policy Index for 2024, site of Friedrich-Ebert-Stiftung (FES), September 2024, https://israel.fes.de/fileadmin/user_upload/Mitvim_Israeli-Foreign-Policy-Index-2024.pdf
[13] Idan Eretz, Israel in last place in Nations Brand Index, site of Globes, 4/2/2025, https://en.globes.co.il/en/article-israel-in-last-place-in-nations-brand-index-1001501235
[14] Nation Brands Index 2022, site of Ipsos, 2/11/2022, https://www.ipsos.com/en/nation-brands-index-2022; and Rock bottom: Israel ranks last on Nation Brand Index, perceived as ‘chaotic’, site of Ynetnews.com, 4/2/2025, https://www.ynetnews.com/business/article/ryeyskkf1l
[15] Stanley Krippner, “The Holistic Paradigm,” World Futures journal, vol. 30, no. 3, 1991, pp. 133–139.
[16] تعددت نماذج ونتائج القياس ومناهج الحساب فيها ووضع الأوزان، لذلك عملنا على اعتماد أكثر من نموذج لقياس المؤشر الواحد، ثم قمنا بقياس درجة الانحراف المعياري بينه، لتحديد الوزن النسبي للمؤشر، وأحياناً حيث تنفرد بعض النماذج ببعض المؤشرات، اعتمدنا ذلك النموذج والأوزان المعتمدة فيه. انظر هذه النماذج المتعددة في:
Political stability – Country rankings, site of TheGlobalEconomy.com, https://www.theglobaleconomy.com/rankings/wb_political_stability; Fragile States Index 2024, https://fragilestatesindex.org/global-data; Democracy Index 2024, The Economist Intelligence Unit, https://image.b.economist.com/lib/fe8d13727c61047f7c/m/1/609fbc8d-4724-440d-b827-2c7b7300353d.pdf?utm_campaign=MA00001514&utm_medium=email-owned&utm_source=eiu-marketing-cloud&RefID=&utm_term=20250226&utm_id=2064759&sfmc_id=00QWT00000J2uGH2AZ&utm_content=cta-button-1&id_mc=279801853; Israel, Globalization Index, site of Maxinomics, https://www.maxinomics.com/israel/globalization-index; Israel’s Gini Coefficient, site of World Economics, https://www.worldeconomics.com/Inequality/Gini-Coefficient/Israel.aspx; 2025 Military Strength Ranking, site of GlobalFirepower (GFP), https://www.globalfirepower.com/countries-listing.php;
https://www.google.com/search?q=gini+index+ranking+by+country+2022+to+2024&oq=gini+index+ranking+by+country+2022+to+2024&gs_lcrp=; Global Fire Power Ranking 2022, site of Kaggle, https://www.kaggle.com/datasets/mickaelandrieu/global-fire-power-ranking-2022; Corruption Perceptions Index, site of Transparency International, https://www.transparency.org/en/cpi/2022; Israel, site of World Economics, https://www.worldeconomics.com/country-reviews/israel; Crime Index by Country 2022, site of Numbeo, https://www.numbeo.com/crime/rankings_by_country.jsp?title=2022; Crime Rate by Country 2025, site of World Population Review, https://worldpopulationreview.com/country-rankings/crime-rate-by-country; List of countries by Human Development Index, site of Wikipedia, https://en.wikipedia.org/wiki/List_of_countries_by_Human_Development_Index; HDI By Country, site of Data Pandas, https://www.datapandas.org/ranking/hdi-by-country; Research and development expenditure (% of GDP), site of World Bank Group, Data360, https://data.worldbank.org/indicator/GB.XPD.RSDV.GD.ZS; Israel’s innovation system, Global Innovation Index (GII), site of WIPO, https://www.wipo.int/gii-ranking/en/israel/section/innovation-trends; 2022 UNGA Resolutions on Israel vs. Rest of the World, site of UN Watch, 14/11/2022, https://unwatch.org/2022-2023-unga-resolutions-on-israel-vs-rest-of-the-world; and 2024 UNGA Resolutions on Israel vs. Rest of the World, UN Watch, 3/11/2024, https://unwatch.org/2024-unga-resolutions-on-israel-vs-rest-of-the-world
[17] تتمثل صورة الدولة لدى الرأي العام من خلال الاستطلاعات أو قياس الرضا عن السمة العامة للدولة Nation Brand Index، أو قياس عدد المظاهرات ضدّ الدولة في العالم أو كيفية تناولها في الأفلام والروايات الأدبية… الخ.
