مدة القراءة: 3 دقائق

نظّم مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ندوة تأبينية لعضو هيئته الاستشارية البروفيسور حسن أحمد إبراهيم، رحمه الله، وذلك مساء يوم الأربعاء 23 نيسان/ أبريل 2025، عبر تقنية مؤتمرات الفيديو (الزووم Zoom). وجاءت الندوة تكريماً لمسيرة الراحل الزاخرة بالعطاء العلمي والإنساني، ووفاءً لإسهاماته الكبيرة في دعم القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين الذين عايشوه ورافقوا مسيرته الأكاديمية.

أدار الندوة أ. د. أحمد إبراهيم أبو شوك، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة قطر، الذي قدّم مداخلة حول مناقب الفقيد، ودوره الريادي في مجالات البحث التاريخي والإسهام الأكاديمي، واصفاً شخصيته بثلاث كلمات: “التواضع، والإنسانية، والالتزام الأكاديمي”، مؤكداً أن البروفيسور حسن كان نموذجاً يُحتذى به في البحث العلمي والعمل المؤسسي.

افتتح الندوة المدير العام لمركز الزيتونة أ. د. محسن محمد صالح الذي ألقى كلمة استعرض فيها مزايا الفقيد، مشيداً بمكانته المرموقة في حقل الدراسات التاريخية، ومشيراً إلى ديناميته العالية، وقدرته على الإنجاز، والتزامه العميق بقضايا الأمة، وخصوصاً القضية الفلسطينية، التي كانت حاضرة في وجدانه. وأشار صالح إلى الدور الحيوي الذي أدّاه البروفيسور حسن في دعم مركز الزيتونة، من خلال عضويته الفاعلة في الهيئة الاستشارية للمركز، وإسهاماته المتميزة في ترجمة ومراجعة النصوص الإنجليزية، ولا سيّما ما يتعلق بالتقرير الاستراتيجي الفلسطيني الدوري الذي يصدر عن المركز. وأضاف أنّه جمع عدّة صفات متميّزة في شخصه وهي الإنسان والعالِم الأكاديمي المتميز والقدوة، والإداري القدير، والإنسان الوطني المشغول بقضايا شعبه وقضايا أمته.

وتخلّلت الندوة كلمات مؤثرة لعدد من الشخصيات الأكاديمية التي عاصرت الراحل، ورافقته في مسيرته العلمية. ومن بين المتحدثين، أ. د. إبراهيم محمد زين، أستاذ الدراسات الإسلامية، الذي ألقى كلمة أشار فيها إلى تجربته المشتركة مع البروفيسور حسن في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، مشيراً إلى تواضعه وعمق علمه، ولافتاً إلى كفاءته الإدارية المتميزة، وحرصه الدائم على تقديم الدعم والمواساة، سواء كان ذلك مادياً أم معنوياً أم علمياً.

وشارك أيضاً أ. د. عبد الله علي إبراهيم، أستاذ التاريخ الإفريقي والإسلامي بجامعة ميسوري في الولايات المتحدة الأمريكية، بكلمة نيابة عن زملاء وأصدقاء أ. د. حسن أحمد إبراهيم، سلّط فيها الضوء على خصاله العلمية والإنسانية الراقية، وطبعه الظّريف الأنيق.

كما تحدّثت أ. د. فدوى عبد الرحمن علي طه، أستاذة التاريخ الحديث في جامعة الخرطوم، بالنيابة عن طلاب أ. د. حسن أحمد إبراهيم، حيث نوّهت بجهوده الكبيرة في إعداد أجيال من الباحثين، من خلال أسلوبه التعليمي السلس والواضح، وصرامته المنهجية في الإشراف الأكاديمي، وهي سمات أسهمت في تميّز خرّيجيه الذين شغلوا مواقع قيادية ومتقدمة في المؤسسات الأكاديمية والعامة داخل السودان وخارجه، كما بقيت علاقاته معهم ممتدة وداعمة حتى بعد تخرجهم.

ومن جانبه، قدّم د. الخليفة محمد عمر، رئيس قسم التاريخ في جامعة الخرطوم، مداخلة بالنيابة عن القسم، سلَّط فيها الضوء على أهمية الإنتاج العلمي للراحل، داعياً إلى إيلاء إرثه الأكاديمي العناية اللائقة به. وأعلن أنّ قسم التاريخ في الجامعة يسعى إلى جمع أبحاث الفقيد وطباعة بقية مؤلّفاته، بهدف الحفاظ عليها في الذاكرة الوطنية.

ومن جانبه، ألقى أ. د. حاتم الصديق محمد أحمد، مدير مركز بحوث ودراسات دول حوض البحر الأحمر ونائب رئيس اتحاد المؤرخين الأفارقة، كلمة باسم المركز، تناول فيها دور الفقيد في تعزيز التعاون البحثي والعلمي، مشيداً بما تميز به من تواضع جمّ، وسعة علم، وحرص دائم على السؤال عن أحوال زملائه ومحيطه.

وتحدّثت الباحثة في الفولكلور السوداني، رباح الصادق المهدي، عن تجربتها في العمل مع أ. د. حسن أحمد إبراهيم في اللجان العلمية، وأثنت على دماثة خلقه ودقَّته المهنية العالية، الّتي تركت أثراً طيباً في كلّ من تعامل معه.

كما قدّم أ. د. أحمد عوض عديل، استشاري طب المناطق الحارة، كلمة باسم أسرة الفقيد رحمه الله، عبّر فيها عن شكر العائلة العميق وامتنانها لكل من شارك وأسهم في هذا التكريم. وتحدّث عن بعض الجوانب الشخصية للراحل الذي كان مثالاً في المسؤولية والاهتمام، وترك أثراً طيباً في نفوس أفراد عائلته.

وفُتِح المجال لمداخلات الحضور من زملاء ومعارف ومحبي وطلاب أ. د. حسن أحمد إبراهيم رحمه الله، الذين عبّروا عن حزنهم لفقدانه، مستعرضين أبرز محطات حياته، ومؤكدين أن إرثه العلمي سيبقى حياً في الذاكرة والوجدان.





مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2025/4/24