مدة القراءة: 3 دقائق

intervention_abd-alhussein_shaban_10-16_paneldiscussion_sykes-picot_2016يسر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات أن يقدم مداخلة الدكتور عبد الحسين شعبان، حول ”القوى السياسية والمجتمعية في العراق: نحو التجزئة أم نحو الوحدة؟!“.

وقد قدمت هذه المداخلة في حلقة نقاش ”مئة عام على سايكس بيكو: خرائط جديدة ترسم“، الذي أقامه مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، في بيروت، في 26/5/2016.


لتحميل المداخلة، اضغط على الرابط التالي:

>>
مداخلة: القوى السياسية والمجتمعية في العراق: نحو التجزئة أم نحو الوحدة؟! … د. عبد الحسين شعبانWord (6 صفحات، 4.2 MB)

>>
مداخلة: القوى السياسية والمجتمعية في العراق: نحو التجزئة أم نحو الوحدة؟! … د. عبد الحسين شعبان (6 صفحات، 624 KB)

 

مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 10/11/2016


مداخلة:القوى السياسية والمجتمعية في العراق: نحو التجزئة أم نحو الوحدة؟! … د. عبد الحسين شعبان

بداية أود أن أتقدم بالشكر لمركز الزيتونة على إقامة هذه الفعالية وعلى دعوتي للحديث أمام هذه النخبة اللامعة من المثقفين ومن المفكرين ومن الباحثين.

سيقتصر حديثي على عدد من النقاط التي سأضيئ عليها، بمثابة برقيات أو أقرب لبرقيات، بحكم ضيق الوقت.

أولاً، أبدأ من العنوان؛ العراق هل سائر نحو التجزئة أم نحو الوحدة؟ يغلبه القول: العراق من الوحدة إلى التقسيم، لما فيه من دلالات سنتحدث عنها لاحقاً.

منذ أن تشكلت الدولة العراقية سنة 1921 وإلى اليوم عانت من ثلاث قضايا جوهرية ظلت تعاني منها حتى الآن. وهي كلها من نتائج معاهدة سايكس بيكو التي مضى عليها مئة عام. القضية الأولى: عدم الاعتراف بحقوق الأكراد. القضية الثانية تتعلق بقوانين الجنسية، لا سيما قانون الجنسية الأول سنة 1924، الذي بذر بذرة الطائفية في العراق. والقضية الثالثة، هي ضعف وهشاشة التراكيب الدولتية الحكومية التي أقيمت تحت عناوين الديموقراطية أو غير ذلك في العهد الملكي.

نشأت هكذا الدولة العراقية ضعيفة، لديها الكثير من القضايا العُقدية؛ دولة قلقة، غير مستقرة، شهدت انقلابات عسكرية، وتمردات، وثورات حتى أطيح بالنظام الملكي سنة 1958.

استمرت الدولة العراقية منذ 1921 وحتى 2003، دولة بسيطة، أي دولة مركزية. بعد 2003، بل يمكن القول منذ 1991، وبفعل انفصال المنطقة الكردية تحولت إلى دولة مركبة، أي دولة اتحادية، الأمر الذي أدى إلى اختلاف في المسارات. ونحن الآن ما زلنا في مرحلة انتقالية قد تقود وصولاً إلى محطة التقسيم.

ما الذي تغيّر؟ عشر نقاط يمكننا أن نوجزها سريعاً:

1. انتقل العراق من الحكم الشمولي، المركزي، الشديد الصرامة، إلى انفلات وتآكل وتفتت تدريجي، وصولاً إلى الانفطار الفعلي. ربما يتساءل البعض أن الدولة العراقية كانت قائمة، وهي دولة قوية ودولة واعدة! ولكن ما هو ظاهر غير ما هو مخفي تحت الرماد، النار كانت تحت الرماد. ليس كل ما هو سمين هو صحي؛ فالكثير من الذين يعانون من السمنة يعانون من أمراض كثيرة. هكذا كانت الدولة العراقية بفعل شحّ الحريات، وبفعل نقص المواطنة، وبفعل انعدام المساواة، وبسبب أيضاً انعدام المشاركة والشراكة الوطنية الحقيقية.

جاء الاحتلال الأمريكي، فانبعثت الهويات التي كانت غائبة أو مبعدة أو مقصيّة. حدث هذا في إطار تطور عالمي حصل في أوروبا الشرقية؛ بفعل انهيار الكتلة الاشتراكية. انبعثت الهويات هكذا فتقسمت يوغوسلافيا إلى ستة أقسام وسبعة أقسام الآن، ثم الاتحاد السوفياتي السابق تحول إلى 15 قسماً، وانفصلت التشيك عن السلوفاك في إطار جمهوريتين مختلفتين. عوامل التفكيك كانت تمشي على نحو بطيء في الدولة العراقية، وهي غير منظورة.

2. انتقل العراق من الديكتاتورية الواحدية الإطلاقية وادعاء الأفضليات، إلى دولة المحاصصة الطائفية الإثنية، أو الدولة الغنائمية ذات النظام الزبائني، هكذا كل شيء انقسم في الدولة العراقية على نحوٍ مفاجئ وسريع…. للمزيد


>> للمزيد حول حلقة نقاش ”مئة عام على سايكس بيكو: خرائط جديدة ترسم“: اضغط هنا