[18] يحدد جيمس روزينيو ست استراتيجيات لتكيف الدولة الصغيرة عند مواجهتها لبيئة دولية متغيرة تجاهها، وقد يكون التغير أمنياً أو سياسياً أو اقتصادياً، وقد تجمع الدولة الصغيرة في هذه الحالة أكثر من استراتيجية واحدة معاً. للاطلاع على تفاصيل هذه الاستراتيجيات انظر:
[
James Rosenau, The Study of Political Adaptation (London: Frances Pinter, 1981), pp. 117–123.
[19] Trevor Bach, Israel Falls in Best Countries Rankings Amid Continued War in Gaza, site of U.S. News, 11/9/2024, https://www.usnews.com/news/best-countries/articles/2024-09-11/israel-falls-in-best-countries-rankings-amid-gaza-war
[20] Laura Silver and Maria Smerkovich, Amid war in Gaza, 58% of Israelis say their country is not respected internationally, site of Pew Research Center, 11/6/2024, https://www.pewresearch.org/short-reads/2024/06/11/amid-war-in-gaza-58-of-israelis-say-their-country-is-not-respected-internationally
[21] Daniel Estrin, A State Department official warns Israel of ‘major’ reputational damage in Gaza war, site of NPR, 22/3/2024, https://www.npr.org/2024/03/22/1240148688/israel-gaza-war-state-department-memo-damage-reputation
[22] Ilan Pappé, The Collapse of Zionism, site of Sidecar, 21/6/2024, https://newleftreview.org/sidecar/posts/the-collapse-of-zionism
[23] Israel faces growing isolation over Gaza war, site of Anadolu Agency, 29/11/2024, https://www.aa.com.tr/en/middle-east/israel-faces-growing-isolation-over-gaza-war/3409027
[24] Adina SĂNIUȚĂ, “The Impact of a Country’s Reputation in the Economic Development of a Nation,” site of STRATEGICA International Conference, https://strategica-conference.ro/wp-content/uploads/2022/04/59-1.pdf
[25] Pnina Sharvit Baruch, “Israel on the Dangerous Path to International Isolation,” site of The Institute for National Security Studies (INSS), 4/7/2024, https://www.inss.org.il/publication/isolation
[26] انظر على سبيل المثال:
Bjørn Høyland, Karl Moene and Fredrik Willumsen, The tyranny of international index rankings, Journal of Development Economics, vol. 97, issue 1, January 2012, https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0304387811000198
[27] Israel drops 10 spots in ranking of best countries based on global perception, site of The Times of Israel, 11/9/2024, https://www.timesofisrael.com/israel-drops-10-spots-in-ranking-of-best-countries-based-on-global-perception
[28] Bob Woodward, War (New York: Simon & Schuster, 2024), Chapters 44, 45, 46 and 48.
[29] للتعرف على آثار المكانة وملابساتها في شبكة العلاقات الدولية انظر:
7.5 Country reputation management, https://library.fiveable.me/international-public-relations/unit-7/country-reputation-management/study-guide/iyqSUZt395Ozsqdy
[30] UN Condemns Israel 17 Times, Rest of World Combined 6 Times, UN Watch, 19/12/2024, https://unwatch.org/un-condemns-israel-17-times-6-on-rest-of-world-combined
للاطلاع على الورقة العلمية بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي: >> ورقة علمية: تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات المكانة الدولية لـ”إسرائيل“ … أ. د. وليد عبد الحي ![]() |
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 30/4/2025
أضف ردا