مدة القراءة: 5 دقائق

الصفحات الأولى من “دراسة علميّة: التنمية البشرية في ظلّ السلطة الفلسطينية … أ.إقبال وليد عميش وأ.غنى سامي جمال الدين” (نسخة نصيّة HTML)

النص المعروض هو للصفحات الأولى من الدراسة العلميّة … للاطلاع على الدراسة كاملةً اضغط هنا  (45 صفحة، 2.3 MB)

دراسة علميّة: التنمية البشرية في ظلّ السلطة الفلسطينية … أ.إقبال وليد عميش وأ.غنى سامي جمال الدين [1]

تمهيد:

تعكس دراسة المؤشرات الاجتماعية والسكانية والتعليمية والصحية الحالة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ومساراته المستقبلية المحتملة. غير أنه يجب التنبه إلى أن الحالة الفلسطينية، بشكل خاص، تواجه أوضاعاً استثنائية؛ إذ يعيش نصف الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي بكل ما يملك من أدوات استغلال وتعطيل واستنزاف وحصار، ويعيش نصفه الآخر في الشتات والمنافي حيث يعاني من مرارة التشرد واللجوء والحرمان. مما يعني أن الإحصاءات والأرقام التي نستعرضها في هذا الفصل هي أرقام تقريبية، وهو ما استطعنا توفيره ضمن هذه الحالة الاستثنائية.

يحاول هذا الفصل تقديم دراسة إحصائية مقارنة حول المؤشرات الحياتية المختلفة للشعب الفلسطيني خلال الفترة 1993-2013، في الضفة الغربية وقطاع غزة. حيث يستعرض الخصائص الديموغرافية المختلفة للفلسطينيين في الداخل والخارج. ثم ينتقل ليعرض الحالة التعليمية والثقافية العامة للشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى التعليم الأساسي والثانوي والجامعي خلال الفترة نفسها. وبما أن الصورة العامة لا تكتمل إلا بدراسة الوضع الصحي للشعب الفلسطيني، فقد استعرض الفصل المؤشرات الصحية العامة من حيث الخدمات والمستشفيات والتأمين الصحي، بالإضافة إلى أثر الاحتلال على القطاع الصحي.

أولاً: المؤشرات الاجتماعية والسكانية:

يتميز المجتمع الفلسطيني بأنه مجتمع فتي، حيث نجد أن عدد الشعب الفلسطيني ازداد بنسبة 87.7% منذ سنة 1993 حتى نهاية سنة 2013، كما أن نصف الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع يقل عمره عن 19 عاماً، وبالرغم من أنه شعب يعيش تحت احتلال غاصب ويتعرض لمعوقات مختلفة إلا أنه تمكن من التكيف مع أوضاعه المعقدة، وصمد في وجه الاحتلال. وتظلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين، وتمزيق النسيج الاجتماعي للشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال الإسرائيلي، هي التحدي السكاني الأبرز الذي يواجه الفلسطينيين.

1. تعداد الفلسطينيين في العالم:

بناء على تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فقد بلغ عدد الفلسطينيين في نهاية سنة 2013  في العالم نحو 11.81 مليون نسمة مقارنة بنحو 6.29 ملايين نسمة في نهاية سنة 1993. وعند دراسة أعداد الفلسطينيين خلال الفترة 1993-2013 نجد أن معدل الزيادة السنوية يبلغ 3.2%؛ أي أن عددهم ازداد بنسبة 87.7% منذ سنة 1993 حتى نهاية سنة 2013. غير أن نِسَب أعداد الفلسطينيين حسب توزيعهم في العالم لم تختلف بشكل كبير خلال العشرين سنة محل الدراسة. والجدول التالي يمثل تقديرات عدد الفلسطينيين في العالم حسب الإقامة لسنوات مختارة.

يتوزع الفلسطينيون حسب مكان الإقامة إلى فلسطينيين يقيمون في فلسطين التاريخية التي تضم الأراضي المحتلة سنة 1948، وسنة 1967، والذين يقدر عددهم لسنة 2013 بنحو 5.92 ملايين نسمة يشكلون قرابة 50.1%، وبواقع 4.49 ملايين نسمة في الضفة الغربية وقطاع غزة، أي ما نسبته قرابة 38% من إجمالي عدد الفلسطينيين في العالم؛ بينما قُدِّر عدد الفلسطينيين سنة 1993 في فلسطين التاريخية بنحو 2.8 مليون نسمة يشكلون قرابة 44.3% من إجمالي الفلسطينيين في العالم، من بينهم نحو مليوني نسمة في الضفة الغربية وقطاع غزة، أي ما نسبته 31.7%.

أما عدد الفلسطينيين الذين يقيمون في الأراضي الفلسطينية التي احتلت سنة 1948، “إسرائيل” سنة 2013، فقد بلغ نحو 1.43 مليون فلسطيني، أي بنسبة 12.1% من الفلسطينيين في العالم، بينما بلغ عددهم سنة 1993 نحو 800 ألف نسمة، أي بنسبة 12.6%.

*  بالنسبة للمواطنين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة سنة 1948، فهي لا تشمل المواطنين في الأراضي التي احتلت سنة 1967 بما فيها محافظة القدس، ولا تشمل العرب السوريين أو اللبنانيين أو المسيحيين غير العرب أو فئة الآخرين. في المقابل تنشر الإحصاءات الإسرائيلية أرقاماً تختلف عن أرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، حيث نجد أن عدد الفلسطينيين العرب في الأراضي المحتلة سنة 1948 بلغ نحو 1.683 مليون نسمة لسنة 2013، وإذا ما حذفنا عدد مواطني شرقي القدس الذي بلغ نحو 308 آلاف (اعتماداً على إحصائيات سنة 2012) وعدد مواطني الجولان الذي يبلغ 25 ألفاً تقريباً، فإن العدد يصبح نحو 1.35 مليون نسمة حسب الإحصاءات الإسرائيلية.

** بالنسبة لعدد الفلسطينيين في الأردن، فقد تمّ تقديرهم بالاعتماد على حصاد نهاية سنة 2009، حيث بلغ عددهم 3,240,473، وبالاعتماد على معدلات النمو السنوي الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة الأردنية للسنوات 2010–2013، والتي تقدر بـ 2.2%.

وبلغ عدد الفلسطينيين في الشتات في نهاية سنة 2013 نحو 5.89 ملايين نسمة، يشكلون قرابة 49.9% من الفلسطينيين في العالم، ويتركز غالبيتهم في الدول العربية المجاورة وخصوصاً في الأردن، التي يقدر عدد الفلسطينيين فيها بنحو 3.54 ملايين نسمة، أي بنسبة 30% من إجمالي أعداد الفلسطينيين. أما في باقي الدول العربية فيقدر عدد الفلسطينين بنحو 1.69 مليون فلسطيني، بنسبة 14.3%، يتركز معظمهم في الدول العربية المجاورة: لبنان، وسورية، ومصر، ودول الخليج العربي. في حين بلغ عدد الفلسطينيين في الدول الأجنبية نحو 665 ألفا،ً أي ما نسبته %5.6 من إجمالي عدد الفلسطينيين في العالم. وعند المقارنة مع نهاية سنة 1993، فقد بلغ عدد الفلسطينيين في الشتات نحو 3.5 ملايين نسمة، أي ما نسبته 55.7% من الفلسطينيين في العالم، موزعين بنحو 2.1 مليون في الأردن، و1.1 مليون في الدول العربية الأخرى، و339 ألفاً في الدول الأجنبية، أي ما نسبته 32.9% و17.4% و5.4% من إجمالي عدد الفلسطينيين في العالم على التوالي.

وتجدر الإشارة إلى أن اللاجئين الفلسطينيين ليسوا فقط أولئك المقيمين خارج فلسطين، وإنما هناك نحو 1.984 مليون لاجئ مقيمين في فلسطين المحتلة سنة 1967، كما أن هناك نحو 150 ألف لاجئ طردوا من أرضهم، لكنهم ما زالوا مقيمين في فلسطين المحتلة سنة 1948 “إسرائيل”؛ وبالتالي فإن مجموع اللاجئين الفلسطينيين يصل إلى نحو 8.025 ملايين لاجئ، أي نحو 68% من مجموع الشعب الفلسطيني، وذلك حسب تقديرات سنة 2013. وربما يكون هناك بعض التكرار في احتساب بعض الأعداد، بسبب الانتقال من المكان المسجل فيه اللاجئ أو الذي يحمل جواز سفره، إلى مكان عمل أو إقامة آخر؛ لكن ذلك لا يؤثر إلا بشكل محدود على النسبة الكبيرة للاجئين.

ومن الجدير بالذكر أن أعداد اللاجئين الفلسطينيين في سورية هي الأعداد الرسمية التي نشرتها وكالة الأونروا في 1/1/2014. وقد ازدادت معاناة اللاجئين في سورية نتيجة للصراع الدائر، فأصبح هناك في مطلع سنة 2014 نحو 440 ألفاً بحاجة ماسة للمساعدة المستمرة؛ واضطر نحو 270 ألفاً للهجرة والتشرد إلى أماكن أكثر أمناً داخل سورية، بينما اضطر للجوء خارج سورية نحو 80 ألفاً آخرين. وتوزع هؤلاء اللاجئين على لبنان التي استقبلت نحو 53 ألفاً، والأردن التي استقبلت 14 ألفاً، ومصر 6 آلاف، وغزة 860. وهناك لاجئون انتقلوا إلى تركيا وليبيا وماليزيا وغيرها .

[1] إقبال عميش: رئيسة وحدة التدقيق الأكاديمي، باحثة في مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، متخصصة في الشأن الفلسطيني. شاركت في إعداد المؤشرات السكانية والاقتصادية والتعليمية في التقرير الاستراتيجي الفلسطيني لعدد من السنوات، وفي إعداد كتاب قطاع غزة: التنمية والإعمار في مواجهة الحصار والدمار. كما شاركت في التدقيق الأكاديمي للكثير من كتب ومنشورات مركز الزيتونة.
غنى جمال الدين: باحثة في مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، متخصصة في الشأن الفلسطيني. شاركت في إعداد المؤشرات السكانية والاقتصادية والتعليمية في التقرير الاستراتيجي الفلسطيني لعدد من السنوات، وفي إعداد كتاب قطاع غزة: التنمية والإعمار في مواجهة الحصار والدمار. كما شاركت في التدقيق الأكاديمي للكثير من كتب ومنشورات مركز الزيتونة.

النص المعروض هو للصفحات الأولى من الدراسة العلميّة … للاطلاع على الدراسة كاملةً اضغط هنا  (45 صفحة، 2.3 MB)